-->

رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 6 - 2 - الأحد 3/3/2024

 

  قراءة رواية ليتها تعلم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ليتها تعلم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مريم جمعة


الفصل السادس

2

تم النشر يوم الأحد

3/1/2024



وقف منزل خطيبتهُ يطرُق الباب بهدوء في ثوانٍ مُتفرِّقة لمُدة دقيقة كاملة، حتى فتحت لهُ والدتِها الَّتي ما إن رأتهُ تحدَّثت ببسمة واسعة إرتسمت على محياها..: 


_شادي!.. أهلًا وسهلًا ياحبيبي، إتفضل. 


ولج شادي للداخل بعد أن شكرها، وأعطاها عُلبة الحلوىٰ الَّتي أحضرها من أجل إبنتها لأنها تُحبها، ثُم إتجه إلى غُرفة الصالُون ليجلس هُناك مُنتظرًا حضور خطيبتهِ بعد أن ذهبت والدتُها لتُنبئها بمجيئهِ، وعادت إليه بعدها بدقيقة وهي تقول مُعتذِرة..: 


_معلش ياحبيبي إستنى بس 5 دقايق وهتجيلك.. أصل هي فاتحة البتاع اللي بتفتحه دا.. لاف ولا معرفش إيه. 


هز شادي رأسهُ بتفهُّم، ومرَّ خمسُ دقائق ويليها عشر ولم تأتي، فتنهَّد بضيقٍ شديد، وكاد أن يُنادي على والدتُها كي تستعجلها، فحضرت هي وأخيرًا، وحضرت شياطينهُ عندما وقعت عيناهُ على هيئتِها، فنهض من مقعدهِ ووقف قبالتِها تحت ترحيبها الفاتِر به الَّذي ظهر  في نبرتِها وشعر به..: 


_أهلًا يا شادي إزيك. 


_أنا تمام الحمدلله. 


قالها شادي بهدوء نسبي نجح بصعوبة في إكتسابه، وبعد أن جلسا على الأريكة أردف يسألُها وهي ينظُر لحجابِ رأسها..: 


_هو انتِ طلعتي لايف بحجابك وهدومك ياشهد.؟


هزَّت شهد رأسها تُجيبهُ وهي تنظُر له بغرابة..:  


_أيوا فين المُشكلة يعني.! 


خرجت ضِحكة من شادي نتجت عن صدمتهِ لما تقوله، فتهف بعصبية..:


_هو إيه اللي فين المُشكلة ياشهد؟.. انتِ إزاي أصلًا تُقفي قُدام الناس بلبسك الضيق دا وشعرك اللي نُصه باين من الطرحة وفي شباب بيتفرَّجوا على الزفت اللي بتعمليه.؟ 


_شادي وطي صوتك لو سمحت.. ومالُه شعري ما أنا لابسة طرحة أهو ومافيش غير كام خصلاية بس اللي طالعين والموضة دلوقتي بقِت كده عادي، ولو سمحت أنا مابحبش التحكُّمات دي. 


أخذ شادي يتأمُّلها بملامح لاتستوعب أن تلك الَّتي أحبها لأخلاقِها وإحترامِها، أصبحت هكذا، فرد على حديثها بنبرة مُعاتِبة..: 


_عادي إزاي ياشهد!.. يعني لو دلوقتي الناس كُلها مشيت عريانة عشان موضة هنعمل زيهم وربنا عادي مش مُهم؟.. 

والكام شعراية اللي معتبراهُم مافيهُومش مُشكلة، دول عند ربنا كإنك مش لابسة طرحة وانتِ المفروض أكتر واحدة عارفة لإنك دارسة في كُلية أزهرية. 


أنهى شادي حديثهُ ونظر لها ليجد أنها لا تُبالي لما قاله فنهض واقفًا، وتبعتهُ الأُخرىٰ تسألهُ بإستغراب..: 


_رايح فين ياشادي؟.. انت لسا ماقعدتش معايا. 


