-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 19 - 3 - السبت 23/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل التاسع عشر

3

تم النشر السبت

23/3/2024


. "بعد يومين". 


إمتلئ منزل الحاج"إسماعيل"بالأقارب والأحباب الذين أتو للمُباركة والتهنئة، وقد خُصص رُكن في صالة الشقة، لجلوس العروسين، فقد رفض الحاج "إسماعيل" أن تكون حفلة الخُطبة في قاعة أو ما شابه، وفضل أن تكون في المنزل، قامو بتزيين المكان علي أكمل وجه حتي يُناسب تلك المُناسبة السعيدة بالنسبة للجمع عدا هي..


كانت "سمر "، جالسة علي سريرها بداخل غُرفتها، وقد وضع بجانبها، فُستان أبيض اللون من خامة الدنتل،رقيق وهادئ، يتناسب مع حفلة الخُطبة الصغيرة تلك ، بينما وقفت أمامها الفتاة العاملة بأحدي صالونات التجميل في حارتهم، جائت من أجل أن تُساعد العروس وتُجهزها، لكن منعها من أداء عملها بُكاء " سمر"الذي يُفطر القلب، ورفضها حتي أرتداء الثوب، أو أن يُوضع بوجهها أي شيء.... 


دلفت إليها "غالية"، مُرتدية فُستان هادئ أيضًا، من اللون النبيتي الداكن، وجدتها علي حالتها تلك، فـ إقتربت منها بلهفة قائلة وهي تجلس بجانبها: 


_أستهدي بالله كده يا سمر ويلا أجهزي... 


أجابتها من بين بُكائها المرير، تقول: 


_مش عايزة ألبس حاجة ولا عايزة أتجوز أصلاً، أطلعي قوليلهم والنبي يا غالية.... أطلعي قوليلهم يوقفوا المهزلة إللي بتحصل بره دي! أبوس إيدك 


أنفطر قلب الآخري حُزنًا عليها، ربتت علي يديها بحنان، قائلة بتأثر: 


_معلش عدي الليلة وبعدين نبقا نتصرف، خلي الليلة دي تعدي علي خير، أبوكِ بره علي آخره ومستحلف لك، أنا إللي هيجنني بس أزاي عِرف أصلاً... 


أخذت" سمر " تفرك في خُصلات شعرها بعصبية كبيرة، من ثم نبست: 


_أنا كمان هتجنن يا غالية، هموت وأعرف بابا عرف أزاي، ده كان واثق من كلامه زي ما أنا واثقة أنك قُدامي، ده.... ده أكيد شافنا مع بعض؟ 


عاتبتها قائلة: 


_ياما قولت لك يا سمر سيبي الراجل يتقدم وتبقي كل  حاجة رسمي، أنتِ إللي ركبتي دماغك، هو مش غلطان، ده من الأول قالك عايز أجي أتقدم.. 


أرتفعت شهقاتها أكثر تبكي بمرارة وكأنها لم تبكي من قبل، تشعر بالضياع، وبأن قلبها سيخرج من مكانهِ، هتفت بأنهيار تام: 


_وأنا كنت هعرف منين أن كل ده هيحصل، أنا غلطانة أنا عارفة، بس أبوس أيديكم مش عايزة أتجوز عماد مش عايزاه، أنا راضية بأي حد غيره لكن ده لا والنبي ده لا؟؟ 


أحتضنتها بقوة، وقد خانتها عينيها فبكت معها هي الآخري، لا تدري ما أصابهم بين يوم وليلة هكذا، أخذت تُربت أعلي ظهرها بحنان بالغ، كانت الفتاة تُتابعهم بتأثر كبير، تأثرت من أجل "سمر" وكادت عينيها تخونها هي الآخري وتبكي، فحمحمت قائلة بهدوء: 


_طيب أحنا هنقف كده كتير، يلا يا آنسة الوقت اتأخر ولسة معملناش حاجه 


أخرجتها من أحضانها تحثها علي النهوض قائلة بتشجيع: 


_يلا علشان خاطري، ده هو يوم خليه يعدي علي خير، وبعدين نبقا نشوف هنعمل أي يلا يا سمر قومي مع البنت خليها تجهزك


لا أحد يشعر بها، لا أحد يشعر بالنار التي تغلي بداخلها، صاحت تترجها للمرة المئة: 


_علشان خاطري أنتِ، خليهم يوقفوا إللي بيعملواه ويمشو الزفت ده مش طيقاه، لو قعدت معاه هولع فيه..... 


قطع حديثها دخول والداتها عليهم، لكي تتفقد هل انتهو أم لا، زفرت بغضب ما أن رأت أن كل شئ كما تركته مُنذ ما يُقارب الساعة، عدا وجود "غالية"، فصاحت في إبنتها بغضب: 


_أنا قولت برضو أنتِ مش نافع معاكِ الزوق، أنتِ ملبستيش لي لحد دلوقتي، أي عايزة أبوك يرتكب فيكِ جناية دلوقتي... 


_مش عايزة أتجوز مش عايزة حرام عليكم بقا. 


أقتربت منها وكادت تضربها، لكن" غالية " منعتها قائلة: 


_خلاص يا عمتي، أنا هخليها تجهز أدينا بس رُبع ساعة وكله هيبقي جاهز


_هي رُبع ساعة قسما بالله العلي العظيم لو ما جهزتي يا سمر أنتِ حُرة يبقي ناوية علي عُمرك، وإسماعيل مش هيسمي عليكِ وهو أصلاً مش طايق يبص في خلقتك.... فـ أتلمي كده ولمي الليلة ومسمعلكيش أي صوت... 


لم تقوى علي الحدث، فتحدثت "غالية": 


_خلاص يا عمتي سبينا بقا كده بنضيع وقت، زي ما قولت لك ربع ساعة بس!. 


_ماشي هخرج...... أسمعي يبت أنتِ وليد أخوكِ ميعرفش أي حاجة أبوكِ مجبلوش أي سيرة، أوعي تفلتي بلسانك قدامه ولا تقولي أستنجد بيه، علشان لو عرف حاجة هو أول واحد هيموتك، أنتِ فاهمة اللهم بلغت..... 


خرجت وتركتهم، اخذتها بين أحضانها مرة آخري، قائلة لها بهدوء: 


_قومي يا سمر يلا.... يلا يا حبيبتي!. 


نهضت معها بآلية تامة، وكأنها روبوت لا تشعر، فقط يُحركونهُ كما يشائو، جلست علي المقعد أمام المرآة، نظرت إلي وجهها الشاحب والذي أصبح لونهِ أصفر، والعلمات السوداء أسفل عينيها، وكأنها فارقت الحياة، هي بالفعل فارقت الحياة مُنذ اللحظة التي اطلق فيها والدها حُكم الأعدام عليها، ووافق علي زواجها من" عماد"أكثر شخص تبغضهُ ولا تُطيقه...... 


بدأت الفتاة بعملها بتركيز، وقد أخذت وقتًا كبيرًا في أخفاء شحوب وجهها وتلك الهالات أسفل عينيها، وبعد نصف ساعة كانوا قد انتهو تمامًا، بعد أن أرتدت فُستانها، ختمت الفتاة عملها، بتصفيف شعرها، الذي جمعتهُ و وضعتهُ علي الجانب الأيسر من كتفها، فظهرت جميلة للغاية رغم الإرهاق والحُزن اللذان يُغلفان وجهها........ 


فنادت "غالية" عمتها تُخبرها بأنهم أنتهو، وأن العروس أصبحت جاهزة، فبدورها هي أخبرت العريس، وقد جاء لكي يخرج بعروستهِ، تقدم منهما يحمل باقة ورد بيضاء، قدمها لها، فأخذتها منهُ بوجه مُكفهر بعيد كل البُعد عن كونها عروس..... 


تأبط يديها، فـ أخذت تسير معهُ بهدوء، وصمت، حتي أنها لم تُكلف نفسها وتبتسم في وجه عريسها، وقد لاحظ الجميع ذالك، فنكزتها والداتها بمرفقها في كتفها، قائلة لها بحذم وعصبية: 


_أفردي وشك ده، هتفضحينا..... 


❈-❈-❈

. "بعد مرور شهر".


قد مر الشهر المُحدد لموعد زواج" سيرين"، وقد أنتهو أيضًا من جميع التجهيزات المُتعلقة بالزفاف، الشقة قد جُهزت، والقاعة والترتيبات كل شيء أصبح جاهزًا، وها هو موعد الزفاف بعد خمسة أيام من اليوم، واليوم هو يوم حنة العروس، يوم مُخصص للنساء فقط من أصدقاء العروس والأقارب النساء، وقد أختارو أن يكون يوم الحنة يبعد يوم الزفاف بوقت، حتي تأحذ العروس راحتها..... 


الڤلة الكبيرة، أمتلئت من الداخل بأصحاب "سيرين" وأقاربها، أرتفعت أصوات المُوسيقي الصاخبة في أرجاء المنزل، فأرتفعت معها هتفات الفتيات الحماسية، كانت هي مُتألقة بينهم بثوبها المُذهل والمُميز بلونهِ الفضي اللامع وبقصتهِ الفريدة، والذي فُصلَ خصيصًا لترتديه أميرة الحفلة العروس........ 


كانت "غالية" تجلسُ بصُحبة والدة زوجها في غُرفة الأستقبال، وقد بدأت "نادية"، تُقدم لهم زوجة أبنها الحسناء الجميلة، وتُعرفها علي أقارب زوجها والتي كانت من بينهم زوجة عمهِ والدة" أمل" والتي سلمت عليها بتعالي وغرور، وأخذت تُبصرها من رأسها إلي أخمص قدميها بقرف، تجاهلت "غالية" نظراته الصريحة تلك، وأكملت تُسلم علي باقي المعازيم من أقارب زوجها....... 


أُعجبت جميع السيدات في تلك الجلسة، بجمال "غالية" الهادئ والمُميز بالبساطة، ظلوا يتهامسون علي طلتها تلك الليلة والتي جعلتهم مُعحبين بها وبشدة، وقد تمنو لأبنائهم زوجة بنفس جمالها ورقتها وذوقها، فكانت مُرتدية، فُستان من اللون البنفسچي الداكن ينعكس علي بياض بشرتها الحليبية، كان فُستان يصل إلي ما بعد رُكبتيها، وبحملات عريضة، ضيق يرتسم علي قوامها الممشوق، زراعيها بالكامل كانوا ظاهرين، وأيضًا جزء كبير من قدميها من الأسفل...... 


كان هذا الفُستان من أختيار والدة زوجها، قد جلبتهُ لها كـ هدية، وقد صُممَ خصيصًا لها مع فُستان العروس، وأعجبها بشدة وأصرت علي إرتدئه برغم رفض "عُمر" الشديد، لكنها أصرت عليهِ قائلة لهُ بأن الحفلة للنساء فقط، ومن المُستحيل أن يدخل رجل عليهم...... 


نادتها والدة زوجها تُخبرها بأن زوجها يُريدها فالأعلي، فغادرت الجلسة بلُطف مُستأذنة منهم، فصعدت إلي غُرفة زوجها بمنزل والدهِ، دلفت إلي الغُرفة وجدت "عُمر" ينتظرها، فتقدمت منهُ تسألهُ قائلة: 


_أي يا عُمر عايزني لي؟ خليتني سبت الناس وجيت؟. 


أجابها ببساطة: 


_عادي وحشتيني! 


أبتسمت قائلة: 


_يا عُمر بقا هو ده وقته؟ 


_أيوه وقته، خصوصًا بقا وأنتِ زي القمر كده يا زبادي... 


أقترب منها يجذبها من خصرها مُقربًا أياها منهُ، مُتحدثًا بخُبث: 


_وبعدين أنتِ لازم تتعاقبي، لابسة الفُستان إللي أنا قولت لا ميتلبسش، يبقا لازم أعاقبك بقا... 


غمز بطرف عينيه مُكملاً: 


_بس بطريقتي!. 


لفت يديها حول عُنقهِ بدلال، هامسة بنبرة أنثوية ناعمة: 


_يا عَموري ما أنا قولت لك، مفيش غير ستات بس، وبعدين ده كل البنات تحت لابسة زيي كده وأقوي، وكمان مُحجبين زيي... 


داعبَ أرنبة أنفها قائلاً: 


_وأنا بقا بغير عليكِ حتي من الستات دي، مش عايز حد يشوفك غيري يا زبادي.... 


أتسعت إبتسامتها وأصبحت من الأذن للأذن قائلة بلهفة: 


_بجد بتغير عليا يا عُمر... 


_يبقا حُمار إللي يبقا معاه واحدة زبادي بالفرولة وميغيرش عليها، ده يموت من الغيرة كمان!. 


قلبها يتراقص فرحًا من كلماتهِ، فأحتضنتهُ بقوة، كـ مُكفأة لكلماتهِ التي أذابت قلبها..... 


❈-❈-❈


هبطت سريعًا بعد أن أفلتت نفسها من زوجها، الذي ظل مُمسكًا بها يرفض تركها، قابلت في طريقها إلي الأسفل شقيقة زوجها الكبيرة، هتفت "سلوي" بحماس: 


_غالية أنتِ فين بندور عليكِ... 


_أنا أهو كنت بعمل حاجة فوق وجيت.. 


شدتها من يديها قائلة: 


_طيب تعالي نرقص، البنات جوه مولعين الدنيا تعالي تعالي 


دخلوا سريعًا إلي مكان تجمع الفتيات، والذين أخذو يلتفون حول العروس يُشعلون الأجواء بهجة وفرحة، ما أن رأتها"سيرين"حتي تقدمت تجذبها لتشاركهم الرقص، فأخذت ترقص معها تتمايل علي أنغام المُوسيفي بدلال، تُشاركهم الأجواء الرائعة، رقصت كثيرًا... 


ولكنها توقفت وأبتعدت عنهم قليلاً ما أن شعرت بغُثيان يطغي عليها، وودت أن تتقيئ الآن، وقد تقلص أسفل معدتها، وشعرت بألم طفيف بهِ، ظنت أنهُ نتيجة رقصها الكثير، لكن رغبتها بالتقيئ قد ذادت، فهرولت إلي المرحاض تضعُ يديها أعلي فمها...... 



يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة