رواية جديدة خبايا الهوى لهاجر التركي - الفصل 21 - 3 - الإثنين 1/4/2024
قراءة رواية خبايا الهوى كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية خبايا الهوى
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة هاجر التركي
الفصل الواحد والعشرون
3
تم النشر الإثنين
1/4/2024
إبتسمت لهُ بأتساع تؤكد علي ما قال:
_أفتكر ونص كمان! خلاص بقا أنتَ عملت إللي في دماغك وسبت البيت وعملت حياة مُستقلة بنفسك، و عملت كل حاجة أنتَ كنت عايزاها، وأشتغلت أهو بعيدًا عن شُغل عمي، ومشاء الله بابا مش بيتحرك خطوة غير لما يأخد رأيك فيها، وبقا ليك مكانة محدش غيرك يعرف يملاها، وكل ده بمجهودك أنتَ وبس، بمجهود عُمر، عُمر وبس، مش عُمر أبن يوسُف التركي....وأظن الأحسن من ده كُله أنك عرفتني وأتجوزنا ولا أي؟
أبتسم أبتسامة عريضة، مال يُقبل يديها، قائلاً بأمتان حقيقي:
_أحسن حاجة حصلت لي أني أتجوزتك يا غالية! أنا ساعات ببقا عايز أروح أبوس أبويا علي كل إللي عمله معايا، لأنه كان السبب في إني أشوفك وأتجوزك وأتعرف علي الحاج حلمي، وأكسب ناس طيبين زي أهل الحارة دي، أنا حقيقي حسيت وسطكم بدفا محستوش في بيتي.... ربنا يخليكم ليا..
ربتت علي يديهِ التي مازالت مُمسكة بيديها، ثم هتفت بإبتسامة:
_طيب توعدني أنك هتروح له بنفسك وتعتذر لهُ عن أسلوبك إللي أتكلمت معاه بيه ده، لأن بصراحة أسلوبك مكنش فيه ذرة أحترام لأبوك يا أستاذ؟
ضحك بخفة، قائلاً:
_علي فكرة بقا أنا كُنت ناوي أعمل كده بس لما أرتب أفكاري لأن بصراحة لما كنت بتكلم معاه كانت كل أفكاري متلخبطة ومكنتش عارف أفكر فحاجة خالص، بس البركة فيكِ بقا رتبتي أفكاري، أنا فكرت فكل كلامك ده قبل كده وأنتِ فعلاً عندك حق، أوعدك إني من بكره الصبح هكون عنده في البيت وببوس أيده كمان
_أيوه كده، خلي الشمل يتلم، ماما نادية هتتبسط أوي أنكم أتصالحتوا وكل اللي بينكم أتصفي، وأنا كمان مبسوطة أوي، أنتَ متعرفش أنا كُنت ببقا زعلانة أزاي عليك وأنتَ بتحكي لي عن إللي حصل!.
لم يكن مُخطئ حينما قرر اللجوء إليها هي عن غيرها، كم هو مُمتن لها علي معاونتهُ حتي ولو بكلمة، هتف بحُب حقيقي:
_متحرمش منك؟ وفعلاً ماما هتتبسط أوي، خصوصًا أن سيري هتتجوز بعد بُكره......
_هتبقي الفرحة فرحتين بقا، بس بُص يا عُمر أنا عايزاك تقتنع مئة بالمئة، أن عمي بيحبك جدًا وأنك في الأول والآخر ملكش غيره، ده هو سندك يا عُمر، الأب ده نعمة مش بنحس بقيمتها غير لما تتضيع، متضيعش فرصة أنك تصلح كل حاجة من إيدك
_أنا والله عارف أنه بيحبني وأنا كمان بحبه ده أبويا إللي مربيني، بس طريقته كانت غلط زي ما أنتِ قولتي، وبصراحة ومن غير ما تزعلي أكتر حاجة خلتني أتخنق من حياتي ومن البيت ومن كل الناس إللي أعرفها، هو أنه رفض إني أتجوز أمل وراح جاب لها عريس وأقنع مرات عمي أنها توافق عليه!
تنهد ثم أكمل قائلاً:
_حسيت ساعتها أنه كان قاصد يعمل كده علشان يوجعني ويضايقني، حسيت أنه كان مُتعمد أنه يرفض خصوصًا يعني أنه كان عارف أننا بنحب بعض من وأحنا عيال، عمل لعبة عبيطة عليا وعليها علشان اقتنع أنها هي إللي رفضتني وعمل كده معاها برضو، خلاها تقتنع أني كنت بلعب بيها وسبتها وسافرت علشان أخلع منها، وفعلاً خلاني أسافر علشان شُغل علشان لعبته تكمل، رجعت يوم فرحها، أنا مش عايز أتكلم عن إحساسي ساعتها، بس لقيت نفسي باخد حاجتي وبسيب البيت وأمشي حتي من غير ما أخد فلوس أنا عارف أنها فلوسه هو.....
لاحت في عينيها نظرة حزينة، فهتف هو سريعًا:
_مش قولت من غير زعل، علي العموم يعني ده كان حاجة خلاص عدت وراحت أنا بكلمك عن أحساسي وقتها إنما دلوقتي مفيش أي مشاعر جوايا نحيتها، هتصدقيني لو قولت لك ولا حتي كُره....أنا بقيت شايفها عادي والله العظيم، خلاص كل المشاعر بتاعة زمان دي أختفت
هزت رأسها بهدوء:
_مصدقاك والله
_لا لسة زعلانة.
إبتسمت إبتسامة صغيرة، ثم قالت مُؤكدة:
_لا ولله مش زعلانة أزعل لي يعني؟
سألها بنصف عين:
_مُتأكدة
هزت رأسها بمعني "نعم"، ثم نبست تُغير مجري الحديث كُليًا:
_بقولك أي ماما كانت بتأخد رأيي في أنها عايزة تعزم ماما نادية وعمي يوسُف وأخواتك وكده، وأنا قولت لها أن تأجل الموضوع شوية علشان فرح سيري وكده!.
فهمَ أنها تُغير مجري الحديث، فـ بدأ يُجاريها في الحديث، يحترم رغبتها في عدم الحديث في هذا الموضوع:
_فكرة حلوه، خلاص بعد فرح سيرين نعمل كده ونبقا عرفنا العائلتين علي بعض أكتر.....
❈-❈-❈
." مساءًا".
كان جالسًا في شُرفة شقتهم مساءًا بعد أن عاد من الخارج وتناول وجبة العشاء بصُحبة زوجتهِ التي خلدت إلي النوم لأنها تشعرُ ببعض التعب، جلس وكوب الشاي بين يديهِ، يرتشف منهُ بتلذُذ، أخذ يُفكر في كلمات "غالية"، والحوار الذي دار بينهم صباح اليوم، هي معها حق في كل ما قالت هو نفسه قد فكر في كلماتها تلك سابقًا، زيارة أبيهِ كانت غير مُتوقعّة بالمرة ولم يكن مُرتب لها من قبل، كان هُناك جزء صغير بداخلهِ يُصدق كلمات والدهِ، لكن هُناك جزء أكبر كا خائفًا، لكن جائت زوجتهِ وطمئنت هذا الجزء.....
هو الآن كما قالت" غالية"، قد فعل كل شيء كان يُريد فعلهُ، أذًا لِمَ لا ينسي ويُسامح، فهو في النهاية والدهُ، وإلي متى كانت ستظلُ هذهِ المُشجارات بينهم قائمة، كان لابد أن يكون هناك نهاية لها، ها هو قد حان وقت تلك النهاية، وقد أتخذ قرارهِ وأنتهي الأمر، فـ في صباح الغد سيذهب إلي منزلهم وأنهاء كل هذهِ الخلافات، نهض من مكانهِ يقصد الدخول إلي غرفتهم لكي يخلد إلي النوم جوار زوجتهِ
كان يشعر بالسعادة لا يعلم لماذا، لكنه سعيد لأن علاقتهِ هو وأبيهِ أخيرًا ستتحسن، ويكونا أب وأبن طبعيين دون خلافات من تلك التي كانت بينهم....
❈-❈-❈
. "في صباح اليوم التالي".
أستيقظَ الجميع في صباح اليوم التالي علي الفاجعة التي آثارت ربكة كبيرة في البلد بأكملها، وأنقلبت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي، الجميع يتسابق لمعرفة أي تفصيلة ولو كانت صغيرة، وتتسابق المواقع علي نشر الأخبار أولاً
خبر مَقتل رجل الأعمال الكبير" يوسُف التركي "، تتصدر العنواين الأولي في الصُحف والمجلات، أمتلئت المواقع بصورة مُسربة أُلتقطتت لهُ وهو ميتًا أثناء تحري الشرطة، صورة وهو مُرتمي صريعًا علي مكتبهِ وقد ضُربَ بسكينة حادة في موضع قلبهِ أدت إلي وفاتهُ في الحال...
يتبع