-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 14 - 3 - الأربعاء 6/3/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الرابع عشر

3

تم النشر يوم الأربعاء

6/3/2024




سألها بتجهم وعينيه تطالع الرقم الذي امامه في الشاشة: 

- انتي متأكدة انه هو دا الرقم يا بت؟ ولا دي لعبة منك هقطع رجبتك لو طلع مش هو؟


سارعت نفيسة بالتبرير على الفور:

- وربنا هو اللي بعتته فتنة، اعمل ايه تاني يا بيه؟

حدجها بوعيد رافعًا حاجبيه بشر معقبًا:

- ماشي يا نفيسة، وانا مش هكدبك دلوك، وعشان تعرفي مكافأة الشاطر عندي:


قطع، ليخرج من جيب سترته مجموعة من الأوراق المالية، يلقيهم نحوها على سطح المكتب، تلقفتهم سريعًا تضعهم في جب عبائتها في الأعلى بطريقة سافرة أثارت اشمئزازه، ليكمل بتحذير:


- انتي دلوك خدتي مكافأة الشاطر ، لسة مجربتيش جزاة الخاين ولا الكداب عندي .


ابتعلت ريقها بهلع من هيئتها ليردف امرًا:

- ياللا بجى جومي، وريني عرض اكتافك جومي.


بصحته الأخيرة انتفضت تركض من امامه مغادرة على الفور، ليعود هو الى الشاشة المدون بها الرقم الجديد يضغط الأتصال، انتظر قليلًا حتى وصله صوتها:


- الووو....... مين معايا 

ظل صامتًا وقلبه يضخ النبضات بتسارع ، حتى انفاسه 

أصبح لها صوت

- مين معايا بجول.....

هتفت بالاَخيرة ثم اغلقت بوجهه، فتبسم هو باتساع مغمغمًا:

- ومالوا....... لسا الأيام ما بينا!


❈-❈-❈


وفي الجهة الأخرى:

لا تدري ما الذي أصابها عقب اغلاقها المكالمة الغريبة ، شعور داخلها غير مريح، وصوت الأنفاس التي وصلت اليها عبر الهاتف، تبدوا  وكأنها لشخص تعرفه، شخص....


- دا مين اللي كان بيتصل؟


هتف بها عارف يسألها وهو يجفف على شعر رأسه بالمنشفة عقب خروجه من المرحاض:


حينما لم تجب رفع رأسه اليها يعيد سؤاله:


- روح انا بكلمك روحتي فين؟ هو انتي سرحانة؟

انتبهت اليه لتنفي باضطراب:

- لا.... لا....... هو انت مسافر؟


انزوى ما بين حاجبيه مستغربًا تغيرها لدفة الحديث،  ثم تحرك نحو المراَة ليجيبها وهو يمشط على شعر رأسه:

- ما انا جولتلك من ساعة ما رجعت من شغلي لازم اروح اطمن ع الراجل مع عيال عمك،  بعد اخوكي ما سبجنا ليه.


- ما هو كان لازم يسبجكم، مكنش هيجدر يستنى اصلا  بعد ما عرف بفوجته، ربنا يتم شفاه على خير. 


- امين.

ردد بها من خلفها ، وعينيه لا تحيد عن مراقبة انعكاس وجهها في المراَة امامه، ليعود بنفس السؤال الاول:

- لكنك مجاوبتيش، مين اللي كان بيتصل بيكي من شوية؟


تطلعت لظهره المقابل لها بابتسامة متلاعبة تشاكسه:

- تاني بتعيد وعايز تعرف بكلم مين؟، لتكون بتغير عليا يا عارف. 


القى الفرشاة من يده ليلتف بكليته امامها، مضيقًا عينيه، سائلًا بمكر:

- وانتي بجى عايزاني اغير ولا مغيرش، أو نخليها بصيغة أخرى شايفة نفسك تستحجي ان يتغار عليكي ولا لا؟


- والله كلك نظر

قالتها وازداد اتساع ابتسامتها، فنزلت بأقدامها عن التخت، ثم تحركت لتقترب حتى وقفت امامه متخصرة بزهو:


- بس دا ميمعنش اني واثقة ف نفسي، وعارفة اني مفيش مني اتنين. 


- وه وه

تمتم بها وارتفعت كفه يضرب على خدها بخفة:

- شوفتي نفسك واتشجلبتي جوي من ساعة ما بجيتي سيدة مجتمع بخدودك دي طلعت من الحمل.


ضحكت بصوت رقيع جعله يضغط على شفته، بضحكة مستترة أشرقت بوجهه وهو يدفعها عنه بخفه، بعدما ارتخت يداه عنها، وتأثرت كل خلية بجسده لميوعتها الجديدة عليه، 

- انا كدة مش هعرف اسافر، بعدي عني يا بت، بعدي.


وكان ردها الضحك بصوت اعلى ليزمجر بغيظ:

- لمي نفسك يا روح انا على أخري 


❈-❈-❈


عودة الى القاهرة 

والى تلك الحزينة التي كانت بحال يرثى لها، ظهرها ملتصق بحائط غرفته، تقضم اظافرها بأسنانها وعينيها لا تفارق الباب، تغمغم بأسى يقتلها:


- معرفنيش، كل الحكاوي اللي حكتيهاله، ولا الوقت اللي قضيته معاه، نسيه الخاين، قال وانا اللي قلبي كان بيرقص من الفرحة لفوقته ، وقولت خلاص يا بت يا مشمش الدنيا هتضحكلك...... الله يسامحك يا بسيوني، خايفة ادعي عليك وبعدها تبقى من نصيبي والبس انا..... اااه يا ميلة بختك يا مشمش، مطلعش رومانسي زي اللي شوفتيه في الفيلم....


- انتي بتكلمي نفسك يا مشمش، ربنا يشفيكي. 

علقت بها احدى زميلاتها وهي تمر امامها لتتمتم هي ردا لها:

- وانتي يشفي الكلاب ويضرك يا بعيدة،...... ايه هو ده؟ هو انا هلاقيها منك ولا منه دا كمان. 


- عادت تقضم اضافرها وغيظ يفتك بها:

- ماشي يا بسيوني،  يعني انت عرفتهم كلهم حتى قريبك اللي جاي من الصعيد،  وانا الغلبانة المرزوعة تحت رجلك وحكيالك كل اسراري لا، تمام اوي ، وديني ما هفوتهالك دي.


❈-❈-❈


وفي الداخل 

كان اللقاء بين غازي الذي اتي على وجه السرعة،  ليطمئن بنفسه عليه،  ويتأكد من صدق رواية استفاقة بسيوني الذي كان يطالعه بامتنان في هذا الوقت:


- انا بلغني من ورد كل اللي عملته عشاني، ربنا يبارك فيك ويجازيك كل خير......


- بس يا واد متجولش كدة..

هتف بها غازي مقاطعًا له، ليردف بحمية ليست غريبة عنه:

- الكلام ده ينجال للغريب مش ليا، انت من اهلي حتى لو مكانش بالدم. انتي مش اي حد عندي يا بسيوني. 


لم يخفي الاخير فرحته، بهذه المعزة التي يكنها رئيسه الغالي له، حتى عبر بفخر له:

- وانا ليا الشرف يا غازي بيه، اني انول الصفة دي عندك ، روحي فداك .


عقب غازي:

- سلامة روحك يا حبيبي من كل شر، انت جوم على حيلك بس الاول، وبعدها افدي على كيفك. 


قال الأخيرة بطرافة اضحكت الاخر،  قبل يجفله بقوله:

- الله صحيح البت ورد بتبات فين؟ اكيد انت دبرتها هي دي كمان، بس يا ترى جعدتها عند مين من جرايبك؟


تجمد غازي، وانسحبت الدماء من وجهه بحرج يخنقه، بعدما شدد عليه صديقه الغبي، بعدم اخباره بالحقيقة الاَن، حتى يخبره هو بنفسه 


- انت شاغل نفسك ليه دلوك بيبات البت ولا جعادها جمك،  خليك في صحتك وشد حيلك ، عايزينك تجوم وتهد الدنيا ع اللي عملها فيك ورقدك كدة. 


سمع منه واشتدت ملامحه،  ليردف بعزم:

- اكيد طبعا، انا لا يمكن اسبب ججي من ولاد ال......

- خلاص يا بسيوني متتعبش نفسك في التفكير، شيل اي حاجة ممكن تتعبك، الدكتور منبه جوي على راحتك، والحكومة عشان كدة مأجلة التحجيج معاك

قالها غازي ف محاولة لإلهائه عما انتوى، ولكن الاخر فاجئه:


- تمام انا مش هعصر في مخي واحاول افتكر احداث، لأني فعلا بتعب، خصوصا الصورة الأخيرة اللي وجعت عيني عليها جبل ما اغمضها واروح في غيبوبة، لكنها خلتني اعرف مين هو السبب الاساسي في كل اللي حاصل.


تحفز غازي، ليقترب سائلًا له بلهفة، انسته تعليمات الطبيب:

- هو انت شوفت اللي حاول يجتلك؟ جولي هو مين؟ خليني اعرف حالا.


يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة