رواية رومانسية جديدة حرب نواعم 

(قواعد عشق النساء)

من روايات وقصص الكاتبة

 هالة محمد الجمسي

مكي نظر إلى ميرال في شفقة وقال:

_أنا موجود في البلد طوالي، ولو كنت مسافر  معايا  في المكتب مؤنس  محامي برديك وهو شاطر اوي، لو احتجت اي حاجة فهمتني يا بنتي ؟ 

هزت ميرال رأسها علامة الايجاب وتابعت:

_فاهمة يا استاذ مكي٠ 

(في نفس الوقت في الغرفة المفتوحة كان حوار يدور بين جاسر وجلال، كان الصوت منخفض ولكن الهمهمات الساخطة وتعابير الوجه كانت تعبر عن الغل والحقد الشديد

جاسر في لهجة اعتراض وهو ينظر إلى شقيقه:

_اي اللي انت بتقوله دا يا جلال؟ أمضت ابويا ازاي؟ 

جلال ألقي نظرة على مكي وميرال ثم همس في أذن جاسر:

_ايوا أمضت ابوك أنا مش تايه عنها، في كلمة هو قالها لي في الطايرة،واحنا مسافرين ل برا افتكرتها أول ما شفت العقودات، أنا مكنتش مركز معاه ومحاولتش ادور لو الكلام وراه حاجة٠ 

جاسر نظر له في إهتمام وتساءل:

_كلام اي؟ 

جلال تنهد في حزن ثم قال:

_قال لي أنه بعد ما اموت مش هيكون في خلافات، معنى كدا أنه كتب ل ميرال حقها وخلاص فهمت؟ 

جاسر نظر له في عمق ثم قال:

_ايوا بس الكلمة مش دليل٠

جلال في لهجة ساخرة:

_لا الكلمة معناها أن العقودات بتاعت ميرال اتكتبت خلاص، أنا ساعتها قلت له ربنا يطول ف عمرك وبلاش سيرة الموت وهو سكت٠ 

جاسر اشاح بيده ثم قال:

_يعني اي؟ نسيب لها المصنع و ورشة الدهب والمحل وكمان الفيلا؟؟ أنت دماغك راحت فين؟ دا كله ليها هي بس! 

جلال وضع يده على كتف شقيقة ثم قال:

_أبوك كتب لها وحط العقدة في المنشار، احنا بقاورنا نحل العقدة فهمت؟ 

هز جاسر رأسه علامة النفي وتابع:

_لا مش فاهم٠ 

جلال نظر إلى  مكي و ميرال في اهتمام وقال:

_ اللي ميجيش  بعصاية فرعون يجي بعصاية موسي٠ 

جاسر نظر إلى ميرال في حقد شديد وقال:

_يعني انت عايز تعمل اي مش فاهم؟

جلال قال في هدوء وهو ينظر في وجه أخيه مباشرة:

_نحايلها لحد ما ناخد ورث أبونا تاني، وبلاش طريقة العنترة بتاعتك دي  انت شايف المحامي قدامها بيقولها ورقك سليم و معاي نسخ، الحل بقا أن احنا بردوا ناخد السليم لينا ويكون معانا نسخ، كله كدا بطريقتنا احنا ولاد زهران٠ 

نظر جاسر له في عمق ثم قال:

_ماشي ولو منفعش؟ 

جلال نظر له في ثقة وأكمل:

_لو منفعش، نخطط تاني و تالت ورابع اي مش هنغلب معاها٠ 

شدد مكي على يد ميرال ثم انصرف مكي في خطوات واثقة إلى الخارج ، في حين نظر جلال إلى ميرال وقال:

_عايز اتكلم معاك شوية يا ميرال٠ 

ثم نظر إلى جاسر وقال:

_أطلع فوق جهز الشنط يا جاسر٠ 

جاسر نظر له في حدة وكاد أن يرفض ولكن نظرت عين جلال الآمرة جعلته يصعد إلى أعلى

وضع جلال يده على كتف ميرال ثم قال في لؤم الذئب الماكر:

_أنا بلوم على ابويا يا ميرال، بلوم عليه بجد، بقا مافيش ثقة فينا كدا ويدي الورق ل مكي، وهو عارف ان مكي غريب، مهما كان احنا اخوات احنا لحم  ودم واحد، يعني هو لو كان قال ميرال حاطة عينها على اللي ليها في الصعيد كنت طلعت لك ورثك وانا راضي ومبسوط وكمان جاسر٠ 

نظرت ميرال إلى وجه أخيها تستشف صدقه ولكن وجوه كان ينطق بالكذب في حين قالت هي:

_أنا مقلتش ل بابا أنا عايزة ورث، عمري ما حطيت في عقلي أنه هيسبني ويمشي، عمري ما تخيلت اني اكون لوحدي من غيره، لو خيرو  ني بين الورث وهو هختاره  هو يا ريته يرجع ليا تاني يا ريت،يا ريت يوم واحد بس معاه، لا نص يوم، ساعة واحدة معاه وفي حضنه يا ريت ٠ 

جلال قال في نبرة مكر :

_انا بردوا قلت ميرال ست ومش هتعرف تدير دا كله،  وعود طري وحساس اوي، هتوه وسط الحسابات والرجالة و الدوشة و الهم ، علشان كدا أنا هساعدك  و اريحك اي رايك تبيع لينا المصنع والأراضي و الورشة؟ وبالسعر اللي السمسار يحدده قلتي اي يا ميرال ؟

ميرال تنهدت في عمق ثم هزت راسها علامة الرفض وقالت:

_لا، أنا مش هخالف رغبة بابا٠ 

جلال حاول أن يكتم الغضب داخله وقال:

_ما هو بردوا راجع لأخواتك ولاد  ابوكي، ولو مش عايزة تبيعي ل جاسر، خلاص بيعي ل اخوكي الكبير  جلال  هو في حد غريب اللي هياخده؟ قلت اي يا بنت أبويا؟؟

ميرال نظرت إلى صورة والدها المعلقة على الحائط كأنها تناجيه  ثم قالت في إصرار:

_وأنا عايزة أنا بنفسي اللي احافظ على ورث بابا هنا و أعلى اسمه وأكمل مشواره و ظنه فيا ميخبش  أنا فهمت هو ليه كتب دا باسمي٠ 

جلال قال في نفاذ صبر:

_مش هتقدري، انت ست و لوحدك، هتعملي اي يعني؟  هتقفي تشوفي المكن وتصلحيه؟ هتشوفي مظالم العمال؟  ولا هتروحي تجيبي تقاوي الارض؟ هتباشري البذور صالحة ولا لا؟ هتشوفي مشاكل الأرض وقرفها؟ و مجبتش محصول السنة دي زي اللي فاتت ليه؟ دي  مش رحلة، ولا مغامرة  دا عالم كبير اوي اوي مشاكله كتير، الأرض ليها مشاكل وعايزة رعاية وعايزة انفار ومراقبة، والمصنع دا عالم تاني في منافيسن كتير اوي، دا سوق كبير عالم تاني  فيه حيتان و غيلان عايز ناس تعرف تتعامل معاهم، ناس زي أنا وجاسر لينا اسم يرعبهم، يخلوهم عارفين حجمهم ٠ 

تبادل كل من ميرال وجلال نظرة تحدي قبل أن يقول جلال في حزم:

_ولو عايز تعلي اسم ابوك زي ما بتقولي المصلحة كدا كدا واحدة ، تسيبي الأمور كلها ليا أنا وخليك في الفيلا هنا بعيد عن دوشة المصنع و المزارعين٠ انت فاكرة عصبية جاسر دي كلها ليه؟ ما هو غيران هو كمان ع اسم ابوه، وشايف انك صغيرة وضعيفة على دا كله، جاسر عصبي  ودماغه حامية زي ما بيقولوا لسانه مش بيترجم صح مشاعره  ومبيعرفش يقول ع اللي جواه فالناس بتفهمه غلط  بس في النهاية هو اخوكي واقرب لك من أي حد٠ 

ميرال قالت في إصرار:

_انا محتاجة اشغل كل وقت ليا،  محتاجة أخرج من الشرنقة دي، أنا لو فضلت وحدي دماغي هتنفجر من اللي أنا فيه، هيحصل لي حاجة اكيد،  اللي أنا فيه دا مش هعرف أخرج منه غير بالشغل، لاني مش قادرة استوعب فكرت أنه مشي خلاص،  لازم  أخرج لكل مكان هو عمله، أقف فيه وأتنفس هناك،  مش هعرف اكمل حياتي غير كدا، مش هعرف اعيش  عايزة احس اني  بكمل مشواره، عايزة ابقي في وسط مكان شغله،  امشي في نفس المكان اللي كان بيمشي فيه، عايز اقعد مع الناس واسمع منهم عنه كل حاجة، عايز احس اني معاه عايزة اعيش الأوقات اللي مكنش معايا فيها مع الناس اللي كان هو معاهم٠ 

جلال رفع رأسه في تحدي وقال:

_طيب هسيبك تجربي شوية، وأنا عارف ومتأكد انك مش هتعرفي تكملي الصعب وحدك، وانا موجود يا ميرال وقبل ما تقولي الحقني الحق اسم ابوك في الصعيد  هقولك أنا هو٠

يتبع