-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 20 - 3 - الإثنين 25/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي

الفصل العشرون

3

تم النشر الإثنين

25/3/2024



. "مساء اليوم التالي". 


كانت جالسة بين أحضانه، علي تلك الاريكة الكبيرة القابعة في صالة منزلهم يُشاهدون سويًا إحدي الأفلام القديمة التي يعشقها "عُمر" وبشدة.......نظرت "غالية" إلي "عُمر" الذي كان يجلس بكل إرياحية مُندمج للغاية مع التلفاز، ويأكل من طبق الفشار التي أعدته هي في وقت سابق، أستعدادً لهذه السهرة. 


حيثُ أتفقا سابقًا علي أن يسهرون كل يوم جمعة من الاسبوع يشاهدون أحدي الافلام القديمة المفضلة له، تنهدت بثقل من كم الأفكارالسودوية التي تراودها منذ ذالك اليوم، يومان مضو عليها وهي في حيرة كبيرة، مُشتتة لأبعد حد، لا يغمض لها جفن بسبب التفكير المستمر.......... 


لاحظ هو تأملها له الذي دام طويلاً، ترك عُلبة الفشار أعلي الطاولة مُحتضن وجهها بين يديه قائلاً بمشاكسة: 


_عارف والله أن أنا جمالي لا يُقاوم بس مش لدرجة إنك تقعدي تتأمليني ساعة يا زبادي........ 


إبتسمت إبتسامة باهتة أجبرت نفسها علي أصتناعها، قائلة بنبرة هادئة أثر تشتيتها: 


_بحب اتأملك عندك مانع!؟ 


قرص وجنتيها بمشاكسة: 


_شكلك عايزة تقولي حاجه....... أتكلمي أنا سامعك!


توترت كثيرًا ثم فركت يديها ببعضهم البعض متوترة للغاية من ردة فعله، نظفت حلقها الجاف مُجيبة إياه: 


_بصراحة أيو فيه سؤال كده كنت عايزة أسالهولك وترد بصراحة.... 


هز رأسه موافقًا، ثم إبتسم لها بحب يحثها علي التحدث، تنفست بصوت عالي نسبيًا، بينما أعتدلت في جلستها حيث أصبحت تبعد عنه مسافة قصيرة بعد أن كانت بين أحضانه: 


_عُمر هو أنا يعني.... أحمم لو حد عمل حاجة تزعلك منه من غير ما يقصد يعمل كده، ممكن تسامحه؟؟ 


سؤالها هذا أثار قلقهِ لا يعلم لماذا؟، يشعر أنها تُخفي شئ وراء هذا السؤال الغريب، هو من الاساس منذ ما يُقارب اليومين وأفعالها غريبة، هي ذاتها أصبحت غريبة، لا تتحدث كثيرًا مثل عادتها، دائماً شاردة، وكان هناك شيء هام للغاية يشغل حيز كبير من تفكيرها: 


_ممكن افهم أي سبب سؤالك ده!؟ 


_مفيش سبب هو سؤال جه فدماغي كده وحبيت أساله وياريت ترد بصراحة! 


لقد شعر بالريبة أكثر، أيعقل أن يكون هذا مجرد سؤال عادي، يُقسم أنه هناك مغزي خفي لسؤالها هذا، تنهد بهدوء: 


_والله في تلات حالات مهمين، مين الشخص ده؟ وعمل اي؟ وهل كان عارف أن الحاجة دي هتدايقـني ولا لا؟ بس في كل الحالات أنا مش بعرف أغفر لحد غلط في حقي وعمل حاجة هو عارف إني مش بحبها........ هاا في اسألة غريبة تانية!؟ 


ببسمة باهتة للغاية، هزت رأسها بمعني "لا" ثم هبت واقفة من مكانها قائلة بنبرة مُضطربة أثر الألم القوي الذي شعرت به بأسفل بطنها فجأة، يبدو أن صغيرها يشعر بها وبخوفها وقلة حيلتها، وجدها تنهض قاصدة الدلوف إلي الداخل، سألها قائلاً بقلق ما أن لاحظ ملامح وجهها المُمتعضة: 


_ رايحة فين أنتِ كويسة!؟ 


بنبرة ضعيفة مُتألمة أجابتها ومازلت تتوجه إلي الداخل قاصدة المرحاض بعد أن شعرت ببعض الغُثيان، وانها تُريد التقئ: 


_لا أنا كويسة، بس أظاهر  كده بطني وجعتـني من الفشار، أنا هدخل الحمام وهبقي كويسة متقلقش.


قالت جُملتها وفرت هاربة، إلي المرحاض بعد أن إذاد الشعور بالغُثيان وأنها بحاجة 

إلي التقئ الآن، يالها من معضلة وضعت نفسها بها... 


❈-❈-❈


خرجت من المرحاض بخطوات وهينة هادية، نظرًا لأنها مازالت تشعرُ ببعض الألم أسفل معدتها، تقدمت إلي الفراش، تنوي النوم، لتُريح جسدها من الألم الذي تشعرُ بهِ، وعقلها من التفكير المُفرط، فردت جسدها علي سريرها، من ثم رفعت الغطاء تُغطي بهِ نفسها، دثرت نفسها جيدًا، وقررت ترك الأفكار السوداوية جانبًا الآن وترتاح قليلاً، علقت بصرها علي السقف من فوقها، واضعة يديها علي معدتها وكأنها هكذا تحتضنُ طفلها، تنهدت بحرارة، ثم أغمضت عينيها بتعب وإرهاق...... 


في أقل من دقيقة كانت قد دخلت في ثُبات عميق من شدة أرهاقها، ما أن وضعت رأسها علي وسادتها نامت فورًا، ولم تشعر بـ "عُمر"، الذي دلف كي يطمئن عليها، وجدها نائمة بسلام، فتقدم منها يُقبل جبهتها، وتقدم يدلف إلي المرحاض لكي يغتسل، ويخلد للنوم هو الآخر..... 


أختفي بالدخل لعدة دقائق قصيرة، قطع الصمت الذي كان يعمُ الغُرفة، صوت فتح باب المرحاض بعصبية، جعلتهُ يفتعل صوتًا مُزعج، وتبعهُ خروج" عُمر"، وعلي وجههِ قد إرتسمت أمارات الغضب الشديد، تقدم من "غالية" التي مازلت غارقة بالنوم لا تعي شيًا من حولها، ثم أخذ يُنادي بأسمها بصوت عالي غاضب، ويهزها بيديهِ بغلظة


نهضت هي مفزوعة علي آثر صُراخهِ عليها، والتي لا تعلم سببهُ، جلست نصف جلسة تسأله بهلع: 


_أي يا عُمر في أي؟ 


عينيهِ أصبحت حمراء للغاية، وتدلُ علي شدة غضبهِ وإنفعالهُ، فصرخ بها بنفس نبرة الصوت الحادة، يرفع ما بين يديهِ ليُصبح أمام عينيها: 


_مُمكن أفهم أي ده؟!. 


جحظت عينيها تنظر بصدمة إلي أختبار الحمل الذي بين يديهِ، والتي رمتهُ هي سابقًا في سلة القُمامة المُتواجدة بالمرحاض، ولم تُفكر، أبدًا في أنهُ من المُمكن أن يعثر عليهِ، ظلت تُحملق إلي هذا الأختبار، ولم تتحدث، فصرخ بها بصوت أعلي: 


_ما تنطقي أي ده؟ 


أرتعشت أوصالها بخوف شديد، وأيضًا لم تنطق بحرفٍ واحدًا، أمسكها من ذراعها ينبس بخشونة وغلظة: 


_أقولك أنا أي ده..... ده أختبار حمل، وبيأكد أنه صاحبته حامل، أنتِ حامل يا غالية!. 


بكت، لا يوجد بين يديها شيئًا سوى البُكاء، فبكت بقلة حيلة وحسرة، هتفت من بين دُموعها: 


_والله العظيم بالغلط، أنا مش عارفة ده حصل أزاي.... أنا والله بأخد الحبوب بأستمرار قدامك، بس... بس والله معرف ده حصل أزاي... 


_والله، أنا هيدخل عليا الكلام ده، لي هو أنا أهبل بريالة؟ أنتِ قاصدة أن ده يحصل.. 


هزت رأسها سريعًا قائلة: 


_والله العظيم أبدًا، ده حتي بأخذ الحبوب قدامك، أزاي بقا هقصد كده.. 


نزع يديهِ، التي كانت تعتصر ذراعيها، وأستقام في وقفتهِ بعدما كان مُنحنيًا ليُصبح في مستواها، أبعتد عنها عدة خطوات، رافعًا كلتا يديهِ يمسك بخُصلات شعرهِ بعصبية، وصدمة، قائلاً: 


_ما هو ده إللي هيجنيني، ده إللي هيجنيني أنك بتأخدي الحُبوب قدام عيني..... 


عاود النظر إليها مرة آخري قائلاً: 


_طيب ماشي أنا مصدق أنه غصبن عنك وحصل بالغلط، بس أحنا لسة علي البر لسة فيها أهو... 


نظرت لهُ بنظرات شك، قائلة تسأله: 


_تقصد أي؟ 


_أنك هتنزلي البيبي ده، أنا مش عايزه، مش مُستعد إني أبقي أب دلوقتي... 


جحظت عينيها أكثر، وأنتفض قلبها من مكانهِ، وبحركة تلقائة حاوطت بطنها بكلتا يديها، وكأنها تحمي طفلها منهُ، خوفًا عليهِ، تحدثت برفض تام: 


_لا طبعًا أي إللي أنتَ بتقوله ده يا عُمر أنتَ عايز تقتل أبنك من قبل ما يتولد، أنتِ لي بتعمل فيك وفيا كده، ما تنسي بقا إللي حصل وأرميه ورا ظهرك، وفوق لحياتك دلوقتي، ولأبنك، يمكن ربنا ليه حكمة في أن البيبي ده ييجي في الوقت إللي أنتَ مش عايزه فيه علشان يكون هو السبب في أنك تنسي بقا!. 


أرتفعت شهقاتها عقب أنتهائها من كلماتها، التي رمتهم بوجههِ لعلهُ يستفيق من الدوامة التي يضع نفسهِ بها بكامل رضاه ولا ينتبهُ لأنه هكذا يرمي بنفسهِ إلي التهلكة، لم يظهر علي وجههِ أي علامة تدل علي أنهُ تأثر بحرف واحد مما نطقت، فذاد بُكائها أكثر، وذاد أحتضانها لطفلها الذي بين أحشائها....... 


_متحاوليش تقنعيني، أنا قولت لك من الأول أني، مش عايز أخلف دلوقتي، وأنتِ وافقتي بإرادتك مجبرتكيش علي حاجة...وأنا أقول أنتِ لي بقالك كام يوم علي طول متوترة كده وسرحانة، أتاري بقا بسبب كده، كنتِ مستنية أي علشان تقوليلي، كنتِ مستنية أن الحمل يثبت بقا وأتحط قدام الأمر الواقع لأنه مينفعش ينزل بقا! 


_لا أكيد كنت هقولك، أنا تفكيري مش بالخباثة دي، وبعدين كنت مفكرة أنه رفضك فالبداية ده كان مجرد كلام، كلام بتقوله بس لأنك زيك زي أي شاب بيبقي خايف من المسؤلية في بداية الجواز..... عُمر علشان خاطري أنسي أي حاجة حصلت، وخلينا نبدأ حياتنا مع أبننا، يا عُمر أفهم بقا ده ربنا إللي عايز كده... 


لم يتزحزح عن ما برأسهِ قيد أنملة، بل ظل ينظر لها بغلظة، ثم هتف ببرود: 


_قدامك حل واحد، هتختاري بينا يا أنا يا البيبي ده... 


بذهول تام هتفت : 


_عُمر أنتَ سامع أنتَ بتقول أي، أنتَ بتخيرني بينك وبين أبنك.... ده أبنك يا عُمر، أنا مش مصدقة إللي بسمعه منك، مش مصدقة والله العظيم 


قابلَ أنهيارها وذهولها، ببرود تام قائلاً: 


_لا صدقي، ودلوقتي القرار في إيدك، يا أنا يا هو، يلا... 


_لا لا مُستحيل أسببك تموت أبني إللي لسة مجاش علي وش الدُنيا.... 


_خلاص يبقا أنتِ كده أختارتيه هو، وخليكِ بقا قد كلامك وأختيارك.... 


نظرت لهُ بعيون جاحظة مُترقبة، هتفت قائلة: 


_تقصد أي... 


_أنتِ طالق يا غالية، بكره الصبح ورقتك هتوصلك!. 


رمي بقُنبلتهِ النووية في وجهها دُفعةً واحدة، دون شفقة ولا رحمة، تركها مُغلقًا الباب من خلفهِ بعصبية، ظلت علي جلستها تُحملق في الفراغ، لا تُصدق ما سمعتهُ للتو منهِ، ماذا، ماذا قال، هل طقلها للتو، هل أصبحت الآن مُحرمة عليهِ، لا لا تُصدق، شعرت فجأة بغمامة سوداء تكادُ تبتلعها بداخلها، ظلت تُقاوم حتي لا تبتلعها لكن خارت جميع قواها، وأغمضت عينيها مُستسلمة بإرادة مسلوبة..... 


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة