رواية جديدة براثن العشق لنانسي الجمال - الفصل 13 الأربعاء 7/2/2024
قراءة رواية براثن العشق كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية براثن العشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة نانسي الجمال
الفصل الثالث عشر
تم النشر الأربعاء
7/2/2024
بعد قيادة لساعات في ظلمة الليل توقفت سيارة عاصم وشمس أمام المنزل؛ وهبطت شمس أولًا بذهول وهي ترى طيف روان أمام منزل والدها.
تقدمت خطوتين دون شعور وعينها تكاد تغادر محجرها من الذهول الذي شابه ذهول عاصم.
وقف الأثنان مذهولين دون حركة ولا كلمة؛ وأنطلقت روان فور رؤيتهم تحتضن شمس بشوق
_ وحشتيني اوي يا شمس أخيرًا رجعتوا؟
ضمتها شمس وهي تهمس بعتاب
_ المفروض اني الي أجولك أخيرًا رچعتي يا روان
أبتعدت تبتسم بخجل لها وعينها مليئة بالاسف؛ قاطعهم عاصم متحدثًا بذهول
_ كنتِ فين خلتينا نقلبوا الدنيا عليكي؟
_ كنت بشوف غلاوتي عنديكم ايه.. واديني رچعت ليكم من تاني .
أجابته بإبتسامه واسعة؛ وأبتسم عاصم بحبور هاتفًا بفرحة حقيقة
_ نورتي بلدك ودارك يا روان.. انتِ واحده منينا
ابتسمت روان بخجل وأنضم سالم ركضًا معانقًا شقيقة وهو يتحدث بذهول
_ چيتوا كيف يا عاصم.. اني كنت هتچنن عليك وجلبي ملوعني لا يكون صابكم شر؟
نظر عاصم بطرف عينه لشمس وربت علي كتفي سالم برقة وحب
_ كان هيصبنا شر بس ربك زاحة؛ جولي بس صحة ابوك وامك وبراءة كيف؟
سكت سالم لا يعلم مما يبداء ثم رسم إبتسامه صغيرة
_ أستريح الاول وبعديها نتكلموا
عقد عاصم حاجبيه؛ وتوغل القلق لصدرة مؤكدًا عي سالم بضيق
_ اتكلم دلوك يا ولد أبوي بدل ما الجلج ينهش جلبي اكتر أني مش مستحمل .
تنهد سالم وهو ينظر بعيدًا عن عاصم بحزن
_ ابوك صحتة في النازل يا عاصم؛ الدكاتره بيجولوا الكَبَر خد منه رقات خلاص وأن أيامه في الدنيا مش كتيرة
أنقبض قلب عاصم بحزن وارتعش عقلة من الفراق المحتمل؛ عيناه لاحت علي القصر.. كيف أصبحت الظُلمات تحيط به؛ كيف كان أعمي ولا يرى أن حوائطه تهرم وأن والدة يفنى معه.
تحرك دون حديث للمنزل ولحق به البقية بخشية؛ وقفت روان علي الباب تمسك ذراع شمس هامسة بهدوء
_ انا مش هينفع ادخل؛ هروح أطمن علي براءة ونتقابل بكرا؛ خلي بالك منهم
_ متجلجيش وخلي بالك علي روحك وسلمي علي براءة لحد ما نزروها.
أجابتها شمس وهي تسرع خلف عاصم الذي قطع طريقة لغرفة والده؛ تُرك الباب مفتوح خلفهم و تحركت بخطوات بطيئة ناحيتة.
رأت مي التي تجلس جوار زوجها بينما يمسك عاصم يده يقبلها بشوق وسالم يراقب من بعيد بأعين كان الشجن هو مُحتلِهَا.
برغم الحزن الذي يشع من مظهرهم؛ وشبح الموت الذي يحوم في أركان المنزل والحجرة لكنها وجدت بهم العائلة.
لم يرتفع بصرها عن عاصم الذي كان يمثل العائلة لها؛ هو من ستشعر في فراقه كقلب أنتُشل من محله غصبًا.
ران لعقلها كل ما فوتته في سُكره تيهها؛ والدها محمد الذي تركته بين غياهب النسيان؛ في منزل تحلت حوائطة وسكانه بالقسوة والكراهية؛ والدتها التي أختفت والتي حرمتها هي من ذاتها.. حرمتها من أشتمام رائحة طفلتها وضمها لصدره؛ وعاصم الذي سلبته الزوجة والمحبة والاطفال.. عليها أعادة ترتيب أوضاعها.. فمن لا يملك ماضي لا يملك المستقبل.
❈-❈-❈
كانت براءة مختليه بذاتها في مرسمها؛ فالتفكير العقلاني بغرفتها مستحيل وقاسم يعمل بمكتبة الملاصق لها؛ ورائحته تتسلل لغرفتها مُذهبه عقلها.
تشعر أنها ناضجة.. وكأن صعقة رؤياها لجابر أعادتها للواقع؛ أو ربما ذكرتها بالماضي الذي أقسمت ليال وليال أن تمحيه وتغيرة.
رفعت الفرشاة بالون الأحمر تلطخ عشوائيًا الورقه بينما تهمس بشجن
_ هتغير؛ هخلص منيك يا چابر لو علي موتي.. مش هفضل العيلة الصغيرة الي خيفاك وهيباك؛ اني هبداء من چديد ومش هخسر الي عحبه واصل..مش هخلي حد يكسرني تاني
ظلت تهمس مغيره بالالوان نا بين الاحمر والاسود والازرق وبالنهاية حملت فرشاه مغموسة بالبياض ولوحت بها بقوة أمام اللوحة مسببة تلوث وجهها بنثرات بيضاء كما حصل الورقه علي نصيبها.
ولج قاسم فجأة وتوقفت خطواته حينما رآها وتسائل بإبتسامه
_ عترسمي ومندمج اياك!
رفعت عينها له بلمعة وكان قلبها يدق كأول مره رأته؛ وهمس قلبها بشغف
"لن أتركك؛ لن أسمح لسحاب الماضي وأشباحه أن تسلبني قلبك؛ سأحبك كأول مره كُل يوم؛ وسأحارب لقربك وكأنه نفسي الاخير"
_ براءة أنتِ معايا؟
نبث بينما بتحرك صوبها واستقامت هي سريعًا تتحرك نحوية بحيوية قد دفنتها الأيام، تحدثت بسعادة
_ بحبك يا قاسم
رمش بذهول وقد مرت الأيام الفائتة عليهم في تقلبات كادت تلقيهم من سفينة العشق؛ لكنها تفاجئة وكأنها لم تهتز للعاصفه التي اصابتهم أبدًا.
خطى نحوها مطوقًا خصرها بيديه ومال مقبلًا وجنتها
_ واني بعشجك يا براءة
أمسكت كفه تسحبة ناحية اللوحة
_ تعالى شوف اني عملت ايه.
نظر قاسم للوحة ثوان قبل أن يتحدث بإبتسامه
_ جميلة كيفك؛ بس ليه اوالنها غامجة اكده؟
نظرت براءة للألوان وأخبرته بهدوء
_ الاسود حسيته الحجات والاشباح العفشة الي بتطلع في كوابيسي؛ والأحمر هو حربي معاها عشان أعيش؛ والازرج ديمًا بيحسسني بالقوة والشچاعة معرفش ليه؛ والأبيض دِه أنتَ؛ الحاچة الحلوه الي چاري ديمًا، مش أنتَ هتفضل چاري يا قاسم؟
كانت عينيه لينة في عشقًا خالص لها؛ يشعر بالانصهار أصاب قلبه أمامها وهي كطفلة تشرح له معانيها؛ وبدون سبب شعر أن هناك أعمق من كلماتها المنطوقة.
أمسك الفرشاه البيضاء وبعشوائية مررها علي اللوحة حتى أصبح لونها الطاغي؛ وغمز طرف عينه لبراءة وهو يخبرها بشجن
_ اني هبجا معاكي لحد ما تحسي ان مفيش غيري في حياتك يا براءة.
أبتسمت بصدق ولواعج قلبها تهدء؛ ولكن لم تستمر السكينه لها ابدىً ولن تتوقف موجات البحر عن العصف.
فدلفت راضيه كعاصف تقتحم مركبهما؛ كثعبان يقتحم عش طيور ويفرق شملهم.
صرخت بضيق وحقد
_ انتَ سايبني وجاعد اهنه يا قاسم!
تنهد قاسم بضيق وقد ابتعدت عنه براءة تطالع راضيه؛ بشفقة!
_وطي حسك يا راضيه متخلنيش اتچنن عليكي.
كتمت راضيه ثورة غصبها تستبدلها بدموعٍ غزيره وهي تخبرة بعتاب مجروح كاذب
_ تتچنن علي يا قاسم! دا اني الي هتچنن من الي بيحصُل أتچوزتني ليه ما دا هتعوفني من حياتك؛ ليه اخدتني من دار ابوي طلامة هتفضل طول الوجت چارها هي ولما تبجا چاري برضك يبقا عقلك وقلبك شاردين عني.. ليه بتظلمني معاك!
كانت دموعاها كخنارج تطعن في ضمير براءة الذي يهتف أنهم تلاعبوا بتلك المرأة ومشاعرها؛ حتى وإن كانت قريبة جابر لا يعني أن تعاني العزاب بسببهم أو أن تكرهها بسببه.
رغم الألم بقلبها غادرت الحجرة عل قاسم يراضي زوجتة لكن بعيدًا عن عينها؛ وبرغم أن وجود زوجة أخرى يقف بحلقها لكنها ستتجاهل تلك الحقيقة وتتعايش معها؛ فقط لتنهي أمرها مع جابر وتعلم سبب عودته الغريب.
❈-❈-❈
حينما ولج عاصم للغرفة وجد شمس قد رتبت كل شئ وتقف أمامه بحله بهيه الطله.
شعر بوجيب قلبه الذي ازداد وأبعد عينه عنها بضيق يتجاهلها هي وقلبة؛ لكنها كانت عازمه علي استرداد حياتها من بين براثن الوحوش حتى.
أقتربت منه تساعدة علي خلع ثيابه؛ وتحدث عاصم بسخرية
_ أيه افتكرتي فاچئة واچبك!
لم يتوقع أن تجيبه؛ بل توقع أن تبتعد عنه عازفة لكنها تحدثت بجدية تحطم أسوار توقعاته
_ ايوه افكترت وفوجت؛ اني كنتَ غبيه يا عاصم.. كنت غبيه لما فكرت اني لوحدي وانتَ چاري
أبتعد عنها بضيق
_ سبج وقولتلك الكلام دِه آيه الي فرج دلوك وخلاكي تصدجيه!
ابتلعت لعابها كاتمة حقيقة أن سليمة هي من لها الفضل بتلك الافاقة؛ وبدلًا من ذلك إقتربت منه مجددًا تتحدث بثقة
_ معرفش أحسبني كنت نايمة وفوجت مره واحدة؛ انتَ حجك تزعل علي الفترة الي بعدتها عنك؛ بس والله العظيم اني كنت محتاچة فرصة؛ كنت تايهه يا عاصم علي يدك ومش لاجية لروحي مرسي.. لكن لما بعدت جدرت افهم كل حاچة؟
رفع حاجبة بفضول لم يستطع إخفائه وبداء قلبة يتغلب علي عقله
_وايه بجا الي فهمتيه!
نظرت له وقد لمعت عيناها بمشاعرٍ جياشة؛ وفاض بها الشجن مصيبًا جسدها بوهن خفيفة وهي تهمس برقة
_ عرفت أنك الي ليا؛ إنك بيتي وسندي وضهري؛ أنتَ وابوي بس الي لو عرفت في مكروه جاركم جلبي هيتجسم ومعجدرش تجف علي طولي بعديكم؛ انتَ راچلي وحبيبي وسندي؛ واني بحبك بجد؛ عرفت اني بحبك يا عاصم.. بحبك من غير ما احس اني مجداميش حل تاني ولا إنك بتشفج عليا.. عرفت كنت تايهه فين !
انعقد حاجبيه وغلبت الصدمه تعابير وجهه وهو يقترب منها مستفسرًا
_ هو أنتِ كنت فكراني بحبك عشان صعبانه عليا؟
_ ايوه.. كنت فكراك مش بتحبني بحج وحجيجي؛ كنتَ فاكره كل دِه مچرد تمثيل منيك؛ او أني صعبت عليك عشان كدا بتعطف عليا؛ كنت شايفة نافسي واحده لا ليها أهل ولا ناس يحبوها كيف انتَ عتحبني!
أمسك ذراعيها يقربها إليه وقد شعر بكيانه يهتز؛ كيف تفكر بما لم يخطر علي عقلة؛ اي حماقة كانت تحارب بها ذاتها؛ أكانت كل ذلك الوقت تهدم دواخلها بأنها مرفوضة! فتاة نبذها الجميع ومن تبقى يشفق عليها!!
تحدث بحراره وهو يقربها منه بشدة
_ اني عمري ما شفجت عليكي يا شمس؛ اني حبيتك بچد... ومن كل جلبي.. حبيتك وكانك روحي وعمري وجدرش ابعد عنيكي؛ كيف كنتي بتعاني كل دِه لوحدك ومهنش عليكي تعرفيني الي بيچرالك؟
أغمضت عينها تستند لصدره وهي تهمس بنبره ضعيفة
_ كنت تايهه ومش عارفة أعمل أية خوفت اشيلك همي اكتر ما أنتَ شايله
تنهد عاصم يضمها لصدره بحنان مربتًا علي ظهرها
_ هسامحك يا شمس؛ بس إياك تكرر عملتك تاني؛ أنتِ متعرفيش جلبي اتعزب جد ايه في بعدك عني! الايام الي چاية أني محتاچك چمبي جوي؛ متفليش بعيد
ابتسمت شمس تقبل وجنته
_ متخفش يا عاصم من اليوم اني چارك كيف خيالك؛ يلا غير تيابك واتحمم عقبال ما احضرلك جهوه عشان نروحوا نطمنوا علي براءة كمان
وافق عاصم وهبطت شمس لصنع القهوة؛ لتلتقي بمي تقف في المطبخ
_ ازيكي يامه عامله ايه؟
أبتسمت مي وهي تضمها
_ بخير يا بتي؛ طولتوا الغيبة و وجعتوا جلبنا يا شمس
_ معلشي سامحينا ادينا رچعنا ومش هنمشي تاني أبدًا
اخبرتها شمس و ولج سالم للمطبخ متحدثًا ببسمة
_ ما تحضريلي لجمة اكلها يامه؟
_ تعال وكل نفسك او خلي السنيورة روان تحضرلك
اجابته مي بضيق وهي تولية ظهرها؛ نظر سالم لشمس بأستنجاد لترفع يديها مستسلمه وهي تتحرك لصنع القهوه.
إقترب سالم من والدته مقبلًا رأسها
_ خلاص يامه هتفضلي مجطعاني جد ايه؟
أجابته بحزم
_ لح ما تعجل وتعرف الصُح من الغلط يا ولدي؛ انتَ مش عيل اصغير ولا جليل عشان ترتبط بخدامة
ابتعد سالم عنها شاعرًا بالضيق والغضب
_ انتِ الوحيدة الي مينفعش تجولي اكده؛ انتِ عارفه روان بالنسبه لينا ايه؛ ولو مكنتش عاشجها كنت هعتبرها خيتي من لحمي؛ اني بحبها يامه وهتچوزها فياريت يبجا برضاكِ بدل ما يبجا بالغصبانيه
أشاحت مي بوجهها عنه؛ وأسرعت شمس مخلية لهم المطبخ قبل أن يتوجه الحديث لها؛ أمر كهذا علي سالم وحده أن يعالجة؛ وكما تشعر بالخوف فهي أبنه خادمة؛ ولا تظن أن مي ستقبل بها أيضًا.
❈-❈-❈
جلست براءة وروان بغرفة الضيافة ومالت روان ناحيتها تهمس باستغراب
_ هما النسوان الي اهنه يرجبونا ليه؟
اجابتها براءة بسخرية
_ لاه أبدًا دي راضية مرتة الي معزبها معانا ودي بجا عزيزه بت عمه وريداه يبجا چوزها؛ وانتِ ضيفة عدوتهم
ضحكت روان بسخرية وهي تسألها بضيق
_ وحاطه نفسك بين فكين السبع ليه! ما تمشي من اهنه ولو رايدك يطلج واحده ويكرش التانية وبعديها ترچعي!
_ لاه؛ راضيه صعبانه عليا ذنبها ايه ان اسم كان عايز يعزبني! هي برضك وليه وغلبانه شكلها عشجته وهو معزبها بحبه ليا اني؛ والله ساعات بحس الذنب نحيتها واني السبب في عزابها دِه.
تحدثت براءة بضيق وهي تنظر لراضيه التي ترفع عينها بين فنية والاخرى تراقبها بابتسامة خبيثة.
رمشت روان تستدير لبراءة
_ حاسه بالذنب علي واحده من عيلته! ياكش يولعوا كلهم ويتعزبوا علي الي عملوه فيكي
تنهيده حارة غادرت ثغرها وهي تطالع راضية؛ لم ترها من قبل مع جابر مما يبعدها عن أي شبهة لتتحدث بثقة بينما تنظر لروان
_ هي ملهاش ذنب بالي اهلها عملوه؛ ولو مشينا بعقلك دِه يبجا حج قاسم ينتجم مني علي الي سامي عمله ما هو برضك واد عمي، المهم دلوك اني خدت قرارات كتير جوي عايزه اجولهالك
_ قولي وانا سمعاكي من أمتي أقدر اقولك لاء؟
تنهدت براءة ببسمه وتوجس
_ الصراحة اني قررت أصلح كل حاچة سيبتها ورايا بايظة؛ يعني علاقتي اني وقاسم وكمان ذكرياتي وخوفي من جابر
أمسكت روان كفيها سريعًا بسعادة
_ بجد يا براءة! دا احلي خبر قولتيه؛ وانا كلمت واحدة هتجبلي قرار جابر
سألتها براءة باستغراب _ واحده مين دي؟
ابتسمت روان بفخر وهي تقترب منها هامسة بهدوء
_ الغازيه الي في البلد اكيد جابر هيروحلها .
كتمت براءة صيحه يأس؛ تريد أن تخبرها حقيقة عجز جابر والتي لن تجعله يذهب لغازية لكن ولجت عزيزه بضيق
_ هو أنتِ هتفضلي جاعده اكدِه مع ضيوفك وأحنا نشتغلوا؟
أرتفع حاجب روان وهي تجيب مدافعه
_ وأيه مش عاچبك في الشغل؛ كل دار الشغل بيتوزع علي الحريم الي فيه؛ لو تعبتي عاودي دارك
إتسعت عين عزيزه و أشتدت سَدْفة عينيها وهي تصرخ بضيق
_ أنتِ مين يا بت أنتِ عشان تكرشيني من دوار أهلي؛ يا قاسم.. تعالى والحج بت عمك الي بتتكرش من الأغراب؛ تعال والحجني يا واد عمـــي
حضر قاسم علي صراخها واقتربت راضية بتشفي بينما وقفت براءة بأضطراب تنظر لروان الثابتة.
__ حصل أيه اهنه؛ مالك معليك حسك أكدِه ليه يا عزيزه!
تسأل قاسم وهو يرمقها بضيق وملل، بدأت الدموع تسيل علي عينها وهي تخبره بنبرة حزينه يائسة
_ بت عمك بتتقلع من دارك وانتَ منتش داري؛ اني عايزة حجي
نظر لبراءة مستفسرًا لكن روان من نطقت بالتفسير بضيق
_ دِه أسمه سم حريم، بت عمك چاية تكلم براءة بأسلوب عفش وبتأمرها تجوم تروج الدار وتساعدهم وهي عندها ضيف؛ مش دِه عيب! براءة مرتك الأولي وست البيت كيف يكلموها أكده وانتَ تسكت!
كتم قاسم ابتسامته وهو يرى براءة تطالع روان بفم مفتوح وأعين واسعة ذهولًا وإعجابًا؛ بينما عزيزه نظرت لها بصدمه.
حمحم قاسم جاذبًا أنظارهم ومستعيدًا ثباته وهو يستدير لعزيزه
_ اعتذري لبراءة يا عزيزة؛ كيف تحرجي مرتي وتكلميها عفش؟ مفكره ملهاش حد هيجف جصادك! أعتذري دلوك يلا
عزيزه بضيق استدارت له
_ اني معملتش حاچه يا قاسم و...
_ عزيزه جولت تعتذري يبجا تعتذري يلا
هتف بها بحده وانصاعت عزيزه بضيق قبل أن تنطلق راكضة من الغرفة تمامًا .
اقترب قاسم من براءة مبتسمًا
_ لما حد يدايجك بعد اكده اعملي زي صحبتك؛ كوليه مش اجفي وخليه يفتري عليكي؛ يلا خدوا راحتكم اني طالع اريح
طلع قاسم وقربت روان من براءة بضحكة
_ بس حنين برضك قاسم
ضربتها براءة علي كتفها بكسوف وضحكت روان.
وعند عزيزه دخلت اوضتها بعصبيه
_ بجا اني اعتذرلها؟ والله لاوريكم اني هعمل ايه.
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة نانسي الجمال، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية