-->

رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 2 - 1 - 5/2/2024

 

قراءة رواية سراج الثريا كاملة

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية سراج الثريا

"ملحمة غرام بين السرج والثرى"

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سعاد محمد سلامة


الفصل الثاني

1

تم النشر يوم الإثنين 

5/2/2024

(حورية شيطانية) 


مع شروق الشمس مازالت تلك الزخات مُستمرة أثناء سير سراج، داعب شُعاع للشمس عيناه رفع بصره لأعلى ينظر نحو قُرص الشمس، لكن وقع بصرهُ على شئ آخر توقف للحظات يتأمل ذلك المنظر 

لـ فتاة تقف فوق سطح أحد المنازل القريبة، كان الهواء الخفيف يُداعب خُصلات شعرها التى تحكمها بوشاح صغير بالكاد يُغطي مُقدمة رأسها يُخفي القليل من خُصلاتها،كآنها حورية يتغزل بها شُعاع إشراق الشمس، لوهله شعر بغِيرة كيف لها أن تقف هكذا، تجولت عيناه على الأسطُح القريبه كانت خاليه، كذالك شعر بضيق من إلتصاق ثيابها بجسدها تُفسره معالم الأنوثة رغم أنها شبه نحيفة، منظرها هكذا يُشبة الحوريات الملائكية بزيها ذو اللون البنفسجي... سار دون دراية منه نحو ذاك المنزل لكن للحظة توقف حين إختفت من أمامه نظر بتمعن بالتأكيد لم يكُن يتوهم بتلك الحورية ، ظل لثواني قبل أن  ينفض رأسه يشعر كآنه كان مثل المسحور وفاق من ذلك يلوم ذاته، لأول مرة يشعر بذلك، فسر عقله، ربما هذا بسبب تلك السنوات العشر الأخيرة الذى قضاها بعيدًا لم تطأ قدميه البلدة، توهم بشئ أبعد ما يُفكر عقله به، حتى لا يُفكر برد فعل والده وأخواته حين يرونه أمامهم، ويخبرهم أنه ترك العمل بالجيش وسيمكث معهم يعود لمعقله لكن يتوقع إنبساط والده بذلك القرار هو لم يكُن راغبًا فى البدايه بآن يلتحق بالاكاديمية الحربية، كان يوده أن يرث عمل اسلافه السابقين، سواء  "بتربية الخيول"، أو "مصانع الكتان" الخاصة بهم. 


سار الى أن دخل الى إحد الشوارع الشبة ضيقة، كانت الارض ضحلة بسبب الامطار وطبيعة أرضية تلك الشوارع الترابية تجنب كى يتفادي إحد النُقرات الضحلة،لكن أثناء ذلك تفاجئ بسطل من المياة ينسكب عليه أغرقه تقريبًا،توقف لوهله أغمض عينيه بغيظ ثم فتحها ونظر أمامه الى تلك التي سكبت ذلك الدلو عليه ولم تهتم وعادت بظهرها تدلف الى داخل المنزل لحظات وعادت بدلو آخر وكادت تقذفه كما فعلت سابقًا لكن توقفت حين قال بحِده وإستهجان:

حاسبي ولا إنتِ مش شايفة قدامك العما صابك.


توقفت ونظرت نحوه حقًا لم تكُن تنتبة له فى المرة السابقة والآن لولا حديثه لما إنتبهت بسبب إنشغالها بنشل تلك المياة المُتراكمه ببهو منزلها تُلقيها بالشارع كي تتسرب نحو إحد بلاعات الصرف الكبيرة بالشارع ، لوهله أخفت بسمتها بصعوبه حين نظرت الى ثيابه المُبتلة، حتي وجهه عليه أثار المياة وشعر رأسه كذالك، لكن بسبب بقية حديثه شعرت بالضجر منه قائله: 

لاء الحمد لله بشوف، بس إنت اللى ماشي تتسحب من تحت البيوت زي الحرامية، قدامك الطريق واسع ليه تتلزق جنب الحيطان.


نظر لها نظرة غضب وكاد يتحدث بفظاظه،بنفس الوقت سمع صوت من داخل منزلها يقول:

يا ثريا واجفه تتحدتي ويا مين مش وجته خلينا نخلص الماية هتدخل الدار.


حادت بنظرها عنه وذهبت بالدلو نحو مكان آخر آلقت ما به وعادت الى داخل منزلها بلا إهتمام به، لكن قبلها رمقته بنظرة إستخفاف من ما فعلته به، جعلته يستشيط أكثر وهو يشعر أنها تستخف به، عاود السير يشعر  بغضب سحيق لما صمت ولم يرد على فظاظتها بالرد بدل من أن تعتذر على الاقل، ولما لم يصفعها أو أغرقها بماء ذلك الدلو الذى كان بيديها.... كذالك شعور آخر بالإحتقان من ثوبها الشبه مُلتصق بجسدها يوضح معالمه كذالك خُصلات شعرها الرطبة المُتدلية على ظهرها، لوهله تغضنت ملامحه أن ينظر لها أحد وهي هكذا،لكن كانت الشوارع شبه خاويه بل خاوية فالوقت مازال باكرًا كذالك هطول الأمطار سبب آخر لخلو الشوارع من الماره


بينما عادت ثريا الى داخل المنزل تشعر بضجر تهمس بسخريه قائله: 

عمي يصيبك يا بعيد. 


نظرت لها والدتها قائله: 

عتبرطمي تجولي إيه يا ثريا. 


أجابتها بإستياء وإرهاق: 

بجول لو "ممدوح" كان سمع حديتي وعمل تسقيفة صاج للدار عالسلم كنا إرتاحنا من التعب ده ونشل المايه اللى بتنزل من على السلم،وياريته حتى عنده دم وقال اساعدكم،لكن نايم ومنفض عن راسه،أنا حيلي إتهد، قبل الشتا ما يچي لازمن نعمل تسقيفة صاج عالسلم. 


نظرت والدتها بحنان قائله بتبرير تعلم أنه خاطئ: 

أخوكِ هلكان فى الشغل ده راجع بعد نص الليل، وإن شاء الله قبل الشتا هقبض الجمعيه ونعمل التسقيفة تشيل الميه عن السلم. 


نظرت لها وتهكمت بصوت خافت بسخرية، قائله بإستهزاء: 

ان شاء الله،بس مترجعيش تدي له الفلوس ويروح يصرفها وإحنا نحتاس ونهلك فى نشل المايه من تحت السلم ومدخل الدار، وبعدين هو شغله فى القهوه بيهلكه فى ايه المية السخنه بتلسعه ولا النفخ على فحم حجر الشيشه. 


بررت والدتها: 

مش شغله يا بِتي وأنا معاكِ اها بساعدك، وخلاص الماية اللى فاضل مش كتير.


تهكمت بإستياء من تبريرات والدتها وإستسلمت تُكمل نشل بقية تلك المياة رغم إرهاقهن الإثنين، كذالك شعورها بالإستياء من ذاك الغريب الذي سبها بـ"العمى".


الصفحة التالية