-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 10 - 3 - الأحد 3/3/2024


قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل العاشر

3

تم النشر الأحد

3/3/2024


. "بعد مرور يومين". 


وقفت" سمر" أمام قسم الشُرطة، بعد أن هاتفها الضابط "علاء"قبل ساعتين، يطلبُ منها المجئ إلي قسم الشُرطة لمقابلته لأمرٍ عاجل، كانت حينها في الجامعة، فـ أنتظرت أنتهاء مُحضاراتها ثم جائت إلي هنا، وها واقفة أمام القسم للمرة الثانية........ 


تقدمت بهدوء إلي الداخل، وعلي عكس المرة السابقة لم تكن مُتوترة او خائفة بل كانت عادية جدًا لم تشعر بشئ، سألت عن مكتبهِ، فأخبرها العسكري أنه بأنتظارها بالداخل، طرقت بيديها طرقات خفيفة علي باب المكتب، فجأء لها صوتهِ من الداخل يسمحُ لها بالدخول.... 


ما أن رآها حتي وقف من مكانه، يستقبلها بأبتسامة واسعة زينت محياه، قائلاً بترحاب: 


_وأنا أقول القسم منور لي.... 


برسمية أجابتهُ: 


_مُتشكرة.... حضرتك كُنت طلبت تقابلني خير هو في حاجة حصلت؟. 


_تشربي أي الأول؟ 


_مرسي ولا أي حاجة.. 


قاطعها قائلاً:


_لا لازم تشربي حاجة، أحنا مش بُخلاء أوي كده، ولا أنتِ إللي مش كريمة بقا؟. 


ضحكت رُغمًا عنها بتلقائية وعفوية، أتسعت إبتسامته لأجل إبتسامتها المُشرقة، فتابع يُنادي علي العسكري يطلب منهُ جلب عصير طازج لضيفتهِ. 


_هو حصل حاجة في القضية تاني؟. 


_من ساعة ما دخلتي وأنتِ بتسألي عن القضية...متقلقيش القضية أتقفلت تمامًا.. 


أرتاحت قليلاً، ثم قالت بتساؤل: 


_أُومال أنا هنا بعمل أي 


_علشان أشوفك... 


خرجت كلماته سريعًا دون الإنتباه لِمَ قال، عقدت حاجبيها بأستغراب، ولكنهُ سريعًا ما تدارك ماذا يقول، فصحح كلامهِ يقول بتقطع وقد بدأ ينتابه التوتر وكأنه قد عاد لفترةالمُراهقة : 


_أقصد... أحمم.... بصي من غير لف ودوران، طلبتك علشان كنت عايز أشوفك... أيوا كنت عايز أشوفك.


دقة غريبة أحتلت قلبها لا تعلم سببها لكن ما تعلمه الآن أنها دقة تُشعرها بالسعادة الغريبة أيضًا: 


_لي؟. 


لم يُجيبها ولكنها نهض من مكانها يتردي سريعًا چاكت بذلتهِ كُحلية اللون، ثم حمل مُتعلقاته قائلاً بحماس: 


_طيب أي هنتكلم هنا.... أنا بقول نروح نُقعد في أي مكان هادئ؟. 


ثم تابع مازحًا: 


_ما مش معقول القصة تبدأ هنا في وسط المساجين والمُجرمين، والله هيبقي فال وحِش خالص... 


لم تقدر علي السيطرة علي ضحكتها،أقسم هو أن لديها ضِحكه يُمكن أن تعقِد هدنة بينَ الأعداء، أحمر وجهها بخجل لم تعهدهُ هي، فدومًا كانت "سمر" الجريئة التي لا تخجل، فهتفت قائلة بعد أن أمسك بيديها يجرها خلفه: 


_هتسيب الشُغل لمـين طيب... 


_مش وقت الشُغل دلوقتي، ما طول عُمرنا بنشتغل خدنا أي من الشُغل...؟ 


❈-❈-❈


فاتنة، مِن طَرفِها الناعِس إلى خَصرها، أنها امرأة مُختلفة جدًا، تملك طابعها الخاص في تحويل التفاصيل الباهتة إلى ربيعًا مُزهِر، إنها فاتنة بشكلٍ مروع خطر علي قلبهِ الذي وقع صريعًا أمام عَينيها البُنيتين كأنّما فنجانُ بنّ قد سُكِب،ولأخفاءِ فتنتِها تَلونت بلونِ نَهر عَسل الجنة، وكأنها هي من أختارت وجهها وحُسنه، رموش عينيها أجنحة فراشات، ولأنَّها خَفِيفَةُ السَّمارِ ، فجَمِيعُ ملامِحهَا تَضُجُّ بالفِتنَة..... 


كل ذالك دار برأسهِ، وهو يُحللها ويَصفُ جمالها علي طريقتهِ الخاصة، أو كما يراهُ هو، كان ذالك تحت نظراتها المُسلطة عليهِ وإمارات الإستفهام ترتسمُ علي محياها، للحظة ظنت أنه قد أصابه شيء جعلهُ مُتصنم إلي هذا الحد، نظرت ورأها بعد أن شكت أنه ينظر إلي شيءٍ ما خلفها، ولكنها لم تجد شئ فكل شيء طبيعًا لا يوجد شيئًا غريبًا لإثارة تركيزه إلي هذا الحد.. 


حمحت هي بصوتٍ عالي، لشعورها أن الوقت يمضي وهم لم يتحدثون بأي شيء مُنذ أنّ جائو، أخذت تُلوحُ أمام عينهِ بيديها، بينما أنتبه هو، ثم تمتم بدون وعي،وبهجلة سُوقية : 


_يخربيت جمال أُمك.... 


جحظت عينيها، في دهشة ثم هتفت: 


_نعم؟ 


_لا لا متاخديش في بالك.... كُنا بنقول أي بقا؟ 


رجعت برأسها إلي مُقدمة المقعد من خلفها قائلة بنفاذ صبر: 


_أحنا مقولناش حاجة أصلا من ساعة ما جينا.... أصل حضرتك قاعد تبحلق في أي مش عارفة.... 


بنبرة رُجولية تحدث يُغازلها: 


_بقي بذمتك في حد قدامه كل الجمال ده... وميبحلقش فيه، ده حتي يبقي مجنون، أو مندوش دم!. 


_ده مدح ده ولا ذم.. 


_لا ده ولا ده.... دي الحقيقه أنتِ مش بتبوصي في المرايا ولا أي؟. 


كلماتهُ مُلاوعة تحمل الكثير من المراوغة، تنهدت قائلة: 


_يا حضرت الضابط لو سمحت، ياريت تتكلم بجد شوية، لأني متأخرة جدًا ولازم أكون في البيت كمان.. 


نظرت تتفقد ساعة يديها قائلة: 


_كمان نُص ساعة.. 


جلس بإرياحية أكثر يقول بوضوح وصدق: 


_أنا راجل دُغري مليش في اللف والدوران، علشان كده هاجي دُغري، أنا مُعجب بيكِ وعايز أقابل والدك... 


الصدمة ألجمت لسانها، لم تجد ما تقوله، شعرت بسخونة خفيفة في وجهها، فقالت بتعلثم: 


_أنتَ بتتكلم بجد... بس أزاي أنتَ متعرفنيش، مشوفتنيش غير مرتين بس؟ 


_مش مُهم بعدين نبقا نتعرف 


_أنا للأسف مش جاهزة لإرتباط دلوقتي آسفة.....أظن أن حضرتك أتسرعت في الخطوة دي.... بعد أذنك، اتأخرت جدًا.. 


❈-❈-❈


جلست مُتربعة أعلي سريرها بعد أن قامت بتبديل ملابسها إلي آخري بيتية مُريحة، جلست شاردة في ما حدث مُنذ ساعات قليلة، كلماتها كانت قاسية، تحدثت بأنعدام زوق، تنهدت تنهيدة طويلة، عقلها مازال مُنشغل بما حدث، أدركت الآن بعد أن فكرت جيدًا أنها كانت قليلة الزوق جدًا لم تُعطي لهُ فُرصة لشرح أي شئ لها، القت كلماتها ثم نهضت ترحل بسرعة، نعم تسرعت لكنها مُقتنعة أنها معها حق ولو لواحد في المئة، فهو فعلاً تسرع، هو بالأساس لم يراها سوى مرات قليلة جدا، وأنه كان مُندفع في قرارهِ، لكنهُ فجائها لم يكن هناك مجال حتي للتفكير بشكل جيد يُناسب الموقف........ 


زفرت بنفاذ صبر من التفكير الذي أرهقها مُنذ أن عادت، إرتمت ترجعُ بظهرها إلي حافة السرير، أمسكت هاتفها، هُناك صوت برأسها يحثها علي مُهاتفتهُ والإعتذار لهُ علي قلة زوقها وتسرعها، حسمت قرارها ثم أتت برقمهِ وبدون تفكير ضغطت علي زر الإتصال، وهي تتمني أن لا يُجيب... 


❈-❈-❈


أنـتهت "غالية" من تحـضير طعام الغداء،مُنتظـره عودة "عُمر" كي يتناولون الغداء سويـًا،حيث أن "عُمر "منذ يومين وهو يـتناول وجبه الغداء في المنزل معاها، جـففـت يديها بالمنـشفة الصغيرة الموضوعه أعلي طاولة المطبخ، مُتـجهة إلي المرحاض كي تسـتحم ،وتُزيل عنها رائحة الطعام هذه ،لكن شعرت بحركة ما في صالة الشقة ،للحـظة ظنت أنهُ "عُمر"قد عاد ،نظـرت إلـي الساعه الصغيره المُعلقه في المطبخ، وجدتُها تُشـير إلي الواحده ظُهرًا و "عُمر "لا يأتـي إلا الثانية ظُـهرًا .


خرجـت متوجه إلى صاله الشقه قائله بإبـتسامة ،ظنًا أن "عُمر "جاء قبل موعدهِ،أو جاء ليأخذ شيئًا ما :


_ عُمر أنـتَ جيت!!جاي بدري النهاردة ....


لكن أجـفلت الصدمة عينيها ،توقـفت عن تكملة جُملتها ،تنظرُ ناحية الماثل أمامها بذعـر ،جسدها بالكامل دب فيه الرُعب ،تود الصراخ لكن لسانها قد خُرس تمامًا ،حيثُ وجدت شخص مُلثم لا تعلم هويتـهِ،يحمل بين يديه سكينه صغيره،بينما كان يبحث عن شئ بين الإدراج في الصالة وغير مُنتبه لها ...


صرخت بأعلى صوتها طالبه النجدة ،بينما قدميها قد ألتـصقت بالأرض من تحتها :


_ألـحقونـي .....حرامي ...ألـحقونيـي ..



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة