رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 37 - 4 الثلاثاء 27/2/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل السابع والثلاثون
4
تم النشر يوم الثلاثاء
27/2/2024
❈-❈-❈
رفض رفضا قاطعا:
-أنا مش هينفع ازعلها يا فارس دي امي وضحت عشانا كتير اوي وكفايه آسر حطها قدام الامر الواقع.
رمقه بنظرة متعجبة وسأله:
-مستعد يعني تاجل لحد ما توافق او ترفض ﻷني مش عارف إذا ممكن ترضى بالموضوع ولا ﻷ؟
صمت نافخا زفيرا بحدة محملا بالكثير من الأعباء:
-أنا عايزك تيجي بكره قبل الميعاد تتكلم معاها ولو رفضت ابقى ائجل لحد...
قاطعه ساخرا:
-آه قصدك نفضل لحد آخر لحظه وبعدين نطلع عيال صغيره قدام أهل نرمين مش كده؟ لا يا بابا انا مينفعش معايا الحوار ده، روح دلوقتي وانا ساعه بالكتير وهكون عندكم.
وافقه وهم بالرحيل فتفاجئت نرمين بمغادرته وسألته:
-رايح فين مش هتشرب القهوة؟
غمز لها يحاول إخفاء امتعاضة:
-هشربها شربات إن شاء الله.
تحرك للخارج وسط ابتسامتها العريضه واحمرار وجهها من الخجل ولكنه عاد أدراجه يسألها:
-انتي بايته هنا؟
أومأت فحرك رأسه موافقا وهمس لها:
-بكره هتعملي ايه؟
ابتسمت فالغد هو اليوم الموعود:
-هروح الكوافير وارجع البيت عند بابا.
أشار لها محذرا:
-اوعي تقعلي الحجاب.
لمعت عينها ونفت سريعا:
-ﻷ طبعا، ايه الكلام ده.
هز رأسه بفرحة ولكنها أرادت المكوث معه لمدة أطول فنظرت خلفها لياسمين وفارس وهما يتحدثان بهمس وانتهزت الفرصة تخبره:
-كان في موضوع عايزه أقولك عليه بس بعيد عن فارس عشان ياسمين مش عيزاه يعرف.
أومأ يخبرها:
-طيب تعالي اركبي معايا نلف بالعربيه شويه ونشرب حاجه في أي كافيه قريب.
وافقته وذهبت معه وجلسا بأحد المقاهي وبدأت تقص عليه ملابسات الأمر وقبل أن تخبره بباقي خطتهن بتبديل نرمين مكان شيرين كان هو قد وصل لأعلى مراحل الغضب وصاح بها بعنف:
-ايه التخريف اللي بتقوليه ده؟
حاولت أن تخبره أنها رفضت هي الأخرى ولكنه لم يمهلها الوقت للتوضيح وصاح معترضا:
-أنا مش عايزك تجيبي سيرته أصلا في أي حوار يخصك وأنتي عايزه تواجهيه وتتكلمي معاه ويا يقبل يا يرفض؟ انتي واعيه بتقولي ايه؟
تعجبت فهو ﻷول مرة يرفع صوته لتلك النبرة الغاضبة وما فاجئها أنه لم يحسب حساب وجودهما بمكان عام وسط جموع الناس وظل يضرب الطاولة أمامه بعنف:
-الموضوع ده لو حصل يا نرمين هيعمل شرخ بينا كبير أوي أنا بحذرك أهو.
ابتلعت ريقها وهي لا تجد أي فرصة للتحدث معه بهدوء وانتظرته أن يخرج نوبة غضبه كاملة وهو يسب ابن عمه:
-بني آدم *** كل اللي هامه نفسه وما بعدي الطوفان متجوز ومخلف وعقله وتفكيره فيكي، ايه الو*** دي انا مش فاهم واللي يغيظ أنه عارف اني بحبك ومع ذلك حيوان وبيفكر فيكي و...
لم يصمت حتى وضعت راحتها على راحته برقة فصمت فورا من فعلتها ونهج بأنفاسه يحاول أن يهدئها واستمع لصوتها الهادئ:
-أنا أصلا رفضت يا يزن، أنت مش مديني فرصة اكملك وأفهمك وصلنا لايه في الموضوع ده.
نهج بأنفاسه فربتت على راحته المسندة فما كان منه إلا أن أحكم قبضته عليها مخللا أصابعه بخاصتها فشعرت بالحرج وحاولت سحب يدها منه ولكنه رفض:
-سبيها.
خجلت وأطرقت رأسها فابتسم لنقائها ورقتها:
-كملي وصلتوا ﻷيه؟
تكلمت بخجل وهي لا تنظر لعينيه:
-شيرين هتعمل انها انا و...
قاطعها ضاحكا:
-هتتكشف ﻷنكم مش شبه بعض اوي.
علقت تخبره:
-ﻷ ما احنا بنعرف نعمل ميك اب يخلينا نسخه من بعض وهتلبس حجاب وتروح...
قاطعها رافضا بحنق:
-انا مش موافق.
حاولت التحدث، ولكنه عاد لغضبه المؤجج:
-فكرة انه يتكلم معاكي أو مع توأمك على إنها انتي وابقى عارف انه هيواجه ويفضفض ويقول اللي جواه حتى لو لأختك مش ليكي بس هو بيكلم نرمين وبيحب نرمين وبيواجه نرمين، انتوا فاهمين بتعملوا ايه في العيلة؟ عشان كده فارس رفض لانكم بتعملوا قنبلة موقوته بيني وبينه هتنتهي بموت واحد فينا.
لمعت عينها وحاولت التحدث ولكن غضبه جعله يصرخ بها:
-انا كلامي نهائي ومش عايز نقاش في الموضوع ده.
وقبل أن يضيف أي أمر آخر أو حتى يستمع لوجهة نظرها جاءه اتصال على هاتفه:
-انت فين يا بني أنا عندكم؟
رد عليه وهو يقف مخرجا حفنة نقود ووضعها على الطاولة أمامه:
-جاي يا فارس استناني لحظات.
سحبها من يدها بدون مقدمات:
-تعالي اوصلك عشان فارس عندي في البيت.
لم تجد داع لسؤاله عن سبب زيارة فارس له، ولكنها أختارت الصمت حتى وصل لباب قصر ابن عمه وصف سيارته وقبيل أن تترجل التفت ينظر لها بتأكيد:
-مش عايز أعيد كلامي تاني يا نرمين، الموضوع ده مرفوض تماما فاهمة؟
أومأت وترجلت فقاد هو سيارته لڤيلته ودلف ليجد صياح والدته الرافضة حديث فارس:
-انا قولت ﻷ يعني ﻷ، ابني مش هيتجوز واحده مطلقه وده آخر كلام عندي، ولو راح بكره لوحده ينساني خالص.
صر فارس على أسنانه وهو يقف بمنتصف البهو ناظرا لها بغضب وحنق:
-انتي ملاحظة طريقتك معايا وصوتك العالي أزاي؟
تلجلجت وهي تعقب عليه:
-ما انت كل حاجه أنا رفضاها بتيجي وتنزل فرمان من فرمانتك وانا عليا السمع والطاعه، بس مش كل موضوع ممكن أقبل بالطريقه دي.
اقترب منها وتكلم صارا على أسنانه:
-موضوع الورث مشيتلك اللي انتي عيزاه.
نفت توضح:
-ﻷ أنا مكنتش عايزه حتى ترجع الفلوس من البنت اللي كان متجوزها، لكن أنت صممت ترجعها وقال ايه نبقى نوزعها على دور الأيتام ونتصدق بيهم، الله طيب يحب الطيب يا فارس يعني الفلوس الحرام مش مجال للتصدق.
قوس فمه ممتعضا وهتف:
-طيب بلاش ندخل في مواضيع متفرعه، دلوقتي ابنك بيحبها وعايزها وواخد ميعاد من أهلها فأنتي بقى عايزه تطلعيه عيل قدامهم ومتروحيش معاه بكره؟
أكدت بحنق:
-آه طالما هو اداهم الميعاد ده من غير ما يعرف رأيي، ولا أنا هروح معاه تحصيل حاصل؟
التفت له وهم بالصياح عليها ولكن نظرات يزن له وحديثه الهادئ جعله يصمت:
-خلاص يا فارس طالما رافضه انا مش هزعلها.
سأله بتجهم:
-والناس اللي اديتهم كلمتك؟
رد بخزي:
-خلاص بقى مفيش نصيب أنا هعتذر منهم.
لمح بسمتها الواسعة وفرحتها بقراره فأضاف مؤكدا:
-بس خلاص بقى طالما مش نرمين مش هيكون غيرها أنا قعدت اكثر من 30 سنه لحد ما لقيت واحده تقدر تحرك مشاعري وأحبها لدرجة أبقى عايز اتخلى عن العزوبية عشانها، فاعتقد هحتاج 30 سنه تانيين عشان انساها وأفكر تاني وساعتها هبقى عجوز بقى لا يصلح للجواز.
صرخت به غاضبة:
-انت بتلويلي دراعي يا يزن؟
نفى مؤكدا بهدوء وحزن:
-ابدا يا ماما، أنتي معاكي حق تعبتي فينا وربتينا أحلى تربيه ومن حقك تدي رأي في جوازاتنا وأنا من حقي متجوزش غير اللي عايزها يبقى لا أزعلك ولا الويلك دراعك، اتعايش انا مع العزوبية للباقي من عمري.
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية