-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 38 - 2 الأربعاء 6/3/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الثامن والثلاثون

2

تم النشر يوم الأربعاء

6/3/2024

أغلقت الهاتف وعادت تباشر عملها ولكنها استمعت لطرقات على باب مكتبها فأذنت لمن بالخارج بالدخول فتافجئت بها تقف أمامها وتهتف بحرج:

-ازيك يا بنتي؟


ابتلعت ريقها بدهشة واتبكت لحظة فلا هي دعتها للدخول ولا حتى ردت عليها حتى عادت سحر للتكلم:

-مش هتقوليلي اتفضلي؟


انتبهت فورا وأشارت لها:

-طبعا اتفضلي، انا اسفة بس اتفاجئت.


ابتسمت لها وجلست أمامها:

-تشربي ايه؟


رفضت بلباقة:

-ولا حاجه يا بنتي كتر خيرك، أنا جايه اتكلم معاكي كلمتين ومش عايزه اعطلك.


جلست نرمين تفرك راحتيها ببعض وتنتظر أن تبدأ حديثها معها فهتفت الأخرى:

-أظن يزن قالك عن سبب رفضي لجوازكم؟


حركت رأسها نافية:

-ﻷ الحقيقة مقالش، بس انا عندي توقع يعني لسبب رفضك.


نظرت لها بعيون قوية وتابعت:

-عشان أنا مطلقة طبعا.


أومأت وسحب نفسا عميقا وطردته بتمهل وهي تعقب:

-أنا مليش في الدنيا غير ولادي، كان ليا أخ واتوفى من كام سنه وطبعا أبوهم كلكم عارفين قصته.


لم تقاطعها واستمعت لها تضف:

-مش عايزه من الدنيا غير سعادة ولادي وبس، وابني بيحبك.


غزا العرق جبينها من الخجل وهي تستمع لكلامها:

-يزن عمره ما عارضني عكس آسر طول عمره تاعبني معاه، بس يزن على طول كان بيفكر فيا قبل ما يفكر في نفسه، فلما ألاقي ابني حزين كل الحزن ده كان لازم أعيد تفكير وآجي على نفسي....


هنا أضطرت نرمين لمقاطعتها:

-تيجي على نفسك؟ هو حضرتك جايه تهينيني بالكلام ده ولا جاية ومتأكده إن بعد كلمتك دي أنا هبعده عني وتبقى جت مني؟


لم تمهلها الفرصة لإضافة المزيد وهتفت بحدة:

-تمام يا فندم، اعتبريه حصل وهبعده عني من غير ما احسسه انك السبب في ده.


اقتربت منها سحر تحدثها بهدوء حذر:

-انا مقصدتش كده، بس كلامك دلوقتي خلاني استغرب شويه.


رفعت وجهها ترمقها بنظرة حادة والأخرى تضيف:

-معنى كلامك انك مش متمسكه بيه زي ما هو متمسك بيكي؟


ردت بحدة وغضب:

-بالعكس، انا بنام واصحى أحلم بشكل حياتي معاه عشان بجد حضرتك عرفتي تربي راجل كل البنات تتمناه، بس أنا كرامتي فوق كل شيئ ومش هسمح لحد يعايرني بطلاقي ﻷن لو كلكم شايفين إن طلاقي ده غلطة ووصمة عار في حياتي فده الغلط الوحيد اللي أنا فخورة بيه عشان ده كان نجاة مش غلط أبداً، ولو هتحاسب فأنا عايزه اتحاسب على سوء اختياري، بس مين مننا موقعش في سوء اختيار شاله على اكتافه طول العمر؟ وزي حضرتك ما لسه قايلة إن بابا يزن كان نموذج لسوء الإختيار ده، بس حضرتك اختارتي تنقذي ولادك من أبوهم وأنا اختارت انقذ نفسي من طليقي.


ابتسم وجه سحر وهي تربت على كتفها:

-الطلاق بيكون أصح قرار لو الجواز فاشل زي جوازي من مروان مع اني مقدرتش أوصل للطلاق معاه.


سحبتها لتجلسها بجوارها وأكلمت:

-انا مكانش قصدي اعيب فيكي بالعكس يا بنتي، لما قولت آجي على نفسي مش على موافقتي بجوازكم ولكن بمجيي هنا وكلامي معاكي.


ابتسمت وهي تربت على راحتها:

-كبيرة برده إن انا اللي آجي لحد عندك عشان أتكلم معاكي وانا مش ضامنه تقابليني ازاي خصوصا بعد ما عرفت إن يزن معرفك موقفي من جوازكم.


اطرقت نرمين نظراتها ﻷسفل وهي تعقب:

-مهما كان رد حضرتك ورأيك فيا فأنا عمري ما أتعامل معاكي غير بكل احترام ﻷن حضرتك في مقام أمي.


ابتسمت لها وأخبرتها بود:

-طيب يا بنتي فاضيين بكرة نزوركم زيارة نسب؟

❈-❈-❈


استيقظت بتوتر ورهبة فاليوم هو اليوم الموعود وها هي تتجهز وترتب المنزل لاستقباله هو وعائلته وتساعد والدتها بتحضير وليمة هائلة تتشرف بها أمام تلك العائلة الثرية.


هاتفت ابنة عمها وبسمتها تتسع ﻷذنيها فاليوم الفرحة فرحتان، فمن ناحية هو يوم خطبتها على عوضها من الله عز وجل ومن ناحية أخرى هو يوم ميلاد توأم روحها وابنة عمها:

-كل سنه وأنتي طيبه يا سو وعقبال 100 مليون سنه.


ابتسمت بفرحة وهي ترد عليها:

-وانتي طيبه يا نرمو، تصدقي انا كنت ناسيه خالص وطبعا فارس أكيد ناسي كالعاده.


ضحكت بصخب وهي تشاكسها:

-معلش بقى مجاتش على عيد ميلادك يعني، لو مكنتيش انتي اللي بتجهزي وتحضري لعيد جوازكم وعيد ميلاده ولا كان هتفرق معاه.


هزت رأسها مؤيدة:

-فعلا، بس كويس انك فكرتيني عشان ألاقي سبب اروح له الشركه انهاردة.


انعقد جبين نرمين وهي تسألها بقلق:

-أنتوا لسه مصرين على اللي في دماغكم؟


أومأت وكأنها تراها وهي تقول:

-أنتي كده كده بره الموضوع وهيتعمل من غير علمك.


زفرت أنفاسها الغاضبة:

-بس أنا عارفه والكدب ملوش رجلين يا ياسمين وبعدين هو حبك انهاردة يعني يوم خطوبتي.


ضحكت وهي ﻷول مرة تشعر بلهفتها:

-وقعتي على جدور رقبتك يا نرموووو، أوبا يا محظوظ يا يزن بيه.


سبتها سبة نابية وأغلقت الهاتف بوجهها فضحكت ياسمين بصخت وتحركت صوب غرفة چنى لتجد خبيرة التجميل والتنكر تضع اللمسات الأخيرة على وجه شيرين فوقفت الأخيرة أمام ابنة عمها تسألها:

-ايه رأيك؟


ابتسمت وهي تؤكد:

-نرمين بالملي، أنا مش مصدقه هو فاضل بس الطرحة وحاولي تنعمي صوتك شوية أحسن الجواز والخلفه خلو صوتك شبه الرجالة.


ضحكت بنهاية سخريتها فدفعتها شيرين بغلظة تضربها بكفها وچنى تقف أمامها مبتسمة على مزاحهما، ولكن فور أن انتهيا من مزاحهما وجداها قد شردت وياسمين تودع خبيرة التجميل فاقتربت منها شيرين تربت عليها:

-متقلقيش، كله خير إن شاء الله.


هزت رأسها وهتفت بنبرة متوترة:

-المهم هفضل معاكي على الفون من أول ما توصلي لحد ما الكلام بينكم يخلص.


وافقتها دون مماطلة فهتفت ياسمين بتعجل:

-طيب يلا بسرعة خلينا نلحق نروح ونرجع عشان أجهز للخطوبة بالليل.


تحركتا للخارج فلمعت عين سائق ياسمين الذي تعجب من وجود ابنة عمها فهو لاحظ دخول تلك المتزوجة من سليل عائلة الفهد ولكنها كانت بمفردها دون توأمها فاضطر أن يسأل لعل حدث تقصير من جهة الحرس المرابطين على البوابة وهو المسؤول عن أمن القصر بغياب أمجد الذي أصبح مرافق دائم لرب عملهم:

-ياسمين هانم، هو مدام شيرين جوه في القصر؟


ارتبكت واضطرت للكذب:

-ايوه قاعدة مع چنى والولاد، ليه في حاجه؟


ابتلع ريقه خوفا بعد أن أيقن بوجود تقصير من رجال الأمن:

-أصل أنا مشوفتش الأستاذة نرمين وهي داخله مع اني متحركتش من هنا ولا حتى أمن البوابة بلغني أنها جت.


ابتسمت وأطرقت رأسها فتكلمت ياسمين وهي تدفعها بمرفقها ناهرة إياها:

-متركزش في الموضوع ده، مفيش مشكله حصلت.


أومأ بعد أن وجدها تفتح باب السيارة لنفسها فهرع سريعا ليفتحه لها وانحنى باحترام والتف محاولا اللحاق بابنة عمها ليفتح بابها هي الأخرى ودلف جالسا خلف مقود السيارة وهو يسألها:

-هنتحرك من غير حراسه يا هانم؟


رفعت حاجبها متعجبة:

-تفتكر ينفع؟


ابتسم وفهم ردها وأمسك جهاز الإرسال المتواجد معه محدثا رجال الحراسات:

-حد من الحراسة ييجي يركب معانا والباقي يركب في العربية اللي ورا.


فعلوا أمره فجلست ياسمين بأريحية وشيرين بجوارها تسألها:

-هو كده خلاص زين مش هيرجع الشغل؟


حركت كتفيها مجيبة:

-لسه بدري عليه لما يقدر يرجع زي الاول، وفارس كمان واخد منه موقف بسبب جوازه من دعاء.


تنهدت الأخيرة تهمس لها حتى لا يستمع حارسها وسائقها للحديث:

-انتي عارفه انها كلمتني من كام يوم بتحاول ترجع المية لمجاريها وتطقس فارس ناوي على ايه.


ضغطت شيرين على أسنانها بغل:

-لئيمة أوي، عمري ما حبيتها مع أنها بنت عمي.


عادت ياسمين لهمسها:

-مشكلتها أنها مش سالكه وحتى بعد تضحيتها لزين برده فارس مش مآمن لها.

الصفحة التالية