أعطاها الأخيرُ بسمة ساخرة، وقبل أن يتحرك ذاهبًا أجابها..: 


_مالوش لزوم أفضل.. الفانز بتوعك محتاجينك.


❈-❈-❈


جلست ذِكرىٰ داخِلَ شُرفةِ غُرفتِها بعد يومٍ شاق قضتهُ بين الجامِعة والمشفى، ولكن ما أراحها هو أن اليوم كان لديها آخر إمتحان وبعدها ستأخُذ عُطلة أخيرًا، وسيكُونُ فقط لديها تدريب في المشفى.. 


أطلقت ذِكرىٰ قوية عندما تذكرت أمر المشفى، ورفعت بصرها للسماء تُفكر كيف ستتعاملُ إذا طلب الطبيبُ إسلام أن تكُونَ مُساعِدة لهُ في غُرفة العمليات، الوضعُ صعبٌ جدًا عليها ولا تعرف ماذا ستفعل.! 


صوت خطواتٍ تسيرُ بإتجاهِها قاطع تفكيرها، فاعتدلت جالسة تنظُر لصاحبِها، لِتجدُ أنها تسنيم، فتحدَّثت وهي تنظُر لها ببسمة واسِعة..: 


_وحشتيني واللهِ في اليومين اللي ماشوفتكيش فيهم دول. 


جلست تسنيم على المقعد المُقابل لها وهي تقولُ بنبرة حانقة..: 


_ماهي يختي المُستشفى بقِت شغلاكي جامد. 


_عندي إمتحانات والله ضغطاني شوية بس.. انتِ قوليلي شُغلك في المدرسة عامل إزاي ومرتاحة هناك ولا لا؟. 


هزَّت تسنيم رأسها نافية، وأجابتها بضجر..: 


_كُنت مبسوطة في الأول بس لقيت إن شُغل المدارس الحكُومي مش بيجيب غير وجع القلب من كُتر الزعيق، وياريت العيال بس بتفهم.. والمُشكلة الأكبر إن أنا لسا 

ما إتعينتش في الوزارة كـ مُدرسة عشان باب التعيين مقفُول لإن الدولة معهاش فلوس تدفعها للمُدرسين.. والمدرسة قبلت إني أشتغل عشان نقص المُدرسين اللي عندهُم، والقبض بتاعهُم في الآخر أصلًا ملاليم. 


_طب إيه اللي يجبرك على الشُغلانة دي يابنتي وانتِ الحمدُلله مش محتاجة؟.. وبعدين أصلًا لو حابة تشتغلي في مواقع كتير أون لاين محتاجة مُترجمين براتب حلو، وأهو منك تشتغلي بشهادتك، وتاخدي فلوس وانتِ قاعدة في بيتك براحتك. 


_يابنتي الحكاية مش حكاية فلوس.. أنا كان هدفي من الأول إني أبقى مُدرسة أطفال، بس لما شوفت مناظر عبده موته وفيفي عبده وسمية الخشاب وحمدي الوزير لقيتني أنا اللي طفلة بجد. 


ضحكت ذِكرىٰ على حديثها، وشاركتها الأُخرى في الضحك، وقد أمسكت هاتفها عندما أعلن عن وصول رسالة، ففتحتها لتجد أنها من نُوح ويُخبرها فيها أنَّهُ ينتظرُها في حديقة المنزل ويُريد التحدُّث معها، فاستغربت من وجودهِ هُنا مُبكرًا، ونهضت من مقعدها وهي تقول..:


_بقُولك.. أنا نازلة أشوف نُوح عاوز مني إيه، ولو عرفت أجيلك تاني هجيلك. 


ثُم خرجت من الشقة وهبطت للأسفل لتُبصرهُ وهو يجُوبُ في المكان ذهابًا وإيابًا بملامح مُتهجِّمة نادرًا ما تراها، وأول ماوقعت عيناهُ عليها، إتجه نحوها سريعًا، وقبل أن تسألهُ عن سبب إستدعائِهِ لها تحدَّث هو بحدة شديدة..: 


_هو أنا مش المفروض خطيبك ياتسنيم؟، إزاي أعرف من اللي برا إن إبن حلمي الوسخ إتعرضلك، ليه مكلمتنيــش.؟ 


إحتدت نبرتهُ أكثر في جملتهِ الأخيرة، فردت تسنيم عليهِ بهدوء..: 


_إهدى يانُوح الموضوع على فكرة مش مستاهل غضبك دا كُله.. وبعدين يُونس ضربه فخلاص. 

  

_ماهو عادي فعلًا.. أصلي عشان بهزر يبقى ماليش لازمة. 


إستفزها حقًا نبرتهِ الهُجومية، فتحدثت بغضبٍ مُماثِل..: 


_بقُولك إيه يانُوح.. موضوع وعدَّى خلاص، فياريت لو حابب تتخانق شوف حد غيري عشان ماتزعلش مني، أنا مش ناقصة بجد. 


❈-❈-❈

بينما في منتصف الليل.. 


حيثُ كان حلمي ينامُ بهدوءٍ وسلامٍ تام، لم يدومانِ بسبب الإتصال الهاتفي الَّذي أتاهُ مُلِحًا عليهِ أن يستيقِظ، فمد يدهُ بعشوائية يبحثُ عنه حتى إلتقطه، وأجاب بنبرة ناعسة دون أن يرى هوية المُتصل..: 


_أيوا مين. 


_إلحق ياحلمي بيه.. البضاعة اللي كانت جاية في المخازن إتسرقت. 


❈-❈-❈


في ذلك التوقيت المُتأخر، والَّذي من المُفترض أن يكُون الجميعُ نيام الأن، لكنَّ عملهِ المشبوه جعلهُ يتَّخِذ من عتمتةِ الليل سِتارًا له، هبط من سيَّارتهِ الَّتي وقف بها أمام مخزنٍ مخفي عن أعيُن الجميع، وقطع بِها مسافة من مصر القديمة إلى القاهِرة في مُنتصف الليل، وولج داخِل المخزن وهو يضع كفَّيهِ داخل جيوب بنطاله، لتقع عيناهُ على ذلك الَّذي يستندُ بجسدهِ على الحائِط، وبين شفتيهِ يضع لفافة حشيش، ويمتص من سمومها بكُل إرياحية، وما إن شعر بخطواتٍ خلفهُ تحرَّك مُستديرًا دون خوف لأنَّهُ يعلمُ صاحبها جيدًا، والمكانُ لايعرفهُ أحدٌ سواهُما، فتحدَّث فرِحًا بوجوده..: 


_أهلًا ياعم هارون.. حمدلله على سلامتك. 


إقترب هارون منه وصافحهُ بقوة قبل أن يُجيب قائِلًا..: 


_الله يسلمك يانسيبي. 


وتحرَّكت عيناهُ في المكان يبحثُ عن شيئٍ مُحدد، بينما سار الآخر مُبتعدًا عنهُ قليلًا، وأمسك بطرف قِطعة قُماش كبيرة يُزيحها من فوق بعضًا من الصناديق كانت تُغطِّئهُم قائِلًا ببسمة ماكِرة..: 


_اللي بتدور عليه أهو. 


إقترب هارون منهُ بسُرعة وإنحنى يفتح أحد الصناديق بماديتهِ بلهفة، لتتسع إبتسامة على شفتيهِ فورما أبصر تلك الأكياس البيضاء المُرتصة بعناية داخِل الصندوق، ورد على الَّذي يقفُ جوارهِ بإعجاب..: 


_كده بقى نتفق على الشُغل بكل حُب. 


 يتبع

إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة مريم جمعة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية