-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 38 - الجمعة 23/2/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثامن والثلاثون


تم النشر الأحد

25/2/2024



ا

يعني تلمي خلجاتك و ترچعي ويايّ على دارك اللي هملتي و چوزك  أهله استفرده بيه 


اردف " يوسف " عبارته وهو يقف على اعتاب غرفتها بينما وقف أخيها من على طرف الفراش و قال بجدية مصطنعة و هو يوزع نظراته بينهما :

- معاك عشر دقايق بس مش عاوز هدوء عاوز اشوف د م مليان في الأوضة 


عاد ببصره لأخته وقال بغمزة من طرف عينه

- أنتِ عارفة هتعملي إيه مش هوصيكي و بالنسبة للأكياس السودا عليا  متقلقيش و المحاكم في جيبنا الصغير .


دفعه" يوسف " برفق  بعيد عنها و قال بجدية مصطنعة

- اطلع منيها يا حبيبي و هي هتعمر و سبني أني اتصرف وياها 


ما أن خرج من الغرفة اوصد بابها، اعتدلت في جلستها و قالت بتلعثم:

- بتقفل الباب ليه ؟! 


طالعها بإبتسامة خفيفة و حاجب مرفوع عن الآخر و قال:

- وه ؟! خايف و لامستحية ؟! 


ردت بنبرة متلعثمة قائلة:

- أنا مبخافش يا بتاع أنت أنا بس مش عاوزة حد يفهمنا غلط 


نظرت له و قالت بغيظٍ مكتوم

- و لا نسيت إنك طلقتني !!


اصدر همهمة و هو يحك لحيته النامية قليلًا و هو يقوم بتقليدها،  جلس مقابلتها و هو يطالعها من رأسها حتى أخمص قدميها ثم قال:

- چديدة البيچامة ديه ماشفتهاش عليكي جبل كِده مطلجة وليكي نفس تلبسي حاچة چديدة 


تابع بنبرة ساخرة

- لا و لونها وردي قمان يعني و أنتِ متچـ ـوزة  تلبسي لي الاسود و لما تتطلجي تلبسي االالونات الحلوة ديه ؟! 


كانت أنامله تبعث في أزرار منامتها الوردية نزعتها بشدة و قالت: 

- عشان تعرف إنك كنت منكد عليا حياتي و في قربك مافيش الوان تفتح النفس على الحياة بس الحمد لله اطلقت و مافيش حزن تاني لا 


رد " يوسف" وهو يقترب منها و قال بهمس 

- جومي حطي البچامة ديه في شنطتك و همي بينا على شجتنا نتفاهموا هناك 


صرخت بصوتها العال و قالت باعتراض 

- شقة إيه يا حبيبي ليه هو أنت مش واخد بالك إنك مطلقني غيابي و على يد مأذون كمان ؟! باين عليك اتجننت و مش عارف بتقول إيه !! 


حرك " يوسف " رأسه نافيًا و قال:

- أني اللي  هيچنني   البيچامة ديه سماوي ولا وردي  


تنهدت بعمق و هي توجه سبابتها نصب عيناه قائلة بتحذير

- بص بقى يا بتاع أنت إنا زهقت من برودك دا  أنا مش عاوزك يا بارد أنت 


كاد أن يقطم أنامله بين أسنانه لكنها سحبته سريعًا حذرها و هو يفرد خصلات شعرها البني و قال:

- جاعدة جدام اخوكي بشعرك دا أنتِ بجيتي چريئة جوي جوي  معلاش ما أني اللي چلعتك  لحد طفح في وشي ! 


وقف من على طرف الفراش و قال بجدية مصطنعة:

- جومي جومي الست ملهاش غير بيت چوزها   أني طالع امسك في خناج ابوكي و اخوكي وهشوف هيجولوا إيه على ما أنتِ تحضري شنطتك 


تابع بتذكر 

- و ابجي حطي البيچامة ديه قمان خلونا نشوفها بتجوله إيه  وكيف تجعدي بيها كِده .


❈-❈-❈


داخل غرفة الضيوف بمنزل " عبد الكريم"

جلس جميع رجال عائلته في انتظار رد قوي من " يوسف"  على فعلته تلك،  كان يسرد ماحدث لكن لم يصدقه أحد،  عدا أخيها "بهجت" لكنه قرر أن يلتزم الصمت في الوقت الحالي  أما " فارس"  لم يمهله فرصة التنفس حتى  هطٌل عليه بتساؤلاته كالمطر،  فأجابه بثبات انفعالي يحسب له،  ابتسم بسخرية و قال:

- وعدم لامؤاخذة عُبط احنا عشان نصدق الفيلم الهندي دا ؟! 

- مش مچبر تصدج يا فارس بس ديه الحجيجة و إلا إيه السبب يخليني اچاي من الصعيد لاهنى عشان ارچع مرتي ! 

- ما يمكن ندمت و حبيت تكفر عن غلطك فـ اخترعت المسلسل الهندي الهابط على أمل نصدقك  

- بت عمك على علم بكل ديه وكـ ...


فارس معاه حق يا يوسف اللي حصل منك دا مسلسل هندي و أنامش مصدقاه،  فكرة إني ارجع لك دي تنساها لأنها بقت مستحيل لو كنت فاهم إنك أنتالسيد و أنا العبدة فأحب اقولك إنك جيت للعنوان الغلط،  العبدة هي بنت عمك مش أنا و أنت بالنسبة لي صفحة و اتقطعت أنت اللي زيك مايستحقش في حياتي أكتر من فرصة يكفي إني اتكرمت عليك و اتجوزتك لكن بعد اللي حصل مستحيل اسمي يبقى على اسمك لو آخر يوم في عمري .


لو كانت تتعمد إهانته في كل مرة يواجه فيها أهلها لما فعلت ذلك أبدًا،  الوضع الآن لا يتحمل أي ضغوطات منها عليه على الأقل في الوقت الحالي من البديهي أنها تفرق متى و أين تتعامل بهذا الأسلوب الفج معه، إن كان هو يتحملها في كل مرة هذه المرة فقد السيطرة على أعصابه تعالى صراخهم و حاول بشتى الطرق الدفاع عن حاله لكن لم يصدقه أحد سوى " بهجت" و لأول مرة تتعاطف معه جدة رقية لكن كل هذا لم يشفع له نهائيًا عن

ز و جته و أبيها، سحب نفسًا عميقًا و سألها للمرة الأخيرة بهدوءٍ ظاهري و بداخله يمني نفسه أن تقبل عرضه وتعود معه لكن كبريائه كرجل رفض الإعتراف بهذا حين قال:

- ها يا رقية هترچعي معايّ و لا هتفضلي اهني و تصدجي عليّ الحديت الماصخ ديه ؟! 


رفعت ذقنها بشموخ و تقمصت دور والدتها في مثل هذه المواقف و قالت بعناد:

- مش هرجع يا يوسف و لو كان طلاقنا شرعًا مش مكتمل كمله و ارمي عليا يمين الطلاق قدام الكل 


ختمت حديثها قائلة :

- دا لو عندك كرامة 


ظنت أنه سيرفض كالمرة السابقة لكنها تفاجأت به ينفذ رغبتها في الانفصال،  لم ينغجها و يتوسل إليها أو يحدثها باللين كما كان يفعل معها دائمًا، نفذ طلبها و انتهت الحياة بينهما في لحظة غضب من الطرفين و كلاهما ندم أشد الندم بعد طلب الإنفصال و تنفيذه و لكن العناد و القسوة هما سيدان الموقف حينها .


كزت على شفتـ ـاها و على وجهها صدمة حاولت أخفائها تمامًا كدموعها التي احتلت مقلتها و لكن فشلت فشل ذريع،  التفت برأسها تجاه باب غرفة الضيوف ما إن ولجت والدته و هي ترفع كفها لتدوي الزغاريد المكان بعد ما علمت بخبر انفصال ولدها،    سارت " رقية" 

بخطوات واسعة وسريعة تجاه الباب دفعت والدته من فرط غيظها و هي تقول بنبرة تملؤها الغيظ:

- ارتاحوا يا أختي أنتِ و أهله اديني سبته لكم 



ردت ولدته بالم  مصطنع:

- براحة يا حبيبتي كتفي هيتخلع في ايـ ـدك 


تابعت بحزن مصطنع 

- و هو يعني أنا اللي فرقت بينكم الله يهدي اللي عملها بقى و بعدين كل شئ قسمة و نصيب 


ختمت حديثها و هي تربت على كتفه بحنو و حب:

- و لا تزعل نفسك يا حبيبي بكرا تتجـ ـوز و تـ.


لم يمهلها لحظة لتُكمل حديثها  لم يتحمل فكرة أن يتز وج بأخرى،  غادر المنزل و بداخله نير ان تكفي عالم بأسره،  ود لو يصرخ و يخبرها بأنه لن يستطع العيش بدونها لكن ما صدر منها اليوم كان يكفي بأن يفصل رأسها عن جسـ ـدها لكن ظل حليم،  كسابق عهده معها انتهت رحلتهما القصيرة  و ذهب كلًامنهما في طريقه .


❈-❈-❈


وصلت " نبيلة" لبيت " عبد الكريم" دخلته بعد قرابة الثلاثة و العشرون على خروجها منه 

ظلت تتطلع المكان و كأنها تستعيد ذكرياتها القديمة معه، لم يتغير فيه شيئًا بل ظهر عليه مرور الزمن تصدعت جدرانه و تهالك أثاثه كيف لابنتها أن تترك القصور و العيش فيها و تقبل بهذا المكان،  صعدت سلالم الدرج وهي تناجي ربها بأن لا يأخذها ويسقط نظرًا لتصدعه الشديد،  قرعت ناقوس الشقة و انتظرت من يفتح لها،  فتحت لها "فريال" و قالت باسمة 

- أهلًا يا خالتي اتفضلي اتفضلي 


ابتسامة شديدة التكلف ظهرت على وجهها ولجت بعد ما سمحت لها فتاة لا تعرفها و لكن توقعت أنها ابنة " عبد الكريم" جلست داخل غرفة الضيوف مع رجال العائلة علمت ما حدث وضعت حقيبتها و قالت بلامبالاة

- بنتي مش خسرانة حاجة و لا بالعكس كسبانة و جدًا كمان 


نظر لها " عبد الكريم" و قال بتساؤل:

- كسبانة إيه بقى كلام الناس اللي مش هيرحموها بعد جوازها بشهرين بس ؟! 



ردت باسمة بخفة و هي تقول:

- كدا كدا الناس بتتكلم يا أبورقية بس لو هنتكلم في اللي الجد أنا عندي بنتي تفضل جنبي و لاتروح لناس مايعرفوش ربنا ودجالين 



تابعت بتساؤل قائلة:

- تقدر تقولي كان هيفدني في إيه كلام الناس لما واحدة من أهل يوسف يعملوا لها سحر و يخلوها تمشي تكلم نفسها ! رد عليا فاكر إن المشاكل انتهت لمجرد ما يوسف  رجع و عاوز يرد مراته بالعكس كانت اتفتحت  ابواب جهنم 

على الأرض أنت بتبص تحت رجلك يا عبد الكريم و مايهمكش مصلحة بنتك .



رد " عبد الكريم " و قال بتساؤل:

- و يهمك أنتِ مصلحتها ؟! 

- طبعًا يهمني اومال يهم مين يهم مراتك مثلا ؟! 

- ملكيش دعوة بمراتي يا نبيلة ! 


ردت بنبرة حادة قائلة:

- اسمي أم بهجت و احفظ ادبك معايا مش معنى إن قعدة بكلمك يبقى تنسى نفسك معايا و تشيل الالقاب ما بينا .


تدخل " فارس" و قال بهدوء

- يا جماعة صلوا على النبي احنا في إيه و لا إيه و بعدين بصراحة يا عمي مرات عمي قصدي خالتي نبيلة معاها حق نضمن منين إن الناس متأذيش رقية ! 


رد"عبد الكريم " بعصبية و قال:

- خلاص كله عارف فين مصلحة بنتي إلا أنا يعني !! ما أنا اللي يهمني بردو راحة بنتي و كنت هشرط عليه يجيب لها شقة هنا و مكنش هيقدر لا بعد اللي حصل .


ردت" نبيلة"  بهدوء قائلة:

- خلاص اللي حصل حصل كدا و لا كدا الجوازة دي مكنتش هتستمر بالشكل دا .


بدأ الجميع ينسحب الغرفة واحد تلو الآخر حتى تبقى والديها فقط،  جلست تتابعهما في صمتٍ تام تستمع لوالدها تارة و تبتسم بسخرية لحديث والدتها تارة أخرى،  أشار 

بيـ ـده تجاه ابنته و قال:

- الهانم بنتك هي السبب في كل اللي احنا في دا اسأليها كدا ازاي يوسف كتب عليها ولا ليه فضلنا ساكتين سنتين ! 



نظرت " نبيلة" لابنتعا التي كانت تتابع تلك الجلسة في صمتٍ تام عادت ببصرها له و قالت بتساؤل:

- ليه ؟! 


سحبت " رقية" نفسًا عميقًا ثم قالت بهدوء لتُعلن عن وجودها أخيرًا:

- عشان لاقيت في اللي ملقتوش معاكم إنتوا الاتنين هو حبني من قلبه بجد 



ردت بإبتسامة مريرة وقالت من بين دموعها:

- قصدي كان بيحبني في الماضي يعني،  يوم حبيته و حبني قالي يا بنت الناس أنا عاوز اتجوزك بس أنا لسه قدامي مشوار طويل هتصبري عليا قلت هصبر طبعًا أنا كمان لسه عندي حلم بسعى عشان احققه، و ايام تشيلني و أيام تحطني و يجي اليوم حققت في حلمي وخلاص هدخل كلية الطب جت أمه و قالت لا مصاريف بلاها منها الكلية ياعبده 


تابعت بصراخ وقالت:

- و عبده حاضر يا خيرية مليش غيرك يا خيرية ادوس على بنتي و على احلامهاعشان خاطرك يا خيرية  و داس عبدالكريم علي بنته و احلامها 


رفعت كتفها و قالت بنبرة تملؤها الحزنو الخذلان:

- و بنته تعمل إيه بعد ما الدنيا اسودت في وشها هربت وراحت لحبيبها الصعيد هربت له بعد ما ضايقت بيا الدنيا و مش لاقية حد يسمعني و لا يساعدني واحد غيره كان استغل دا بس هو عشان كان بيحبني حافظ عليا  و جاب لي شقة بعيد أهله و قعدني فيها و جاب بابا 


ابتسمت بمرارة و قالت:

- و بدل ما ياخدني في حضنه و يقولي حقك عليا قالي ضيعتي شر في وضربني، ضربني من غير مايسمع حاجة و لا حتى يفهم أي حاجة غلطانة ايوة غلطانة مش هنكر دا 



تابع بصراخ و قالت:

- بس أنا لاقيت مين يعرفني الصح من الغلط ! مين جه في مرة منكم طبطب عليا وقالي متزعليش ولامرة واحدة حد منكم قالي  عاملة إيه في حياتك، كل اللي بسمعه منكم اوعي أبوكي يعرف احسن يشمت فيا اوعي أمك تعرف احسن تشمت فيا،  و أنا فين من كل دا ! ردوا عليا أنا فين  كل واحد فيكم دور على حياته و حياتي أنا راحت فين ؟! مسألتوش نفسكم أنا ليه دورت على يوسف و سبتكم إنتوا؟! إيه اللي لاقيته في يوسف و معرفتش الاقي فيكم !!  محدش فكر  أو بمعنى أصح مكنش الوقت تعرفوا المهم محدش يعرف عن التاني إن الوقت اللي كانت في رقية عنده عملت حاجة تجيب العار أنا عندي أم و أب اه بس زي قلتهم 



ردت " نبيلة " بهدوء قائلة:

- اهدي يا رقية الموضوع مش مستاهل كل دا أنتِ مش أول واحدة تتطلق و لا هتكوني آخرهم .



ردت " رقية" بدهشة و ذهول شديدان

- شايفة إن طلاقي شئ عادي ومش مستاهل !! شايفة إن حياتي اللي حلمت بيها أيام و ليالي كل دا اتهد في لحظة ؟!! شايفة كل دا مش مستاهل اومال إيه اللي يستاهل ؟! 




وقفت " نبيلة"  المقعد متجهة حيث ابنتها و قفت قابلتها و هي تضع راحة يـ ـدها على خدها تجفف دموعها ثم قالت بنبرة حانية:

- أول ايام بعد الطلاق هتحسي إن  الدنيا واقفة  ومافيش حاجة ليها طعم بعد أسابيع  هتبدأي تتعودي و بعد شهور هتنسي إن كان في، في حياتك حد اسمه يوسف صدقيني أنتِ تستاهلي حد أحسن من يوسف لو ربنا شايف إن وجوده ليكي هيريحك مكنش بعدكم عن بعض، ربنا دايما له حكمة لكل حاجة بتحصل لنا.



ختمت حديثها قائلة:

- لو علمتم الغيب لرضيتم بالواقع .



ظلت متخشبة مكانها رافضة عناق والدتها الذي أتى بعد فوات الأوان من وجهة نظرها دفعت " رقية" يـ ـدي والدتها بنفور  قائلة:

- متشكرة يا نبيلة هانم على النصايح العظيمة دي بس معلش وفري الاحضان دي لحد تاني 


تابعت بتذكر قائلة:

- إيه دا ازاي انسى إن النهاردا الخميس معاد المزاد الأسبوعي لمعرض الانتيكات  و ازاي قدرتي تفوتي معرض مهم زي دا !!  


ختمت حديثها بلهجة المعتذرة :

- آسفة شكلي عطلتك عنه روحي له و اطمني عليا أنا قوية و أعرف ازاي اداوي وجعي بنفسي مش محتاجة لحد يطبطب عليا أنا هاطبطب على نفسي بنفسي .


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة