-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 12 - 3 - الإثنين 11/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الثاني عشر

3

تم النشر الإثنين

11/3/2024



. "بعد ساعة". 


إنتفض "عُمر" من مكانها وقد برزت عروقه من شدة غضبه، قائلاً بنبرة مُتشنجة عصبيه: 


_أي إلا بتقوله ده يا حاج، يعني أي عايزاني أسيب إلا أتهجم علي بيتي وأنا مش موجود وضرب مراتي..... 


تنهد الحاج "حلمي" هاتفًا بتعقل وحكمة: 


_يا عُمر يا إبني أنا مقدر موقفك بس انا شرحت لك الولد ظروفه أي، وانه مكانش في وعيه ساعتها الله يلعنها المخدرات وسنينها.... 


ولم تكن كلماته تلك إلا الشرارة التي أشعلت النار به أكثر، فصاح في عصبية تامة: 


_هي إلا كانت مرمية في المستشفي بين الحياه والموت دي مش بنتك ياحاج؟ إزاي عايزاني أسكت؟ ده بدل ما تقولي أنا هجبهولك تحت رجلك وتشرب من دمه.. 


_إهدي ياعُمر مش كده ..... الأمور تتحل بالعقل! 


نبس "وليد" بكلماتهِ يحاول تهدئة الأجواء المشحونة بغضب"عُمر"، فرد عليه الآخر ومازل الأنفعال يُسيطر عليهِ: 


_بعد اللي حصل ده مفيش حاجة أسمها عقل، اللي اتهجم علي بيتي، ومد إيده علي مراتي، أنا هربيه من أول وجديد..... 


ثم ألتفت إلي الحاج "حلمي" الذي صمت لكي يترك لهُ الفُرصة لإخراج شُحنة الغضب من داخلهِ، قائلاً بنبرة لا تحتمل النقاش: 


_أنتَ مجوز بنتك لراجل يا حاج..... وأنا متعودتش أسبب حقي، وحقي هاخده، مع أحترامي ليك غصبنٍ عن أي حد!. 


القي بكلماتهِ، وقد فرغ غضبهِ، ثم ترك المكان بأكمله، ورحل، زفر "حلمي" يقول: 


_الواد دخل المصحة زي ما قولت ولا لا؟ 


_حصل يا حاج..... 


شدد من نبرتهِ يؤكد عليهِ بتحذير: 


_عُمر ميعرفش أي حاجة عن مكان المصحة، أوعا تفلت قدامه بالكلام... 


_متقلقش يا حاج؟


❈-❈-❈


تململت في نومها، من ثم فتحت عينبها بتكأسل، كانت الغُرفة مُغلقة الأنوار من حولها عادا من أضاءة خافتة تنبعثُ من الأبچورة الصغيرة بجانب السرير، نظرت حولها، تفركُ عينيها بنُعاس، نظرت إلي جانبها وجدت "عُمر" ينام علي الكُرسي بجانبها، بوضعية غير مُريحة بالمرة، نظرت إلي يديهِ التي تحتضنُ كفها، سحبت يديها من بين يديهِ بهدوء، ثم أعتدلت في جلستها..... 


همست بصوت مُنخفض تُنادي بأسمهِ، كررت أسمهِ عدة مرات، أنتفض هو قائلاً بفزع غريب: 


_أي في أي؟ أنتِ كويسة... 


_آه أنا كويسة والله....أحممم تعال نام هنا الكُرسي هيوجع لك ظهرك... 


آخذ يفركُ عينيهِ بنُعاس، من ثم نهض وأرتمي بثقلِ جسدهِ أعلي الفراش بجانبها، ما هي الإثواني حتى انخرط في النوم مرة آخري، إبتسمت إبتسامة صغيرة، علي هيئتهِ المُبعثرة وهو نائم، رفعت الغطاء تضعهُ عليهِ، ثم أعتدلت مُتسطحة بجانبهِ........ 


❈-❈-❈


. "في صباح اليوم التالي". 


أصوات ضجيج عالية تأتي من الخارج، أرقت نومها، تذمرت بأنزعاج تضعُ الوسادة فوق رأسها، لكن أصوات الضجيج لم تتوقف، زفرت بغيظ، تزامنًا مع أعتدالها في جلستها، تنفخُ أودجها بضيق، اخذت نظرة خاطفة للغُرفة المُغلقة ستائرها، لم تجد" عُمر"نائمًا بجانبها، علمت فورًا أنه هو المُتسبب في أثارة هذا الضجيج المُزعج، والذي جعلها تستيقظُ من أروعِ نومة، دقائق ووجدت من يدخل الغرفة، ويُضيئ الأنارة، لم يكن أحدٍ غيرهِ، رائحة طعام شهية سبقتهُ وتغلغلت إلي أنفها تُداعب معدتها الجائعة وبشدة......... 


كان يحمل صنية كبيرة نسبيًا، وعلي وجههِ ترتسمُ إبتسامة بلهاء ، وهيئتهِ مُبعثرة، فكان يرتدي مريول المطبخ النسائي أحمر اللون، بينما قد وضع منشفة المطبخة الصغيرة فوق كتفهِ، كتمت ضحكتها علي مظهرهِ الذي يجعلك تضحكُ رُغمًا عنك


_صباح الخير...!. 


ألقي عليها تحية الصباح ومازالت الإبتسامة اللطيفة مُزينة لشفتيهِ، تزامنًا مع وضعهِ للصنية أمامها أعلي الفِراش، تسألت هي بينما كانت تُشيرُ إلي الصنية التي وضُعَ عليها العديد من الأطباق المُمتلئة بالطعام الشهي: 


_أي ده كله؟ مين اللي عمله؟ 


رفع رأسهِ بتباهي وغرور مُصتنع قائلاً: 


_أنا طبعاً... 


رفعت حاجبيها بشكٍ، لا تُصدقهُ بالتأكيد، أنها تعلم جيدًا من التي صنعت كل هذهِ الأصناف، بالتأكيد لن تتوه عن رائحة طالما عشقتها وأعتادت عليها من يد صاحبتها، فنبست بخُبث: 


_بجد..... أممم علي كده بقي أنا أجهز نفسي علشان لو لقدر الله أحتاجت أروح مستشفى بعد ما أكل الأكل ده؟.. 


زفر بضجر، ثم رسم إبتسامة سمجة،وقد علمَ أنها كشفتهُ، فقال بأستسلام: 


_مش أنا، دي مامتك اللي عملته جاهز وجابته وأنا بس سخنته أرتاحتي، بس أي طعمه يجنن 


_أنتَ كمان أكلت منه قبلي... 


_أنا الغلطان يعني أني بشوف يمكن الحجة حطت شطة زيادة ملح زيادة كده يعني..... 


فلتت منها ضحكة صغيرة: 


_لأ والله... 


_بلاش كلام ... يلا قومي أغسلي وشك وتعالي، لحسن لو قعدتي أكتر من كده من غير أكل مش بعيد تختفي..... 


❈-❈-❈


. "بعد مرور أسبوع". 


ثلاث ساعات كاملة قضتهم" سمر" في قاعة المُحاضرات مُحتجزة بالإجبار لسماعِ شرح دكتورتها الذي لا تُطيقهُ، فقد تبدلت حالتُها المزاجية إلي الأسوء، بعد أن حضرت تلك المُحاضرة المُزعجة بسبب من يُلقيها عليهم، كم هو سمج ومُزعج، تأفأفت بضجر كبير، تشعرُ بالضيق بدون سبب، فقط لرؤيتها لذالك الدكتور البغيض السمج كما تُلقبهُ هي دائمًا، الساعة تُشيرُ إلي الثالثة عصرًا، ها هو قد حدث ما ينقص هذا اليوم الفظ، فقد تأخرت علي موعدها المُتفقِ عليهِ، مع "علاء"....... 


بالتأكيد قد غادر، من حقهِ فـ هي قد تأخرت ما يُقارب الساعة عن الموعد المُحدد، غبية هي لماذا أختارت هذا اليوم خصيصًا وهي تعلمُ أنه سيكون لديها مُحاضرة طويلة للغاية، وأيضًا حالتها المزاجية ستتعكر، إذًا ستكون غير مُأهلة للنقاش مع أي أحدٍ اليوم، لكن لسوء حظها جاء حادث"غالية" ومرضها، فأضطرت لتأجيل الموعد لأكثر، من مرة، زقرت بضيق كبير، مُتقدمة إلي حيثُ تركت سيارتها....... 


أستقلت السيارة بوجهِ خالي من التعبير الآن، كل ما يشغلها الآن ماذا أن وجدتهُ لم يُغادر ومازال في أنتظارها ماذا ستقول له؟، أيجب عليها أن تعتذر أولاً أم ماذا؟، هي بالطبع قد رتبت عدة كلمات لتلك المُقابلة لكنها الآن قد نست كل ما خطط لهُ، بالتأكيد ستنسى فقد مر أكثر  من عشرة أيام علي مُكالمتها لهُ، بعد أن أتفقت معه علي مُقبالته وتوضيح وجهة نظرها مرة آخري، وأيضًا لا بأس من الإعتذار لهُ علي أسلوبها الفظ، نعم هي مُعترفة أن أسلوبها كان فظًا جدًا...... 


في البداية كانت تظنُ أنه سيكون وقحًا ويَردُ عليها ببرود وغنجهة من حقهِ بالطبع فهذا أقل شيئًا يفعله نظًرا لِمَ قالته المرة السابقة، لكنه خالف تواقعتها وكان هادئًا وتحدث معها بكل إحترام، وأيضًا وافقَ علي مُقبالتها، كم بدى كبيرًا في، نظرها بفعلتهِ تلك...........


أفاقت من شرودها علي صوت بوق السيارات من خلفها، تحثها علي السير بعد أن فُتحت الإشارة...... 



❈-❈-❈


إنتهت السكرتيرة من مُراجعة الملفات أمامه، ثم أخذت تُملى عليهِ قائمة أجتماعات اليوم، أغلقت آخر ملف قائلة بإحترام ورسمية: 


_كده فيه أجتماع مع الشركة الإيطالية كمان نص ساعة، وقاعة الأجتماعات جاهزة حضرتك.... 


_تمام أتفضلي أنتِ وياريت متدخليش أي حد، لحد معاد الإجتماع  ... 


 هزت رأسها بطاعة، ثم لملمت الاوراق وغادرت بعد أن أوصدت الباب من خلفها، رجعَ "يوسُف" برأسهِ اللي الخلف، مُتنهدًا تنهيدة طويلة مُحملة بكثيرٍ من الهم والضيق، فـ ها هي قد رُميت جميع مهام الشركات علي عاتقيهِ، الآن فقط أدرك قيمة وجود "عُمر" في الشركة، الآن فقط أدرك أنه كان يرفع عنهُ الكثير من الاعباء الخاصة بأمور العمل، لكن علي ما يبدو أنه أدرك مُتاخرًا..... 


أغمض عينيهِ، بحزن فشل في أخفائهِ خلف كبريائهِ وغروره، الآن شعر أنه أشتاق لهُ وبشدة، نعم كان قاسيًا عليهِ، لكن بعيدًا عن كل ما حدث، وأهم شئ بعيدًا عن غرورهِ، أنه حقًا أشتاق لهُ وللغاية، فقد مر أكثر من خمسة أشهر لم يرآه، الآن فقط تزحزح الجانب الابوي بداخلهِ، وشعر بشعور الإشتياق..... 


أنفتخ الباب علي مصراعهِ دون استأذن، فأنتفض "يوسُف" من جلستهِ، وكاد يصرخ ويوبخ من دخل عليهِ هكذا دون أذنٍ منهِ، وخاصة أنه قد أخبر السكرتيرة إلا يدخل أحد، لكنهُ سُرعان ما هبَ واقفًا من مكانهِ بصدمة......لا يُصدق عينيهِ، لا يُصدق أنه يرآه أمامهُ وليس تخيلاً، لا يُصدق أن "عُمر" يقفُ أمامهُ بعد كل تلك المُدة..



يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة