-->

رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 9 - 3 - الجمعة 1/3/2024

 

قراءة رواية خبايا الهوى كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية خبايا الهوى

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة هاجر التركي


الفصل التاسع

3

تم النشر الجمعة

1/3/2024



تقدمت"ليلي"إلي حيثُ غُرفة إبنتها بعد أن عادت للتو من أحدي سهراتها مع صديقاتها، وقد أخبرتها الخادمة أن إبنتها هُنا أتت مُنذ فترة وصعدت إلي غُرفتها، كان الباب مفتوحًا نصف فتحة، طلت برأسها وجدت الغُرفة مُغلقة الأنوار عدا من تلك الأبچورة الصغيرة بجانب السرير، والتي أضافت إضائة صغيرة للغرفة، كانت "أمل" جالسة علي سريرها تضمُ قدميها إلي صدرها، وقد أخفضت رأسها علي قدميها، أستعجبت "ليلي" لجلستها تلك...


وفورًا فتحت أنوار الغُرفة وعادت الإضائة إليها مرة آخري فنادت بأسم إبنتها: 


_أمل حبيبتي أنتِ جيتي إمتا؟ الشغالة قالتلي إنك هنا من بدري!. 


رفعت لها رأسها ومازالت علي نفس جلستها، أمتعض وجه والداتها ما ان وقعت عينيها علي وجه "أمل"، وجهها أحمر اللون من شدة البُكاء وعينيها كذالك، وهُناك علامة حمراء كبيرة أسفل فمها وعلامة آخري أسفل عينيها ولكن تلك تحولت إلي اللون البنفسجي الداكن، وعلامة حمراء علي طول خدها الأيمن تدلُ علي وحشية اليد التي علمت علي وجهها تلك الآثار التي لا تدل سوى علي أنه حيوان...... 


هرولت إليها، تجلس أمامها قائلة بقلق واضح: 


_أي اللي في وشك ده؟ مين عمل فيكِ كده؟. 


بنبرة مُنخفضة قالت ببرود، علي عكس الضعف البادي علي ملامحها الباكية والمُشوهة: 


_ويا تري حضرتك هتصدقي ولا زي كل مرة؟. 


قضبت حاجبيها: 


_مش فاهمه، في أي يا أمل بتكلمني كده لي؟... 


_ عملت حدثة يا ماما... 


تفقدت وجهها وتلك الكدمات التي ملئت وجهها كُله، من ثم قالت بخضة تسألها بلهفة: 


_حدثة أي؟ وحصلت إمتا؟ وأنا أزاي معرفش!. 


نهضت" أمل" من مكانها تمسح عينيها المُمتلئة بالدموع، ثم ربعت يديها بحذم: 


_كنتِ هتعملي أي يعني؟ ما أنا ياما جيت لك متبهدلة أكتر من كده مئة مرة، وأنتِ عملتِ أي! للأسف يا ماما أنتِ مبقتيش الحُضن اللي المفروض أتحما فيه من الدُنيا كلها!. 


تنهدت بأختناق من كلماته القاسية، ثم نهضت مُقتربة منها، تضع يدها أعلي كتفها قائلة تسألها بسؤال تعلم أجابته منذ أن علمت بتواجدها هُنا: 


_تامر اللي عمل فيكِ كده صح؟. 


بنبرة مُنفعلة صرخت بها بعصبية: 


_أيو هو اللي عمل فيا كده، ضربني وبهدلني زي كل مرة، علي فكرة عنده حق أنه يضربني ما هو لو لاقي حد يُقف قُصاده مكنش عمل كده


ثم اكملت بمرارة وحسرة: 


_ بس أقول أي بقا اللي كانت المفروض تُقف في وشه وتحميني منه، هي الي بتحامي ليه! 


صمتت بأسي، قلبها يؤلمها بالطبع عليها، لكنها لا تعلم أن كُل ما تفعلهُ هي من أجلها هي، ولأجلِ مصلحتها: 


_أي اللي حصل؟. 


قصت عليها بحُزن وإنكسار: 


_طلبت منهُ الطلاق، ضربني وبهدلنـي كده، وحبسني في الأوضه وخد مني تلفوني، وعرفت أهرب منهُ بالعافية.... 


أنهت حديثهابوجه مُختنق ثم أنفجرت باكية للمرة المليون، أحتضنتها "ليلي"تُربت أعلي ظهرها بحنان، وقلبها هي الاخري مُنفطر عليها، تُقسمُ أنها ستلقنهُ درسًا لن بنساه علي ما فعلهُ بصغيرتها...... 


❈-❈-❈

" صباحًا"


كانت " سمر " جالسة في كافتريا الجامعة بعد أن أنهت أول محاضرة لها في هذا اليوم ،ثم أرادت أن ترتاح قليلاً وتتناول وجبة خفيفة ،حيثُ خرجت اليوم باكرًا نظرًا لأن لديها محاضرة في الثامنة صباحًا لذا لم تتمكن من تناول وجبة افطارها......وضع النادل السندوتشات أمامها، نظرت إلي الطعام بنهم ،وماهي إلا ثواني حتي بدأت تأكل بشهية مفتوحة......


بينما وهي مُندمجة في إلتهام السندوتشات، لاحظ تقدم أحدهم ناحيتها ،رفعت رأسها عن الطعام تنظر إلي ذالك الذي يتقدم منها ببذلته الرسمية فتحت فمها بصدمة ،تركت الطعام من بين يديها بتوتر ،أخذت تنظر في إتجاهات مختلفة عادا تجاهه ظنًـا منها أنه هكذا لن يراها.


طمئنت نفسها أنه بالتأكيد جاء لاحد أقاربه هنا معاها بالجامعه، بالأساس لماذا سيأتي لها ،لكن خابت جميع ظُنونها عندما وجدتهُ أمامها مباشرةً ينظر إليها وعلي وجهُ إبتسامة واسعة، عدل من هيئة بذلته قائلا : 


_ صباح الخير ،آنسه سمر مش كده ....


وقفت من مكانها ،تُبادله الابتسامة المُصتنعة، قائلة بمجاملة : 


_ صباح النور يا حضرة الضابط.....أيوا سمر !؟ 


حمحم الأخر ببعض الإحراج قائلاً يُبرر سبب مجيائه إلي هُنا حتي لا تظنُ أنه جاء لرؤيتها هي ليس أحدٍ غيرها : 


_ أنا كنت جاي لواحد صاحبي هنا دكتور .....وشوفتك قولت أجي أسلم عليكِ ..


_ آه طبعآ أتفضل أُقعد 


سحب الكرسي سريعا وجلس،نزع نظارته الشمسية فظهرت عينيهِ الواسعة عسلية اللون تلمع تحت أشاعة الشمي ، تحدث بنبرة حاول أن يجعلها رسمية قدر الإمكان: 


_ أومال فين صحبتك إلا كانت معاك يوميها ...!؟ 


_ متفكرنيش بقي يا حضرة الضباط ده كان يوم ربنا ما يعوده .....علي العموم غالية مش صحبتي هي بنت خالي ،ومش معايا هنا في الجامعة لأنها أكبر مني أساسا... 


أوما لها بتفهم ،وبين الحين والآخر ينظر إلي وجهها بتأمل ،أحمرت خديها ما أن لاحظت تأمله لها ،ونظراته الجريئة ،للحظة شعرت أن الجو بدء يرتفع درجه حرارته ،حمحمت بخجل ،أرجعت خصلة مُتمردة خرجت عن طوع شعرها إلي خَلفِ أذنيها،ثم تحدثت قائلة بفضول فشلت في إخفاءه: 


_ هو أنا ممكن اسأل حضرتك سؤال....؟!  


هز رأسه بهدوء، ومازلت تلك الإبتسامة البلهاء ترتسم علي محياه دون وعي منهُ، أكملت هي حديثها  ببعض القلق مُتاجهلة إبتسامته الغريبة تلك: 


_هو خلاص كده المحضر أتقفل نهائـي، وكأن محصلش حاجة.... 


_لا طبعاً 


فجأها بإجابتهُ السريعة فور إنتهائها من قول جُملتها ، وكأنه كان يعلم أنها ستسألهُ عن القضية، شعرت ببعض التوتر والخوف، ماذا يقصد بقوله هذا؟ أيُعقل أن القضية لم تُقفل بعد، يا ويلها من والدها أن علم بما حدث، ماذا سيفعل بها، هزت رأسها برفض، رافضة تخيل ما سيفعله بها والدها أن علم...... 


_لا إزاي؟ مش حضرتك قولت لنا لما كُنا في القسم أن كده خلاص القضية إتقفلت!! 


إبتسم داخليًا، ما أن لاحظ جحوظ عينيها ورُعبها ما أن علمت أن القضية لم تُفل بعد، مظهرها وهي هكذا خائفة يبدو جميلاً بالنسبة لهُ ملامحها الممُتعضة،عُقدة حاجبيها،عينيها الناعسة  التي تنظر إليه ببراءة طفلة صغيرة، نظر إليها صامتاً ،و لكن قلبه كان يتحدث إليها بلا توقف ، تلك المَرِحة التي خطفت قلبه قبل عقلهِ مُنذ أن وقعت عينيه عليها، ما إن دلفت عليه في مكتبه وهي خائفة ومُنكمشة علي نفسها، فُتن بمظهرها الحابس للإنفاس بتلك البراءة التي تشع من عينيها،هذا ما كان يظهرُ لهُ لكن أكتشف بعدها أنها ذات شخصية قوية وعقلٍ راجح، بينما هي ذاد قلقها أكثر، إنتظرت أن يُجيبها يُطمئنها، لكنه لم يتحدث بل ظل ينظر إليها صامتًا، تعجبت بشدة لنظراته المُتفحصة منذ أن وقعت عينه عليها وهو يُحملق بيها كـ الاحمق....... 


حمحمت قائلة بصوت عالي لعلها تُثير إنتباهه بدل من حملقته بها: 


_يا حضرت الضباط روحت فين.... أنا بكلمك؟ 


_أيوه معاكِ، معلش سرحت شواية..... 


تمتمت بداخلها بسخرية 


_شواية بس، ده أنت من ساعة ما شوفتـني وأنت مش مبطل بحلقة، بجح.... 


_بالنسبة للقضية متقلقيش خالص الحيوان المُتحرش ده خد جذائه، علشان بعد كده يبقـي يحترم نفسه ويمشي عِدل، بس في حاجة صغيرة بس، كُنا محتاجين عنوانك بس علشان لو إحتجناكِ في حاجة أنتِ أو الانسة بنت خالك نبـقي نعرف نوصلك.... 


كادت تبكي، هذا كثير عليها، هل يريدها أن تُسلم لهُ كفنها بيديها، فإعطاءه عنوانها بمسابة كفنها، فماذا ستفعل أن جاء أحد العساكر إلي منزلها يطلبونها في شيء ما كما يقول، بالتأكيد ما إن يعلم والدها بالذي حدث، سيقتلها في التو والحال دون تردد، فهو بالاساس دائماً ما يُنبه عليها عدم إفتعال المشاكل مع أي أحد أيًا كان، ماذا سيفعل أن علم أنها إفتعلت مشلكة هي وإبنة خالها مع إحدي الشباب ودلفو إلي قسم الشرطة.......


فهي في البداية كانت مُرتعبة بشدة من أن يطلب الضابط منها بطاقتها الشخصية او عنوانها، ولكن لحسن حظها أنهُ لم يطلب لا تعلم لماذا لكن هذا كان جيدًا في صالحها: 


_هو لازم يعنـي عنوانـي!؟  أصل بصراحة مش هينفع خالص أن أي حد أيًا كان ييجـلي البيت علشان حاجة بخصوص القضية دي، أصل بابا ميعرفش حاجة عن الا حصل، ولو عرف حاجة هتبقي مشكلة كبيرة جدًا......... 


إبتسم داخليًا بسعادة، فها هو علي وشك تحقيق ما جاء من أجله، منذ فترة وهو يجمع عنها معلومات وقد عرف عنها كل شيء، بداية من، من هم عائلتها دراستها، أقاربها، كل شئ، لكن عدا شئ واحد رغب به وبشدة، رقم هاتفها الشخصي، هذا هو الشئ الوحيد الذي لم يستطيع الحصول عليهِ، فكر كثيرًا عن كيفيه إيجاد رقم هاتفها الشخصي، ووجد أن هذا هو الحل المناسب، فجاء الي هنا وتحجج أنه قد جاء الي أحد معارفه ورأها بالصدفة وهو بالاساس جاء من أجلها هي فقط..... 


كان يُرتب طريقة ما كي يفتح معها موضوع القضية، ولكنها سبقته وقدمت له الفرصة علي طبق من فضة حينما فتحت هي الموضوع، لكنه لعب لعبته بإتقان، فهو كان يعلم أنها لا تُريد أحد من عائلتها يعلم بالذي حدث، فستغل تلك الفرصة، وطلب منها عنوانها، وكان يعلم جيدا أنها لن توافق، بالأساس هو يعلم عنوانها. 


تحدث ببعض الخبث، وهو يبتيم داخليًا علي نجاح خطته: 


_عادي مفيش مُشكلة، ممكن أخد رقم تلفونك ولو حصل أي جديد في القضية هبلغك علي التليفون من غير ما أي حد يعرف أي حاجة..... 


تَبدلت ملامحها إلي الإرتيـاح، ودون تردد أو تفكير هزت رأسها موافقة علي هذا الأقتراح، بينما هو فقد غمرته السعادة، هاهو قد تحقق ما يُريده وبكل بساطة وسلاسة..... 


❈-❈-❈


إنتهت من مُحضارتها وها هي في طريق عودتها إلي المنزل، أستقلت سيارتها، جلست تعدلُ من حزام الأمان قبل أن تنطلق، لكن لفت أنتباهها صوت أشعار أحدي تطبيقات التواصل الاجتماعي، فتحت هاتفها وجدتها رسالة من إحدي صديقتها علي تطبيق الفيس بوك، فتحت التطبيق، كي تتفقد الرسالة، ولكن لفت نظرها إحدي المنشورات، جحظت عينيها ما أن رأت محتوي المنشور والذي لم يكن سوى صورة"عُمر" ببذلتهُ الرسمية المُنمقة تحتلُ شاشة الهاتف، وقد كُتب فوقها أنهُ مفقود مُنذ عدة أشهر ولم يتم العثور عليهِ إلي الآن وإن من يُدلُ بشئ عنه خُصص له مكفائة مالية كبيرة وقدروها مليون جُنيهًا مصريًا... 


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة هاجر التركي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة