-->

رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 2 - 1 - الثلاثاء 13/2/2024

 


  قراءة رواية ليتها تعلم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ليتها تعلم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مريم جمعة


الفصل الثاني

1

تم النشر يوم الثلاثاء

13/2/2024   



إبتسم يعقوب براحة كبيرة سرت في أوصالهِ بعد الخبر الَّذي قالهُ مُصطفى له، بينما توسَّعت أعين الأبناء الثلاثة وزوج إبنتهِ صدمةً من ذلِك القرار الغيرُ متوقَّع بتاتًا، وكانت زينب الَّتي إنهمرت دُموعِها كالشلال هي أوَّل من بادرَ بالحديث قائِلة بتلعثُم نتج عن عدم تصديقها مما قاله..: 


_بابا هو..هو الكلام اللي حضرتك قـ.. قولته بجد.؟، 

طـه وافق إنه يرجع تاني إزاي؟ أنا مش فاهمة أي حاجة.


_أنا تعبت من الظلم اللي ظلمتهوله يازينب، وخلاص مافضليش كتير فعاوز أصلَّح اللي عملته ، وأنا عارف إن محمود قلبه كبير زي فاطمة أُمكم الله يرحمها وهيسامح، والدليل على كده هو إنه برغم اللي عملته فيه وقبل ما أعرف إنه بريئ كان بيطمن عليا عن طريق مُصطفى. 


إبتهجت ملامِحُ الأبناء الثالثة من قرار والدِهم الَّذي رغم أنه مُتأخِّر إلى إنَّه أفضل من عدمه، وقد تحدَّث سامي زوج زينب ببسمة سعيدة..:


_دا الصح فعلًا ياعمي وبجد أنا مبسوط إن حضرتك هتعمل كده.


❈-❈-❈


وقفت "ذِكرىٰ" أمام مطعمٍ في وسط البلد تنظُر لعنوانهِ البارز "ألف ليلة وليلة" الَّذي نُقِشَ ببراعةٍ أعلى المطعم، ثُم ولجت للداخِل لتجد صوت أُم كلثوم يصدُح في أنحاء المكان، فأغمضت عينيها لثوانٍ تُطرِب أذُنيها بكلماتِها البسيطة الَّتي تدخُل قلبها دون إستئذان، ثُم سارت  قليلًا داخِل المطعم حتَّى وقفت أمام مطبخ المطعم، ودلفت إلى الداخِل ليُرحب كل من يراها بمجيئها ، وقد اتجهت نحو ذلك الواقف في أحد الأركان يواليهِ ظهرها ويُقطِّع البصل بإحترافية شديدة، لتُردف ببسمة مُمازِحة بعد أن إقتربت منه..: 


_يابني 100 مرة قولتلك  المطبخ دا مكان الستات، فـ ليه حاشر نفسك فيه؟. 


إلتفت الأخيرُ لها بعد سماعهِ لصوتها مُجيبًا..: 


_أولًا الطبخ مش للستَّات بس.. ثانيًا دا هواية وفن بيتعمِل بمزاج وروقان بس انتوا بوظتوا الفن بإنكُم بتعملوه تسديد خانة وانتوا كارهين نفسكُم.. وبعدين ما انتِ ست ومابتعرفيش تتطبخي، فياريت بقى تسكُتي خالص وماتفتحيش بوقك تاني. 


رفعت ذِكرىٰ إحدىٰ حاجبيها ترُد عليه بنبرة حانِقة..: 


_واللهِ؟؟ دي أخرتها يعني إنك بتعايرني؟، وبعدين أنا مش فاضية للفن بتاعك عشان أنا مش إنسانة عادية.. أنا فاضلي سنتين وأبقى دكتورة. 


حرَّك نُوح رأسهِ للجانبين وهو يضحك ساخِرًا على حديثها، وأمسكها من ذراعيها ليجعلها تقِف جوارِهِ، وقبل أن يُكمل ما كان يغعلهُ قبل ماجيئها قال..: 


_طب تعالي ياللي هتبقي دكتورة شوفيني وأنا بطبخ يمكن تتعلمي حاجة تنفعك. 


وقفت ذِكرىٰ تُنصت لكُل حرفٍ يقولهُ وهو يشرح لها عن كيفية عمل إحدى المأكولات الشهيرة لدى المطعم،  لكنها  إدعت عدم الإهتمام لتغيظهُ، وبالفعلِ حقَّقت مُرادِها، فدفعها برفقٍ من جوارهِ بعد أن ترك السكين من يديهِ قائِلًا بغيظ..:


_بت انتِ لو مش هتركزي معايا فأحسنلك تاخدي بعضك وتمشي، كفاية بتنازل وبعلمك إزاي تطبخي يافاشلة، ودي حاجة نادِرًا ما بعملها. 


_ياعم روح إلعب بعيد، ماهو الطبخ هو دا اللي جايبك لورا وبسببُه تسنيم هتسيبك قُريب إن شاءالله. 


تنهد نوح بعد سماعهِ لإسم تلك التي يسألُ نفسهِ كُل يوم "لماذا يُحبها؟ "، ورد على حديثها بنبرة يائِسة..: 


_أنا مش عارف أعملها إيه بجد، بقالها كام يوم مقموصة مني من غير أي أسباب.


_يعني انت بجد مش عارف إيه اللي مضايقها منك ولا بتستعبط..؟ 


سألتهُ ذِكرى وهي تُغمِضُ إحدى عينيها بشك، ليُجيبها الأخر بصدق..: 


_لا واللهِ معر....ينهار أبيض.! 


قال نوح جملتهِ الأخيرة بصدمة أثارت إستغراب ذِكرىٰ من تحوُّلهِ المُفاجئ، في حين أكمل هو موضِّحًا، بعد أن خبط كفِّهِ برأسه يلعنُ غبائه..: 


_أنا إزاي نسيت إن النهاردة أول يوم ليها شُغل في  المدرسة..؟ 


_مانا قولتلك إن المطعم بقى شاغلك جامد وانت بتقاوِح. 


أنهت ذِكرىٰ قولها تنظُر لهُ وهو يتنهد بضيقٍ من نفسه، وقد حزُنت عليهِ فأردفت مُقترِحة..: 


_ماتزعلش يابني، هي تسنيم هبلة وهتتراضى بسُرعة.. انت بس صالِحها في أقرب وقت وإعملها مُفاجئة مطرقعة زيَّها.


أومأ نوح برأسهِ موفِقًا، وقد لمعت عيناهُ فجأةً عندما جاءت برأسهِ فكرة قد إستحسنها وسيُنفذها بعد قليل، وثنى ذراعهِ يمُدُّهُ نحو ذِكرىٰ، فشبكت الأخيرة ذراعيها داخل خاصَّتهِ، وبينما هُم يتجِّهانِ خارج المطبخ، باغتها نُوح بسُؤالِه..: 


_أيوا صحيح.. إيه اللي راميكِ عليا؟،وحشتك ولا إيه.؟ 


أجابتهُ ذِكرىٰ بنبرة مُتهكِّمة مما قاله..: 


_وحشتك عقربة ياخويا..أكيد يعني مش جاية عشان أشوف طلِّتك البهية.


_أومال جاية ليه إن شاءالله.؟ 


تهدَّلت ملامِحُ ذِكرىٰ للعبوس، وصدر منها تنهيدة حزينة قبل أن تقول..: 


_مافيش..روحت المُستشفى بتاعت الدكتور إسلام اللي كان بيدرسلي لما كنت في ستة تالتة، وطلبت أتدرب عنده وهو وافق والموضوع خلص بسُرعة، بس حسِّيت نفسي مخنوقة ومش عاوزة أرجع البيت، فقولت اجي أرخِّم عليك شوية.


عقد نوح حاجبيهِ سائِلًا إياها بعد أن وصلا الى حديقة المطعم الخلفية، وجلسا على مقعد واحدٍ يكفي لإثنيهِما..: 


_طب طالما وافق الحمدُلله، إيه اللي مضايقك.؟ 


زيَّفت ذِكرىٰ بسمة على وجنتيها وهي تقولُ مُمازحة..: 


_ أهي حاجات تافهة وهوجع راسك بيها، فماتشغلش بالك ياعم.


مسح نوح على وجنتيها برفقٍ يسألُها بنبرة حانية ومُعاتِبة..: 


_طب وهُمَّا الإخوات موجودين ليه..؟، مش عشان يشاركُوا بعض اللي مضايقهُم حتى ولو كان شيئ تافِه؟، وبعدين أنا حاسس إن في حاجة كبيرة مزعلاكي.


_تعرف يانوح إيه أكتر حاجة بشكُر ربنا دايمًا عليها.؟


_إيه هيا.؟


_إنه خلَّى ماما ترضَّعك على فريد الله يرحمُه وبقيت أخويا مش إبن عمِّي.. ويمكن دي الحاجة الوحيدة الحلوة اللي عملتهالي في حياتها..بس دا مايمنعش إني مش بطيقك برضوا. 


ضحِك نوح وهو يضرب مُؤخرَّةِ رأسها بخفة قائِلًا بغيظ..: 


_دا انتِ عيلة فصيلة أقسم بالله.


صمت ينظُر لها وهي تضحك عليه ثُم تابع..: 


_بس برضوا هتحكيلي إيه اللي مضايقك. 


توقفت ذِكرىٰ عن الضحك، وقد إنعكس الضيق الَّذي يعتلي خلجاتِ روحِها على قسماتِ وجهها، فتحدَّثت تبوحُ عمَّا بداخِلها بنبرة إعتيادية تحملُ في طياتِها السُخرية رغم مرارة كلماتِها..: 


_نفس المشكلة والحوار بتاع كُل يوم مافيش جديد، 

لما بروح الجامعة أو اي مُستشفى بيبقى هاين عليا أصرَّخ وأسيب المكان وأجري كإني شوفت عفاريت لإن دا مش مكاني..دا مش حلمي اللي كُنت بسهر عشان أوصله واحققُه، عُمري ماحلمت بكلية الطب رغم إن أي حد بيتمنى يدخُلها.. 

تخيَّل أنا لحد الآن لسا بخاف لما باجي أمسك مشرط أو أشرَّح جُثة وكإني أول مرة أعمل كده رغم إني في سنة خامسة، وأوقات بفقد وعيي لإن أنا طبعي إني بخاف ، واللي فيه طبع عُمره مابيغيَّرُه، وعُمري ماكُنت أتخيل إني بفتح جسم حد.. دا أنا لمَّا كُنت بشوف العمليات اللي في الأفلام كنت بخاف أنام رغم إن دا تمثيل، فمابالك بقى بالواقِع؟..وكل اللي بيحصلي دا بسبب تحكُّمات أبويا وأُمي في حياتي اللي تحت مُسمى" إحنا عاوزينك تبقي أحسن من الناس"،

بجد أنا تعبت وقرِفت وزهقت من كُل حاجة ونفسي أرتاح. 


إمتدَّ كف نوح نحو وجنتيها يمسحُ دمُوعِها الَّتي هطلت بقُوة، وقد آلمهُ ما قالتهُ حقًا رغم أنهُ يعلم بكُل هذا، وعندما منعها والدِيها من دخُولِ جامِعة الهندسة الَّتي سعت كي تصِلَ لها، تدَّخل وحاول بكُل الطُرق أن يجعلهُم يتركُونَها تُحقق حلمها، لكنهُ لم يستطع، ورفضوا رفضًا قاطِعًا مُعللينَ أن الطب أفضل وسيكونُ لها مستقبلٌ باهِرٌ وسيتفاخرُون بها بين الناس، وهكذا دهسوا على حُلمِها من أجل الرياء، وأمَّا عن إبنتهِم فلتحترِق، لا يُهِم!. 


❈-❈-❈


جلسَ خلفَ مكتبهِ يرمُق ذلِك الواقف أمامهُ يبكي مُتمتِمًا بين الثانية والأُخرى كلمة "أنا ماسرقتش حاجة والله العظيم" دون توقُّف حتى كاد رأسهُ أن ينفجر، وقد ندِمَ أشدُّ الندم لأنَّهُ أخذ مكان صديقهُ في قسم السرقة ، وحقًا لا يعلمُ كيف سيبقى هُنا إسبوعًا كاملًا.. 

فقط القليلُ من الصبر وسيُلقيه في الحجزِ وسيرتاح، لأنَّ التُهمة المنسوبة إليهِ لا يعتقِد أنَّهُ سيتبرأ منها. 


هكذا تحدَّث بينهُ وبين عقله، وإبتسامة واسعة زيَّنت محياهُ الوسيم، وللأسف إنمحت تلك البسمة تمامًا وتصلَّب فكِّهِ بعد أن فُتِح باب الغُرفة وظهر من خلالِهِ فتاةٌ تدلُف للداخِل وتتجِهُ نحو مكتبهِ بخُطى ثابِتة وواثِقة مُخرِجة شيئٍ يُشبه الكارت من حقيبتها، ووضعتهُ فوق المكتب قائِلة..: 


_أنا المُحامية زهراء سامي الأصلي، جاية من أجل موكِّلي حسانين عبد الحافيظ.


بِمُجرَّدِ ما إن أنهت حديثها، جلست على المِقعد المُقابِل لهُ براحة دون أي إستئذان، فتصاعد غضب الأخير بِقُوَّة من وقاحتِها، في حين أكملت هي مُتسائِلة..: 


_مُمكن أعرف تفاصيل القضية اللي موكلي مُتَّهم فيها..؟ 


تابعتهُ زهراء بعينيها وهو يلتقط الملف المتواجد أمامهُ وألقاهُ أمامها، لتجز الأخيرة على أسنانِها من وقاحتهِ لكنَّها إلتزمت الهدوء الخارجي وأخذت الملف الَّذي كان يحتوي على القضية، وقرأت مابِداخلهِ سريعًا، لكنَّها وجدت ما أثار إستغرابِها، فأغلقت الملف، ورفعت عيناها الزيتونية نحو  الجالس أمامها، والَّذي تحدَّث أخيرًا لأوَّلِ مرة منذُ حضورِها..: 


_المُتهم خلاص هيترمي في الحبس وهيتعرض على النيابة، يعني أي حاجة هتعمليها دلوقتي مالهاش لازمة. 


وبكُل برود العالم تجاهلت ماقاله وهو شخصيًا، ورسمت بسمة على شفتيها تنظُر للمتهم  المدعوا حسانين قائِلة بثقة كبيرة..: 


_بإذن الله بُكرا هجيلك عشان أخد منك شوية معلومات تفيدينا في القضية، ومن أول جلسة هتاخد براءة فامتقلقش.


هز حسانين رأسهُ موافقًا وقد أراحهُ ماقالته قليلًا، وولج شُرطيَّين بأمرٍ من الظابط وأخذوهُ للحجز، وبعد أن أصبح الإثنانِ بمُفردِهِما في الغُرفة، وضعت زهراء قدمًا على الأُخرى، وجلست بإرياحية أكثر وهي تقولُ ببسمة مُستفزة..:


_عامل إيه يابن خالي..؟، حسَّاك مولَّع شوية من ناحيتي مش عارفة ليه!.. صمتت قليلًا تنظُر لهُ ببراءة مُكملة حديثها..:


_أرجوا إن تواجدي يكُون خفيف عليك ومايزعجكش.! 


_خير يازهراء؟، زياراتِك كترت في القسم.. ولا انتِ ياعيني من كُتر الفراغ بقيتي بتنطلنا هِنا عشان مش لاقية حد يعبرك بقضِية..؟


إشتعلت عيناي زهراء من الغضب من حديثه، وقد تصاعد أكثر وأكثر خاصةً بعد أن أكمل..: 


_لو انتِ محتاجة قضايا ولا حاجة قوليلي وأنا هجبلك واحدة ولا إتنين.. ماهو برضوا انتِ بنت عمِّتي وأنا عمر ماجالي محتاج ورديته.


ردت عليه زهراء قائلة بعد أن أمسكت حقيبتها وهي تنهض..: 


_واللهِ يابن عمِّتي القاعدة معاك مايتشبعش منها، وكان نفسي أوي أفضل قاعدة.. صمتت تنظُر لهاتِفها الَّذي يُعلن عن مُكالمة، فضغتت على الزر الجانبي تضعهُ على الوضع الصامت، ثُم أدارتهُ وقرَّبته لوجههِ مُكملة حديثها ببسمة واسعة..: 


_بس زي ما انت شايف مُوبايلي مابطَّلش رن من ساعِة ماجيت وورايا 3 قواضي تُقال زي دمَّك كده وشاغليني ليل نهار ولازم أشتغل عليهم كويس، فاستأذِنك بقى.


ودون أن تنتظر منهُ إجابة، خرجت بسُرعة تارِكة إياهُ يحترق، وقد إبتسمت بانتصارٍ كبير  عندما سمِعت سبَّة غاضبة أطلقها من الغيظ وهي تخرُج. 


❈-❈-❈


جلست على أحد المقاعد المتواجِدة في رواق الجامِعة تتنهَّد بين الثانِية والأُخرى بضيق وهي تنظُر لكتابِ أحد المواد الَّذي لا تعرِف كيف ستدرُسه، ومن حُسن حظِّها رفعت رأسها فوجدت الدكتور المُخصص لدراسة المادة يعبُر من أمامِها، فنهضت بسُرعة تُناديهِ بصوتٍ عالٍ كي يسمعهُا بعد أن إبتعد عنها قليلًا بسببِ خُطواتِه السريعة..:


_يادكتوغ مُغاد..يادكتوغ إستنى لحظة لو سمحت.


توقَّف الدكتور في مكانِه، وإستدار لها وهو يرفعُ حاجبيهِ مُتسائِلًا بعد إقترابِها منه..:


_ يا إيه..؟ 


ردت الأخيرة عليهِ وهي تنظُر لهُ بغرابة من سؤالِه..:


_هو إيه اللي يا إيه..؟، أنا وقَّفت حضغتك عشان عاوزة أسأل سُؤال. 


_حضغتك..! 


_معلش يادكتوغ أصل أنا لادغة في حرف الغاء "الراء" وكده يعني. 


بررَّت لهُ كي تُخفف من إستغرابهِ من كلامِها الغريب، ولكنَّهُ نظَر لها بغباءٍ أكثر فحاولت أن توضِّح له بقولِها..:


_بص يادكتوغ.. 

بعد حرف الذال إيه.؟ 


_الراء


_عليك نوغ .. هو دا الحغف اللي أنا لدغة فيه.


أومأ لها الأخيرُ برأسِهِ مُتفهِّمًا وهو يضحك بخفوات، ثُم حمحم مُتسائِلًا..: 


_عاوزة تسألي عن إيه بالظبط يا... إسمك إيه..؟ 


أجابتهُ سريعًا ببسمة واسِعة..: 


_إسمي غُؤىٰ "رُؤىٰ" يادكتوغ مُغاد. 


إنفجر الدكتور مُراد ضاحِكًا بشِدَّة، فضمَّت رؤى شفتيها بغيظٍ شديد، وكانت ستفتعِلُ شجارًا معهُ وتسحق رأسهُ السميك، ولكن إهتز هاتفِها فجأةً مما جعلها تُأجِّل خُطَّتِها وتقولُ كاذِبة..:


_للأسف أنا نسيت السؤال فمُتأسفة لإني عطلت حضغتك.


أنهت رؤى حديثها وذهبت من أمامه بخُطى سريعة عبَّرت عن مدى غضبها، واتجهت للخارج تقِفُ أمام بوَّابة الجامِعة الخارِجية، ومرَّت دقيقة وهي مازالت واقِفة بمكانِها، حتَّى ظهرت فتاة تسيرُ نحوها، وبعد أن إقتربت منها ووقفت أمامها قائِلة..: 


_إيه يابنتي رنِّيت عليكِ ماردتيش. 


نفخت رؤى في الهواء ثُم إستغفرت، وأجابت بنبرة مُغتاظة..: 


_أصلي كُنت واقفة معَ دكتوغ "دكتور"  هموت بجد وأشتِمه، بس للأسف حغام ، لإنه هياخد مني حسنات وهو مايستاهلش لإنُّه متنمغ. 


_ياااه، وليه كُل دا..؟ 


سألتها الفتاة ضاحِكة فردَّت رُؤى وهُم يتجهان نحو السيارة الَّتي تنتظِرهُما في الناحية الأُخرى للطريق..: 


_كنت هسأله على حاجة تبع مادة بيدغسهالنا، بس هو إتغيق  على اللدغة بتاعتي فسيبتُه ومشيت، وكان نفسي أهزقه، بس هو هيمغمط بكغامتي بلاط الكُلية وهيستقصدني، فأخدت بعضي ومشيت بس لسا متغاظة...أنا بكهغ الأشخاص المُتمغين  بجد يافيغوز. 


_والنبي كده ماتقولي فيغوز تاني بالله عليكي.! 


توسلتها فيروز مُمازحة، فرمتها رؤى بنظرة نارية، لتكتُم الأخيرة ضحكاتِها مُستمِعة لها وهي تقُول..: 


_واللهِ لولا إنك بنت عمِّتي وصاحبتي كُنت نفختك...صمتت لعِدَّة ثوانٍ ثُم تابعت بحسرة..: 


_هو أنا ليه كُل حياتي فيها حغف "حرف" الغاء..؟، إسمى فيه حرف الغاء ، وإسم كُليتي آثاغ "آثار" فيها غاء، حتى إسم صاحبتي فيه غاء برضوا...هو كُلُّه غاء غاء كده مافيش ميم خالص. 


أعقبت فيروز على حديثها وهي تضُمها ضاحكِة..: 


_أحلى حد في حياتي عندُه لدغة ياجدعان. 


❈-❈-❈


إنتهى اليوم الدارسي الأول أخيرًا، وتنفَّست تسنيم الصُعداء، لأنها ستذهب للمنزل بعد يومٍ مُتعب وشاق، وسترمي نفسها بين أحضانِ سريرها ووسادتِها، ولو أيقظها أي شخصٍ ستنقضُّ عليهِ وستأكُل لحمهِ، وستُكمل نومها وكأنَّ شيئٍ لم يحدُث. 


إبتسمت تسنيم برضا لخطتِّها الَّتي جهزتها في عقلها وهي تسيرُ برفقةِ زميلتِها الَّتي تعرفت عليها قبل قليل وتلتصِق بها مِثل العلكة، وتُحادثُها دون إنقطاع ، وتتمنى حقًا لو تُمسك رأسها وتضربهُ بالحائِط كي تكُف عن الثرثرة، وفجأةً شهقت بقُوَّة وجحضت عيناها حتى كادت أن تخرُجَ من محجريها بعد أن خرجت من المدرسة ووجدت أمامِها ذلك المنظر المُهيب، 


كان نُوح يقف أمام المدرسة بدراجته النارية، وعندما وجد تسنيم قد خرجت من المدرسة، تحرّك بالدرجة بالقُرب مِنها، وأخذ يدورُ أمامها بحركاتٍ دائِرية والسُرعة تزداد تدريجيا، ليتجمع كل من يرى هذا المشهد ويتابع مايحدث، وقد تجمَّع التُراب بكُثرة في المكان بسبب سرعة الدراجة، واتسعت إبتسامةِ نوح المُغترة بسبب مهارتهِ العالية في الدوران، ولكنَّ الشيئ الَّذي لم يحسب لهُ هو إنزلاق قدمهِ اليُسرى مما أدى لإختلال الدراجة وإصطدامِها بالأرضية بقُوَّة.! 



وقف بسيارتهِ أمام محل العِطارة الكبير الَّذي يمتلكهُ في أحياء السيدة عائشة، وبعد أن ترجَّل منها، إقترب منهُ أحد  الصبية الَّذين يعملون في المحل بخطواتٍ راكِضة مُتحدِّثًا بأنفاسٍ متقطعة من الركض..: 


_حلمي باشا، يُونس الأصلي قاعد جوا في أوضة مكتبك مستني حضرتك. 


إختفت أنفاسُ حلمي فور سماعهِ إسم أكثر شخصٍ يبغضهُ في حياتهِ هو وعائِلته، ولم يسأل صبيهِ عن سببِ تواجده، بل إتجه للداخل نحو غُرفتهِ دون أن يقول أي شيئ، وفور دلوفهِ داخل غُرفتهِ، تصلب بمكانهِ يُمرر عيناهُ الَّتي إشتعلت سريعًا على ذلك الجالس في مكانهِ على الكُرسي الخاص به ويترشف من كوب القهوة بإرياحية تامة جعلت من غضبهِ يتصاعد كالبُركان، وبصعوبة كبيرة إستطاع التحكُم في ثورانهِ، وأكمل سيرهُ للداخِل مُتحدِّثًا بنبرة ساخِرة..: 


_خير يايُونس بيه؟.. إيه اللي راميك عليا في محلي وكمان مخليك تتجرأ وتقعد على الكرسي بتاعي.! 


وضع يُونس كوب القهوة على سطح المكتب، ثم أردف بعدما تجعدت ملامحهُ مُتقززًا..: 


_القهوة اللي انتوا بتستخدموها دي معفنة ومضروبة مية في المية...صمت يلتقط منديلٌ من المحرمة الموضوعة على المكتب يمسحُ بهِ جوانب فمهِ قبل أن يُكمل مُبتسِمًا..: 


_وبعدين أنا بقول الكلام دا لمين.. دا المضروب كله أصلًا عندكُم.. 

ولا انت عندك رأي آخر ياحلمي.؟ 


_إيه اللي جايبك عندي يابن الأصلي.؟ 


كرر حلمي السُؤال بنفاذ صبر واضح، فنهض الأخير من مجلسه، واقترب منه حتَّى وقف قبالتهُ مُجيبًا بنبرة هادِئة شعر حلمي بالخوف منها لأنه يعلم بأن ما خلفها الكثير..: 


_البضاعة بتاعتنا اللي انت وقَّفت رجالتك اللي زيك شبه النسوان وخليتهم يقطعوا طريق رجالتي ويخدوها منهم تلزمني ياحلمي.


_مالكش عندي بضايع..وأنا أخدتها زي رد دين كان عليكُم ومش هتعرف تثبت عليا حاجة، فـ روَّح بقى زي الشاطر كده، وهبقى أديك شوية مناديل إكرامًا مني عشان وانت بتعيط تلاقي حاجة تنشِّف بيها دموعك. 


إمتد كف يُونس نحو حلمي يربِّتُ على كتفهِ الأيسر قائِلًا..: 


_في خلال يومين لو عربية البضاعة ماوقفتش قُدام محل الأصلي فهتشوف الشاطر دا هيعمل فيك إيه.. دا كفاية إن إحنا كارمينك وسايبينك تقلدنا وتفتح محل عطارة في نفس المكان اللي إحنا فاتحين فيه بعد ما كنت حتت صبي عند جدي وكُنا بنكرمك، بس إحنا نسينا ساعتها إن الكلاب بتاكل وتنكر، وانت وكلنا عارفين كويس إن حتى الكحة اللي بنكحها انت بتكحها زينا.. وفي مثل لواحد عظيم مش فاكر إسمه بيقول، "إذا لم ينجح لسانك في الرد.. فقبضتُكَ أفضل بديل ناجح" 


أنهى عُمر حديثهُ يُكوِّر قبضتهُ ويخبط بها على صدر الواقف أمامهُ، ثُم إبتعد عنه يواليهِ ظهرهُ وسار نحو الخارج بعد أن حذرهُ بقوله..: 


_مش هيعيد كلامي تاني ياحلمي.. ومن غير سلام عشان انت ماتستهلوش.


وقبل أن يخرُج من الغُرفة إلتفت لهُ قائلًا..: 


_صحيح، إفتكرت إسم العظيم صاحب المقولة. 


وصمت لثوانٍ قبل أن يختتم حديثهُ غامزًا..: 


_إسمه يُونس الأصلي.


❈-❈-❈


جلسَ هارون مُقابلًا لنوران داخِل أحد المطاعِم الَّذي دعاها إليه، وأخذ يتفحَّص وجهها الَّذي بدى عليهِ الشحوب بغرابة، وقطع الصمتُ الَّذي يُشارِكهُم الجلسة مُتسائِلًا.: 


_مالك يانوران..؟، حاسس إنك مش طبيعية، انتِ تعبانة ولا حاجة؟. 


إبتلعت نوران ريقها بتوتر، وأجابت بنبرة حاولت أن تُظهرها مرِحة..: 


_مافيش حاجة ياحبيبي، أنا بس أخدت دور برد بسيط بسبب الجو اللي بحال كُل شوية. 


_طب طالما انتِ تعبانة ماقولتليش نأجِّل الخروجة لوقت تاني ليه.؟ 


_ياحبيبي قولتلك برد بسيط وأنا كويسة، وبعدين أنا بقالي فترة طويلة ماخرجتش معاك عشان انت بقيت مشغول الأيام دي أوي. 


تحدَّث هارون يُبرِّرُ لها عن سبب إنشغالِهِ وهو يعلم أن ماتقولهُ صحيح..: 


_عارف والله ومتأسِّف جدًا إن أنا مقصَّر الأيام دي معاكي أوي، بس أعمل إيه بقى..أخوكي ساحلني وراه في الشغل عشان إفتتاح الفرع الجديد، دا غير الورشة كمان. 


_ولا يهمك أنا عارفة ظروفك ومقدَّرة. 


تبسَّم هارون لها بإمتنان، ثُم تنهَّد قائِلًا..: 


_في حاجة كده كُنت عاوز أقولهالك. 


عقدت نوران حاجبيها مُتسائِله..: 


_خير في حاجة ولا إيه.؟ 


_إحنا بُكرا هنروح عند جدي، وشكلنا كده هنرجع نعيش معاه. 


_بجد واللهِ..؟ 


سألتهُ نوران بصدمة، ثُم أكملت قائِلة..: 


_وإزاي أصلًا، مش انتوا متهيألي إنكُم قاطعين علاقتكُم بيه.؟ 


مط هارون شفتيه دِلالةً على عدم معرفتهِ وأجاب..: 


_والله معرف.. أنا رفضت بس أبويا مُصر، وعشان مايزعلش هاروح معاهُم ولو هو قرر يستقر هناك أنا هرجع وهكمِّل هنا لوحدي. 


❈-❈-❈



وقفت تسنيم أمام الفراش الطبي الَّذي يجلِسُ نوح عليهِ في صالة الطوارئ المُتواجِدة في المشفى القريبة من المدرسة، وبجاورهِ تقفُ مُمرضة تُضمِّد جروحَ وجههِ الَّتي كانت سطحية لحُسنِ حظِّه، وبعد أن انجزت مُهمتِها تحدَّثت ببسمة عملية..: 


_الحمدلله الجروح كانت خفيفة ومافيش كسور، هو بس كدمة في الدراع اليمين ومعَ المُسكنات والمُضدات الحيوي هتخف..ألف سلامة. 


شكرتها تسنيم قبل أن تخرُج، وبعد أن أصبح المكانُ خاليًا إلا من إثنيهِما، رمقتهُ الآخيرة بنظراتٍ حارِقة، وللحق شعر نُوح بالخوف منها، فرفع كفِّهِ الأيسر يضعهُ على رأسِهِ يتأوَّه بألمٍ مُصطنع قائلًا..: 


_مش قادر..حاسس إني بموت. 


كان ينتظر منها بعدما تحدَّث أن تتجه نحوهُ بلهفة وتُظهِر له مدى قلقِها عليه، وياحبَّذ لو عانقتهُ وهذا بالطبع شيئٌ مُستحيل، ولكنَّها صدمتهُ بقولها الَّذي لم يتوقَّعه نهائيًا..: 


_يسمع من بوقك ربنا وياخدك إن شاءالله. 


_ان شالله انتِ وأنا لا. 


قالها نوح سريعًا وهو ينظُر لها بحنق، فضربت الأخيرة كفِّها ببعضيهِما تسخر من الحُب العظيم المُتبادل بينهُما، وقد سمعتهُ وهو يكُمل حديثه..: 


_ عرَّضت نفسي للخطر وكنت هموِّت نفسي عشان قولت أفرحك وفي الأخر بتدعي عليا.. يعني دي جزاتي إني حاولت أفاجئك واسعدك؟.. شكرًا يابنت عمي. 


تنفست تسنيم بعُمق تُحاوِل أن تُهدئ نفسها من الغضب الَّذي إعتراها بسببِ حماقته، لكنها فشلت، فانفجرت به..: 


_هو انت عبيط يابني؟.. وهي فين المُفاجأة اللي انت عاملهالي دي .. ولا انت مُفاجأتك إنك تتهور وتدخُل المُستشفى ويجرالك حاجة!.. بص يانوح أنا زهقت بجد من العلاقة دي وزهقت من التجاهل اللي بلاقيه منك الفترة دي.. فأنا قررت كُل واحد فينا يروح لحالُه أحسن . 


_طب وأهون عليكِ تسبيني وتبعدي عني يابسكوت نواعِم..؟ 


إبتلعت تسنيم ريقها بتوتر، وعقلها يسُب قلبها الأحمق الَّذي دق بقوة فور سماعهِ للعبارة الَّتي يقولها لها دائِمًا، وثُغرها الخائِن أيضًا كشف عن إبتسامة خفيفة، ولكنها تمالكت نفسها قليلًا، وتحدَّثت بنبرة شبه حادة..: 


_واللهِ اللي عندي قولته يا نوح لإن كفاية كده بجد، انت مابقيتش بتسأل ومُعظم وقتك مقضيه في المطعم ولا كإن في كلبة خاطِبها، دا حتى إنهاردة كان أول يوم ليا في المدرسة وإتقابلنا الصُبح على السلالِم ومقولتش أي حاجة. 


لم يكُن يحتاجُ لإن يعرف كُل هذا لأنهُ بالفعل يعلم، فرد على حديثها قائِلًا بصدقٍ، وإرهاقٍ جلي..: 


_واللهِ عارف وأسف جدًا على غبائي.. بس الأيام دي أنا إتسحلت جامد في المطعم بسبب إن في حد حيوان كتب بلاغ في المطعم إن الأكل اللي فيه مضروب وكان فيه تحقيقات ولجنة تبع الصحة وحورات، وكان المطعم هيتقفل بس الحمدلله طلع بلاغُه كاذب وإدعاء. 


_كُل دا حصل.؟ 


سألتهُ تسنيم بذهول، فهز الأخيرُ رأسهِ يؤكد صدق حديثهُ ثُم جذبت مقعد وجلست مُقابلة لهُ على الجانب الأيسر من الفراش تُكمل حديثها بنبرو مُعاتبِة..: 


_طب وهو ينفع تخبي عليا وماتقوليش.؟ 


أجابها نوح باسِمًا وهو يمسد بإصبعهِ على عُنقه..:


_ عادي بقى، اللي حصل حصل خلاص وأنا ماكنتش حابب أقلِقك وبعدين دا مش وقت عِتاب وأنا تعبان وعاوز البسكوت النواعم يرضى عني. 


إبتسمت تسنيم تُدير وجهها للناحية الأُخرى، فجذب نوح القُطن الموضوع على المنضدة المُجاورِة للسرير ومدَّهُ نحوها قائِلًا..: 


_كنت ناوي أجبلك ورد بس معرفتش، فخُدي بقى القُطن دا بدالُه وأعتقد إنه أنسب من الورد للوضع  اللي إحنا فيه. 


التقطت تسنيم القطن من بينِ يديه وقفذفتهُ على وجههِ وهي تضحك على حديثه، فسألها مُمازِحًا..: 


_بس إيه رأيك في الخروجة.. حلوة مش كده..؟ 


أجابتهُ تسنيم على الفور..: 


_فقر زي وشك. 



❈-❈-❈


في المساء، 


إجتمعت ذِكرىٰ بوالديها على مائِدة واحدة يتناولون العشاء بهدوءٍ تام كالعادة، حتَّى ترك جلال الملعقة من بينِ يديه مُتحدَّثًا..: 


_في خبر مهم عاوز أقولهُلكُم.


_إيه هو.؟ 


خرجت تلك الجُملة الُمتسائِلة من فم فاطمة زوجتهِ، بينما كانت ذِكرىٰ تُتابِع الحديث بهدوءٍ وعدم إهتمام لم يدومانِ بعد ماسمِعتهُ من والدِها الَّذي قال بنبرة مُبتهِجة..: 


_محمود أخويا هو وأولادُه هيرجعوا من بُكرا.! 



❈-❈-❈




إبتسم يعقوب براحة كبيرة سرت في أوصالهِ بعد الخبر الَّذي قالهُ مُصطفى له، بينما توسَّعت أعين الأبناء الثلاثة وزوج إبنتهِ صدمةً من ذلِك القرار الغيرُ متوقَّع بتاتًا، وكانت زينب الَّتي إنهمرت دُموعِها كالشلال هي أوَّل من بادرَ بالحديث قائِلة بتلعثُم نتج عن عدم تصديقها مما قاله..: 


_بابا هو..هو الكلام اللي حضرتك قـ.. قولته بجد.؟، 

طـه وافق إنه يرجع تاني إزاي؟ أنا مش فاهمة أي حاجة.


_أنا تعبت من الظلم اللي ظلمتهوله يازينب، وخلاص مافضليش كتير فعاوز أصلَّح اللي عملته ، وأنا عارف إن محمود قلبه كبير زي فاطمة أُمكم الله يرحمها وهيسامح، والدليل على كده هو إنه برغم اللي عملته فيه وقبل ما أعرف إنه بريئ كان بيطمن عليا عن طريق مُصطفى. 


إبتهجت ملامِحُ الأبناء الثالثة من قرار والدِهم الَّذي رغم أنه مُتأخِّر إلى إنَّه أفضل من عدمه، وقد تحدَّث سامي زوج زينب ببسمة سعيدة..:


_دا الصح فعلًا ياعمي وبجد أنا مبسوط إن حضرتك هتعمل كده.

الصفحة التالية