-->

رواية جديدة جوازة ابريل 2 لنورهان محسن - الفصل 9 - 2 - الجمعة 1/3/2024

  

قراءة رواية جوازة ابريل الجزء الثاني  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


قراءة رواية جوازة ابريل

الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر 

من روايات وقصص 

الكاتبة نورهان محسن

الفصل التاسع

2

تم النشر يوم الخميس

1/3/2024


عند هالة


مد يده إليها بالهاتف الذي أخرجه من جيب بنطاله الخلفي ، قائلا بنبرة بطيئة جامدة : خدي اقرأي وهتفهمي يا دكتورة


قرأت هالة الخبر بعينين متسعتين من الصدمة ، وهي تضع أطراف أصابعها على ثغرها ، وسرعان ما رفعت رأسها من الهاتف لتنظر إلى ياسر بتساؤل واستنكار : ايه العك دا ؟!


رفع ياسر منكبيه في إشارة إلى افتقاره إلى المعرفة ، بينما التقط الهاتف منها بهدوء ، وتحدث ببرود : والله اسألي اخوكي


هزت هالة رأسها بالنفي ، عاقدة ساعديها أمام صدرها ، متكلمة بعدم تصديق : الحكاية مش زي ماهي مكتوبة .. قطعا الكلام دا متفبرك!!


ارتفع جانب فمه بابتسامة تنضح بالإستهزاء من ثقتها فى الحديث بدون دليل ، بينما ضيقت عينيها وهي تفكر في كلامه عن أخيها وأبريل، وتابعت باستفسار مفعم بالريبة : وانت كنت تقصد ايه باستخفاف واستهتار مننا!! ايا كان المكتوب عنهم .. بس اللي حصل ليلة امبارح دا مكنش بإيد حد .. يعني كنا نسيبها تموت مثلا ولا ايه؟


ألقت سؤالها بدهشة شديدة منه ، فأومأ إليها بالسلب ، وابتسم بعصبية ، ثم صاح بسخرية مليئة بالتوبيخ : لا ازاي!! انما ماجاش علي بالك شكلي هيبقي ايه قدام اهلي وحفلة خطوبتنا بتبوظ بالمنظر دا؟


كان السخط واضحا في صوته ، فواصل حديثه مشيراً نحو نفسه ، يليه إلى الهاتف بسبابته : وانا ابررلهم بإيه الكلام المكتوب عن اخوكي دا .. ومش اول مرة تطلع عليه اشاعات وفضايح


رفعت هالة حاجبيها مع تعبير يملأه التعجب من إهانته الصريحة لأخيها ، فزمت شفتيها لتكبح لسانها من الرد القاسي الذي كاد أن يفلت منها على هذا الحشو الفارغ الذى يتفوه به ، مستفسرة بنفاذ صبر : انت عايز توصل بالكلام دا!! وليه متعصب عليا كل العصبية دي


رد ياسر عليها بصوت حاد : لأن بسبب انا اخوكي بقيت محطوط في موقف سخيف قدام اهلي


صمتت لثواني معدودة ، ولم تنكر أنها شعرت بالحزن ، وهناك نغزة آلم إستهدفت قلبها من جملته ، فوجهت له سؤالا بترقب ممتزج بالجمود : واخويا ايه دخلو باللي بيني وبينك؟! 


شعرت هالة بغصة مريرة تتشكل فى حلقها وهي تنطق بهذه العبارة ، حيث طرأ في ذهنها سؤال زاد من الألم في قلبها ، فهل أعاد النظر في خطوبتهم ويريد الآن الانفصال عنها بحجة هذه الكلمات المنشورة عن شقيقها؟ 


الطريقة التي يتحدث بها أوحت لها بأنه يرغب فقط أن يلقى اللوم عليها ، ومن الواضح أنه نسي فعلته الأصلية فى حقها ، لذا يجب عليها تذكيره ، وما الفائدة من تأجيل ما تنوي قوله له ، عليها حسم هذا الأمر حتى يعرف كليهما على أي أرض يرتكزان؟


لم تمنحه فرصة للرد ، إذ رفعت أنفها بكبرياء ، وإلتمعت عيناها الزرقاوان الداكنتان بغضب بارد ، وأخذت نفساً عميقاً ثم تابعت بنبرة جادة : اذا في حد كان عنده استهتار واستخفاف بالتاني فهو انت يا دكتور..


❈-❈-❈


في المستشفي


داخل غرفة ابريل


أفرج سراح جفنيه بتثاقل ، بعد أن كان مغمضاً عينيه للحظات ، يستعيد رباطة جأشه ليواصل الحديث بصبر مع هذه الشخصية العنيدة وصعبة المراس ، ليسخر من الوضع المقلوب تماما ، حيث كان عليها أن تكون مكانه الآن ، وتطلب منه الصفح عما فعلته ، وتوريطه في خدعتها السخيفة ، ولكن كيف سيحتال على ذاته؟ إذا كانت هي التي وضعت حجر الأساس لهذه الكذبة؟ فهو من بنى قصة مزيفة وجعل منهما أبطالها ولهذا السبب يطلقون عليه ملك الأكاذيب ، لكن ترى متى ستسدل ستار النهاية لهذه المسرحية حقا لا يعلم.


تطلع باسم إليها ، وهو يزفر بهدوء قبل أن يسألها بترقب : حاسة انك هديتي شوية وقادرة تكلمي؟


نظرت أبريل إليه بحاجب مرفوع ، لترد على سؤاله بسؤال ، بصوتها الهامس مبحوح : هقول ايه؟ معنديش حاجة أقولها؟


قالت ابريل العبارة الأخيرة بإيجاز مقتضب ، بينما تبعد نظرها الحاد عنه ، فسحب نفسا عميقا ، ثم خاطبها بصوت لين ، مليئا بالحذر : طيب خليني اكلم انا واسمعيني .. بس من غير انفعال


تململت ابريل بتوتر على السرير دون أن تجيب ، وتطلعت أمامها بتعبيرات واجمة فهم منها أنها لا تحبذ فتح أي نقاش معه. 


برم باسم فمه ، وهو يفرك ذقنه بإرتباك وحيرة من صمتها ، شارداً بأفكاره في حركاتها الجافة التي تقصد استفزازه بها ، أو بالأحرى أنها كانت تثير ضجره حتى ينصرف ، لكن هذا الأمر مستبعد في الوقت الحاضر ، لذلك فضل التحلى بالصبر عليها ، فإن الشدة لا تنفع في كل حال ، ليسحب نفساً عميقا ، ثم زفره على مهل ، وهو يقول بصوت دافيء : خلاص لو مش قادرة مش هضغط عليكى .. انا مقدر الحالة اللي انتي فيها ومش عايز اتعبك اكتر


قوست ابريل فمها ساخرة : لا انسان بصحيح


تبخر صبره أدراج الريح مع استمرارها المميت لإستفزازه

، إذ اعتدل فى جلسته بانفعال ، وضيق مقلتيه بحدة جذابة ، وهو يهتف بها متذمراً : هو انتي يا تتخانقي وتصرخي في وشي يا تقلبيها تريقة


أدارت وجهها بعيداً بتوتر حتى لا تأتى حدقتيها المهتزة فى عينيه المثبتة عليها ، متجاهلة عن عمد نبرة الغضب في صوته ، ممَ جعله يقفز من مقعده ، ويتقدم في لمح البصر ، ليجلس قبالتها على السرير.


تراجعت ابريل بجسدها إلى الخلف في انزعاج ، وعدم ارتياح مما فعله ، لكنه لم يبالي ، إذ رفع وجهها إليه رغماً عنها بوضع إصبعه السبابة تحت ذقنها ، ليثبت نظراته على عينيها الواسعتين بريبة من جرأته. 


ارتخت ملامحه الحادة قليلاً ، وسرعان ما أنزل يده ووضعها على السرير وأكمل حديثه بصوت حازم وجدي : انتي بإرادتك اللي شركتيني في حياتك وبقيت متورط زي زيك .. لحد امبارح كان ارتباطنا خبر فني ارتباط مخرج معروف بمهندسة .. لكن الحكاية وسعت واخدت اكبر من حجمها .. والاخبار اللي اتسربت دي اكيد من حد قاصد يشوه سمعتنا ويأذينا مش انا بس بالتحديد وكمان اللي كنتي مخطوباله


كشف باسم عن أفكاره بإريحية وصوت عالٍ ، فذهلت أبريل مما يقوله ، ولم تستطع التظاهر بالجمود أمامه ، إذ رفرفت برموشها تباعاً في دهشة ، وأجابت بعدم استيعاب : انت عايز تقول ان ممكن حد عايز يأذي مصطفي في شغله و هو اللي استغل الاخبار دي عشان يدمر سمعته


قوس باسم شفتيه إلى الأسفل ، مغمغماً بتفكير : ممكن كل شئ جايز؟


هزت ابريل رأسها بعدم اقتناع لتحليله اللحظى ، وهي تخبره باعتراضها : بس..!! ازاي!! محدش كان عارف حاجة عن خطوبتي منه غير اهلي واهله وناس تانية قليلة جدا و مرا...ته 


تلعثمت ابريل فى نطق الكلمة الأخيرة بصدمة ، وهي في وسط أفكارها المتضاربة مالت بجسدها نحوه أكثر ، كزهرة عباد الشمس ، حينما تميل بعودها نحو ضوء الشمس ، محدقة به بعينيها الفيروزيتين المذهولتين اللتين تشبهان عيون القطط ، ولم تكن منتبهة إلى كف يدها التي وضعتها بعفوية فوق يده على السرير دون سابق إنذار ، مما أدى إلى تصلبه كالتمثال في مكانه جراء إحساسه بملمس بشرتها الناعمة.


❈-❈-❈


فى صالة الإنتظار بالمستشفي


وجهت سوسن حديثها إلى عز ودعاء بصوت منفعل من فرط قلقها علي ابنتها : لا انا مش فاهمة حاجة ولا دا كلام يدخل العقل .. يعني ايه حاولت الانتحار وهي حامل يا عز .. ليه تنتحر ليه ماتفهموني يا جماعة قبل ما اجنن؟


أنهت سوسن كلامها ، وهي تربت على قدميها بجزع ونفاذ صبر ، بينما مرر عز يده في شعره ، وهو يشعر بالاضطراب الشديد من كثرة الأسئلة المتدفقة من لسانها ، والتي كان يعرف إجاباتها جيدًا ، ولهذا السبب أخذ يتهرب من نظرات سوسن المتوجسة من سكوته.


لاحظت دعاء حالته المتوترة ، التي فهمت منها أن هناك شيئا خاطئا لا يريد الكشف عنه ، خاصة أنها أيضا لم تفهم بعد ملابسات الحادثة ، فسألت بشك مترقب حثته على الكلام : انت مخبي ايه علينا يا عز ما تكلم يا بني 


أحس عز بأنفاسه محبوسة بقسوة داخل رئتيه ، وهو يجمع الكلمات على شفتيه بصعوبة شديدة ، جعلت المرأتان تنصعقان بقوة : انا طلقت مني



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد نورهان محسن، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة