رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 39 - الأحد 25/2/2024
قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر
من قصص وروايات
الكاتبة نورا محمد علي
الفصل التاسع والثلاثون
تم النشر يوم الأحد
25/2/2024
الزمن عبارة عن نقاط متتالية الى ما لا نهاية ولكن في احد هذه النقاط قد يتوقف الزمن، قد تقف الدنيا امام نقطة واحدة لا تستطيع أن تتحرك من مكانك، لا تستطيع ان تتجاوزها أو تتركها..
لكن ما جذبه من بحر الأمواج الذي يتخبط فيها، هو نظرة عين أمه التي كانت تحمل الكثير من التساؤل والإجابات في نفس الوقت، ولكنها لم تقوى على أن تنبث حرفا واحدا، وهي تستجمع نفسها تتحرك إلى سيارتها والصدمة تغلف روحها، وهي لا تتوقع ان هذا تربيتها، هذا هو من تثق فيه وتقف أمام العالم تتباهى بأخلاقه التي في لحظة انهارت، كما أنهار هو، خطواتها الى السيارة كانت تعني انها تتالم دونا صوتا، ولن تستطيع ان تنطق..
كل خطوة كانت تخطيها إلى سيارتها جعلته ينتفض يدفع تلك التي تتقوقع بين ذراعيه، كأنه مكانها الطبيعي وهو ينظر لها بحدة وغضب، ولكن قبل ان يتكلم او ينكرها ، كانت اللحظة التي وصلت فيها صديقتها باولا، وهي تقول:
_ هيا بنا ليزا لقد عطلنا الرحلة بما فيه الكفاية، والآن يمكننا ان نذهب وإن كان هو من حكيت لي عنه فلقد عرفت مكانه، يمكنك ان تأخذي رقم هاتفه لتتصلي به لاحقا.
اما هو لم يعطيها الوقت لتتكلم أو لتسأل وهو يتحرك إلى سيارته كأنه سهم انطلق من عقاله، لم يوقفه شيئا وهو يقود سيارته بسرعة ليتبع سيارة أمه التي تقودها بسرعة على غير العادة وكأنها فقدت السيطرة على عقلها، حتى وصلت الى وجهتها.. بينما هو يتبعها..
لم تنتبه له ولا لسيارته بل كانت تنظر أمامه وهي ترى ذلك المشهد يعاد أمام عينيها، صورة ليزا وهي تتعلق في عنق ابنها تنثر القبلات على وجهها ورغم انه ادعى الجمود إلا أنها تعرف جيدا أنه كان ينتفض..
فهو صورة من زوجها، الذي تعرف جيدا انه يستطيع التحكم في نفسه حتى لو كان قلبه يرتجف ، وحتى لو لم يكن كوالده، هذه إحدى التدريبات التي يخضع لها الضباط في القطاع، فهم لا يفقدون الوعي أن تناولوا الكحول، ولا ينقادون لـ غرائزهم حتى لو شعروا باستثارة حقيقية يستطيعون السيطرة وإظهار الهدوء والبرود..
أم هي لن يستطع خداعها لهذا تشعر أن عقلها مشتتا وقلبها منفض، رافضا للتصديقي أن ذلك قد حدث، أما هو يسأل نفسه للمرة المائة هل تورط الى هذه الدرجة، هو يذكر جيدا ان ذلك لم يحدث أنه لم يختلي بها بتلك الطريقة انما بينهم لم يصل الى هذه الدرجة فكيف حملت منه؟ كما تدعي! لكنه لم يعد يفكر في شيء من هذا، كل ما يفكر فيه ان يلحق والدته، التي كانت الدموع تنسب على وجهها وقلبها يرتجف ينتفض وهي تفور..تثور ولا تعرف ماذا عليها أن تفعل بالتحديد؟ ولكن مواجهته بها في هذه اللحظة قد تكون خطا لا يغتفر، قد تكون سببا لأن تفعل شيء لم تفعله من قبل!
كان يوقف السيارة بينما هي تسير بخطوات واسعة وكأنها تهرول ولكنها لا تعرف الى اين دخلت الى غرفتها دون ان تهتم بنظرة من حولها بينما تستمع
إلى صوت رحيم وهو يقول:
_ ماما لو سمحتي
لكنها لم تتوقف ما ان وصل الى حيث هي حتى اغلق الباب، هو لا يعرف من أين يبدأ الكلام معها، كل ما يفكر فيه تبخر وكأنه لم يكن موجودا من الأساس
كان ينظر إلى امه وهو يحاول ان يبرر، لا يعرف ماذا عليه أن يقول بالتحديد، بينما هو يقول:
_ انا ما عملتش حاجة
لكن نظرة الشك في عينيها كانت واضحة، كاد ان يقترب منها ولكنها دفعته، ليبتعد وهي تقول:
_حاسب بدل ما تلوثني معاك، يا خيبة املي فيك يا رحيم هي دي تربيتي؟ هي دي اخلاقك!
_ما حصلش حاجة
صرخت بصوت مرتفع وهي تحاول ان تتمالك نفسها، وهي تقول:
_ ما تخلينيش أنفعل عليك أنا مش طايقة نفسي ولا طايقة أشوفك، يبقى ابعد عن وشي وبلاش كدب.
_ صدقيني
نظرت له بحدة ما أن أقترب منها، وكشرت عن انيابها أو هكذا تدعي فهؤ تنتفض من الداخل تتألم تشعر بالوهن ينخر روحها كأنها لم تعد تقوى على الاحتمال، وهي تشير لها بأن يبقى مكانه، فلم تعد تستطيع ان تتقبل قربه، لكنه هم ان يقترب فدفعته وما أن حاول ان يضمها حتى تهدأ لكنها دفعته ليرتطم في الباب خلفه..
الصدمة على وجهه كانت واضحة، لكنها لم تهتم وهي تقول:
_ ما حصلش حاجة امال هانم حامل ازاي لاسلكي
صدمته لم تساوي شئ مقابل صدمتها مما فعل ومما يحدث
_ انت بتظلميني
_ انت اللي ظلمتنا كلنا وانا اولهم انا مش متخيلة تصرفاتك المستهترة و أنحلالك يوصلك لكده! فين ايمانك ودينك والتزامك فين ابني؟ انت اتغيرت..
حاول التبرير لكنها لم تسعف نظرة الوجع في عينها والرفض المرسوم على وجهها، كان واضحا انه كألف سوط يجلد روحه لكنه اخذ يحاول، رغم انه يرى الرفض على وجهها، لكنه لم يقف مكانه وهو يقترب خطوة بينما فقدت السيطرة على رد فعلها رفعت كفها لتصفعه بصوت مدوي يتردد في المكان بينما شعر بأن هناك قبضة تعتصر قلبه وفي هذه اللحظة انتفض…
ليجد نفسه جالسا في فراشه يتلفت حوله يبحث عن امه، وعن تلك النظرة في عينيها ولكنه لم يجدها لم يكن لها وجود!
نظر إلى الساعة بصدمة لقد كان نائما كل هذا كان مجرد حلم! رحيم بصوت مرتفع
_حلم.. مستحيل ده كابوس..
❈-❈-❈
اخذ يراجع نفسه كأنه يبحث في الماضي عن غلطة كتلك، هل كان بتلك الرعونة هل أخطأ في حق نفسه؟ وارتكب كبيرة من الكبائر؟ انتفض من مكانه وهو يقف في غرفته، لا يرتدي إلا شورت يتصبب العرق على جسده على غير العادة، وهو يهز رأسه بالنفي أخذ يتنفس بصوت مرتفع، كأنه كان في سباق بينه وبين الزمن، ماراثون خاضه مع نفسه استعاده عقله الباطن في صراع طويل عاشه في حلم كأنه رسالة تحذير له..
لكن ما هو السبب؟ نظرة الوجع في عيني داليدا عدم انتظارها تفسير منه.. أم اتهامها باانه خائن في نظرها!
ام احساسه بأنه خائن في نظر نفسه..
عليه ان يخرج من تلك الدوامة قبل ان تجرفه، وجد نفسه يتحرك إلى الحمام يقف تحت رذاذ الماء البارد، عله يستيقظ من ذلك الوهن، الذي يحاوطه يخرج من تلك الحالة التي تستحوذ عليه، وهو يوقف افكارها عن كل شيء، يفرغ عقله من ذلك الصراع الذي يخوضه..
بعد وقت لف منشفة حول خصره وخرج من الحمام تتساقط قطرات الماء من شعره على جسده، ولكنه لم يهتم اختار شيء مريح، وفرش سجادته وقف يؤدي فرضه، ويدعو الله ان يغفر له ذلك اللمم، الذي وقع فيه..
ويدرك جيدا ان ما تبادله مع اليزا لم يزد عن قبلة ولكنه سيظل شيئا يطارده، لهذا سيتعلم أن لا يسمح لنفسه بالتهاون، فهو في أسوأ كوابيسه لا يتمنى ان تنظر له امه بتلك الطريقة، التي كانت في حلمه..
بعد وقت كان ينزل درجات السلم في هدوء تلاقت عينهم بعين والده، الذي يحاول ان يثبر اغواره لكن رحيم ابتسم وهو يقول:
_ صباح الخير
رد عليه الجميع بينما هو يقبل رأس جدته ويد والدته يبتسم لوالده يمزح مع اخوه بعد قليل كاد ان يتحرك إلى عمله
احمد: محتاج اتكلم معاك يا رحيم قبل ما تمشي
هز رأسه بموافقة وهو يتحرك مع والده إلى المكتب نظر له أحمد وهو يقف في منتصف الغرفة دون أن يهتم بجلوس على مكتبه عينيه تحمل تساؤل ولكن رحيم أخطأ في فك الشفرة لم يدرك عن ماذا يسأل والده بالتحديد؟ مما جعل احمد يقول:
_ مالك؟ حاسس انك متغير من امبارح ايه اللي مضايقك؟
اخرج انفاسه بصوت مرتفع وكان هذا الرد الوحيد الذي يستطيع ان يعقب به، على سؤال والده
_ مش عايز تتكلم!
_ مفيش حاجه اتكلم فيها يا وحش
_ متأكد؟
ابتسم رحيم وهو يقترب خطوة من والده ولكنه لم يستطع ان يسيطر على مشاعره، وهو يلقي بنفسه بين ذراعي الوحش، ولكن ما فعله لم يطمئن والده بل زاد القلق في قلبه اكثر، ولكن هل الأمر بهذا السوء؟ وهل رحيم بحاجة إلى من يحل مشاكله..
أحمد: انت كده قلقتني أكثر!
_ مفيش حاجة تستدعي قلقك بس اهتمامك وقلقك حسسني اني لسه طفل، محتاج ارمي نفسي بين ايديك.
_ انت عمرك ما كنت طفل يا رحيم انت مولود راجل.
ابتسم له وهو يبتعد خطوة وهو يقول:
_«من شَابه اباه..»
ضحك احمد بصوت مرتفع وهو يرفع حاجبا واحد ردا على كلام ابنه، بعد وقت كان يتحرك بسيارته الى القطاع، ولكنه توقف بسيارته ليقطع الطريق على سيارة دانا، وهو ينظر لها باستفسار مغلف بمشاعر قوية ونظرات العشق…
❈-❈-❈
أما هناك في فيلا عادل عبدالله يشعر بالاسترخاء بعد أن وضع جزء كبير من إدارة الشركة في مسؤولية أحمد وأسر إلا أن أحمد هو المسئول أمامه، وهو إلى الآن يرى أنه لم يخطأ في ثقته به..
لقد ورث أحمد عنه الشكل الملف والوسامة المفرطة، لكنه كان أكثر جدية عن عادل في شبابه، بالإضافة للالتزام والبعد عن الشبهات..
كان عادل يترأس المائدة وهو يبتسم إلى والدته يمازح إلينا وهو يضع الطعام في طبقها وما ان رفعت عينيها لتنظر له حتى غمز لها وهو يقول دون صوت..
_ محتاجة تعوض إرهاق أمبارح
شعرت بالخجل من تلميحة عن ليلتهم الجامحة وهي تنظر لأبنائها الذين لم ينتبهوا لمشاكسة والدهم لها، لكن عادل أنتبه إلى اوديل التى تعبث في طبقها دون أن تتناول شئ..
عادل: ماذا هناك اودي؟ هل هناك خطب في طعامك؟
اوديل: على العكس إنه أكثر من رائع أخي.
_ لما لا تأكلين إذا؟ ولما هذا الخجل هل تخفين شئ
_ ربما
_ ماذا تعني؟
نظرت لها أروى بدهشة فهي تعرف ماذا فعلت ولكنها لا تستطيع أن تمنعها من البوح بما فعلت وإلا عليا الإجابة عن تسألهم لاحقا من أين عرفت؟
اوديل: لا أعني شئ عادل، لكني مللت من الانتظار ان تحصل على الإذن للذهاب إلى سهام، لهذا ذهبت بمفردي.
الصدمة على وجه عادل وإلينا كانت رد كافي، لكنها أكملت كلامها
_ لكني لم أكن أتخيل أنها بهذه الصورة، تبدوا مختلفة داخل بيتها، ملابسها شعرها عطرها كل شئ يشير إلى أنها أمرأة أخرى أنثى ملفتة لهذا يحق لها الثقة التى تتكلم بها، ويحق له رفض غيرها، انها جميلة ..
شعرت إلينا بالقلق كادت ان تطالبها بالصمت لأن كل حرف تنطقه يزيد النار توهجا
عادل: هل تمزحين؟
_ لا ، لما تسأل أخي؟
_ لاني طلبت منك ان لا تحاول الكلام معها.
_ لقد قالت نفس الشئ
نظرة عينه كانت رد كافي لهذا نهض من مكانه دون أن يتناول شئ
بينما اروى تزم شفتيها وهى تنقل عينيها بين والدتها وعمتها ولسان حالها يقول: هتولع..
أوديل ل إلينا: هل أخطأت..
نظرت لها إلينا دون رد ولكن ماذا تقول لها وان تكلمت هل ستفهم؟
أم أحمد نهض عن الطاولة يتبع والده فهو يعرف أن الغضب يتملكه لهذا حاول أن يخفف الأمر عنه
أما هناك كانت ابتسامة رحيم ولهفته واضحة على وجهه، ربما أي أحد آخر كان خدع بما يراه، او ظنها شخص آخر، خاصة وهي تسعى جادة لتظهر ذلك..
لو لم يكن ذلك الذي يسكنه ضلوعه يشعر بشيء، ما كان توقف، لما يهتموا بذلك الطلاء على شفتيها وتلك الملابس التي قد تكون عادية على غيرها، إلا أنه لا يتقبلها عليها..
نزل من سيارته بينما هي تنظر بدهشة خاصة عندما أحنى جسده على باب سيارته وهو يقول:
_صباح الخير يا داليدا..
لم تكن دهشة ما ظهرت على وجهها بل صدمة وعقلها يسأل هل قال داليدا؟ هل عرف أنها هي وليست توأمها، ولكنه لم ينتظر رد وهو يسأل:
_ ايه اللي انت لابسه ده يا داليدا؟
_ بتقولي أية؟
_ في ايه في كلامي مش مفهوم! بقول صباح الخير يا داليدا
_ آه سمعتك بس انت عرفت ان انا داليدا!
ضحك بصوت مرتفع، وهو يهمس بصوت حميم يحمل في نبراته مشاعر صادقة:
_ انت عارفة ان هعرفك لو في وسط مليون، حتى لو لابسة هدوم اختك وراكبة عربيتها، وعلى ذكر هدوم اختك! ايه اللي انت لابساه ده؟ من امتى بـ تلبسي كده؟ وايه اللي على شفايفك ده يا هانم!
هناك صراع بداخلها مزيج من الفرحة المتصاعدة والغضب الذي لا زال يسكنها، وهي لا تعرف هل يستطيع التلاعب بها؟ أم هي غبية! ام هناك حلقة مفقودة لكنها تكلمت بغضب ممزوج بالغيرة وهي تسأل:
_ وانت بقى عارف هدوم اختي
_ لا.. انا عارف ان ده مش ستايلك، كمان دي مش عربيتك..
_ ممكن بس انت مالك..
نظر لها بحاجب مرفوع ومد يده داخل السيارة فرجعت في المقعد، حتى لا يرتطم صد*رها الذي يرتفع وينخفض وكأنها تركض في يده، إلا ان الدهشة توارت حينما وجدته ياخذ بعض المناديل من امامها، وهو يقول:
_ أنت مالي..
فغرت فمها ورجعت لتعلقه بينما هو يقرب أصابعه من شفت*يها، يمسح الطلاء عنها ببطئ وكأن امامه اليوم بأكمله، وعينه تنظر لها بطريقة غريبة، مشاعر متناقضة ومتضاربة تتدفق في عينيه، ما بين الـ رغـبة اللهفة الحب كل هذا كان مسطورا على وجهه، مما جعل قلبها ينتفض وعينها لا تقوى على النظر إليه، إلا انها حاولت الاعتراض بصوت لا يكاد يخرج من فمها خاصة ما أن ترك المنديل من يد وحرك أصبعه على شفَـ تيها وهو يزدرد لعابه..
لم تكن بحالة أفضل وهي تائة في زخات المشاعر التى تركض في شرينها لكنها ابتعدت عن محيط يده وهي تقول:
_ ايه اللي بتعمله ده؟ أنا ما أسمحش لحـ..
الحدة في عينيه الممزوجة بالغضب جعلتها تبتلع باقي الكلمات في فـ مها وهو يقول:
_ وانا مش هستنى لما تسمحي، زي الشاطرة كده ترجعي البيت تلبسي هدومك واخر مرة تحطي لون الروج ده، لان وقتها مش هعرف اسيطر على نفسي..
_ تقصد أيه؟
_ قصدي واضح.
نظرت له بحدة وهي تقول: والله قصدك واضح وبأي حق؟
_ انت عارفة باي حق، ولو مش عايزة تختبري صبري يا ريت تتحركي بعربيتك عشان تغيري هدومك وتلبسي حاجة مناسبة.
لم يكن الغضب الذي دفعها تستجيب لطلبه ولا حتى الحدة التي كانت تخرج من عينيه انما نظرات عينيه التي تسبح على وجهها و جـ سدها أو ما يظهر من فتحه القميص الذي يلتصق بجسدها بطريقة مغرية، ولكن التساؤل في عينها جعل ابتسامته تداعب شفتيه، وهو يقف معتدلا
_ عندي شغل مهم ومع ذلك عندي استعداد استنى اما اشوف الهانم هتلبس أيه، اوعي تكوني فاكرة اني نسيت كلامك امبارح، تفكيرك فيا بالصورة دي
_ كمان انت مش ناسي، انت مخدتش بالك انت كنت بتقول ايه؟
_ واخد بالي كويس من كل كلمة قلتها، وكل حرف
_ يبقى ياريت تفسر لي كلامك.
_ دلوقتي وهنا
_ مش من حقي
_ مين يقول! انت الوحيدة اللي ليكي حق تسألي
_ والله لي حق
_ طبعا
_ ممكن اعرف انا ليا حق ليه
_ بتسالي
نظرات عينيه كانت تفيض بمشاعر قوية مما جعلا تزدرد لعابها من نظراته الحميمة المحملة بالعشق كانها لا تريد ان تصدق، او لا تقوى على التصديق الا انها كانت تهز رأسها لا تدري إن كانت رفض للتصديق، ام خوفا من الإجابة على التساؤل في عينها، والحيرة التي تجعلها لا تقوى على ان تطرح السؤال من الأساس، وهو رجع ينحني ليكون وجهه قريبا منها مرة أخرى وهو يقول:
_ انت الوحيدة اللي من حقك تسألي واللي ممكن اتنازل واجاوب، عشان انت ساكنة هنا..
أشار الى قلبه، مما جعل الصدمة على وجهها واضحة، ربما في اكثر احلامها جموحا لم تتخيل ان يقر بمشاعره صريحة، ربما لانها لا تعلم ما عانه بالأمس كابوسه الذي جعله يشعر بالخوف من أن يفقدها جعلته رجلا آخر منطلق او متهور وفي كلا الحالتين لا يوجد فرق..
شعرت بالارتباك وحاولت ان تهرب، ولكن إلى اين؟ وهو يحاصرها ليس فقط بوقوفه أمام سيارتها وانحناءه على الباب بهذه الطريقة، او قربه الذي يجعلها تشعر بالارتباك او عطره الذي يلفح انفها ويدغدغ مشاعرها، اشياء كثيرة كانت تجعلها تشعر بأنها في غيمة تحيط بها، بمشاعره التي تتدفق في عينيه
رحيم: عرفتي ليه من حقك تسألي
هزت رأسها بالنفي ابتسم وعينه تاكل تفاصيلها لكن حاجبا واحدا كان رده على نفيها، على أنها تفهم ما الذي يعنيه؟ وهل لما يشعر به تفسير؟
رحيم: يعني مش فهمت السبب اللي مخليني اقبل تساؤلك واستفسارك ويكون لك حق، تحبي تسمعيها صريحة..؟
لم ينتظر ردها وهو يقول: عشان أنا بحبك يا داليدا بحبك انت مش حد تاني، بحب براءتك خجلك وانت بتخبي مشاعرك اللي واضحة وضوح الشمس، بس أنا كنت محتاج وقت عشان لما قول كلمة زي دي لازم أكون واثق فيها وعارف أني عاوزك شريكة لعمري كله..
تلون وجهها بحمرة الخجل، كادت ان تفقد الوعي وهي لا تصدق ما تسمعه بأذنها
داليدا: بس انت قلت لدانا..
رحيم: قلت لها ايه؟ قلت لها ان في حد قريب منها بيتمنى لها رضا، وانه افضل بكثير من واحد زي ذاخر
_ ومين بقى اللي انت بتتكلم عنه، ان ما كانش عن نفسك!
الصدمة على وجهه وهو يرد عليها برفض:
_ لو انا بتكلم عن نفسي يا داليدا هبقى واقف معاكي هنا ليه، هبقى مهتم بشكلك ليه؟ هبقى مهتم باللي انت حاطه على شفايفك ليه؟
_ ما اعرفش
_ لا أنت عارفة بس يمكن خايفة تصدقي، انا ما اقدرش اكون بالطريقة دي، مش تربية سهام واحمد الديب اللي تعمل كده، وفي مين في اقرب الناس ليه، دانا في مكانة اختي وهمني مصلحتها.
_ وانا
_ انت ايه؟ انت مالك! دانا هي اللي في مكانة اختي وانت لا، لسبب بسيط جدا لسه معترف لك بمشاعري حالا..
ارتبكت وتلون وجهها مثل ما تلون منذ بدا كلامه، منذ تلاقت عينه بعينها، منذ صراع نظرات الدائرة بينهم، ولكنها كادت ان تتحرك بالسيارة لتهرب من كل شيء
رحيم: على فين يا داليدا هانم ؟ تغيري هدومك الاول انا ما اسمحش أنك تخرجي كده، ولا اقبل ان حد يشوفك بالطريقة دي غيري، من دلوقتي تصرفي على انك مخطوبة لـ رحيم الديب..
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية