-->

رواية جديدة ظلمات حصونه 2 لمنة أيمن - الفصل الأخير - السبت 17/2/2024

 

قراءة رواية ظلمات حصونه الجزء الثاني 

الإنتقال من الظلمة الى النور

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية ظلمات حصونه

الجزء الثاني

الإنتقال من الظلمة الى النور

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منة أيمن



الفصل الأخير

تم النشر يوم السبت

17/2/2024



الجميع يقف أمام غرفة العمليات ينتظرون أن يخرج أحدًا ليطمئنهم، ما عدا "ملك" و"إياد" لم يخبروهم حتى لا يقلقون، فى البداية كانت أسرة "مالك" قالقة للغاية لأنهم يظنون أن "زينة" لاتزال فى الشهر السابع من حملها، ولكن "ديانة" طمئنتهم بأنه ليس هناك داعي للقلق وأن الطبيب طمئنهم عن صحة "زينة" وجنينها.


وما جعل الأمر يبدو طبيعي، دخول الرضيع داخل حضانة الرُضع لوجود القليل من المشاكل الطبية التي يسهل حلها خلال عدة أيام، وذلك ما جعل الأمر يمرئ دون أن ينكشف ستر كلا من "مالك" و"زينة" أمام عائلته.


دلف الجميع إلى غرفة الأفاقة الموجودة بها "زينة" بعد أن خرجت من غرفة العمليات بقليل من الوقت، ليجلس "مالك" بجانب "زينة" وأمسك بيدها مُردفًا بإهتمام:


- حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.


استعادت "زينة" وعيها بشكل كامل، لتدرك إنها أنجبت طفلها بالفعل، ولكنه ليس موجود! لتهتف مستفسرة بلهفة:


- الولد فين يا مالك؟


أجابتها "ديانة" بدلًا عنه مُحاولة تنبيهها بأن لا تقع بالحديث أمام والدي "مالك" لتُعقب بكلمات ذان مغذى:


- متخافيش هو في الحضانة عشان بس نزل قبل معوا، لكن صحته كويسه متقلقيش.


تفهمت "زينة" ما تحاول "ديانة" توصيله لها وأومأت لها بالموافقة، لتبدو مستسلمة لما قالت، ليتقدم "محمود" بالقرب منها وربط على كتفها بخفة مُرددًا بود:


- ألف مبروك يا حبايبي يتربى فى عزموا يارب.


أبتسمت "زينة" له بإمتنان، لتدخل "منال" فى الحديث مُردفة بلهفة:


- هتسموه إيه بقى.


نظر كلًا من "زينة" و"مالك" إلى بعضهما بقليل من الحزن، فهما لم يتفقا من قبل على أسمًا لطفلهما، ولكنها لا تعلم أن "مالك" كان مقررًا بينه وبين نفسه، لينظر إلى داخل عيني "زينة" وهتف بهيام:


- هنسميه يزن.


صاحت "لبنى" مُبدية إعجابها بهذا الأسم مُردفة بسعادة:


- الله أسم حلو أوي.


تدخلت "ديانة" هي الأخرى مُعقبة بمشاكسة:


- وكمان كله مقتبس من أسم زينة، ال ي وال ز وال ن.


ليضحك "جواد" على ما تفوهت به زوجته وأضاف بمرح موجهُا حديثه نحو "مالك":


- طب يا عم بدل اللغبطة دي كنت سميه زين وخلاص.


أجابت "ديانة" بدلًا عن "مالك" مُردفة بتوضيح:


- لا زين مُنتشر جدًا إنما يزن مميز وجديد:


ابتسم "مالك بخفوت وأكد على حديث "ديانة" مرددًا:


- أهي قالتلك.


ابتسم "هاشم" بسعادة كبيرة وصاح بحب مُردفًا بتمني:


- ربنا يحفظهولكم ويباركلكم فيه يارب.


❈-❈-❈ 


بعد مرور خمسة أشهر...


يجلس بمكتبه ويهاتفها باشتياق وغزل كعادته، وكأن لوعة المشاعر تلك ليس لها نهاية وسيظل هكذا طوال حساتهم، من كان يصدق أن "جواد الدمنهوي" سيكون هكذا فى يومًا من الايام! من كان ليصدق أن هذا الطفل الأسير داخل ذلك الرجل القاسي سيتحرر فى يومًا من الأيام.


دلف "إياد" إلى داخل المكتب ليجده يتحدث فى الهاتف بهيام، ليبتسم بسخرية وصاح بمشاكسة:


- يا صباح التفاح على اللي عقله من الحب ساح.


بمجرد أن أستمع له "جواد" وجه حديثه نحو "ديانة" مُردفا بحزم:


- هكلمك تاني.


أنهى المكالمة معها ثم أمسك بزجاجة المياه وألقاها فى إتجاهه مُردفًا بانزعاج:


- أنت مش هتبطل سخافة بقى! حتى بعد ما اتهببت واتجوزت.


تفادها "إياد" قبل أن ترتطم بوجهه وهتف بمرح:


- لو أنا مسخفتش عليك مين اللي هيسخف!


أدار "جواد" وجهه مُردد بسخط:


- قدري الاسود.


تقدم ليجلس أمامه هو الأخر مُستفسرًا بجدية:


- أومال عمي هاشم وديانة مش بيجوا ليه؟


أجابه الأخرى بتوضيح:


- ماما فى أخر شهر فى الحمل والدكتور أمر تنام على ضهرها لحد معاد الولاة، وبابا مش راضي يسبها لوحدها وكذلك ديانة.


تنهد "إياد" بهدوء وهتف بقلسل من التعجب:


- سبحان مُغير الأحوال، شوف الدنيا كانت عاملة ازاي من سنة ونص بالظبط ودلوقتي عامله أزاي!


زفر "جواد" بثقل وقليل من الحزن مما كان عليه فى ذلك الوقت مُردفًا بندم:


- الغضب ورغبة الانتقام هما أكبر أعداء للانسان، بيعموه عن الحقيقة وبيغيروا مبادئه وبيخرجوا أسوء ما فيه، لدرجة ممكن تحوله لشخص تاني خالص، شخص هو ميعرفوش وحتى لو عرفه هيكره.


ربط "إياد" على كتفه وهتف بامتنان:


- الحمدلله يا صحبي إن ربنا نور بصيرتك وخرجك من الضلمة دي.


قابله "جواد" ببسمة خافتة مُردفًا بعشق:


- ديانة هي نوري يا إياد، هي وجهتي فى عز ضلالي.


حاول "اياد" تغير الأجواء جولهم وهتف بقليل من المشاكسة:


- هنقول شعر أهو.


فى تلك اللحظة وصلت رسالة إلى "إياد" ليلتقط هاتفه بينما هتف "جواد" بسخط:


- أبو تُقل دمك.


ضحك "إياد" بمرح وهو يقوم بفتح هاتفة ليعلم محتوى تلك الرسالة، ليجدها رسالة من "ملك" وهي عبارة عن فديو، وعندما تم تحميله وجده مشهد من أحد الأفلام المصرية الكوميدية الشهرية.


ليقوم بتضيقة ما بين حاجبيه باستنكار وقام بفتحه ليجده مشهد لا يتخطئ الخمس ثوانً عبارة عن جملتين وهما:


- لقد كنت أتحمل مسؤلية واحد شخص، الأن سوف أتحمل مسؤلية أتنين شخض.


وقبل أن يفكر فيما تعنيه وجد صورة أخرى بها أختبار حمل به شرطتين، لينهض من مكانه بسرعة وهرجلة، لدرجة إنه أفزع "جواد" ونهض هو الأخر مُستفسرًا بلهفة:


- فيه إيه! 


أجابه "إياد" مُردفًا بتلعثم:


- ملك.. ملك.


تسرب القلق إلى قلب "جواد" وصاح مُستفسرًا بلهفة:


- مالها ملك أنطق؟


نظر له الأخر بتخبط وعدم إدراك لما يحدث حوله مُردفًا بتوهان:


- ملك حامل.


وبمجرد أن قالها ركض بسرعة إلى خارج المكتب عازمًا على الخروج من الشركة باكملها قاصدًا الذهاب إلى منزلهم، بينما ضحك "جواد" على حالة صديقه وأضاف بسخرية:


- أحنا لازم نفتح حضانة عشان العيال دي كلها.


❈-❈-❈ 


بعد مرور تسع سنوات..


- Happy birs day to you Nour, happy birs day to you.


صاح بها الجميع مُحتفلون بمرور عشر سنوات على ميلاد ذلك الطفل الذي كان السبب فى تغير كل شيء، عشر سنوات من النور بعد أن مر عشرون من الظُلمة، لقد ولد وولدت معه السعادة مرة أخرى فى هذا القصر، ولكنه لم يكن سوا البداية فقط.


صاحت "ديانة" موجهة حظيثها نحو ولدها مردفة بمحبة:


- يله يا نور أتمنى أمنية وأطفي الشمع.


نظر "نور" نحو تلك الفتاة صاحبة العيون الزرقاء والشعر البُني المماثل لولدتها وهتف بحب طفولي:


- أتمنى سيليا تفضل معايا على طول.


ضحك الجميع على جرءاة ذلك الولد أمام جميع أفراد العائلة، ليتدخل "إياد" بعد هدأت من ضحكاته مردفًا بمرح:


- يا سيدي يا سيدي، جرئ يا واد زي أبوك.


تظهلت "زينة" هي الأخرى معقبة بتحذير:


- مالك لو كان هنا مكنش عداها على خير أبدًا يا أبن جواد.


ضحكت "ملك" على حديث "زينة" وأكملت هي متعجبة من أفعال "مالك" مُردفة باستنكار:


- بيغير عليها لدرجة صعبة أوي كأن محدش عنده بنات غيره.


تدخل "جواد" مقدرًا شعور "مالك" لأنه هو الأخر لا يستطيع تقبل فكرة أن تبتعد عنه ابنته أو إنها ستكبر وسيأخذها رجلًا أخر، ليهتف متفهمًا:


- بصراحة أنا عازره لو حد فكر يبص لنورسين أنا ممكن أكله.


ضحك "هاشم" عما يستمع إليه والذي بدأ مألوفًا له لأنه سبق وأن قال مثل هذا الحديث، ليتقدم واضعًا يده على كتف "جواد" مُردفًا بهدوء:


- كلنا كنا كده يا جواد، لكن أول ما قلبها بيدق لحد، ساعتها بتضطر تفارق حضنها عشان سعادتها بتكون عندك بالدنيا.


أقتربت "زينة" من والظها وعانقته بكثير من الحب والعاطفة، لتتقدم "لبنى" موجهة حديثها نحو الجميع مُردفة بحب:


- يلا يا ولاد أنا اللي هقطعلكم التورته.


تجمع الأولاد حولها وسط أجواء مليئة بالحب والمرح والمشاكسة، وأثناء ذلك تناول "يزن" صحنه وأمسك بيد "نورسين" وتوجه بها نحو الأريكة وساعدها لتجلس عليها وبدأ فى إطعامها بيده.


لتلاحظ "ملك" ما يحدث وذهبت مسرعة نحو "زينة" و"ديانة" وهمست إليهم بخفوت:


- الظاهر كده مش بس نور وسيليا اللي بنهم مشاعر، ده كمان الحنين أبن الحنين بينمر على نورسين.


انفرج فم "ديانة" بمفاجأة ونظرت نحو "جواد" لتجده يتحدث إلى "إياد" لتضحك "زينة" وأضافت بمرح:


- يسلام ومخدتيش بالك من تيم اللي رايح جي يبوس فى أيسل!


تعالت أصوات الضحك فيما بينهم ورددت "ديانة" بعدم تصديق:


- العيال بدأتها بدري أوي.


صاحت "ملك" موجهة حديثها نحو كلاهما مُردفة بمشاكسة:


- طب يلا بقى واحده فيكوا تشد حيلها وتجيب عروسة لإيان قلب ماما.


نظرت لها "زينة" برفض وأعتلى وجهها ملامح السخط والانزعاج وهتفت وهي تبتعد عنهم بنهي:


- عيال إيه تاني لا خلاص توبنا إلى الله.


❈-❈-❈ 


بعد مرور شهرين..


بالرغم من أن موعد رجوعه من تلك السفرية كان غدًا ولكنه لم يستطيع الأنتظار وعاد اليوم مُشتاقًا كثيرًا لها، لقد مر شهرًا بأكمله وهو بعيدًا عنها، هذا يكفي فلم يعد يقدر على المكوث بعيدًا عنها.


دلف "جواد" إلى غرفتهم بعد أن تجاوزت الساعة الثانية صباحًا، ليجدها نائمة بغرفتهم ليقترب من الفراش وجلس بجانبها وأخذ يمسح على رأسها برقة ونعومة خشية من أن يقلق نومها، ولكنها شعرت بوجوده بجانبها وفتحت عينيها بلهفة وهتفت باشتياق:


- أنت جيت يا حبيبي؟


أومأ لها وهو يمسح على وجهها مُردفًا بهدوء:


- أه يا يا روحي.


أحتضنت يده بين يديها وعقبت بمزيد من الاشتياق:


- أتأخرت أوي.


أغمض عينيه وأومأ لها بالموافقة مؤكدا على ما تفوهت به واضاف بكلمات ذات مغذى:


- أتأخرت فعلا، بس الحمدلله إني وصلت فى الوقت المناسب.


ابتسمت له بود وعقبت مُمتنة:


- أن تأتي متأخرًا أفضل من أن لا تأتي مُطلقًا.


أدمعت عينيه متذكرًا ما كان عليه قبل أن يجدها وتغير حياته بأكملها، ماذا لو لم يجدها! ماذا لو كان ظل على ما كان عليه! كيف كانت ستكون حياته! ليُردف بحزن شديد:


- كان زماني فضلت تايه زي ما أنا، وعمري ما كنت هبقى بالسعادة اللي أنا فيها معاكي أنتي والولاد دلوقتي.


أمسك بيدها بين يديه وقبلها برقة ونعومة وهتف بمشاعر صادقة:


- شكرًا يا ديانة.


أقتربت منه كثيرًا وأدمعت عينها هي الأخرى متأثرة بما يقول مُستفسرة:


- على إيه!


أجابها بمحبة وعشق يملائان عينيه مُردفًا بإمتنان:


- على وجودك جمبي، إنك عملتي مني راجل سوي بقى عنده بيت وزوجة وأولاد، أنتي ونور ونورسين أغلى حاجة فى حياتي.


حاولت أن تخرجه من ذلك الحزن ورفعت إحدى حاجبيها مُردفة باستنكار:


- أنا ونور ونورسين بس؟


ابتسم بخفوت وهتف بتوضيح مُعبرًا عن حبه لجميع أفراد عائلتهم:


- طبعا بحب بابا وماما وتيم وزينة وعيلتها وإياد وعيلته، بس أنتوا عيلتي اللي أنا مسؤل عنها.


أبتسمت له "ديانة" متفهمة مشاعرة ولكنه لم يدرك ما تقصده، لذلك أضافت بتوضيح:


- أنا فاهمة بس أنت نسيت حد كمان.


ضيق ما بين حاجبيه بعدم استعاب مُردفًا باستفسار:


- حد مين؟


رفعت كتفيها بخفة مُردفة بمشاكسة:


- حد كمان هيبقى مسؤل منك!


لايزال لا يفهم ما ترمي إليه بهذا الحديث، لتُتمسك بيده وتضعها على بطنها مُضيفة بمرح ممذوج بالحب:


- حد هيطلع من هنا بعد سبع شهور ونص.


اختفت أثار الدموع من عينيه وحلت محلها الفرحة والسعادة العارمة وأبلحظة احتضنها بكثير من الحب والمشاعر التي لم يكن يتصور أن يحصل عليه في يومًا من الأيام، ولكنه حدث، حدث بفضلها ومنحته كل الحب الذي كان يفتقده لسنوات طوال، ولهذا لن يفرط فيه مرة أخرى وسيحافظ عليه لأخر يومًا في حياته، فهي كانت وستظل نوره الجميع يقف أمام غرفة العمليات ينتظرون أن يخرج أحدًا ليطمئنهم، ما عدا "ملك" و"إياد" لم يخبروهم حتى لا يقلقون، فى البداية كانت أسرة "مالك" قالقة للغاية لأنهم يظنون أن "زينة" لاتزال فى الشهر السابع من حملها، ولكن "ديانة" طمئنتهم بأنه ليس هناك داعي للقلق وأن الطبيب طمئنهم عن صحة "زينة" وجنينها.


وما جعل الأمر يبدو طبيعي، دخول الرضيع داخل حضانة الرُضع لوجود القليل من المشاكل الطبية التي يسهل حلها خلال عدة أيام، وذلك ما جعل الأمر يمرئ دون أن ينكشف ستر كلا من "مالك" و"زينة" أمام عائلته.


دلف الجميع إلى غرفة الأفاقة الموجودة بها "زينة" بعد أن خرجت من غرفة العمليات بقليل من الوقت، ليجلس "مالك" بجانب "زينة" وأمسك بيدها مُردفًا بإهتمام:


- حمدلله على سلامتك يا حبيبتي.


استعادت "زينة" وعيها بشكل كامل، لتدرك إنها أنجبت طفلها بالفعل، ولكنه ليس موجود! لتهتف مستفسرة بلهفة:


- الولد فين يا مالك؟


أجابتها "ديانة" بدلًا عنه مُحاولة تنبيهها بأن لا تقع بالحديث أمام والدي "مالك" لتُعقب بكلمات ذان مغذى:


- متخافيش هو في الحضانة عشان بس نزل قبل معوا، لكن صحته كويسه متقلقيش.


تفهمت "زينة" ما تحاول "ديانة" توصيله لها وأومأت لها بالموافقة، لتبدو مستسلمة لما قالت، ليتقدم "محمود" بالقرب منها وربط على كتفها بخفة مُرددًا بود:


- ألف مبروك يا حبايبي يتربى فى عزموا يارب.


أبتسمت "زينة" له بإمتنان، لتدخل "منال" فى الحديث مُردفة بلهفة:


- هتسموه إيه بقى.


نظر كلًا من "زينة" و"مالك" إلى بعضهما بقليل من الحزن، فهما لم يتفقا من قبل على أسمًا لطفلهما، ولكنها لا تعلم أن "مالك" كان مقررًا بينه وبين نفسه، لينظر إلى داخل عيني "زينة" وهتف بهيام:


- هنسميه يزن.


صاحت "لبنى" مُبدية إعجابها بهذا الأسم مُردفة بسعادة:


- الله أسم حلو أوي.


تدخلت "ديانة" هي الأخرى مُعقبة بمشاكسة:


- وكمان كله مقتبس من أسم زينة، ال ي وال ز وال ن.


ليضحك "جواد" على ما تفوهت به زوجته وأضاف بمرح موجهُا حديثه نحو "مالك":


- طب يا عم بدل اللغبطة دي كنت سميه زين وخلاص.


أجابت "ديانة" بدلًا عن "مالك" مُردفة بتوضيح:


- لا زين مُنتشر جدًا إنما يزن مميز وجديد:


ابتسم "مالك بخفوت وأكد على حديث "ديانة" مرددًا:


- أهي قالتلك.


ابتسم "هاشم" بسعادة كبيرة وصاح بحب مُردفًا بتمني:


- ربنا يحفظهولكم ويباركلكم فيه يارب.


❈-❈-❈ 


بعد مرور خمسة أشهر...


يجلس بمكتبه ويهاتفها باشتياق وغزل كعادته، وكأن لوعة المشاعر تلك ليس لها نهاية وسيظل هكذا طوال حساتهم، من كان يصدق أن "جواد الدمنهوي" سيكون هكذا فى يومًا من الايام! من كان ليصدق أن هذا الطفل الأسير داخل ذلك الرجل القاسي سيتحرر فى يومًا من الأيام.


دلف "إياد" إلى داخل المكتب ليجده يتحدث فى الهاتف بهيام، ليبتسم بسخرية وصاح بمشاكسة:


- يا صباح التفاح على اللي عقله من الحب ساح.


بمجرد أن أستمع له "جواد" وجه حديثه نحو "ديانة" مُردفا بحزم:


- هكلمك تاني.


أنهى المكالمة معها ثم أمسك بزجاجة المياه وألقاها فى إتجاهه مُردفًا بانزعاج:


- أنت مش هتبطل سخافة بقى! حتى بعد ما اتهببت واتجوزت.


تفادها "إياد" قبل أن ترتطم بوجهه وهتف بمرح:


- لو أنا مسخفتش عليك مين اللي هيسخف!


أدار "جواد" وجهه مُردد بسخط:


- قدري الاسود.


تقدم ليجلس أمامه هو الأخر مُستفسرًا بجدية:


- أومال عمي هاشم وديانة مش بيجوا ليه؟


أجابه الأخرى بتوضيح:


- ماما فى أخر شهر فى الحمل والدكتور أمر تنام على ضهرها لحد معاد الولاة، وبابا مش راضي يسبها لوحدها وكذلك ديانة.


تنهد "إياد" بهدوء وهتف بقلسل من التعجب:


- سبحان مُغير الأحوال، شوف الدنيا كانت عاملة ازاي من سنة ونص بالظبط ودلوقتي عامله أزاي!


زفر "جواد" بثقل وقليل من الحزن مما كان عليه فى ذلك الوقت مُردفًا بندم:


- الغضب ورغبة الانتقام هما أكبر أعداء للانسان، بيعموه عن الحقيقة وبيغيروا مبادئه وبيخرجوا أسوء ما فيه، لدرجة ممكن تحوله لشخص تاني خالص، شخص هو ميعرفوش وحتى لو عرفه هيكره.


ربط "إياد" على كتفه وهتف بامتنان:


- الحمدلله يا صحبي إن ربنا نور بصيرتك وخرجك من الضلمة دي.


قابله "جواد" ببسمة خافتة مُردفًا بعشق:


- ديانة هي نوري يا إياد، هي وجهتي فى عز ضلالي.


حاول "اياد" تغير الأجواء جولهم وهتف بقليل من المشاكسة:


- هنقول شعر أهو.


فى تلك اللحظة وصلت رسالة إلى "إياد" ليلتقط هاتفه بينما هتف "جواد" بسخط:


- أبو تُقل دمك.


ضحك "إياد" بمرح وهو يقوم بفتح هاتفة ليعلم محتوى تلك الرسالة، ليجدها رسالة من "ملك" وهي عبارة عن فديو، وعندما تم تحميله وجده مشهد من أحد الأفلام المصرية الكوميدية الشهرية.


ليقوم بتضيقة ما بين حاجبيه باستنكار وقام بفتحه ليجده مشهد لا يتخطئ الخمس ثوانً عبارة عن جملتين وهما:


- لقد كنت أتحمل مسؤلية واحد شخص، الأن سوف أتحمل مسؤلية أتنين شخض.


وقبل أن يفكر فيما تعنيه وجد صورة أخرى بها أختبار حمل به شرطتين، لينهض من مكانه بسرعة وهرجلة، لدرجة إنه أفزع "جواد" ونهض هو الأخر مُستفسرًا بلهفة:


- فيه إيه! 


أجابه "إياد" مُردفًا بتلعثم:


- ملك.. ملك.


تسرب القلق إلى قلب "جواد" وصاح مُستفسرًا بلهفة:


- مالها ملك أنطق؟


نظر له الأخر بتخبط وعدم إدراك لما يحدث حوله مُردفًا بتوهان:


- ملك حامل.


وبمجرد أن قالها ركض بسرعة إلى خارج المكتب عازمًا على الخروج من الشركة باكملها قاصدًا الذهاب إلى منزلهم، بينما ضحك "جواد" على حالة صديقه وأضاف بسخرية:


- أحنا لازم نفتح حضانة عشان العيال دي كلها.


❈-❈-❈ 


بعد مرور تسع سنوات..


- Happy birs day to you Nour, happy birs day to you.


صاح بها الجميع مُحتفلون بمرور عشر سنوات على ميلاد ذلك الطفل الذي كان السبب فى تغير كل شيء، عشر سنوات من النور بعد أن مر عشرون من الظُلمة، لقد ولد وولدت معه السعادة مرة أخرى فى هذا القصر، ولكنه لم يكن سوا البداية فقط.


صاحت "ديانة" موجهة حظيثها نحو ولدها مردفة بمحبة:


- يله يا نور أتمنى أمنية وأطفي الشمع.


نظر "نور" نحو تلك الفتاة صاحبة العيون الزرقاء والشعر البُني المماثل لولدتها وهتف بحب طفولي:


- أتمنى سيليا تفضل معايا على طول.


ضحك الجميع على جرءاة ذلك الولد أمام جميع أفراد العائلة، ليتدخل "إياد" بعد هدأت من ضحكاته مردفًا بمرح:


- يا سيدي يا سيدي، جرئ يا واد زي أبوك.


تظهلت "زينة" هي الأخرى معقبة بتحذير:


- مالك لو كان هنا مكنش عداها على خير أبدًا يا أبن جواد.


ضحكت "ملك" على حديث "زينة" وأكملت هي متعجبة من أفعال "مالك" مُردفة باستنكار:


- بيغير عليها لدرجة صعبة أوي كأن محدش عنده بنات غيره.


تدخل "جواد" مقدرًا شعور "مالك" لأنه هو الأخر لا يستطيع تقبل فكرة أن تبتعد عنه ابنته أو إنها ستكبر وسيأخذها رجلًا أخر، ليهتف متفهمًا:


- بصراحة أنا عازره لو حد فكر يبص لنورسين أنا ممكن أكله.


ضحك "هاشم" عما يستمع إليه والذي بدأ مألوفًا له لأنه سبق وأن قال مثل هذا الحديث، ليتقدم واضعًا يده على كتف "جواد" مُردفًا بهدوء:


- كلنا كنا كده يا جواد، لكن أول ما قلبها بيدق لحد، ساعتها بتضطر تفارق حضنها عشان سعادتها بتكون عندك بالدنيا.


أقتربت "زينة" من والظها وعانقته بكثير من الحب والعاطفة، لتتقدم "لبنى" موجهة حديثها نحو الجميع مُردفة بحب:


- يلا يا ولاد أنا اللي هقطعلكم التورته.


تجمع الأولاد حولها وسط أجواء مليئة بالحب والمرح والمشاكسة، وأثناء ذلك تناول "يزن" صحنه وأمسك بيد "نورسين" وتوجه بها نحو الأريكة وساعدها لتجلس عليها وبدأ فى إطعامها بيده.


لتلاحظ "ملك" ما يحدث وذهبت مسرعة نحو "زينة" و"ديانة" وهمست إليهم بخفوت:


- الظاهر كده مش بس نور وسيليا اللي بنهم مشاعر، ده كمان الحنين أبن الحنين بينمر على نورسين.


انفرج فم "ديانة" بمفاجأة ونظرت نحو "جواد" لتجده يتحدث إلى "إياد" لتضحك "زينة" وأضافت بمرح:


- يسلام ومخدتيش بالك من تيم اللي رايح جي يبوس فى أيسل!


تعالت أصوات الضحك فيما بينهم ورددت "ديانة" بعدم تصديق:


- العيال بدأتها بدري أوي.


صاحت "ملك" موجهة حديثها نحو كلاهما مُردفة بمشاكسة:


- طب يلا بقى واحده فيكوا تشد حيلها وتجيب عروسة لإيان قلب ماما.


نظرت لها "زينة" برفض وأعتلى وجهها ملامح السخط والانزعاج وهتفت وهي تبتعد عنهم بنهي:


- عيال إيه تاني لا خلاص توبنا إلى الله.


❈-❈-❈ 


بعد مرور شهرين..


بالرغم من أن موعد رجوعه من تلك السفرية كان غدًا ولكنه لم يستطيع الأنتظار وعاد اليوم مُشتاقًا كثيرًا لها، لقد مر شهرًا بأكمله وهو بعيدًا عنها، هذا يكفي فلم يعد يقدر على المكوث بعيدًا عنها.


دلف "جواد" إلى غرفتهم بعد أن تجاوزت الساعة الثانية صباحًا، ليجدها نائمة بغرفتهم ليقترب من الفراش وجلس بجانبها وأخذ يمسح على رأسها برقة ونعومة خشية من أن يقلق نومها، ولكنها شعرت بوجوده بجانبها وفتحت عينيها بلهفة وهتفت باشتياق:


- أنت جيت يا حبيبي؟


أومأ لها وهو يمسح على وجهها مُردفًا بهدوء:


- أه يا يا روحي.


أحتضنت يده بين يديها وعقبت بمزيد من الاشتياق:


- أتأخرت أوي.


أغمض عينيه وأومأ لها بالموافقة مؤكدا على ما تفوهت به واضاف بكلمات ذات مغذى:


- أتأخرت فعلا، بس الحمدلله إني وصلت فى الوقت المناسب.


ابتسمت له بود وعقبت مُمتنة:


- أن تأتي متأخرًا أفضل من أن لا تأتي مُطلقًا.


أدمعت عينيه متذكرًا ما كان عليه قبل أن يجدها وتغير حياته بأكملها، ماذا لو لم يجدها! ماذا لو كان ظل على ما كان عليه! كيف كانت ستكون حياته! ليُردف بحزن شديد:


- كان زماني فضلت تايه زي ما أنا، وعمري ما كنت هبقى بالسعادة اللي أنا فيها معاكي أنتي والولاد دلوقتي.


أمسك بيدها بين يديه وقبلها برقة ونعومة وهتف بمشاعر صادقة:


- شكرًا يا ديانة.


أقتربت منه كثيرًا وأدمعت عينها هي الأخرى متأثرة بما يقول مُستفسرة:


- على إيه!


أجابها بمحبة وعشق يملائان عينيه مُردفًا بإمتنان:


- على وجودك جمبي، إنك عملتي مني راجل سوي بقى عنده بيت وزوجة وأولاد، أنتي ونور ونورسين أغلى حاجة فى حياتي.


حاولت أن تخرجه من ذلك الحزن ورفعت إحدى حاجبيها مُردفة باستنكار:


- أنا ونور ونورسين بس؟


ابتسم بخفوت وهتف بتوضيح مُعبرًا عن حبه لجميع أفراد عائلتهم:


- طبعا بحب بابا وماما وتيم وزينة وعيلتها وإياد وعيلته، بس أنتوا عيلتي اللي أنا مسؤل عنها.


أبتسمت له "ديانة" متفهمة مشاعرة ولكنه لم يدرك ما تقصده، لذلك أضافت بتوضيح:


- أنا فاهمة بس أنت نسيت حد كمان.


ضيق ما بين حاجبيه بعدم استعاب مُردفًا باستفسار:


- حد مين؟


رفعت كتفيها بخفة مُردفة بمشاكسة:


- حد كمان هيبقى مسؤل منك!


لايزال لا يفهم ما ترمي إليه بهذا الحديث، لتُتمسك بيده وتضعها على بطنها مُضيفة بمرح ممذوج بالحب:


- حد هيطلع من هنا بعد سبع شهور ونص.


اختفت أثار الدموع من عينيه وحلت محلها الفرحة والسعادة العارمة وأبلحظة احتضنها بكثير من الحب والمشاعر التي لم يكن يتصور أن يحصل عليه في يومًا من الأيام، ولكنه حدث، حدث بفضلها ومنحته كل الحب الذي كان يفتقده لسنوات طوال، ولهذا لن يفرط فيه مرة أخرى وسيحافظ عليه لأخر يومًا في حياته، فهي كانت وستظل نوره الذي أخرجه من ظلمات حصونه.


تمت

إلى حين نشر الرواية الجديدة للكاتبة منة أيمن, لا تنسى قراءة روايات و قصص أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة