-->

قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 33 - 2 - السبت 17/2/2024

 

قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هدى زايد


الفصل الثالث والثلاثون

2

تم النشر السبت

17/2/2024


يانهار أبيض إيه اللي عملته في نفسي دا  !!

هودي وشي فين من الناس ومن ابني اللي بقى طولي يافضـ ـيحتك يا دعاء يا 

فضـ ـيحتك !! 


اردفت " دعاء" عبارتها وهي تطلم بيـ ـدها على صـ ـدرها تارة و على وجهها تارة أخرى 

لملمت الاختبار سريعًا ثم القته داخل صندوق القمامة و خرجت من المرحاض،  حاولت رسم البسمة على وجهها  لكنها فشلت، جلست جوار ز وجها وتناولت منه كوب المشروب الدافئ الذي اعدهُ لها،  شاهدت معه الفيلم  بشرودٍ 

كان يحدثها تارة و يهزها في كتفها تارة إخرى لتنبه له لكنها كانت تعتذر بسبب عقلها المشوش  تحججت بابنة أختها و لكن في حقيقة الأمر هي تفكر في حل لتخلص من هذه الفادحة التي تكبر يوما بعد داخل أحشائها . 


تركت كل شئ و قررت أن تهرب من تساؤلاته  و هي تقول بعتذار:

- معلش يا فضل أنا نعاسة و عاوزة انام سبني دلوقت  و بعدين نتكلم 


سألها " فضل"  بهدوء و قال:

- هي  تميمة زعلتك و لاحاجة ؟! 

- لا خالص مين قال كدا و بعدين أنا و هي  بقالنا فترة بنحاول نتجنب بعض  و بيني و بينك كدا أفضل بكتير . 

- طب مالك دخلتي الحمام و خرجتي وشك مقلوب و مش معايا ليه ؟!


ردت بعصبية مكتومة 

- خلاص يا فضل لو سمحت قلت لك تعبانة و مش عاوز تفهم ليه !! 


تنهدت بعمق ثم مسدت بيـ ـدها على كتفه و قالت بعتذار 

- أنا آسفة يا حبيبي مش قصدي صدقني  أنا بس اللي تعبانة بسبب كام حاجة كدا مع رقية  هبقى احكي لك عليهم بعدين انما دلوقتي سبني انام لوسمحت .


سارت تجاه الفراش و مددت جـ ـسدها، ارخت جفنيها مدعية النوم حتى غلبها بالفعل  أما هو 

فقرر إن يطمئن على ابنته الكبرى و التي كانت رمزًا للقوة و الصلابة، لم يكن يتوقع يوما أنها ستقابل فسخ خطبتها بهذا الجمود

لم تهتز لمشاعرها لقد تركت والدتها داخلها صلابتها مع أمور كهذه، و أن الرجل مجرد محطة في حياتها لا يجب أن تتوقف أمامها كثيرًا و أن قطار الحياة مستمر مهما كانت الأسباب و الدوافع .


❈-❈-❈


ادخل .! 


قالتها " تميمة " دون أن ترفع ناظريها عن شاشة حاسوبها النقال، ولج والدها و ابتسامته تزين فاه بادلته بأخرى باهتة،  لكنها ظنت أنه لا يعرف ابتسامتها و يحفظهما،  جلس على المقعد مقابلتها و قال بنبرة مرحة:

- الجميل سهران كدا ومش هامه هالاته تظهر تحت عيونه الحلوة دي ؟! 


ابتسمت له و قالت بنبرتها الساخرة

- أنا و هالاتي تقريبا حفظنا بعض 


تابعت بفضول قائلة:

-  يا ترى بابي. القمر منور أوضتي في الوقت المتأخر دا ليه ؟! 


مط شفتاه ثم قال بجدية

- طنطتك دعاء سابتني و نامت و أنا قاعد زهقان قلت يا واد يافضل  روح ضايق البت تيمو و ارغي معاها كالعادة 


وقفت من خلف مكتبها وقالت باسمة

- تضايقني ؟! دا أحلى وقت لما تنورني يا حبيبي 


عانقته من الخلف ثم مالت بوجهها و طبعت قُبلة على خده الأيسر و قالت:

- بحبك اوي يا بابي و بحب وقتي معاك 


مسد على ظهر يـ ـدها بحنو و حب ثم قال:

- و أنا بموت فيكي يا قلب بابي من جوا 


تابع بتساؤل و قال بمرح

- إيه رأيك لو نعمل جر يمة نص الليل ؟! 

- ايوة يا بابي بس الدايت ! 

- ياختي بلا دايت بلا بتاع يلا يلا هو الواحد هايعيش كام مرة يعني .


وقف عن مقعده ساحبًا إياها تجاه المطبخ بدأ في إعداد وجبتهما المفضلة في مثل هذا الطقس  ساعدته كسابق عهدها معه،  لم يتغير أبيها لم تنجح " دعاء" من وجهة نظرها في أن تبدله تجاهها،   تنهدت بإرتياح شديد لوجوده بجانبها دوما،  وقتما تحتاج إليه تجده دون أن تطلب منه،  انضم إليهما  أختها التي تركت دروسها و ركضت خلف رائحة الطعام، ساعدتهما  هي الأخرى  أما " ساجد" فـ كان يأكل الأزر مع الملائكة على حد قول أبيه، لكن عندما وصلت الرائحة إلى أنفه استيقظ على الفور  اعتدل في جلسته و قال بامتنان 

- تسلم  ايـ ـدك  يا أحلى تيمو 


جلست مقابلته و بدأت تتناقش معه حول هذا و ذاك  الجميع يظن أن قرار فسخ خطبتها كان من المفترض أن يؤثر عليها لكنها لم تتوقف عند أحزانها كثيرًا،  انتهَ من وجبته و

بدأ يخبرها عن هذا و ذاك إلى أن قررت المغادرة كم تمنى أنها تغضب تثور تفعل أي شئ لكن تركيبتها مختلفة كل الإختلاف عنه و عن شخصٍ قابله في حياته .


❈-❈-❈


خرجت من المرحاض مرتدية رداء الاغتسال كادت أن  تتجه حيث المرآة لكنه أشار لها بيـ ـده سارت تجاهُ جلست مولاية ظهرها له تناول من يـ ـدها المنشفة و بدأ يجفف لها خصلات شعرها الطويل،  دفن وجهه في عنقها لمست شفتاه ر قبتها ليطبع قُبلة ناعمة بالكاد تشعر بها تنفست بسرعة فائقة إثر ما يفعله،  لفها له 

رفع ذقنها قليلًا و قال بنبرة تملؤها الرغبة 

- مبروك يا حبي عمري كله .


رفعت بصرها له و قبل أن ترد على مباركته لها التهم تلك الكرزتين بين شفتاه،  حاولت التخلص من حصاره الذي  و على ما يبدو أنه لن ينتهي اليوم،  كادت أن تنهض لكنه قبض على ذراعها برفق ما نعًا إياها من الانفلات من حصاره سقطت في عالمه و لن تخرج منه حتى يأمرها بذلك .


بعد مرور وقتٍ ليس بقليل .


توسدت صـ ـدرهُ العارِ  كان يحدثها عن حبه لها و تستمع هي دون أدنى ملل، في كل مرة تستمع لهذا الحديث تظن حالها أنها المرة الأولى التي تستمع فيها مصارحته عن مشاعرهُ

تجاهها اعتدلت في جلستها متكأة على راحة كفها متسائلة بإبتسامة واسعة

- مالك بقى ؟! كل يوم و التاني بمزاج مختلف امبارح مكنتش طايقاني و النهاردا 


اعتدل في جلسته و قبض على أسفل ذقنها بخفة و قال:

- فوتك من امبارح و خلينا في دلوجه و بس 

- لا معلش افهم اللي حصل امبارح و إيه اللي غيرك قبت لي هتقولي لما نخرج من البيت و خرجنا و ضحكت عليا و معرفتش منك حاجة ! 


رد بكذب و قال:

- الظاهر إني كنت مضغوط امبارح شوية كيف ما جلتي عشان كِده مكنتش وياكي 


كادت أن ترد على حديثه لكنه نهض من الفراش  لم تتركه حتى تعرف سر التغيير المفاجئ الذي حدث له لكنه كان ماكرًا  لم يُمهلها تلك الفرصة  أبدًا،  بطريقته الخاصة جعلها تنسَ أي شئ يخص هذا الأمر على الأقل في هذا الوقت تحديدًا .



❈-❈-❈


بعد مرور عشرة أيام


لم يحدث أي شيئًا جديد يذكر سوى أن "بهجت" قام بفك الجص الأبيض من حول ساقه  كانت والدته واقف خلفه و هو يعقد رابطة عنقه أمام المرآة و قالت بعصبية

- ممكن أعرف هتعمل إيه ؟! 

- هعمل إيه في إيه ؟! 

-  في موضوعك أنت و تميمة و كمان موضوع الهانم المحترمة أختك اللي اتجـ ـوزت من غير رضانا !! 


انتهَ مما يفعله اتجه حيث خزانة ملابسه و جذب حلته السوداء و قال باسمًا:

- من غير رضاكي أنتِ و أبوها إنما أنا و بابا و أي حد بيحبها هايتمنى لها الخير و أنها هتكون مبسوطة و طالما أختي سعيدة و مبسوظة أنا كمان سعيد و مبسوط 

- بس كدا ؟! 

- ايوة بس كدا حضرتك اللي معقدها بزيادة اعملك إيه !! 

- و بالنسبة لموضوعك أنت و تميمة ؟! 


توقف لحظة يطالعها بخيبة أمل ثم قال:

-  للأسف أنا و تميمة طريقنا مبقاش واحد هي ليها مبادئ و أنا ليا مبادئي و مش عارفين نتفق نهائي فـ ربنا يسعد كل واحد فينا بعيد عن التاني 

- هتفضل طول عمرك غبي بقى مش عارف ليه الهانم اللي اسمها تميمة سابتك ؟! 


رد " بهجت" و قال بهدوء حد البساطة

- أنا اللي خيرتها بيني و بين شغلها وهي اختارت و قرار فسخ الخطوبة كان مني أنا مش منها هي ! لو عليها مكنتش حابة توصل للي احنا و صلنا له أبدًا .


رد " نبيلة" بنبرة مغتاظة قائلة:

- فوق يا بيه الهانم وقعت تحت تأثير سيادة المقدم و أمه و عشان كدا اخدت شغلها حجة 


رد " بهجت" بتساؤل قائلًا:

- قصدك مين ؟! 

- هكون قصدي مين غير دعاء و ابنها طبعًا ما هما لاقوا إن فضل لوحده مش كفاية فقالوا ليه ميبقاش بنته  و مين بقى أقرب واحدة لقلبه يعني لو طلبت عينه هايديها لها فهمت و لا لسه ؟! 



سكت لبرهة من الزمن قبل أن يقول بهدوء ظاهري و إبتسامة شديدة التكلف 

- ربنا يسعدهم لو ليهم نصيب في بعض 


كادت أن تصرخ من فرط غيظها الشديد منه 

 ما قالته له يجعل الحجر الصوان يتحرك لكنه يتظاهر بالثبات الشديد كعادته،  لم تستطع أن تحركه  تمامًا بل زادت من ثباته في هذا الموقف تحديدًا .


 ❈-❈-❈


في مساء اليوم التالي 


عاد العروسان من عطلتهم التي كانت بمثابة حياة جديدة لكلاهما السعادة بادية على وجهيهما ما أن ولج " يوسف" بحث عن جده بعينه حتى أخبرته الخادمة أنه ينتظره داخل الديوان  اتجه حيث الديوان، طرق بيـ ـده ثم سار بخطواته الهادئة و الواثقة، أشار الجد له بالجلوس كي يستمع لآخر الأخبار .


لم يكن يفهم في بادئ الأمر لكن بدأت الأمور تتضح تدريجيًا و هي تقول بتلعثم 

- الست الكابيرة جالت لنا ندور على أي حاچة فيها عرج الست مرتك و جالت لنا يوم دخلتك محدش مننا يطلع أوضتك بعد ما دخلتها هي 

و إن كل ديه تعليمات الشيخ مبروك 



وثب " يوسف" من مكانه و قبل أن يضربها استوقفه جده و قال :

- يوسف ! هملها أناعطيتها الأمان 


تركها فور سماعه لأمر جده،  عاد و جلس جواره تحدث الجد بنبرة جادة تحمل بين طياتها الوعيد 

-  هتكوني عيني واللي بشوف بيها في الدار و النملة لو دخلت الدار من غير علمي أني هاجطع خبر ك واعية للحديت ديه ولالا ؟! 

- حصل ياكابير 

- غوري دلوجه من جدامي 



ما أن خرجت من الديوان نظر لحفيده وقال بجدية 

- اصبر يا ولدي و حجك هايرچع بس أنا رايدك دلوجه تحضر حالك للي چاي 


سأله " يوسف" بجدية قائلًا:

- و إيه اللي چاي يا چدي 



أجابه الجده بجدية و نبرة لا تقبل النقاش

- معاك تسع  شهور بالتمام و الكمال لو مچبتش اللي يشيل اسمك من بت البندر يبجى چوازك على ثريا بت عمك بعد تسع شهور و يوم .


يُتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة