-->

رواية جديدة كله بالحلال لأمل نصر - الفصل 25 - 2 الأربعاء 7/2/2024

 

قراءة رواية كله بالحلال

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية كله بالحلال

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر


 الفصل الخامس والعشرون

2


تاريخ النشر الأربعاء

7/2/2024


خطفت ريهام نحوها نظرة سريعة قبل ان تجيبها بلهجة مبتئسة:

- انا مغلطتش في حاجة عشان احاول اخدعك، ولا هما كمان، ع العموم انا رايحة بيتي دلوقتى عشان ارتاح بالمرة واريحكم من تعبكم معايا في المستشفيات. 


فكت منار ذراعيها، لتعقب بعدم استيعاب، للجملة المباغتة:

- بيتك فين؟ انتي بتتكلمي جد؟

حينما لم تجيبها صاحت غاضبة بها:

- وبعدين معاكي بقى في غبائك ده؟ انتي يا بت انتي عايزة تشليني ؟


- انا مش هسنريح غير في بيتي .

قالتها بدون ان ترفع عينيها اليها،  لتزبد من غضب والدتها التي همت بالانفجار بها، ولكن عزيز لحق عليها بتدخله:


- يا ماما احنا عملنا معاها المستحيل،  معلش خلينا نراضيها، وع العموم احنا مش هنسيبها وهنروح معاها وناوين انا وليلي نقعد معاها الكام يوم دول......


- اه ما انتوا لقيتوها حجة وجات لكم ع الطبطاب 


صاحت بها بتهكم، لتغلب غضبها بعد ذلك، متوجهه بالخطاب نحو ابنتها:

- انا كمان جاية معاكم، ما انا مش هسيبها ولا هيجيني نوم بعيد عنها ...


كالعادة لم تجد منها ما يسرها، او حتى يشعرها بالاهتمام، وكأنها لم تعتد تكترث ان كانت تأتي معها او لأ ، زفرت تطرد من صدرها دفعة مشحونة بالهواء المحمل بيأس يشويه الغضب، لتتغاضى عن عمد وتتحرك نحو حقيبتها تتناولها، وتردف بعملية:


- المهم دلوقتي احنا عايزين حد يساعدنا، من طقم المستشفى، وانت يا عزيز روح سخن العربية على ما نزلنا .


هم الاخير ان يرد ولكن سبقه صوت اخر :

- وليه تندهي حد يا خالتوا ، ما انا ممكن اوصلكم بعربيتي احسن. 


- مش عايزين حاجة من خلفتك .

هتفت بها ليلى برفض سريع، ليرد عليها بسماجة ليست غريبة عنه:

- بطلي يا ليلى قلة زوق، عشان انا صابر عليكي. 

- انا قليلة الزوق.

صرخت بها بعدم تحمل تنوي الهجوم عليه، قبل ان تفاجأ بمن يوقفها:


- خلاص يا ليلى .

التفت نحو شقيقها بصدمة لتجده يضيف بتحذير اثار دهشتها ضاغط على أحرف كلماته:

- الراجل مغلطش في حاجة، دا عايز يوصلنا وانا محتاجه عيب .


- عيب .

تمتمت بها بعدم استيعاب، لتصمت مجبرة، تتبعهم في الانضمام بسيارة هذه الأحمق، والذي ظن انه انتصر له، ليغبظها طول الطريق بالنظرات والتلميحات الموجهة نحوها، امام الصمت الغريب من شقيقها حتى اتضحت لها الرؤية بعد ذلك فور ان انتهوا من وضع ريهام داخل غرفتها بمنزلها، برعاية والدتها الحانقة بقوة لفعل ابناءها؛


- ببس كدة اخر تمام، عايزة حاجة تاني يا قمري .

قالها عزبز بحنان وهو يقبل رأس شقيقته بعد ان دثرها بغطائها، 


طالعته بابتسامة ممتنة تنفي شاكرة

- لا يا قلبي ، تسلملي يارب من كل شر .


قبلها مرة أخرى بشكل ادخل الغيرة بقلب منار المتابعة حتى كادت ان تصرخ بهم ولكنها تمالكت بصعوبة لتلتزم الصمت حتى غادر عزيز يسحب ابن خالته السمج امام دهشة شقيقته والتي لم تقوى على الصبر لتركض خلفهما، بعدما سمعته يطلب من الاخر اللقاء معه على انفراد في حديقة الفناء الخلفي لمنزل ريهام .


وكانت المفاجأة حينما رأته قابضًا بشر على ياقتي سامح يهدر بفحيح وغليل:

- ايه ياض الكلام اللي بلغته لاهل رانيا عن بسمة؟ قولت عليها ايه يا كلب؟.


حاول سامح بنزع قبضتيه عنه صائحًا:

- يعني هكون قولت ايه يا حبيبي ، هو انا جيبت حاجة من عندي ، مش هي فعلا مشغلاك،  وسمعتها زي الطين،  يبقى تستاهل كل اللي يتقال عليها.


- يعني انت بتعترف يا سامج وجايلك قلب تقولها في وشي ؟

- وما اقولها في وشك يا حبيبي، هي تخصك في ايه اصلا؟ ولا انت فاكر خالتوا هتسمحلك تمشي على حل شعرك وتاخد بنت زي دي؟ لا يا حبيبي فوق لنفسك وافتكر وضعك قبل ما تبقي خاتم في ايد عيلة صغيرة زي دي ، جرالك ايه يا عزبز ؟


- عايز تعرف يا حبيبي جرالي ايه، انا هوربك دلوقتي جرالي ايه؟

صرخ بالاخير ثم انقض عليه يدفعه ارضًا، ويكيل له باللكمات بعد ذلك يفرغ طاقة الغضب التي كان يكبتها طوال الايام الفائتة في رعاية شقيقته في المشفى، اما الاَن فلا شيء سوف يثتيه عن اخذ حق محبوبته، 


كان قويا وعنيفا، حتى انه لم يكن يعطي الفرصة للاخر لرد هجماته، وليلى من الجهة الأخرى تهلل بسعادة ، ان جاء اليوم الذي يشفي غليلها من هذا التيس الغبي ، الذي يفرض نفسه عليها وكأنه حق مكتسب، او دمية ليست لها الحق في رفض كائن مثله. 


❈-❈-❈


في اليوم التالي 


استيقظت متأخرًا عن ميعادها اليومي،  بفضل سهرها جوار ابنتها، حتى وهي جامدة معها لن تتخلى عنها حتى تصفح وتسامح ، هي الاَن تقدر حالتها فما حدث معها اقسى من اي شيء ، ألم نفسي اختلط بألم جسدي ، وزعر على جنينها المهدد بالسقوط، هذا اقوى على كاهل اي بشر. اذن عليها هي ان تتحلى بالصبر معها. 


كانت في طريقها نحو الغرفة حينما اصطدمت اذنيها بسماع الضحك العالي يأتي منها، وتلك الضحكة المميزة لابنتها ، إذن عزيزتها تضحك 


اسرعت بخطواتها لتدفع الباب وتدلف بدماثة وابتسامة تعلو ملامحها خبئت فور ان وقعت عينيها عليهما، ذلك الرجل اللئيم ومعه ابناءه الاثنان ....... تبًا. 


- تعالي يا ماما سلمي على عمو شاكر .

هتفت بها ريهام بعدما رأتها واقفة محلها مستمرة وقد صعقتها المفاجأة،  هؤلاء المتطفلين ، يحتلون غرفة ابنتها التي اشرق وجهها معهم، كما وضحت السعادة على وجه ابنتها الأخرى التي تجلس بالقرب من هذا اللزج الذي رفضته سابقا، 


والغبي الاَخر يجلس مقابلا لتلك الملعونة التي احكمت شباكها حول ابناءها وفرضت نفسها وعائلته عليهم 


- ماما  

صدرت من ريهام هذه المرة كصبحة لإفاقتها ، لتفاجأ بهذا المدعي يقترب منها بابتسامة متلاعبة يبادر هو بالترحيب بها:

- منار هانم، بسم الله ما شاء الله، انا في كل مرة بشوفك اصغر من التانية 


كظمت غيظها بصعوبة لتقبل التحية منه، وتبتسم بمجاملة كاذبة، حتى لا تسوء من موقفها امام ابنتها صاحبة البيت ومن تقبلتهم به، فلا يحق لها هي الاعتراض،  تبدوا وكأنها خطة من ابناءها الثلاثة، تبا لهم من ملاعين .


- صافحته ثم اقتربت تصافح بعجالة هذا المدعو ممدوح:


- اهلا يااا ..... عامل ايه؟

ادعت نسيانها الأسم بقصد ثم اتجهت لبسمة تصافحها هي الأخرى بلؤم:


- ازيك يا حبيبتي عاملة ايه؟ كل يوم بتزيدي على حلاوة، امموواه امموواه

صوت قبلاتها على وجنتي بسمة المزهولة تناظرها باضطراب اسعد منار بالداخل،  قبل ان تلتف نحو ابنتها المريضة والتي رمقتها بنظرة الجمتها، لتعود لصوابها بعد ذلك وتجلس صامتة مجبرة، لتتجنب غضبها ، وتكتفت بذراعيها تتابع الجلسة الودية بصمت، اللعنة منذ متى اصلا يعرفونها ليتحدثوا معها بهذه الحميمية:


- شوفي يا روح قلبي، انتي بس تقومي على رجليكي، وانا ليكي عليا هعملك احلى رحلة تنسي فيها نفسك ، انا اصلا متخصص رحلات  


قالها شاكر بزهو ليقارعه ممدوح قائلا ،

- لما انت متخصص،رحلات،  امال انا ابقى ايه بس يا والدي؟ السفر والرحلات دي لعبتي اصلا.


تدخل عزبز ايضا:

- لا يا باشا، معلش يعني برضوا مش قدي، دا انا لقيتها من شرقها لغربها .

- دا في مصر يا عمنا، اما انا بقى برا مصر شمال وجنوب، دول عربية واروبية ،


- وأفريقيا كمان .

قالتها ليلى تضيف على قول ممدوح بلهفة لفتت انظار الجميع اليها، وزادت من اشتعال والدتها،  لتكمل بسجيتها:

- ممدوح حكالي عن رحلاته في افريقيا، دا ليه مغامرات تهبل يا عزبز  


تبسم لها الاخير بمغزى :

- اكيد مدام عجبتك يا قلبي، وبتحكي عنها بالأنبهار دا، انا كمان عايز اعرف عشان اجربها، 


عقب شاكر :

- هذا الشبل من ذاك الاسد يا عم عزيز، عشان تعرف بس ان ابني مش جايبه من برا ، انا في شبابي كنت اجدع منه كمان .


قالها وانطلقت ضحكات الجميع الا هي ، وقد. كانت تراقب انبساطهم بسخط يفتك بها، ولكن ما كان يثير دهشتها بالفعل هو تجنب هذه الملعونة الصغيرة لها، وهذا الحرج الذي يكسو ملامحها، تبا لما تشعر وكأنها تبدلت لفتاة أخرى ناضجة،  فتاة رزينة حتى في ابتسامتها، رغم تلهف ابنها الأحمق لها..والذي تفضحه افعاله،  وكأنه لم يعرف امرأة قبلها قبل ذلك ذلك 


يتبع مع الخاتمة..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة