-->

رواية جديدة ليتها تعلم لمريم جمعة - الفصل - 10 - 3 - السبت 30/3/2024

 

 قراءة رواية ليتها تعلم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ليتها تعلم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة مريم جمعة


الفصل العاشر

3

تم النشر يوم السبت

30/3/2024



_وصلتي لفين ياحبيبتي دلوقتي؟.


_خلاص قرَّبت.. على بعد العِشا هكون عندكُم بإذن الله. 


_توصلي بالسلامة إن شاء الله، أنا مستنيكي. 


دارت تلك المُحادثة الصغيرة بين مُصطفى وشخصٌ آخر علِم يُونس الَّذي إستمع لحديث والدهِ صُدفة من كلمة "حبيبتي" الَّتي قالها والدهِ أن حديثهِ مُوجه لإمرأة، فعقد حاجبيهِ بإستغرابٍ حول هوية من كان يُحادثُها وخُصوصًا أن كلامهِ لم يكُن موجَّه لشقيقتهِ تسنيم أو والدته، وبعد أن أنهى مُصطفى المُكالمة وأغلق هاتفهُ حدَّثهُ يُونس مُمازِحًا..: 


_مستني ستات وبتكلمهُم من ورا أُمي ياحج على آخر الزمن وكما في رمضان!.. طب وعِبارات الغزل اللي كُنت هاريها بيها ليل نهار وقارفينا بقصة حُبكم المُبتذلة اللي متاخدة كوبي بيست من فاطمة كُشري وعبد الغفور البُرعي طِلعوا مُزيفين؟. 


إستطاع مُصطفى أن يخفي ضحكتهُ تحت ردِّه الحازم الَّذي أجاد صُنعة..: 


_إسكت خالص يا يُونس، ماتخلنيش أقولك كلمة غلط في رمضان. 


_طب قولي كُنت بتكلم مين وهتستر عليك ومش هقول لسُندس. 


نهض مُصطفى واقفًا يمسحُ وجههُ بكفِّهِ يستغفر ربَّه، وقبل يذهب من أمام يُونس قال..: 


_بلليل هتعرف كُل حاجة. 


وتحرَّك مُبتعدًا عنه واتجه نحو المخزن المُقابل للمحل كي يُشرف على الطبَّاخين الَّذي يُجهِّزُون طعام المائدة، بينما جلس يُونس على الكُرسيّ الَّذي كان يجلسُ عليهِ أبيه، وفتح هاتفهُ يعبثُ فيهِ حتى وجد كرسيٌ يُوضع بجواره، فرفع بصره كي يرىٰ المُتطفل الَّذي يُريدُ أن يُشاركهُ جلسته، وعندما وجدهُ شادي إنفجر ضاحكًا بقوة، فجلس الأخيرُ وعقد حاجبيهِ من ضحكه الغيرُ مبرر وسألهُ بنبرة مُتوجِّسة..: 


_مالك يايُونس انت كويس؟. 


إلتقط يُونس أنفاسهُ الهادرة بعد أن إنتهى من نوبةَ ضحكِه وحمحم مُجيبًا..: 


_طول عمري بسمع إن النهايات أخلاق، وخطيبتك ماشاء الله خليت نهايتكُم عِبرة.. 


وأمسك وجههِ يُحرِّكه يمينًا ويسارًا عدة مرات مُتابعًا بإستنكار..: 


_بقى الوش الأهبل دا يتقال عليه شيطان!!.. يابني دا انت إحمد ربنا إنك سيبتها، دي طلعت حولة بتشوف نفسها مكانك. 


_دا انت عرفت بقى!. 


_ياعم دي قالبة عليك السوشيال ميديا والناس غاسلينك وناشرينك..بس بجد واللهِ أنا مبسوط إنك سمعت كلامي ونهيت موضُوعكم اللي مالهوش ملامِح دا وربنا يرزقك بالأحسن منها. 


إبتسم شادي لهُ دون أن يعلق على حديثه، بينما فتح يُونس ليرى كم أصبحت الساعة الآن، ثُم نهض من على المقعد وجذب شادي من ذراعهِ ليقف هو الآخر وهو يقول..: 


_كفاية إكتئاب وتعالى غير جو وأُقف معانا على المائِدة إنهاردة.


تنهد شادي وهز رأسهُ موافقًا، وقبل أن يتحركان ليذهبا أوقف شادي يوُنس بقوله الَّذي فاجئه..:


_ جهز مكتب عندك في المحل، عشان البشمُحاسب هيشرفكُم من بُكرا. 


وماكان من يُونس إلَّا أن إتسعت إبتسامتهُ وربت على كتفهِ بقوة قائلًا بنبرة فخورة..: 


_رجولة ياشادي. 


❈-❈-❈


جلسة نسائية مقرُّها الحديقة ومكونة من أربع أفراد، "زهراء_تسنيم_رُؤىٰ_رَامَ اللَّه" والصمتُ خامسهُم، وكانت تسنيم غيرُ راضية عن الوضع الَّذين هم عليهِ منذُ أن إجتمعوا بعد صلاة التراويح، فهتفت بنبرة حانقة..: 


_لا ماهو إحنا لو في ميت قولولي عشان أغير من اللون الطوبي اللي أنا لابساه للإسود وأقوم أشغَّل قُرآن على روح الجنازة.. 


وثُم نظرت لرُؤىٰ الَّتي تضُم السُلحفاء بملامح عابسة وتُمسِّد على قوقعتِها وأردفت تسألُها..: 


_وانتِ ياختي إيه اللي مزعلك؟.. أكل بيلا رفع هو التاني ولا إيه؟. 


هزت رُؤىٰ رأسها نافية، وردَّت عليها بحُزنٍ كبير ظاهر في نبرتها ووجهها..: 


_فيغوز بقالها كام إسبوع متغيَّرة معايا أوي ومابقيناش معَ بعض زي زمان. 


_متغيَّرة مع الكُل ياحبيبتي والله مش معاكي بس. 


ردَّت تسنيم عليها بتلك الكلِمات وهي تبتسم ساخِرة، بينما تحدَّثت رَامَ اللَّه تسألُ تسنيم..: 


_هي ذِكرىٰ مانزلتش تُقعد معانا ليه؟. 


_طلعتلها من شوية وقالتلي إنها تعبانة من المُستشفى وهتنام.


_أنا إتقدملي إنهاردة عريس. 


ثلاثُ كلِمات خرجوا من فم زهراء، وتمركزت أعيُن الفتيات نحوها ينظرُون لها بصدمة، وأول من بادرت بالحديث هي تسنيم الَّتي أخذت تّلقي عليها وابلًا من الأسئِلة..: 


_إسمُه إيه ومن طرف مين وعامل إزاي ويبقى مين؟. 


_دا يبقى صاحب مكتب المُحاماه اللي أنا شغاله فيه وإسمه جواد.. إنهاردة جه كلمني وقال إنه مُعجب بيا وعاوز يُخطبني. 


_طب كويس.. انتِ رأيك فيه إيه وموافقة عليه ولا لا؟. 


أطلقت زهراء تنهيدة قوية تنُم عن حيرتها الشديدة، وأجابت على سؤال رَامَ اللَّه تفصحُ عن مابداخلها..: 


_واللهِ لسا مش عارفة، بس أنا من خلال مُعاملتي معاه شايفاه مُحترم وكويس، ولما كلمني قولتله يأجل الموضوع دا لبعد العيد بس هو أصر ياخد رقم حد من العيلة وإديتُه رقم جدو ومش عارفة هيعمل إيه بقى. 


صفَّقت رُؤىٰ بكفها بحماسٍ سعيد قائلة..: 


_أخيرًا هيبقى عندِنا فرح قُريب. 


واقتربت من زهراء تحضنُها بقوة، فضحكت الأخيرة بخفة مُتحدثة..: 


_إهدي يابنتي لسا مافيش أي حاجة من الكلام دا. 


لم تقتنع رُؤىٰ بأي كلمة قالتها زهراء وكذلك تسنيم الَّتي قالت..: 


_إحنا المفروض نجهز فساتين الخطوبة من دلوقتي. 


هزت زهراء رأسها للجانبين بيأسٍ منهُما، بينما إستأذنت رَامَ الله ناهضة واتجهت للداخل لتبدأ في جلسة عِلاجية مع الجد يعقُوب، وبعد وقتٍ دامَ لساعة كاملة إنتهت الجلسة وعاونتهُ رَامَ اللَّه في التمدد على الفراش وأخذت تُعاتبهُ بقولها..: 


_على فكرة ياجدو إنت بترجع مش بتتقدم، واللي عملناه الفترة الكبيرة اللي فاتت كده هيضيع. 


_خلاص يا رَامَ اللَّه رجلي ماعدش ليها لازمة وأنا إتعودت على قعدة الكُرسي، العِلاج هيعملها إيه يعني؟. 


أغضبها نظراتهِ الحزبنة وقولهِ المُصاحِب للنبرة اليائسة، فردت عليهِ بحدة لم تتناسب إطلاقًا معَ رقَّة صوتها..: 


_عشان حضرتك سيبت نفسك لحد ماخليت رجليك تمرض، 

ودلوقتي في إيدك الشِفا بس مش عاوز تعالج نفسك، وفي غيرك بيتمنوا لو رجلهم تنفع تتعالج من العجز عشان يبطلوا يشوفوا نظرات الشفقة من الناس.


شعر يعقُوب من كلِماتها الأخيرة الَّتي تحولت فيها نبرتها للحُزن أنها تتحدثُ عن نفسها، فامتدت كفهِ تمسحُ على رأسها المُغطأة بحجاب بحنان، وكاد أن يفتح فمهُ ويُرد عليها، فقاطعهُ صوت طرقاتٍ على الباب وأتبع إفتتاحه، وظهر أمامهُم يُونس الَّذي جاء ليطمئن على جده رغم أنهُ كان يجلس معهُ صباحًا ولكنه يُحب أن يراهُ كثيرًا، وبعد أن إقترب منهُما ألقى نظرة سريعة على رَامَ الله ثُم نقل بصرهُ لجده قائلًا..: 


_إزيك ياجدي عامل إيه؟.. بقالي كتير ماشوفتكش فقولت اجي أتطمن عليك ياحبيبي. 


_أيوا ما أنا عارف أد واحشك من الصُبح.


رد يعقُوب عليه بسُخرية ورمقهُ بنظراتٍ يُخبره بها أنهُ يعرُف نواياه، بينما نهضت رَامَ اللَّه واقِفة وهي تقُول..:


_بستأذنك جدو يعقُوب راح أمشي.


وكادت أن تتحرك كي تذهب فاستوقفها يعقُوب بقوله..:


_إستني يارَامَا اللَّه يُونس هيوصلك عشان الوقت إتأخر. 


تصنمت رَامَ اللَّه بمكانها، واستدارت تنفي برأسها سريعًا وهي تقولُ بإرتباكٍ ظاهر..: 


_لا لا ياجدُّو مافي أي داعي، أنا بروح لوحدي. 


وهنا تدخل يُونس مُتحدِّثًا بإصرار..: 


_وأنا ماينفعش أكسر كلمة جدي ومافيش بنات تمشي لوحدها بعد الساعة 9، مُمكن العيال يحدفوا عليكي صاروخ وتموتي فيها وذنبك هيفضل في رقبتي طول العُمر. 


❈-❈-❈


مرَّ وقتٌ طويل على الثلاثُ فتيات وهُم مازالوا جالسينَ في الحديقة يتسامرون في أحاديثٍ شتى غير عابئين بتأخُّر الوقت، وفجأةً إقتحم جلستهِم صوت إمرأة تقولُ بنبرة قوية وهي تقترب منهُم شيئًا فشيئًا..: 


_إزيكُم يابنات الأصلي. 


يتبع

إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة مريم جمعة، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية