-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 10 - 3 - الأربعاء 14/2/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العاشر

3

تم النشر يوم الأربعاء

14/2/2024


وعند فتنة التي كانت تشاهد من شرفة غرفتها، الغنح واللعب بين شقيقها الأهبل كما أصبحت تدعوه هذه الايام ، وزوجته الملعونة جوليا،  تلك الفتاة التي تعلق قلوب الجميع بها،  تضحك وتتدلل بميوعة ومرح،  تعرف من اللغة ما يجعل السامع يظنها خلقت مصرية ، ولكنها ولدت في بلد اخر   


غيظ يفتك بها وهي تراها تكسب حب الجميع،  وتفعل ما تشاء،  حتى تلك الملابس التي نهرتها عن ارتدائها قبل ذلك، ما زالت لم تتخلى عنها سوى العارية منها فقط، تخصها لذلك الاخرق، الذي يركض خلفها الاَن في حديقة المنزل الخلفية، مستغلين خلوها عليهم،


- جطيعة تاخدكم انتو الجوز.

تمتمت بها قبل ان تشيح بوجهها عنهما، ثم تعود لغرفتها، تتطلع لهذا الهاتف الصامت لا أحد يتصل بها، سوى تلك الغبية الأخرى زوجة عزب، اما ما تنتظره، فلم يكلف نفسه عناء الاتصال بها،  رغم اخذه الرقم منها في  اول جلسة جمعتها به، حينما شرح لها عن اصله الراقي، من عائلة كريمة ترجع لعهد الملك، 


تبا له هو الاخر،  وقد تبدل منها منذ ان علم بحالتها الاجتماعية كمطلقة، في تعبير لا ارادي عما يكتنفها،  كانت تقضم على اظافرها، تقرقض بهم بعصبية،  كم ودت لو تتصل هي به، 


❈-❈-❈


اقتربت لتأخذ مكانها بجواره على الفراش تتأمله، لقد 

طال في نومه، واستغرق العديد من الساعات، كم من مرة دلفت الى الغرفة واثارت بها اصوات وضجة وهو لم ينهض ولم يشعر بها 


يروادها شعور بالأسى عليه، تريد ايقاظه، حتى يأكل ولو جزءا ضعيفا من الطعام،  وبنفس الوقت تريده ان يستكفي من الراحة،  علُه يعوض الجسد ولو قليلًا من سهر الايام الفائتة والإجهاد ، 


مرت بكفها على شعر رأسه الناعم، تتأمل الملامح الرجولية الخشنة، وداخلها حروب وصرعات، لا تعلم سببها، كلما نظرت اليه وشعرت بشيء ما.....

 

قطعت بشهقة عالية خرجت من جوفها، حينما وجدت نفسها تنقلب على للخلف متسطحة على ظهرها، وقد باغتها باستيقاظه ودفعه لها، ليصبح فجأة اعلاها دون سابق إنذار


- انت صحيت امتى؟

هذا كان ردها الاولي على فعلته، ليزفر بخشونة مجيبها:.

- من وجت ما حطيتي يدك الباردة دي على شعري، ولمستي على وداني كأنك بتزغزغيني  


برقت تستدرك صحة قوله وخطورته ايضا:

- كيف غفلت بغباءها في غمرة شرودها، عن برودة كفيها الطبيعية؟ يبدوا بحماقتها قد ايقظت الوحش. 


- مالك بتبصلي كدة ليه غازي، مش ناوي ترجع تكمل نومك.


حرك رأسه برفض:

- لاه يا نادية، مليش مزاج، اصلي افتكرت حاجة كدة ، نسيت احاسبك عليها. 


زاد اتساع عينيها تفطن لفداحة فعلها وقد خدعها بسكونه، عما كانت تخشاه،  ليعود ويذكرها الاَن بهدوء مريب:


- بتجفلي السكة في وشي يا نادية؟


على الفور ردت بدفاعية:.

- لا والله ما كان جصدي اجفل السكة في وشك.


- امال كان جصدك ايه؟

سألها بمكر يتأمل كل خلجة وكل تفصيلة في ملامحها الشفافة امامه، ببراءة تزيده هياما بها، وكما توقع صدر ردها بارتباك واسهاب:


- يا غازي ما انت بصراحة اللي بتستفزني، انا بسألك عامل ايه، جوم تجيب سيرة بنات الناس وتشكر فيهم،  كيف يعني؟ هي تكلمك ولا تتكلم معاها اساسا ليه؟ خلاص صفصفت؟ مفيش دكاترة رجال؟


- انت واخدة بالك من كلام؟

كالعادة انكرت تبرر:

- واخدة باللي من ايه بالظبط؟ انا بتكلم في الصح وفي الغلط يا غازي، متخليش مخك يروح لبعيد ، وع العموم انا برضوا بتأسفلك، كنت تعبانة ساعتها ومخدتش بالي وانا بدوس واجفل المكالمة...


ضاقت عينيه في النظر لها واستكشافها المحبب على قلبه، ولكنه كان مرهقًا لدرجة لم تمكنه لمواصلة الضغط  لينزل فجأة مقاطعًا لها ، يسحبها اليه،  ويضمها بقوة، يشتم من رائحتها النفس الذي يحي روحه من جديد، ويخفف عنه من ضغوط وهموم تقسم ظهره، في غمرتها يجد الحياة 


- انت خلاص سامحتني يا غازي .

قالتها وراسها مدفوس ف بين عنقه وكتفه، وكان رده بتعب:.

- وانا من إمتى كنت بشيل منك..... بس متكررهاش تاني لا اجلب عليكي بجد. 


تبسمت براحة لتبادله العناق، ودون ارداتها ارتفعت كفيها الى شعر رأسه مرة أخرى ليعلق بغيظ:.

- تاني يدك الباردة يا نادية؟!


❈-❈-❈

في اليوم التالي 


بجوار جسد شقيقها كانت جالسة على كرسيها الصغير، ممسكة بيده، بعدما انتهت من قراءة العديد من سور القرآن الكريم،  تناجيه لعله يسمع، ويعود اليها:

- جوم يا حبيبي، اختك يتيمة من غيرك،  انت ضهري وعزوتي..... الاسد اللي بيخوف اي حد يجرب مني، مش انت برضوا كنت دايما بتجولي كدا، اي حد يكلمك نص كلمة،  جولي بس انا اخت بسيوني....... من غيرك يحميني ويراعيني يا حبيبي. 


كانت مندمجة ف بكائها ، حتى احست بدخول أحدهم، لترفع رأسها نحو فتاة ترتدي زي التمريض، تدلف حاملة بعض الأدوية والأشياء التي اعتادت على رؤيتها توضع في المحلول لشقيقها .


- صباح الخير، بتبكي ليه بس يا قمر؟ مش الافضل برضوا تدعيله.

تفوهت بها الفتاة القصيرة، رغم وجود العلكة داخل فمها بصورة واضحة.


لم تجيبها ورد بشيء بل ظلت على وضعها حتى تفاجأت بقول الفتاة:

- بسم الله ما شاء الله، ودا يقربلك ايه صاحب الجتة الكبيرة؟ الله اكبر دا واخد السرير كله 


التفت ورد نحوها مجفلة،  لتفاجأ بجرأة الفتاة، وهي تتمعن النظر بشقيقها، قائلة بإلحاح :

- يا بت ما تقولي هركليز دا يقربلك ايه،


- هركليز. 

تمتمت ترددها ورد بدهشة، ثم تجيبها:

- دا اخويا يا ستي، بس زي ما انتي شايفة اها، ضربة غدر ع الراس من الخلف هي اللي عملتله غيبوبة. 


- طبعا لازم يبقى غدر عشان يقدروا عليه،  هي الجتة دي حد يقدر يقف قصادها اساسا. 


للمرة الثانية تجفلها بكلماتها حتى عقبت تنهيها بحنق:

- يا ستي ما تخلي بالك من ألفاظك، اشحال لو ما كان بين ايدين ربنا دلوك 


ضحكت الفتاة التي انهت عملها المطلوب منها للمريض ، لتقف امامها واضعة كفيها في جيبي سترة اليونيفورم الخاص بممرضات المشفى، تخاطبها بسجية وعفوية:


- يا ستي ما تبقيش حنبلية،  انا بهزر معاكي، دي طبيعتي على فكرة اللي في قلبي على لساني، اسألي عني والناس تقولك مين مشيرة،  والشهيرة مشمش، احسن ممرضة فيكي يا جمهورية،  بس بقى كنت في اجازة بقالي كام يوم، دي اول مرة اباشر حالة المريض هنا، ما قولتيش بقى، تقربي ايه للبرنس النائم ده؟


- البرنس النائم.

للمرة الثانية تتمتم خلفها المفردات العجيبة، تلك التي تطلقها على شقيقها :


- انا ابجى اخته يا ستي، استريحتي يا ست مشيرة، او يا مشمش .


- يا ختي يريح قلبك ، اصل افتكرتك مراته ولا حاجة،  بصراحة ما كنتش بلعاها،  اصلك صغيرة اوي عليه ومنمنة كدة، الا هو مراته سايباه ليه؟


قالتها الفتاة بعفوية جعلت ورد هذه المرة تطالعها بفم مفتوح، حتى تمكنت من الرد اخيرا:

- مراته مش سايباه،لانه مش متجوز من اساسه. 


سمعت منها مشيرة لتتوسع ابتسامة غير مفهومة على ثغرها الذي ما زال تلوك داخله علكتها، ثم تذهلها بقولها، وهي تتأمله دون خجل شقيقها:


- يا ختي بكرة يقوم بالسلامة،  ويملا عليكم البيت باولاده، خلي عندك امل فيها دي، دا حتى اسم النبي حارسه،  الله اكبر يعني، عضلات قوية، ولا الشنب..... يقف عليه صقر، انتي متأكدة انه في غيبوبة؟


- كيف يعني السؤال ده، لهو مش باين انه في غيبوبة؟

ردت مشيرة ببساطة وهي تنسحب مغادرة:

- يا ختي انا بتكلم عن ما سيكون، بكرة يفوق، وتبقى تقولي مشمش قالت ، عن اذنك بقى يا عسل

يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة