-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 13 - 3 - الخميس 22/2/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث عشر

3

تم النشر يوم الخميس

22/2/2024

ابعدت يده عنها كابحة ابتسامتها، قبل ان تجيبه:

- لا طبعا مين يجدر يجول كدة؟..... الاخ سوى كان جوي ولا ضعيف يكفي انه يبجى حنين وحامي لاخته،  لكن الراجل لما يبجى في ضهر مرته ، دي حاجة تانية خالص يا عمنا، واخدلي بالك انت .


- اممم

زام يفرد ظهره امامها منتفخ الصدر قائلًا:

- اخجلتم تواضعنا يا ست روح،  مكنتش اعرف ان كل الصفات دي موجودة في العبد لله.


ردت بصدق يقطر مع كل كلمة منها :

- انا عارفة انك واخدها هزار، بس انا بجولها من جلبي يا عارف،  انت سندي وحظي الحلو،  وربنا شاهد على صحة اللي بجولوا.


لم يعد هناك مجالا للعبث او الاستخفاف، مال بجسده ليطبع قبلة فوق جبهتها مرددًا:

- وانت تستاهلي يا جلب عارف،  


❈-❈-❈


في ناحية أخرى

خرج عمر من غرفته بعد استيقاظه من غفوة القيلولة، ليبحث بعينيه عنها، وما أن هم بالنداء،  حتى وقعت عينيه عليها ، جالسة في غرفة المعيشة وحدها، شاشة التلفاز مشتعلة أمامها ولا تعطي لها بالا، فقد كانت منشغلة بتصفح الهاتف وفمها متسع بالضحكات والابتسام من الاذن الى الاذن، وكأنه اختصت العبوس له وحده.....


- بتتكلمي مع مين بجى وبيضحك كدة.

رافق كلماته سحبه للهاتف منها ، لتنظر له مبهوته بعدم تصديق:


- بتخطف مني التليفون يا عمر، طب انا بتكلم مع صاحبتي،  تجول عليا ايه دلوك؟


تأكد من صدق قولها ليجلس بعدم اكتراث قائلًا لها:

- تجولك اللي تجوله، مش هي دي برضك اللي كانت بتكلمك عني المرة فاتت وتجول عني كبير، ياللا في داهية تاخدها. 


استفزها برده لتهتف به معبرة عن حنقها منه:

- هو ايه اللي في داهية؟ دي صاحبتي مش صاحبتك انت،  ولا هو تحكم وبس.... اه.


خرج تأوهها الأخير تأثرا بقبضته التي حطت على شعرها من الخلف يضغط عليه بقوة هادرًا:

- وحسك كمان بجى يطلع، كل ده من اجارة الهنا اللي جعدتيها بيت ابوكي، لا يكون عينك زاغت كمان على واد خالتك اللي عايزك يا بت وانا مبجيتش مالي عينك،  


- ااااه

صرخت بتوجع تتوسله:

- حرام عليك يا عمر،  شعري هيتجلع في يدك ، حل يدك عني الله يخليك. 


اشتدت كفه ليهم بزيادة الضغط،  ولكنه تراجع على اخر لحظة ليدفع رأسها للأمام بعنف ويتركها، ثم قال بتحذير:


- لتكوني ظنيتي اني نسيت، لا يا ست هدير، انا صاحيلك زين جوي، حسك عينك تفتكريني هين وممكن افرطلك الحبل ترجعي لحبيب الجلب، اصحي يا بت دا انا عمر. 


اومات برأسها بألم ثم خرج صوتها ببكاء:

- طب وانا كنت عملتلك ايه دلوك؟ دا كله عشان بكلم صاحبتي. 


- بتضحكيلها وانا لا .

ود ان يقولها معبرًا عن حنقه لتجاهلها له، وتعاملها الجاف معه هذه الايام ، لكن كبرياءه منعه ان يتساهل معها،  لينهض فجأة مستمرًا في تعنته:


- والله انا عرفتك بطبع جوزك وانت حرة،  يا تكسبيني، يا تجيبي الشجاوة لنفسك. 


❈-❈-❈


- مش ياللا بجى يا خالة، امي هتستعجلني 


زفرت سليمة تغلق المصحف بعدما انتهت من قراءة القراءن به ، كما انهت توزيع جميع المخبوزات المحلاة على الأطفال، لتعطي اهتمامها الاَن لهذه الثرثارة والتي أتت لها بدلو الماء منذ قليل لتسقي به زرعة الصبار والنخلة الصغيرة التي زرعتها بجوار قبر الراحل، وتحرص على رعايتهما، ولكن لابد من تلبية الطلبات الغريبة من النساء. 


- امك عايزة حتة من الصبارة كبيرة ولا صغيرة يا بت؟

ردت الصغيرة بحماس وهي تعطيها السكين الصغير كي تقطع لها به:


- عايزة حتتين يا خالة، اصلها عايزة تفطم اخويا الصغير .


- جوم تمرر حلقه عشان يكرهها خالص ، جلبها جامد امك دي والله  

عقبت بها سليمة بابتسامة ساخرة وهي تقترب من الصبارة ثم تقطع لها قطعتين، تضعهم لها بحرص على ورقة سميكة:


- خلي بالك وانتي بتمسكيها، لا ينزل المرار على يدك انتي كمان متعرفيش تغسليه حتى بالصابون. 


تناولتها منها الفتاة بحرص شديد تنفيذًا لتعليماتها، لتذهب على الفور نحو وجهتها، ونهضت سليمة هي ايضًا تبغي الرحيل، لكن وما ان شرعت بلملمة أشيائها حتى تفاجأت بالسكين الصغير لتتذكر الفتاة:


- استني يا بت.

صدر منها النداء قبل ان تستدرك لابتعاد الفتاة بمسافة  ليست بقليلة ، همت لتعلو من صوتها ولكن شيئًا اخر لفت نظرها كان اكثر اهمية، شيئًا طويل بجسد هزيل، يعرج بقدمه.......


الا هنا ولم تشعر بنفسها وهي تتحرك على الفور،  نحو الجهة التي يسير نحوها الفتى،  بعد ان نهض من جوار قبر..... تبًا، انه قبر مالك، الذي بني حديثًا وعليه يا فطة باسمه وتاريخ الميلاد والوفاة زادت النيران بقلبها وعقلها كان كجمر ملتهب بالأفكار السوداء،  تتبع هذا الفتى بهدوء شديد،.


تقترب، وتقترب بخطواتها ، حتى التقطت فرصتها فور ان توقف بجوار المسقى الخيري ، ليرتشف من ماءه، يطفئ عطشه، ثم اذا انتهى ليضع الكوب في محله، ليعرج بعدها بخطواته، ثم يلتف للناحية الأخرى، يتخذ الطريق نحو الخروح من المدفن، باغتته هى بحركة سريعة ، لتدفعه للخلف فيصطدم ظهره بالحائط الأسمنتي، وقبل ان يخرج صوته وجد نصل السكين الصغير فوق رقبته..


- انتي مين يا ولية؟

شهق مجفلًا مرددًا بها، ثم سرعان ما لاح على وجهه شيء اَخر علمته هي بفطنتها، لترفع كفها الحرة، تغطي نصف وجهه، فتتأكد من زوج الأعين التي أرقت منامها ليال طويلة، فتصرخ به الاَن:


- انت اللي اتهجمت عليا يا حرامي ، بأمارة العرج اللي في رجلك، واللي انا السبب فيه برضك. جاوب عن سؤالي وجولي دلوك انتي مين؟ ومين اللي كان باعتك ليا؟ 


ابتلع الفتى ريقه يردد باضطراب المفاجأة:

- مين اللي اتهجم ومين اللي زفت؟ انتي شكلك مرة مجنونة،  واهلك طالجينك ف الشارع،  بعدي عني......


زادت بضعطها تهدر بشراسة:

- انا دلوك اتأكدت ان مالك كان شريك، بس اللي عايزة اعرفة، كان ليه دور في جتل اخوه ولا لاه؟ وانت، كنت شريكه فيها دي ياض؟


ان كان ما سبق اليها هو مجموعة من الظنون، ف ان ما رأته الاَن على وجه هذا الغريب من شحوب حل على الفور، بأعين برقت بفزع، قبل ان يستعيد وعيه، فيدفعها بقسوة على الأرض الترابية، ويركض سريعًا بعرجه من امامها وكأنه يهرب الموت، كل ذلك جعلها توقن تمام اليقين، انه يملك جزءا كبيرا من الحقيقة،  ان لم تكن بأكملها 


❈-❈-❈


وعند مشمش

حيث كانت تؤدي عملها مع مريضها المفضل، رغم تعبها من المحاولات المتواصلة معه دون فائدة،  انهت المطلوب منها في رعايته، ثم شرعت في تقليم اظافر يده، وما زال حديثها لا ينتهي معه:


- ظوافرك طولت اوي يا سي بسيوني،  طبعًا، ما انت هتكمل الشهر دلوقتي وانت راقد على سريرك،  اموت واعرف، عاجبك ايه في النومة دي؟ اختك كل يوم تبكي جمبك وتترجاك،  وانا شرحها مخليتش حاجة معملتهاش معاك لاجل ما تجوم وتسمعني.........  انا بدأت ازهق على فكرة وكدة مش حلو..... اه ما انت لو زودت في الرقدة هتضطر اوافق على الواد محروس، زميلي في المستشفى،  والنعمة لو حصل يا بسيوني،  وبعدها قومت، لاكون مطينة عيشتك، وابقى قول مجنونة براحتك بقى هه.....


كانت مندمجة في استرسالها، حتى غفلت لفترة من الوقت عن تحرك الأصابع معها، لتستدرك اخيرا باستجابته مع ضغط يدها...... لتتوقف بعدم تصديق تراقب ازداياد انتفاض الأصبع، لتصرخ مهللة:


- يا دين النبي، انت عملتها بجد ولا بتهزر؟ ياللهوي انت قومت صح يا بسيوني......


توقف فجأة لتصرخ به:

 - نهارك اسود انت هترجع تاني ولا ايه؟ والنعمة ما يحصل،  يا دكتور،  حد يلحقنا بدكتور يا بنات ، بسرعة الله يخليكم..


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة