-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 1 - 2 - 5/2/2024

قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الأول

2

تم النشر يوم الإثنين 

5/2/2024



بالظهيرة 

تعامدت الشمس وأصبحت الحرارة قاسية للغاية

بالحقل

مدت بصرها على مدى قطعة الارض الصغيرة مازال هنالك جزءًا لابد من تنفية الحشائش منه لكن 

شعرت بالإرهاق بعد أن قامت بنزع جزء من تلك الحشائش الضارة من بين شتلات الأرز، كذالك شعور بالجوع يتوغل منها فمنذ الصباح لم تتناول سوا الماء، حسمت قرارها لتعود الى المنزل لتناول الطعام أخد وقت مُستقطع تسترد عافيتها، كذالك تنكسرة درجة الحرارة  عصرًا تعود لإستكمال الجزء الباقى، خرجت من الحقل نحو جدول مياة صغير على رأس الأرض قامت بغسل يديها وساقيها من ذاك الطين، كذالك نزعت تلك التلثيمة عن وجهها وغسلته شعرت ببعض الإنتعاش، ذهبت نحو منزل والدتها لكن على رأس الشارع رمقت إحد النساء تدخل الى المنزل، حالتها المزاجيه والبدنية لن تتحمل سخافة أحد، تنهدت بحيِرة ثم عدلت طريقها الى مكان آخر أفضل من المناهدة والمُجادلة بأمر مُنتهي بالنسبة لها

بعد لحظات 

بمنزل بسيط للغاية، 

إستقبلتها تلك المرأة تبتسم بترحاب: 

ثريا بِت حلال تعالي أنا كنت لسه بفكر فيكِ. 


تبسمت لها قائله: 

خير يا خالتي "سعدية". 


تبسمت لها بحنان قائلة بمودة: 

خير، تعالى أنا كنت چعانه محدش فى الدار يفتح نفسي عالوكل، تعالي أنا طابخة واكلة زين، إعدلي الطبلية على ما أجيب الوكل من المطبخ. 


فعلت ثريا مثلما قالت وظلت واقفة الى 

وضعت  نعمات إيناء الطعام أمامها قائله: 

يلا إقعدي ناكل سوا. 


جلست ثريا بالمقابل لها، تبسمت سعدية قائله: 

تعرفي يا بت يا ثريا أنا وإنتِ فينا شبه كبير من بعض. 


حملقت ثريا بإيناء الطعام لوت شفتاه بإمتعاض قائله: 

عشان كده مبنرتاحش مع بعض يا خالتي، بس أيه الوكل اللى فى الصحن ده. 


ضحكت  سعدية بتوافق ثم نظرت الى الصحن قائله ببساطة: 

دى بتسا. 


-بـ أيه... جصدك بيتزا. 


اجابتها بتوافق: 

أيوه، شوفت الوليه عالتلفزيون بتعملها جولت أجرب وأعرف طعمها أيه.


رغم إمتعاضها من المنظر لكن مدت يدها وقطعت قطعه صغيره،وضعتها بفمها حاولت مضغها تستسيغ طعمها،لكن لم تستطيع كذالك لم تبصقها إبتلعتها بصعوبه وإمتعاض قائله:

دى ماسخه وملهاش طعم،او طعمها زى الوكل الحامض (الفاسد)،اجولك أنا ماليش فى وكل التلفزيونات ده،معندكيش حتة چبنه جديمه وعود خس سريس.


تبسمت لها قائله:

لاه عندي چبنه جديمه وچوز خالتك كان چايب چرجير إمعاه وهجيبلك طماطم كمان.


بعد لحظات وضعت أمامها ذاك الطعام نظرت له بإشتهاء قائله: 

-واه أهو ده الوكل مش هتجوليلى "بيتسا"

إنتِ غلط تسمعي قنوات الطبيخ ركزى مع المسلسلات زي أمي. 


تبسمت وجلست جوارها تتناول الطعام  ثم رمقتها بحنان سائلة: 

الا ليه مروحتيش تتغدي فى دار أمك يا ثريا. 


إبتلعت ثريا إحدي اللُقيمات وقالت بتفسير: 

أنا كنت رايحه أتغدا فى دارنا بس شوفت الوليه "أم مرسي" داخله دارنا جولت اكيد چايبه عريس عِره وانا مش ناجصه وچع راس جولت أچى اتغدا عينديكِ. 


تبسمت لها  بغصة قلب قائله بسؤال : 

ولحد ميتي هترفضى الچواز، بالك لو إنت اللى كُنت موتِ، كان زمان چوزك  إتچوز من سبوعها وخلف إتنين كمان.


ضحكت قائله:

تنين،ليه كانت حبله من جبل ما تتچوزه،وإنتِ بتتمني لى الموت يا خالتي.


إنتفضت بجزع وربتت على فخذ ثريا قائله:

لاه،ربنا يطول بعمرك يا بِتِ ويفرح جلبك.


نظرت ثريا الى يد سعديه التى تُربت بها على فخذها شعرت  بآلم كآنها للتو إحترقت،تنهدت بحسرة وتهكمت قائله:

هعمل أيه بالعمر الطويل يا خالتي بختِ وعرفاه... طول عمري بيني وبين السعادة صخره سد. 


نظرت لها برآفه قائله بتمني: 

يا عالم يا بِتِ، يمكن ربنا لساه شايل ليكِ الخير. 


أومأت برأسها قائله برضا: 

الحمدلله. 


شعرت سعدية ببؤس وعاودت تحريض ثريا قائله: 

الحمد لله، بس يا بتي العمر بيچري، لازم تفكري بـ.... 


قاطعتها ثريا بدمعة تترغرغ بعينيها كآنها حبيسة تأبي النزول من بين أهدابها قائلة بلوعة قلب فقد مذاق الحياة: 

عُمر إيه اللى هدور عليه يا خالتي، كمان مين اللى هيقبل يعيش مع ست جسم عالفاضي، حتي ده كمان يمكن ميعجبوش، أنا ها عايشه إكده بكرامتي، جربت بختي وإنتهي إكدة. 


هطلت دمعة عين سعدية آلمًا على رد ثريا اليأس، تنهدت بحسرة قائله: 

كان جوازة الشوم، جولت لـ "نجيه"  أختي بلاه "غيث" ده معندوش نخوة، بس خالك "مصطفى" هو اللى كبره فى دماغها. 


تنهدت ثريا بآلم قائله: 

بلاش ترمي اللوم على أمي يا خالتي، ده كان قدري المكتوب، وعلى رأي المثل

"المكتوب مفيش منه مهروب" 

❈-❈-❈

مساءًا

مركز شباب البلدة 

كانت أصوات أنثوية حماسية،  

تنطق بكلمات خاصة برياضة "الكارتية" 

تقوم بتدريب بعض الأطفال من الجنسين الى توقفت تلهث وهي تنظر لهم بمرح قائلة بحماس: 

عاش يا وحوش كده خلصنا نص تمرين النهاردة يلا قدامك عشر دقايق راحة ونرجع نكمل النص التاني، عندنا بطولات القطاعات قريب عاوزاكم وحوش. 


تبسم لها الأطفال، بينما آتى مدير مركز الشباب وتبسم لها قائلًا: 

مساء الخير يا كابتن "إيمان". 


تبسمت له قائلة:

مساء الخير حضرتك،غريبه إنك لسه موجود لحد دلوك فى النادي الساعه قربت على سبعه،أنا قدامي ساعة كده هخلص بقية التمرين وإطمن هقفل باب النادي.


تبسم قائلًا: 

إنتِ عارفة أوامر الحكومة وإدارة النادي دي مسئوليتي، كمان كنت چاي أجولك إن الحكومة عينت موظف چديد وهيچي بكرة إهنه يستلم شُغله مُدرب كارتية، بالتوكيد ده مُتمرس وهيزود كفاءة مركز الشباب،وكُمان  هيخفف عنيكِ التعب فى تدريب الأشبال، عشان تنتبهي لدراستك الدراسة قربت، دي آخر سنة ليكِ... إنتِ كنتِ بتشتغلي إهنه تطوع منيكِ. 


نظرت له بإحتقان تعلم أنه هو من طلب ذاك المُدرب ليس لزيادة كفاءة مستوي أشبال مركز الشباب كما أنه يقصد أن يُخفف من ممارستها لتلك الرياضة العنيفة إمتثالًا لآمر من والدها 

"عُمران العوامري"

فهي الضلع النسائي الوحيد له وسط ثلاث شباب نصف أشقاء لها.


تنهدت تقول بإيحاء مباشر:

أكيد طبعًا المُدرب الجديد هيكون مُتمرس،أهو أستفاد انا كمان مِن خِبرته وتزيد كفاءتي وأركز فى سنة التخرج عشان من طموحاتي يكون ليا إسم كبير بين مُدربين الكارتية فى مصر متنساش إنى بطلة جمهورية والعالمية مش بعيدة عني. 

❈-❈-❈

ليلًا

بمنزل "قاسم العوامري" 

بإحد الغرف 

شعرت بالانهاك من كثرة الرقص، تمايلت بغنج والقت بجسدها على ساق ذلك الجالس تلمع عيناه بإستمتاع وبسمة كفيلة ببث الروح بقلبها وهي تتدلل عليه بغنج، يضمها لصدرهُ بقبول يُقبل وجنتيها من ثم لثم شفاها المصبوغه بلون أحمر قاني يُشبة لون الدم وهو مثل الذئب يستهوية لون الدم ،بشوق تقبلت قُبلاته الممزوجة ببعض من القوة والإشتهاء فقط بلا مشاعر من ناحيته،بارع فى جعلها تمتثل لطوفان كاذب من المشاعر،بل بارع فى جعلها راغبة للمزيد وهو يقوم ببمارسة بعض من التلاعُب بأشواقها،حين إبتعد عنها  للحظات قبل أن يُعطيها ما أصبحت راغبة به بشوق،لمعت عينيه بإنتصار وهو يراها مثل المهووسة وهي تستقيم جالسة تنظر له برغبة لكن سُرعان ما تبسمت بتوق وهي تراه يعود لها مرة أخري يُطفي لهيب شوقها له بتفضُل منه لا مشاعر،مشاعرهُ هنالك أخري يشتاقها،يعلم بيقين أن لديها مقت بل كُره واضح وصريح لـ عائلة العوامري لن ترضي بأحد أفرادها مرة أخري،لعنته هي إنه "قابيل قاسم العوامري" 

❈-❈-❈

بعد منتصف الليل 

فجأة دون سابق إنذار تبدل الطقس الحار  الى ثائر هدأ قليلًا من الحرارة لكن مصحوب ذلك بعاصفة مُمطرة  بل غزيرة المطر. 

ترتعدت السماء بسرج قوي مثل عاصفة شتاء وهطلت أمطار غزيرة 

بمنزل ثريا 

إستيقظت بفزع حين إنفتح شباك غرفتها التى لم يكُن مُحكم إغلاقه، على غفلة، نهضت من فوق الفراش توجهت نحو الشباك، وقفت تنظر نحو السماء التى تسرج برعد كذالك هطول الأمطار،تطايرت خُصلات شعرها بسبب تلك الرياح التى مازالت ساخنة بعض الشئ قائلة: 

سبحان الله! 

الطقس طول اليوم حار نار، ودلوك كمان شبه حار، والسما بتسرج وترعد وكمان بتمطر سيول مش مطر. 


وقفت قليلًا، تنظر الى ثورة الطبيعة القاسية، هذا مثل قدرها الثائر دائمًا عكس ما تبغي. 


فجرًا 

نظرت نحو باب غرفتها الذي إنفتح وطلت من خلفه والدتها، لم تستغرب حين وجدتها مُستيقظه بهذا الوقت،تبسمت لها بحنان تشعر بغصة قلب قائلة:

صباح الخير،إنتِ منمتيش ولا إيه.


أجابتها ببسمة ودودة:

حد يعرف ينام وهو بيسمع الأصوات المفزعة دي،الجو فى لحظة قلب،مطر ورعد والسما بتسرج فى شهر أغسطس،سبحان الله.


تبسمت والدتها قائلة:

سبحان الله بيبدل حال لـ حال فى ثانية، ربنا يبدل حالك، الضهر روحتى إتعديتي عند خالتك. 


فهمت ثريا تلميح والدتها وقطعت الطريق قبل حديثها التى تعلمه  قائلة: 

خالتي فتانه بسرعه قالتلك، أنا إستقربتها روحت إتغديت عندها،ورجعت الأرض أكمل تنفية الدنيبة من الرز، بقولك إيه يا أمى، زمان السطح عايم ماية من الشتا أنا هطلع ازيح المايه لا السطح ينشع فى عِشش الفراخ.


غادرت مُسرعة او بالأصح هربت لا تود جِدال بشآن آمر مُنتهي لديها. 

❈-❈-❈

بـ محطة قطار أسيوط

مع الغسق الأول إقترب شروق الشمس التى ستُبدد ظلام عاصفة ليلة أمس لكن مازال هطول الامطار بغزارة،هنا يتوقف القطار لوقت كي يُبدل مسارهُ قبل أن يستكمل الطريق مره أخري... 

جذب تلك الحقيبه الصغيره ورفقها على أحد كتفيه وترجل من القطار، قابلته الأمطار الغزيره بالترحاب بالعائد الى منشأهُ القديم، لم يحاول الإنزواء والإحتماء من تلك الامطار أسفل تلك المظلات... كبقية السائرون، ظل يسير تتدفق الأمطار على صفحة وجهه الى أن أشار الى إحدى سيارات الأجرة الذى توقف له صعد إليه وأملى السائق عنوان تلك القريه، بعد وقت وصل الى مشارف تلك البلده، توقف سائق السيارة قائلًا: 

معليشي مش هعرف أدخل بالتاكسي للبلد الطريق تُرابي وإنت شايف المطر والتاكسى سهل يتغرس فى الطين. 


أومأ له مُتفهمًا يقول: 

تمام... قولى عاوز أجره كام. 


أجابه السائق بالمبلغ الذى أخرج ضعفه من جيبه وأعطاه له، قبل أن يعترض السائق قال له: 

طريقك أخضر. 


تبسم له السائق بإمتنان وغادر بعد أن ترجل من السيارة، الذى عادت تستقبله أمطار أشد غزارة رغم أن الطقس رطبًا يميل الى الحرارة لكن طبيعة المكان تطفو عليه، تقدم سيرًا نحو البلده التى مر عِقدًا من الزمن لم تطأ قدميه أرضها، تبدلت كثيرًا كان هنا طريق تُرابي يفصل بين مجريان للمياه وخلفهما كانت أراضي زراعيه، إختفى أحد المجريان وتلك الأرض التى كانت خلفه أصبحت منازل، كل شى يتغير والتمدُن أصبح آفه بكل مكان، 

بعد قليل أثناء سيرهُ أسفل زخات المطر، مر من أمام  مقابر البلدة، خفق قلبه بآسي وتذكر او بالأصح رغم مرور سنوات البعاد لكن يتذكر مكان قبر والدته هنا بين المقابر.


بعد لحظات عاد يسير مرة أخرى، لكن 

فجأة مثلما كانت السماء تسرج وتُمطر بغزارة هدأت لزخات كثيفة تُشبة قطرات ندى صباح شتوي غائم،  كآن السماء كانت طفلًا يبكى والشمس كانت والداته حين بدأت تُشرق هدأ بكاؤه... أو ربما سماء

"أسيوط" كانت تُرحب"بالنسر العائد" الذى يغدوا سراجً بين سمائها وثراها. 

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سعاد محمد سلامة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة