قراءة رواية جديدة أنا ووشمي وتعويذة عشقك لهدى زايد - الفصل 37 - الجمعة 23/2/2024
قراءة رواية أنا ووشمي وتعويذة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية أنا ووشمي وتعويذة عشق
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هدى زايد
الفصل السابع والثلاثون
تم النشر الجمعة
23/2/2024
انتبه بجميع حواسه لها فجأة اعتدل في نومته و قال بجدية
- طب اديني العنوان بسرعة و أنا هجاي حاضر لالامتقلقيش مش هجيب سيرة قولي لي بس أنتِ عنوان المكتب تمام اه اه عارفه تمام اقفلي على نفسك كويس لحد ما اجاي لك .
بعد مرور ساعة وصل لمكتبها كان المكتب في حالة من الهرج و المرج كان يتفقد المكتب وهو موجههً فوهة سلاحه في كل مكان خرجت من حجرة مكتبها و هي تقول بصراخ
- خلي بالك يا جاسر
كاد أن يلتقى لكمة قوية من رجل ملثم لكن تحذيرها أتي في الوقت المناسب، ثبته جيدًا ثم نزع عنه القناع و قال:
- مين باعتك يلا انطق بدل ما افرغ السلاح في دماغك
رد الرجل و قال:
- ياباشا انا بلقط رزقي و ربنا ما اعرف إنها واصلة كدا أنا أصلًا كنت حرامي غسيل و دي أول مرة اخرج برا مجالي
ربت على خده و قال بنبرة ساخرة
- و آخر مرة يا خفيف
بعد أن قام بإتصالاته وقف مقابلتها و قال:
- ازاي تقعدي لوحدك لحد دلوقت ؟!
ردت بإبتسامة لأول مرة يرأها على وجهها حين قالت:
- أنت طلعت ظابط زي اللي بشوفهم فعلا بجد
- ليه كان عندك شك إني ظابط ولا إيه ؟!
نظرت لذاك اللص المطرح أرضًا و قالت:
- هو ماينفعش يسيبوا بقي دا طلع حرامي عبيط خالص
- عبيط !!
- لا معلش هو هيجي معانا القسم نعلمه ازاي ميبقاش عبيط تعالي بقى اوصلك عشان ارجع لهم و نقفل المحضر .
كاد أن يويلها ظهه لكنها قبضة على يده وبالأخرى تشبثت بذراعه ظلت تُلقي نظرة على اللصوص قبل أن تغادر المكان، خرجت من مكتبها متجهة حيث المصعد الكهربائي ولجا سويًا كا إن دخلته ضغطت على زر الارضي ثم نظرت له و قالت بتساؤل:
- هو أنت كنت صاحي و لا نايم ؟!
- كنت لسه جاي من برا و هنام
توقف المصعد عند الدور المنشود خرجت منه و هي تقول :
- أنت بتحب تنام بدري ؟!
- يعني
وصلت سيارتها و قبل أن تستقلها عادت إليه و قالت بنبرة رقيقة:
- هو ينفع تيجي تسوق عربيتي عشان أنا اعصابي سايبة !
سألها "جاسر" قائلًا:
- هو أنتِ متأكدة إن اعصابك هي اللي سايبة ؟!
❈-❈-❈
ظل يتململ في نومته كان يشعر بأصفاد تلتف حول رقبته، تكونت حبات العرق على جبينه ينازع الموت حقا، إن كان هذا الموت ذاته في وجهة نظره يريد أن يصحو لكن هناك من يمنعه يريد أن يصرخ يقـ ـتل ذاك الشئ الجاثم على صـ ـدره و لكن هناك من يمنعه .
آآآآه
قالها " يوسف" بعد مرور أكثر من ساعة على هذه الحالة، كان يلتقط أنفاسه اللاهثة، نظر للنائمة جواره مولاية له ظهرها، نهض من الفراش متجهًا نحو البراد الصغير الموضوع في أحد الأركان سحب زجاجة المياه ارتشف رشفات صغيرة، تحجرت في حلقه حين رأها تعتدل في نومتها، بصقها وهو يسعُل بشدة
نهضت من فراشها اتجهت نحوه سألته بلهفة مصطنعة:
- مالك يا حبيبي سلامتك
دفعها" يوسف" بعيدًا وقال:
- أنتِ كيف تنامي چاري كِده !!
ردت بتلعثم قائلة:
- يعني إيه كيف ! أني أني مرتك
رد " يوسف " بحدة و صرامة
- مرت مين يا مخبولة أنتِ ؟! أني مرتي رقية فينها و كيف هملتك كِده عادي !!
ما أن خرج " يوسف" من الحجرة ينادي بإسمها حتى لطمت هي بيـ ـدها على وجهها و رأسها قائلة بخفوت
- يا مُرك يا ثريا يا مُرك العمل اتفك منك لله يا حنان أكيد أنتِ اللي فكيتي العمل .
هرعت تجاه باب غرفتها محاولة تهدأت
" يوسف" لكنها فشلت وقف مقابلة أخيه و قال:
- فين رقية ؟! و إيه اللي بتجوله بت عمك المخبولة ديه !!
- في إيه يا يوسف أني مافهمش حاچة واصل !!
- أني اللي مافهمش حاچة إيه اللي بيحُصل !
- اللي حُصُل إنك طلجت مرتك و اتچوزت ثريا
رد" يوسف" بجنون و قال:
- ميتا وفين و ازاي ؟!
حرك " فايز" رأسه و قال بتساؤل:
- هو إيه اللي ميتا !! مرتك مطلجها غيابي على يـ ـد مأذون و اتچوز في نفس اليوم بت عمك
- كيف ديه كيف أني اعمل كِده كيف !!
خرج جده و خلفه زوجته الجديدة وهي تقول بنبرة جادة
- اطمن يا يوسف زواچك باطل وطلاجك قمان باطل .
رد الجد قائلًا:
- مش باطل لكن مش مكتمل الاركان
و بين هذا و ذاك فقد " يوسف" اعصابه بدأ يهشم ما طالته يـ ـده، عذرهُ الجد و تحمل موجة الغضب العارمة التي حدثت إلى أن هدأ تمامًا. بدأ يفهم تدريجيًا كيف، أين، ومتى فعلت زو جته الجديدة كل هذا !
كان داخل الديوان عائلته بأكملها أما تلك الحبيبة فهي غائبة و لابد أن يستعيدها و لكن قبل عودتها يجب عليه رد إعتبارها أمام الجميع ويبقى السؤال هل هي ستغفر له ما حدث أم ستتحلى بالجمود و القوة الظاهرية !
وقف عن مقعده أمام الجميع و قال بجدية
- أني مش هنسى لكم اللي حُصُل ديه و لا هعديه على خير أبدًا، مرتي وهعرف كيف ارچعها
تابع بوعيد لابنة عمه وقال:
- أما أنتِ فـ حسابك معايا عسير، و كيف ما الكل جال الچواز رضى وقبول وطالما قبلت بالچوازة يبجى الجوازة شرعًا حلال و أني جبلت يا ثريا
بلعت لعابها بصعوبة بالغة و كأنه جاثمًا على صـ ـدرها يمنعها من التنفس، تابع بوعيد وهو يوجه سبابته نصب أعين الجميع و قال بنبرة لا تقبل النقاش:
- جدامك شهر من تاريخ الچوازة اللي تمت كيف و ميتا أني مخابرش، لو حبلتي هتبجي أم ولدي وملكيش عندي غير الأمان لحد ما يتولد و إن كان محصلش حَبل يبجى جولي على نفسك يا رحمن يا رحيم !
ردت بنبرة متلعثمة و قالت:
- وه ! كيف ديه يعني چدك عطى مرتك تسع شهور و أنت تجول شهر ؟!!
- اللي عنيدي جلته و دلوجه أني هدلى مصر ارچع مرتي
ردت " ثريا" بإعتراض و قالت:
- بكفاية لحد كِده يا يوسف متحملة من الصبح حديتك الماضخ و دلوجه چاي تجول ارچع مرتي !!
- رچوع مرتي مش حديت ماصخ يا ثريا دا واقع و أنتِ كنتي كيف الحية و عرفتي كيف تلعبيها صُح !
ابتسم الجد يجانب فاه و قال بتساؤل:
- خلصت عاد ؟!
التفت له " يوسف " و لم يرد عليه فـ جده حديثه بهدوئه و قال:
- لو كنت فاهم إنك هاتطلج بت عمك يبجى وفر على روحك الحديت الماصخ ديه لأنه مش هيتم طول ما أني عايش على وش الدنيا
تنهدت " ثريا" بعمق و على ملامحها سعادة لا توصف بينما تابع الجد حديثه قائلًا:
- الشرع محللك تتچـ ـوز مرة و تنين و تلاتة انما طلاج من بت عمك مافيش أني هاودتك النوبة اللي فاتت و وافجت على چوازك من بت البندر انما تبدي بت البندر على بت عمك يبجى انسى
ختم حديثه قائلًا:
- أني مكنتش ناوي اچوزك بت عمك من الاساس بس لما چاني ليها عريس من برا العيلة جلت لا يوسف واد عمها اولي و هي عتحبه لو كانت تنفع لـ فايز كنت عطتهاله لكن جلبها متشعلج فيك أنت على إيه مخابرش !!
مازالت " ثريا" تتطالعه بإبتسامة واسعة و ملامح هادئة أما هو فَ كان هدوئه مريبه لا يعرف أيًا منهم سببه من المفترض أنه يفقد أعصابه من نسمة الهواء فكيف يتحلى بهذا الكم من برودة الأعصاب !! سحب نفسًا عميقًا و هو يوزع نظراته بين الجميع، استقر بصره
عليها فبادلته بإبتسامة عريضة منتصرة حين ابتسم لها قبل أن يقول بهدوء
- طول عمري عامل خدي مداس ليكم كلكم و لما چيت اختار الإنسانة اللي هتكمل معايا بجيتي عمري استكرتوها عليّ ! وفرجتوا بينتنا بس معلاش ملحوجة أني هعرف كيف ارد اعتبارها و اعوضها انما أنتِ يا ثريا من اللحظة دي أنتِ متلزمنيش أنتِ طالج
اتسعت أعين الجميع حين قالها مرة و اثنان و قبل أن ينطقها للمرة الثالثة هدر جده بصوته الغاضب لم يهتز " يوسف" قيد أنملة و قالها للمرة الثالثة على الرغم من أن الثلاث طلقات تعتبر طلقة واحدة حسب الشرع لأنها بنفس الزمان و المكان لكن ما يحدث للجد من ذهول و دهشة ليس بسبب طلاقه العلني بل لجراة "يوسف" علي حد قوله .
غادر الديوان متجهًا حيث منزل " عبد الكريم"
حيث تقطن حبيبته التي غادرت البلد و هي تجر خيبات الأمل خلفها، تُرى ماذا سيحدث حين تراهُ هل ستقبل بالعودة له أن ستلعنه و ترفضه ؟!
❈-❈-❈
في مساء نفس اليوم
خرج " بهجت " من غرفة نومه على عجل استوقفته والدته قائلة بتساؤل:
-على فين كدا ؟!
- هروح لـ رقية يا ماما
- خير مالها الهانم لسه بتبكي على اللي باعها بعد شهرين جواز ؟!
وقف" بهجت" أمامها و قال بتساؤل:
- ماما هو حضرتك متأكدة إن رقية بنتك ؟! اقصد يعني حملتي وولدتيها فعلا و لا حضرتك مجرد أمها على الورق و بس و حد تاني اللي خلفها
ردت بنبرة مغتاظة قائلة:
- تقصد مين بالحد التاني دا تقصد دعاء مش كدا ؟! قول ما أنت قلت لها زمان مش هتقولها دلوقتي يعني ؟!
- لا يا ماما مش قصدي دعاء بس قصدي دعاء و جدتها أم ابوها و ابن عمها فارس و اختها فريال و أنا و جاسر و كل حد حنين عليها و بيحاول يخفف عنها حزنها اللي كان من المفروض حضرتك أول واحدة تاخدي الخطوة دي مش احنا
ردت بنبرة ساخرة قائلة:
- خليك أنت كدا متقمص دور الأب الروحي و عايش سن مش سنك لما البت طفشت من وشك و راحت للي يعرفها يضحك عليها بكلمتين
رد " بهجت" بهدوء شديد
- مش هتتغيري يا ماما للأسف عموما أنا آسف إني عطلت حضرتك عن عرض الأزياء و لا النهاردا عندك معاد في مزاد علني على قطعة نادرة
ختم حديثه قائلًا:
- اتمنى يا ماما يجي علينا الدور و تلحقينا و تجري علينا زي كا بتجري ورا مجوهراتك و تحفك و الانتيكات الغالية، زي ما هما غالين احنا كمان غالين و اوي كمان .
غادر قبل أن يستمع حتى لردها أما هي فتوقفت مع نفسها لحظة، ما قاله ابنها للتو غاية في الخطورة و الأهمية، ماذا حدث لها الذي أصابها منذ ز واجها من" شهاب الدين" و تبدل حالها هل كانت تعوض حالة الفقر الشديد الذي كانت تعيشه في السابق أم ماذا لماذا تغيرت لهذه الدرجة، كيف تترصد لأحتها وابنها وتعلق عليهم اخطائها !
ولجت غرفتها وجلست على المقعد الأثري كغيره من التحف المتراصة حولها، وقفت عن المقعد و بدأ تتدور في الحجرة تتأمل هذا و ذاك تتذكر كل قطعة ابتاعتها و كل ذكرى ارتبطت به هذا لتمثال كان بعد ولادتها لبهجت ابتاعته بعد أن طلبت من زوجها يهديها إياه ولم يرفض لها هذا الطلب، أما ذاك كان بمناسب نجاح الصفقة التي ربحها "شهاب" و تلك المرآة هدية عيد ميلادها، توقفت لحظة وهي تبحث عن هدية قُدمت لها بسبب نجاح أو حتى سقوط ابنتها هنا فقط تذكرت أن ابنتها كانت بعيدة بعيدة رغم القرب الشديد
كانتا في نفس البيت و لكن كلامنهما لم تقترب من الأخرى مثلها كمثل الأم و ابنتها الوحيدة
تنهدت بعمق ثم عزمت الأمر أن تبدل ثيابها و تتجه حيث ابنتها تقف جوارها تعتذر عن الغياب المتعمد في أكثر الأوقات احتياجًا .
هل تتقبل رقية هذا الإعتذار أم سترفض لا تعرف لكن الشئ الوحيد الذي تعرفه أن ابنتها محطمة داخليًا و يجب معالجتها من كل شئ.
❈-❈-❈
السلام عليكم أنا بهجت شهاب اخوه رقية مش فاكراني ؟!
اردف " بهجت" عبارته و هو يقف على اعتاب شقة جدة رقية حركت رأسها علامة الإيجاب وقالت بهدوء:
- ايوة افتكرتك يا ابني اتفضل اتفضل
ابتسم لها بخفة ثم قال:
- متشكر هي رقية هي مش كدا ؟!
قادته حيث غرفة " فارس" التي احتلتها أخته على حد قول بن عمها، طرقت الباب بخفة ثم ولجت و هي تقول بنبرتها الحانية
- ست البنات الحلوة طلعت صاحية اهي لا بقى دا هروح اجيب لكم احلى كوبيتن عصير طازة من اللي قلبكم يحبوا .
ما أن خرجت الجدة جلس مقابلتها على طرف السرير ربت على ظهر يـ ـدها و قال بنبرة حانية:
- عاملة إيه يا حبيبي دلوقتي
شاحت بوجهها له بعد أم مبت من النظر للنافذة طالعته بأعين ذابلة و إبتسامة باهتة
و لكن فجأة و بدون إنذار ارتمت بحضـ ـنه وبكت ربت على كتفها وقال بنبرة هادئة:
- مش هقولك متعيطيش لا عيطتي و طلعي كل اللي في قلبك مخلتيش أي حزن يملى قلبك الحلو دا أنتِ متستاهليش كدا أبدًا
رفعت وجهها و بسطت كفها وهي تقول بنبرة متحشرجة إثر البكاء .
- ليه أنا ليه كل دا يحصل معايا ؟! عملت إيه لكل دا أنا أنا حبيت يوسف و وقفت قدام الدنيا بحالها عشانه
وضع كفه على خدها وقال بنبرة حانية
- وهو حبك
قاطعته بصراخ
- كداب يوسف محبنيش، لما هو عمل كدا وهو بيحبني اومال لو بيكرهني عمل إيه ؟!
-هفضل مؤمن إن اللي يقف قصاد أهله قبل أهلك و يحارب عادات و تقاليد بقالها قرن استحالة يبيع حب بالسهولة دي
- أنت لسه بتدافع عنه بعد اللي سمعته منه !!
- و هفضل ادافع عنه عارفة ليه ؟! عشان يوسف مكنش في وعيه
ردت بتساؤل قائلة:
- ليه كان نايم و لا سكران ؟!
- لا دا و لا دا كان مسحور
- يعني إيه ؟!
ابتسم لها و قال:
- يعني إيه دي بقى هو يفهمها لك مش أنا
تنهد بعمق ثم قال بهدوء
- هو جاي في الطريق اسمعي و يسمعك اتخانقوا و اضربوا بعض اعملواالي عاوزين تعملوا بس متسبوش بعض غير و انتوا متأكدين إن كل واحد طلع اللي في قلبه وعمل اللي عليه عشان العلاقة دي تنجح و اعتقد يا رقية علاقتكم محتاجة شوية صبر و معافرة
مش من أول محطة تنزلي و تقولي تعبت و تسيبي يوسف يكمل لوحده .
سألته بعدم فهم قائلة:
- يعني إيه ؟!
يعني تلمي خلجاتك و ترچعي ويايّ على دارك اللي هملتي و چوزك أهله استفرده بيه
يُتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هدى زايد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية