-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 38 - 2 - الخميس 15/2/2024

 

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل الثامن والثلاثون

2

تم النشر يوم الخميس

15/2/2024

❈-❈-❈

نظرت لها بدهشة وهي تقول:

_ هل تظن ذلك؟ بدأت اشعر بالاسف بانني اخبرتك ما حدث مع ريان 


_ ربما كنت  بحاجة إلى أن تتكلمي لهذا بوحتي بما في مكنون قلبك، في بعض الأحيان الكلام قد يجعلك تنسي أو تتناسي.


 ضحكت ليزا بصوت مرتفع مما لفت نظر البعض إلى جمالها الباهر، شحوبها الواضح وشعرها الذي يحاوط وجهها  بنعومة يبرز  ملامحها بشكل مختلف تماما عن تلك النادلة التي كانت تعقد شعرها إلى الخلف، أو تحاول أن تبدو بمظهر لائق وهي تجمعه فوق رأسها بطريقة رسمية، حتى لا توضع في خان اخرى..


 كانت تفعل المستحيل حتى لا يقترب منها أحد، ولكن في النهاية سمحت لأحدهم بأن يدخل البيت، ويقترب بطريقة لم تسمح بها لغيره، وكانت هذه النتيجة ها هي تعاني وتتخبط من تلك المشاعر، التي عاشتها معه.


 بعد وقت كان الباص يتحرك إلى الجيزة وخاصة منطقة الأهرام، وربما المكان بعيدا ولكن الرحلة كانت تستحق، تناولوا بعض المشروبات في أحد المطاعم وأخذوا العديد من الصور، بينما ليزا كانت تستمتع كما نصحتها باولا..


 مرت الساعات ما بين الاستكشاف والإرهاق، لكن في المجمل كان كل شئ جديد عليها، باولا استطاعت أن تصعد  بعض  أمتار على الصخور الضخمة التي تظهر من سطح الهرم الأكبر، إلا انها لمتكمل الرحلة إلى القمة، حتى لا تترك صديقتها بمفردها..


 وفي طريق العودة لم تكن تتخيل في أغرب أحلامها انا كلام باولا حقيقيا وانها قد تجد الحب في طريقها مرة أخرى، ربما وسيم عربي يستطيع ان يخطفها من هذا الشعور الذي ينتابها، لكن  في اغرب أحلامها لم تتوقع ان تراه هنا.. وهنا بالتحديد 


صراع من الأفكار تصاعد على وجهها وهي تصرخ في السائق:


_ توقف.. أوقف الشاحنة


 التفت لها الموجودين بدهشة وهي تنهض من مقعدها، نظرت لها باولا بخوف لا تعرف ما الذي يحدث؟ ولكنها أسرعت إلى الباب، وهي تقول: 


_ افتح الباب اريد ان انزل هنا 


السيد بيكال المشرف المسؤل عنهم سأل وهو يقترب منها:


_ ماذا هناك أنسة ليزا ؟ أن هذا المكان لا يوجد به مطاعم او اماكن خاصة بالسياح، أنه خاص للشركات والمكاتب التجارية وبعض الأماكن الخاصة بمنشآت الدولة لما نقف هنا؟

 نظرت الى المشرف وهي تقول:


_ ليس لشئ معين لكن  افتح هذا الباب ارجوك لقد رأيت أحد أعرفه.


بهت وجه باولا وهي تفتح فمها بصدمة، وعقلها يسأل هل من الممكن أن تكون رأت  ذلك المدعو رايان، البعض ينظر بدهشة أما السيد بيكال مع الحاحها وخوفه من ذلك الانهيار على وجهها، لم يدري ما هو السبب الأساسي في رغبتها في النزول في هذا المكان، ولكنها كانت تعلم جيدا لما تريد ذلك.


أشار إلى السائق  ليفتح الباب  نزلت درجات السلم وهي تنظر الى الجهة المقابلة من الطريق، تنظر الى ذلك الوسيم الذي يخرج من أحد الشركات الكبرى، الفاخرة يقف ويتكلم مع تلك التي تجاوره كان يخرج من مقر شركة الديب جروب،  كما قرأت على المقر كان يتكلم مع  من تقف بجواره والتي لم تعرف أنه والدته  في إحدى النقاط الهامة.


بينما سهام غير مقتنعة تماما بما يقول، تحاول ان تثنيه عما يفكر فيه، ولكنه في لحظة وقف أمامها وهو يقول:


_ سو هانم مش مقتنعة، بس انا هقنعك..


_ أنت شايف كده


_ هي ملهاش حل غير كده صدقيني...


_ مش قبل ما تقولي مالك


 بينما هو يحاول قدر الإمكان أن يستحوذ على انتباهها،  لنقطة أخرى يجعلها تناقش العمل وتبتعد عن التساؤل عن حالته النفسية 


بينما ليزا تسير كالمغيبة لم تنتبه لعدد السباب الذي خرج من السائقين، التي كانت تعطل طريقهم، وهي تنظر له بدهشة وصدمة مزيج من الأفكار وهي تقول لنفسها ريان هل هذا انت؟  ولم تنتظر لتكمل طريقها إلى حيث يقف وكل خطوة تؤكد لها شئ واحد ان من يقف أمامها على بعد أمتار هو نفسه من سكن قلبها ومتلك مشاعرها.. 


قلبها يثور ويفور وينبض بطريقة مجنونة بينما الحافلة تقف مكانها لم تتحرك وبيكال ينظر إلى باولا بستفسار وكأنه ينتظر منها  أن تقول شئ ولكن ما ظهر على وجهها كان يوحي بشئ واحد، أنها تعرف لمَ نزلت صديقتها في هذا المكان . 


بينما ليزا كانت كالمغيبة وهي تتحرك في لحظة توقف فيها الزمن، وتوقف فيها عقارب الساعة، وهي تقترب  بينما أنتبه أخير إلى تلك التي تسير إلى حيث يقف كمن تعرف طريقها جيدا..


كان ينظر لها بصدمة، ينقل عيونه بين نظرات سهام المستفسر، ونظراته ليزا التي تحمل العشق والشوق والرغبة، وكأن حياتها متوقفة على كلمة تخرج من بين شفتيه،  وعقله يسأل هل ما يراه أمامه حقيقي أم هو مجرد خيال؟

وهم لذيذ من نسيج  أفكاره، عقله لا يصدق أنها هنا كيف وصلت له؟  وكيف عرفت عنوانه هل هي صدفة أم هي عميلة لأحد الوكالات الاستخبارية؟!  ازدرد لعابه وكأنه يبتلع شئ جاف  تزاحمت الأسئلة في رأسه لم يسعفه ليجد رد او خطة ليعرف بها لمن تنتمي وماذا أتي بها إلى هنا… 


وفي أغرب كوابيسه لم يتخيل أن تكون هي وان يكون معروف دوليا أو تكون أحد الجواسيس! تنفس بهدوء وهو يستعيد نفسه ليكون ما هو عليه وفي داخله ينظر لها بقناع محمل بعدم الأهتمام  وعين باردة كأنها المرة الأولى التي يرها فيها  وها هو يشكر نظارته الشمسية التي تشكل ستار يحتمي خلفه  من ذلك الصراع الذي يجتاحه 


وهنا نظرة والدته كانت تعني انها تشعر بما يعتمل به كادت أن تقترب تدعمه وتقف معه بالصورة المناسبة لكنها لم تفعل ليس لشئ إلا لتلك التي اندفعت إلى رحيم تلقي بنفسها  في محيط ذراعيه وهي تضع يدها على كتفه لتقربه منها، وكانها تريد ان تضمه بين ذراعها لتستعيد ذلك الاحساس مرة أخرى،  لتذهب الدنيا إلى الجحيم  بعدها،  هي لم تعد تفكر او تهتم سوى بأن تكون معه ولو ليلة واحدة 


الصدمة على وجه سهام كانت واضحة وهي تنظر لابنها، الذي كانت الصدمة على وجهه، واضحة وضوح الشمس، وهو ينقل عينه من بين تلك التي ترفع وجهها له، وكأنها اعتادت ان يقبلها، وينظر إلى امه التي تحول وجهها الى  لون باهت اختفي منه الدم من فرط الصدمة، فتلك التي تتعلق في عنق أبنها لم تتوانى أن تنثر قبلاتها على وجهه،  وهي تبحث عن هدفها شفتيه المكتنزة 


أما ليزا بكل ما يعتمل بداخلها أخذت يدها تتحرك على كفتيه، تقربه منها وكأنها لم تعد تطيق البعد. 



بينما  هو يحاول ان يتماسك امام هجومها الكاسح، ولا يعرف كيف  يبعد ليزا عن متناول حضنه؟ وهو يقول بصوت قوي بار محمل بالرفض:


_ انت مجنونة


 بينما هي هزت راسها بعدم فهم وهي تقول بلغه تركية:


_ اشتقت اليك ريان


اخذته الكلمة إلى عالم آخر كان فيه من قبل عالم جعله يفكر في التمرد.على حياته يرغب في تغير جلده، لكنه بدا كأنه من صخر أو فلاذ بجسد جامد ووجه ثابت وعين باردة، مما جعلها   تعيد الكلمة مرة أخرى تحاول ان تضع يدها على وجهه، وتراجع وهو يقول باللغة العربية وباللهجة المصرية:


_ انت مجنونة ولا ايه؟ 


تكلمت مرة أخرى باللغة التركية


_ لم افهم شيء مما تقوله! هل يمكنك ان توضح ماذا قلت ريان؟ انها انا ليزا حبيبتك 


 ورغم انه فهم كل كلمة، وشعر بان هناك مخالب تنهش قلبه وروحه، إلا أنه هز رأسه لها وهو يقول: 


_ بتقولي ايه؟ انا مش فاهم!


 الحوار كان أمام أمه التي استوعبت كل كلمة تقولها تلك الفتاة، تعرف جيدا ما معنى الكلمات التي تقولها، ومما تراه في تصلب في جسد ابنها تدرك جيدا انه ذلك الماضي الذي هرب منه،  في تلك العملية بتركيا والتي كانت سببا لتلك المأساة التي عاشها مع والده معها 

وكان سبب في العذاب الذي أحاط بعائلتها يتمثل في تلك الفتاة القصيرة التي تقف امامه تنظر له، وكأن الشمس تشرق من عينيه تتصاعد الرغبة على وجهها وهي تحاول ان تفهمه بلغتها التركية للمرة الثانية


_ كيف لا تفهم الذي أقوله أنه أنا.. انا ليزا 


حاولت ان تغير تسريحة شعرها لتصفيفه مرة أخرى باصابعها ترفع تلك النظارة عن وجهها، تنظر له وهي تحاول ان تبين له معالمها وتقول:


_ انها انا.. انا حبيبتك كيف لا تذكرني؟ 


 تكلم باللغة العربية: 


_انا مش فاهم انت بتقولي ايه؟ 


تكلمت بالانكليزية وهي تقول:


_ حسنا ربما لا تفهم التركية رغم اني متأكدة أنك تعرف ما اقول لقد كنت تتكلم لغتنا من قبل ريان


 تكلم بالانجليزية هو الاخر وهو يقول:


_ لا افهم شيء مما كنت تقوليه من قبل 


_ حقا لا تفهم! ما الذي تقوله ريان؟ انت تعلم جيدا كيف تتكلم التركية!


_ عن اي ريان تتكلمي ليس هذا اسمي


_ لا يهم ايا كان اسمك لقد التقينا من قبل لقد كان هناك شيء يربط بيننا


_ عن اي شيء تتكلمين انا لا اعرفك انها المرة الاولى التي اراك فيها


  انفاس سهام مضطربة جعلت رحيم يحاول أن يبعدها عنه او يبعدها عن حضنه الذي تعلقت به كأنها تنتمي له...


 وهو يقول بلغة إنجليزية:


_ لم افهم ما الذي تقوليه؟ عن أي شيء تتكلمي أنسة؟ أنا لا أعرفك....


 نظرت له بصدمة كأنه صفعها على وجهها امام الناس، وهي تقول باللغة التركية: 


_ كيف لا تعرفني ريان...

 العذاب الظاهر على وجهها نطقها بتلك الطريقة، إعادة الاسم إلى حقبة أخرى كان فيها شخص آخر ارعن أخطأ وها هو يواجه خطأه اخرجته من افكاره وهي تقول:


_ أن ما بيننا كثير...


_ اولا لست ريان، ثانيا تكلمي معي بالإنجليزية او العربية فأنا لا افهم تلك اللغة التي تتكلميها... 


_ حقا ريان لا تفهم اللغة التي أتكلمها؟ حقا لا تعرفني؟ هل تكذب الآن وتقول انه لا يوجد شيء بيننا؟ 


_ لم افهم. 


أعادت الكلام مرة اخرى باللغة الانجليزية 


رحيم: بالطبع لا يوجد شيء بيننا، انا لم اراك من قبل...


بهت وجهه وهي تقول لم ترني من قبل، كيف ذلك؟  إن ما بيننا كثير...


_ حقاً، اذكري لي شيء واحد من هذا الكثير... 


_ يكفي أنني احمل طفلك ريان...


 هنا فغرت سهام فمها، وعينها كادت تخرج من محجرها وهي تنظر لابنها بصدمة، وكأنها لم تتوقع منه ذلك، رغم انها تعرف جيدا انه في علاقة مع تلك الفتاه تعلم جيدا انها تلك التي اتى متغير بسببها ولكن في أسوأ أحلامها لم تتخيل أن يكون علاقته معه جسدية بحتة، وان الامر تطور الى ماهو اسوء بمجرد معرفة سطحية الى علاقة حميمة..


 لم تتوقع أن يفعلها، ان تكون  أخطأت في تربيته أن لا يختلف عن شخص  مثل عادل او امجد، او أدهم  او حتى زوجها في الجزء الأول من حياته، صدمتها كانت واضحة .. 


بينما الاخرى تنظر له، كأنها تنتظر أن يعترف بها وبما تحمله... 


ام رحيم كان لا يعرف كيف يتصرف هل يستمر علي الانكار،  ان يقوموا بالتحقيق لمعرفة من يقف خلف تلك التي أتت من بلاد بعيدة، إلى هنا لتبحث عنه، وكيف استطاعت معرفة من هو؟ وكيف تمكنت من الوصول إليه؟ والاهم من ذلك هل يستمر في الانكار ام يعترف بـ طفله ولكن ماذا يترتب على كل ذلك..... 

يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نورا محمد علي لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة