-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 15 - 3 - السبت 16/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل الخامس عشر

3

تم النشر السبت

16/3/2024



. "مساءًا". 


أخذت تضع أطباق الطعام علي السُفرة، لتناول وجبة العشاء، بينما كانت "سُعاد" بالداخل تأتي بالمياه، بينما والداها كان قد أنتهي للتو من صلاة العشاء، وجلس مكانهِ علي سجادة الصلاة، أرتفع رنين جرس المنزل..... 


عقدت"غالية" جاجبيها قائلة: 


_أنتو مستنيين حد؟ 


خرجت "سُعاد" تحمل شفشق المياه ترد عليها قائلة: 


_لا... أفتحي طيب؟ 


_ده عُمر كلمته ييجي يتعشا معانا!. 


قالها الحاج "حلمي"، وهو ينهض ويُلملم سجادة الصلاة، وأتجه هو يفتح لهُ الباب، بينما أضطربت ملامح الآخري، وبدأ جبينها بالتعرُق، بلعت ما بجوفها بتوتر، تود أن تهرول إلي الداخل لا تُريد أن تراه، نظرت لها والداتها بتشكيك، وعلي ما يبدو أنها لاحظت أضطراب وجهها، فتملصت من نظراتها، وأكملت ترتيب السُفرة.... 


رحبَ الحاج" حلمي" بهِ بحفاوة، يدعوه للدخول، قائلاً:


_ أدخل أتفضل....


تقدم إلي الداخل، وعينيهِ تجول بالمكان، يبحث عنها، كان يود أن يسأل عنها أو يُنادي عليها، لكن فعلها بدلاً منهِ الحاج "حلمي" ونادا علي "غالية"، ثواني وكانت تقف أمامه، جال ببصرهِ عليها، أصبحت شاحبة الوجه للغاية وعينيها يشوبها الحُزن، لاحظ ذالك فور أن وقعت عينيهِ عليها، طالعها بنظرات مُتأسفة، وعينيهِ تُرسل لها أعتذارهِ.... 


_أيوه يا بابا؟ 


_تعالي يا حبيبتي خدي جوزك دخليه علشان نتعشا يلا، ونادي سُعاد يلا أنتو مستنيين أي؟ أنا جُوعت... 


لم ترد، فتقدمت من زوجها بصمت، تهمس قائلة، بينما تدعوه للسير معها إلي الداخل: 


_أتفضل..


بعد نصف ساعة كانوا قد أنتهوا من تناول العشاء، في أجواء هادئة بالنسبة للحاج" حلمي "وزوجتهِ، أما بالنسبة لـ" عُمر" و"غالية"، فكانت تلك النصف ساعة التي مرت، كأنها دهر بالنسبة لهم، فقد ظلوا يتبادلون النظرات في صمت، نظرات مُعاتبة غاضبة، وآخري مُعتذرة، كان بين الفنية والآخري ينظر إليها خلسة يجدها حزينة ومُمتعضة الوجه ، كانت تصتنع أنها تأكل، ولكنها كانت شاردة من الأساس، فقط تعبث بالملعقة بداخل طبقها بغير نفس، كم شعر بالحزن والضيق من نفسهِ..... 


أجتمعوا في صالة المنزل جميعًا بعد أن أتت "سُعاد" بالشاي تُقدمه لهم،تقدمت "غالية" تجلس علي علي نفس الأريكة التي يجليس عليها "عُمر" كي لا يُلاحظون أن هُناك شئ، علي أساس أنهم لم يلاحظون مُنذ زمن، أخذ والداها يتحدث مع زوجها في أمور تخص العمل، بينما أندمجت والداتها مع أحدي الأفلاع العربية القديمة التي تُعرض علي شاشة التلفاز أمامهم، صوبت نظراها هي إلي شاشة التلفاز مُتحاشية النظر إليه أو توجيه أي حديث له....... 


بدون أن يُلاحظ أحد، تسللت يديهِ خلسةً إلي كفها القابع بجانبهِ، ثم ضمهُ إلي راحتهِ، صُدمت هي من فعلتهِ، بينما شعرت وكأنما هُناك كهرباء تسري في عمودها الفقري، توترت، خاصة في وجود والديها، نظرت إليهِ بغضب، تحاول أفلات يديها من قبضتهِ لكنهُ أحكم من ضغتهِ عليها...... 


تحركت شفتيهِ، يهمس بأسف حقيقي نابع من داخله: 


_أنا آسف


لا تعلم لِمَ أغرورقت عينيها بالدموع، من ثم أشاحت ببصرها عنهِ، لم يُفلت يديها مازال مُمسكًا بها بقوة، وكأنهُ يبعث لها رسالة واضحة بأنه لن يتركها مهما حدث،: 


_طيب نستأذن أحنا بقا يا حاج، أحنا طولنا كده، سُفرة دايمة يا حماتي!. 


نطق بكلماتهِ تزامنًا مع نهوضه من جلستهِ، أتسعت عينيها من كلماتهِ، وعلي حين غُرة وجدتهُ يسحبها من يديها، ويجعلها تقف علي قدميها بجانبهِ، نهض الحاج "حلمي"، و" سُعاد"كذالك، والتي هتفت قائلة: 


_أي ده أنتِ مش قولتي أنك هتابتي يا غالية؟ 


توترت لم تجد ما تقوله، فهو قد وضعها بين المطرقة والسندان، كانت تود أن تنزع يديها من يديهِ وتصرخ بهِ وتُخبره أنها لم ولن تذهب معه إلي أي مكان بتاتًا، فهتف "عُمر" يرد بدلاً عنها قائلاً بأبتسامة واسعة: 


_معلش بقا يا حماتي تتعوض، حضرتك عارفة بقا أننا عرسان جُداد، وأنا بصراحة مقدرش أنام ومراتي مش في حُضني....ولا أي يا حاج


أحمر وجهها علي آثر كلماتهِ الجريئة، شعرت بالحرج الشديد من والداتها التي ضحكت بإحراج، بينما بعثت لها بغمزة مرحة، وما ذاد من أرتفاع تدفق الادرنالين بداخل عروقها، أنهُ رفع يديه يُحاوط كتفها، ويضمها إلي حُضنهِ رُغمًا عنها، من يرآهم هكذا يظنُ أنهم عُشاق، لا تفسير غير ذالك..... 


ضحك والداها، يَدعو بداخلهِ بأن يهدى الله سرهم، قائلاً بإيتسامة: 


_سبيها تروح مع جوزها يا سُعاد.... الراجل معذور مش قادر يبعد عن مراته  


❈-❈-❈


صعدو إلي حيثُ شقتهم، كانت تسير بجانبهِ صامتة، ما أن وصلوا إلي الشقة أخذ هو يفتحها بمفتاحهِ، وما أن فتحها حتي دلفت هي أولاً وأتجهت إلي حيثُ غرفتها مُباشرةً، بينما أغلق هو الباب، أوقفها قائلاً: 


_أستني يا غالية؟ 


بوجه خالي من أي تعبيرات، ألتفتت إليه قائلة ببرود: 


_نعم، أفندم!.؟ 


_عايزاك... عايز أتكلم معاكِ؟ 


عقدت ساعديها أسفل صدرها تزفر بنفاذ صبر قائلة: 


_نعم في أي تاني؟، ياتري ناوي تكمل إللي بدأته وتضربني تاني، ماهو بتأدب مراتك بقا أنتَ حُر..... 


أغمض عينيهِ يضعط علي جفونه بقوة، فهي تُذكره بأنه قام بضربها، فتح عينيه، زفر بهدوء قائلا: 


_لا مش هضربك، أنا عايزة أتكلم معاكِ بقولك!. 


بخطوات متحفزة غاضبة، تقدمت تجلسُ علي المقعد، وربعت يديها وهي تنظر لهُ بنظرات مُتضايقة تنتظر أن يتحدث وبعدها تدخل إلي غرفتها وتتركهُ، جلس قابلتها، ثم قال: 


_ سيبتِ البيت من غير أذني لي؟ 


رفعت حاجبيها بصدمة كبيرة، ثم هتفت بعدم تصديق: 


_والله، مفيش حاجة لفتت نظرك في اليوم كله غير إني مشيت من غير أذنك؟ يعني ملفتش نظرك أنك ضربتني؟ 


_أنا بسألك سؤال محدد يا غالية سبتِ البيت ومشيتي من غير أذني لي؟ 


ردت بعند: 


_آه سيبت البيت، ومكنتش ناوية أرجع، للولا أنك عملت إللي عملته ده قدام ماما وبابا، علشان مُتأكد إنهم ميعرفوش حاجة


أبتسم بثقة، وأنحني بجزعهِ إلي الأمام، وشبكَ يديهِ ببعضهم البعض، قائلاً: 


_وده أكبر دليل علي أنك من جواكِ مش عايزة تسبيني!. 


_ده أزاي بقا أن شاءلله؟!. 


_أنك متقوليش أي إللي حصل بينا معنا كده أنك مش عايزة تسبيني، بدليل برضو أنك قولت لهم أنك بايتة يوم أو يومين!. 


بعناد أكبر أجابتهُ: 


_مين قالك أن أنا مكنتش ناوية أقولهم، أنا بس كنت مستنية أعصابي تهدأ وأقولهم كل حاجة... 


مازال يبتسم الأبتسامة التي آثارت أستفزازها أكثر، نبس: 


_و ياتري هديتي؟ 


إلي هُنا وكفي، نهضت بغضب، مُغمغمة بغيظ: 


_أنتَ عايز أي دلوقتي؟ 


_شكلك زي القمر وأنتِ متعصبة كده... 


أتسعت عينيها بصدمة، كادت تشد شُعيراتها من شدة غيظها منه، هُم يتحدثون بشئ وهو يقول شيء آخر يود أن يغير، الموضوع أو يُشتتها، تود لو تضربه بأي شيء بسبب أستفزازه الكبير لها، فصرخت بهِ: 


_أنتَ عايز تجنني صح


بنفس البرود أجابها بملاوعة: 


_سلامتك من الجنان، ده أنتِ ست العاقلين!. 


_تمام،يكون في علمك مش علشان أنا وافقت أرجع معاك معني كده إني خلاص عديت إللي حصل...... لا أنا لسة مُصممة علي رأيي وهتطلق منك يا عُمر 


_وأنا مش هطلق يا غالية 


رفعت أصبعها السبابة في وجههِ تقول بتحدي لمع في عينيها: 


_مش بمزاجك علي فكرة... ولو مطلقتنيش بمزاجك أنا هخلعك عادي.. 


صرخت بكلماتها تزامنًا مع أرتفاع رنين هاتف "عُمر"، أخرجهُ من جيب سروالهِ، أمتعض وجههِ ما أن وجد أن المُتصل" حُسام"زوج شقيقتهِ، شعر بالقلق، نظرًا لأن "حُسام" لا يتصل بهِ إلا للضرورة القصوي، ففتح الخط يُجيب عليهِ، أتاهُ صوتهِ الحزين يقول: 


_عُمر طنط نادية في المُستشفي دخلت في غيبوبة ونقلوها المُستشفي... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة