رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 13 - 3 - الثلاثاء 12/3/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الثالث عشر
3
تم النشر الثلاثاء
12/3/2024
تائه، مُتخبط، مُشوش، كان جالسًا أمام النيل بمشاعر مُتغبطة وقلب مُضطرب وحزين، فبعد أن أنهي مُواجهتهُ مع والدهِ كان يظنُ أنه سيرتاح قلبه وعقلهِ، لكن ما حدث عكس ذالك فقد تخبطت روحهِ مرة آخري، وها هو عاد لنقطة الصفر من ثاني، لم يُفضل العودة إلي المنزل بحالتهِ تلك، فأخذ يسير في الشوارع وفي النهاية وجد قدميهِ تقوده إلي النيل، المكان الأحب إلي قلبهِ، المكان الذي كان يهرب فيه من كل شئ، كان يقطع كل تلك المسافة ويأتي للأستمتاع بجمال النيل ويُريح أعصابه بعد أي مُشاحنة بينه وبين والدهِ، كما المُعتاد........
ظل علي جلستهِ لوقت طويل لم ينتبهُ هو بالمرة، فأخذتهُ عاصفة أفكارهِ وظلت تحوم بيهِ، الليل قد حل مُنذ كثير هو لم يتبه، حتي أنه لم ينتبه إلي الساعة التي تخطت العاشرة مساءًا، أيعقل أنهُ ظل جالسًا لخمس ساعات تائه في دوامة الأفكار التي لا ترحمهُ..........
نهض من مجلسهِ، وأستعد للعودة فالوقت قد تأخر، وطريق العودة سيستغرق وقت أيضًا......
❈-❈-❈
أغـلقت "غاليه"عينيها بسرعه مُتقمصه النوم فورا أن شعرت بباب الغرفة يُفتح ،عَلمت أنهُ "عُمر" لكن لماذا جاء إلي غرفتها !؟ يبدو أنهُ أراد ملابس من ملابسه، عطره ملئ أرجاء الغرفة متغلغـلاً إلي أنفها ،تابعت حركاته بصمت ،فقد تقدم فعلاً من باب الخزانه يُخرج منها الملابس ،سمعت باب الحمام يُغلق ،نهضت بصدمه ،مُعتدله في جلستها ،رافعة حاجبيها بإستـغراب،فـ هذه المره الأولي التي يدلـف فيها "عُمر" إلي المرحاض المُلحق بِغرفتهـا،دائمًا ما يستخدم المرحاض المتواجد في غرفة المعيشة الخاص بالضيوف.
بينما تجلس مكانها شعرت بمقبـض باب المرحاض يُفتح بعد أن أختفي في المرحاض لمدة لم تتجاوز الدقيقتين ،اعتدلـت مُسرعه في جلستها مُتقمصه أنها مازالت نائمه،لا تريد أن يراها ويتجـهالها كا عادته،فمُنذ يومين بعدأن تعافت وهو يأخذ جنبًا بمفردهِ وقد عاد إلي هدوئهِ وأنعزاله عنها.....
فتحت عينيها بصدمه عندمـا شعرت به يستلقـي بجانبها أعلي السرير،حيث كانت مواليه له ظهرها بينما هو صدرهِ مواجهًا لظهرهـا ،بلـعت ما في حلقها بتوتر ،وما ذاد من توترها أكثر،شعـورها بيديه تلتف حول خصرها مُتقربًـا منها ،مما جعل رجفـة بسيطه تسري في كامل جسدها ،للحـظة ظنت أنه ليس بوعـيهُ ،التوتر إحتـلها بالكامل ،حاولت أن ترفع يدهِ الموضوعة أعلي خصرها ،لكنها سمعتـهُ يزمجر بضيق ،حاولت التحدث، لكن دون جدوى حيث أنها شعرت للحظة أن لسانها قد انعقد ،أخذت نفس عميـقًا ،بينما رائحه عطره تتغلل داخل أنفها تُداعب حواسها .
أخيـرًا إستطاعـت النطق بصوت مبحـوح ومتوتر:
_عُـمر!!
ولكنهُ وبلحـظة أصبح وجهها مقابل لوجه، مُقتربة منه بطريقه تُهلك قلبها ،حيث لف جسدها ناحيتـهُ ،أنفاسه الساخنه تضرب بشره وجهها ،أبتـلعت ما في جوفها بتوتر ،أقترب منها "عُمر"محتضـانًا إياها بشده ،بينما دفن وجهه داخل عُنقها مُستنشقًـا شعرها التي تفوح منه رائحة تشبه رائحه الكرز ،مشددًا من إحـكام يديه حول خصرها بتـملك ،حاولت الحديث مره اخري لكن ما جعل الصدمة تحتلهـا كانها قد ضُربت بصاعـق كهربائي،هو شعورها بشئ رطب علي بشره عنقها ،أدركـت أنهُ يبكي ،لكن لماذا!؟لا تعلم!.
شعر بها تود أن تتـحدث ،فهذا حقها ،حيث أقتحـم غرفتها ،وأرتـمي داخل أحضانها،دون الاستئذان منها ،رفع رأسه ناحيتها ،قابـله وجهها المرسوم عليه علامات الصدمه و الاستفهام قائلاً بصوت خفيـض أثر بكائه:
_ غالية أُحـضنـيني، أُحـضـنيني جامد، عايز أنام النهاردة في حضنك، من غير متسألـي في أي حاجه،أُحضـنيني وبس!
رق قلبها له ،حيث رجفتهُ في الحديث أثر بكائهُ ،جعل قلبها يرق لهُ ،فـهو حبيبها وزوجهـا،نعم حبيبها لا تعلم كيف ومتي أصبح حبيبها لكن،ما تعلمهُ أنها وقعت بشبكِ حُبهِ بدون أدني مجهود منهِ هو.....
ودائمًـا ما كانت تود أن لو يأتي دائمًا ويرتـمي داخل أحضانها هروبًـا من كل شئ،رفعت يديه ببطء مشددة من أحتضانـه ،بينما سمعت صوت بكائه يعلو ،أفـلتت يديها التي كانت تُحيط ظهره محاوله أن تعدل من جلسته ،رافعة وجهه ناحيتها قائله بقلق وخوف ،عندما نظرت إلي ملامح وجهه الباهتة وأيضاً عينيه الحمراء :
_عُمر أنـتَ كويس ؟!
هز رأسهُ نافيًـا بصوت مبحـوح ضعيف:
_ لا مش كويس .... أنا مش كويس!!
كـادت تبكي ،علي هيئته التي أوقعت قلبها مُردفه بتوتر وخوف شديد يعصف قلبها ،فـهذه المره الأولى التي تراه بهذا الضعف:
_إي إلا حصل يا عُمر ...؟!
أخـفض رأسه بحزن وخيبة أمل،لا يقدر علي الحديث بما بضيق به صدره ،لا يستطيع فما حدث لا يُحكىٰ ولا يُقال ،فقط يظل كامن بداخله يأكل من روحه من الداخل،لم يرد علي سؤالها ،بينما عاود الإختباء بين أحضانها،دون التفوه بكلمه واحده.
شعرت "غُالية " بثـقل جسده ،وايضًـا أنفاسه بدأت في الإنتظام،مما يدل علي أنه قد غاص في نوم عميق،تنـفست بإرتـياح بأنه قد نام ،رجعت برأسها للخلـف ،مما جعلها تـراي بوضوح ملامح وجهه المُرهقه ،قلبها الخائـن أخـذ يحن له مره أخري بعد أن عزمت أمرها أن تحاول تجهالهُ مثلما يفعل هو ،لكن فور أن إرتمـي بأحـضانها ،ضربت بكل ذالك عرض الحائط،مُحتضنه إياه بتملك ،وكأنـها تقول للعالم أجمع أن ها هو حبيبها جاء وأرتمـيٰ بين أحضانها ،وهي أول من لجأ له .
رفعـت أنـاملها مُمرره إياها أعلي وجهه ،تتـحسسه ببطء،تغلغـلت يديها إلي شعره الاسود الناعم تعبث به بخفـة ،مُرجعه خصلات شعره إلي الوراء،نزعت يديها سرعان ما شعرت به يتـململ في نومتـه ،بينما يُصدر همهمـات غير مفهومة،ما أن عاود النوم مره اخري ،طبعت قـبله صغيره أعلي ثُغره ،وتركت كل شئ جانبًا الآن، وشددت من إحتضانهِ
❈-❈-❈
بدلت ملابسها إلي ملابس بيتة مُريحة، جلست علي فراشها، تنتظرُ مُكالمة الشخص الذي كلفتهُ بمُراقبة "عُمر" بعد أن كانت في طريقها إلي الشركة، كانت متأخرة، وأخبرتها السكرتيرة أنه قد رحل، فكلفت سائق عمها الخاص، بالذهاب خلفهِ ومعرفة إلي أين يذهب، كانت جالسة علي أحر من الجمر، تنظر إلي الهاتف من الحين إلي الآخر، ظلت علي جلستها المتوترة لعدة دقائق حتي أرتفع رنين هاتفها، فأنتفضت ترد بسرعه، وجدتها صديقتها فزفرت بإحباط وألقت بالهاتف بغيظ.....
مرت ربع ساعة، وقد بدأ النُعاس ينتابها، أرتفع رنين هاتفها ولكن كان هو المُنتظر، فردت عليهِ بلهفة تسأله:
_أي يا عم حامد عملت أي؟
جائها الرد سريعًا، يقول:
_أيوه يا هانم.... أنا فضلت ورآه ولقيته راح علي النيل فضل قاعد وقت طويل جدا يجي خمس ساعات، فضلت مستنيه لحد ما قام يمشي ومشيت ورآه
شعرت بغصة بقلبها، بالتأكيد هو الآن حزين ومُتعب فهي تعرفه اكثر من نفسهِ، وحين يذهب للجلوس علي النيل، فيكون مهمومًا حزينًا، تنهدت قائلة:
_وبعدين يا عم حامد؟
_ده راح علي منطقة السيدة زينب...
عقدت جاجبيها بإستغراب:
_السيدة زينب؟ لي؟
_مش عارف والله يا هانم، بس أنا فضلت ورآه لحد ما وصل لعمارة وركن العربية ودخل فيها...
_تمام أديني العنوان بسرعة...
❈-❈-❈
. "صباحًا".
أستيقظت" ليلي" من نومها بتكاسل، فأخذت تتململ بنُعاس، من ثم فتحت عينيها، ونظرت إلي الجهة الثانية من السرير، فـ لم تجدهُ نائمًا بجانبها، فَ عَلِمت أنه في المرحاض، بعد دقائق كان قد خرج بعد أن أرتدي بذلتهِ الرسمية......
هتفت هي بنعومة:
_صباح الخير يا حبيبي....
كان واقفًا أمام طاولة الزينة، يعدلُ من ربطة عُنقهِ، فـ ألتفت إليها قائلاً بإبتسامة شاردة:
_صباح النور.... أنا نازل الشركة، وأنتِ خلصي وأبقي أدي خبر للبواب علشان يبقي يجيب حد ينظف الڤلة.....
_ماشي....
تابعتهُ بنظراتها، وهو يُكمل تنميق ملابسهِ، نهضت ترتدي روبها أسود اللون فوق قميصها الحريري، من ثم أقتربت منهُ، وأخذت منهُ زُجاجة العطر التي كان ينثر منها، ثم بدأت هي تنثر العطر علي ملابسهِ، أرتسم علي وجهها إبتسامة ماكرة لعوبة، نبست مُتحدثة بدلال وميوعة:
_عملت أي في إللي قولت لك عليه يا حبيبي...
_قصدك أي؟
حاوطت رقبتهِ بيديها بأغراء ودلال، من ثم قالت بعبوس أنثوي:
_لحقت تنسي يا حبيبي.... نصيب أمولة فيك!.
أبعد يدها المُحاوطة لعُنقهِ بضيق، وأبتعد عنها، وأنشغل في جمع عدة أوراق في حقيبتهِ السوداء اللون، قائلاً بضيق:
_هتورثني بالحيا يعني يا ليلي....
أقتربت منهُ قائلة:
_بعد الشر عنك يا حبيبي.... بس زي ما أنتَ عارف لو أنتَ مدتهاش نصيبها دلوقتي مين هيدهولها أبنك... ولا العقربة نادية؟
زفر ببغض وضيق، من حديثها الذي بات يخنقه، قائلاً بنفاذ صبر:
_ولازمته أي بس الكلام ده يا ليلي؟ أنا مش قولتلك قبل كده أني خلاص هسيب لكم حقي أنا و عُمر في ميراث سالم، وكمان الڤلة دي، وسهم من الشركة....
_أيو قولت.... بس ده حقها فيك، سيب ورث سالم علي جنب دلوقتي، أنا بتكلم عن حق بنتي في أبوها...
ثم تابعت بمكر ودهاء:
_ولا أمل دي مش بنتك زيها زي سيرين وسلوي، وليها حق فيك زيها زيهم بالضبط...
_بنتي مقولتش حاجة يا ليلي...... وقفلي علي الموضوع ده دلوقتي أنا مش فاضي لك عندي شُغل.
حمل الحقيبة، ثم تركها وغادر الغرفة، ثم الڤلة بأكملها، وقفت هي بغيظ مكتوم وغضب عارم، تأكلُ في نفسها من شدة غضبها الأعمي....أنهُ كمل مرة يتهرب منها ومن حديثها في هذا الموضوع خصيصًا، تعلم أنه يريد أن يحرم أبنتها من حقها الشرعي فيهٌ، لكنها لن تُعطي له الفرصة، وإذا لم يحدث ما تريدهُ فعليها وعلي أعدائها ستهدم المعبد علي من فيهِ
يتبع...