-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 1 - 3 - السبت 13/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الأول

3

تم النشر يوم السبت

13/4/2024

وعلى مقعد الصالة المرتب بعناية رغم تواضعه جلست بأنفاس لاهثة تنزع عنها حجابها وتفتح السحاب الصغير في أعلى عبائتها السوداء كي تلتقط أنفاسها من السير والحر في زحمة السوق.


 رغم هذه البهجة التي تتخلل نفسها من الداخل أيضًا بعد كلمات الإطراء والغزل التي تطرب أسماعها من الرجال في السوق:


-اَه يا عزة، حرارة الشمس اليوم كانت غير طبيعية في الخارج، رغم هذه البرودة الشديدة التي تأتي بالليل، لا اعرف كيف ينقلب الجو هكذا وبهذه السرعة؟

قالت وهي تستريح بجسدها على ظهر الكرسي،  وردت عزة بسجيتها كالعادة


-هذه طبيعي فنحن ف نحن الاَن الخريف، وهناك صراع بين الصيف الذي لا يريد ترك مكانه والشتاء الذي يحارب ليأخذ دورته، هكذا كانت تقول أمي .


-رحمة الله عليها

تمتمت بها ابتسام بتأثر لحال جارتها التي لاتكف عن ذكر 

والدتها في كل جلسة لها معها، اعتدلت لتُذهب عنها الإنجراف في الخوض في ذكرياتها مع فقيدتها، وقالت هي تخرج لها بعض الأكياس من الخضر،:


-لقد أتيت لكِ بكل ما تحتاجين وما دونتيه لي في ورقة الأمس عن الفواكه والخضر التي تحتاجينها لتغذيتك انتِ والمولود .

تطلعت عزة لما تشير إليه وتفحصتهم بعيناها سريعًا قبل أن تخاطبها بامتنان:


-شكر لكِ حبيبتي، والله لأشعر بالحرج، لأني دائمًا ما اتعبك معي.

بابتسامة متوسعة افتر بها ثغرها تطلعت إليها ابتسام، قبل أن ترد بالحديث المحبب دائمًا لها وهي تلوي الخصلات المتمردة من شعرها على أطرف اناملها:


-ولمَ الحرج يا مجنونة؟ وهذا من أحب الأشياء على قلبي، فيكفي كلمات الغزل التي اتلقاها من رجال لا اعرفهم، حتى تزيد من ثقتي 

بنفسي، ويتجدد شعوري بانوثتي المهدرة مع هذا العصام.


❈-❈-❈


تطلعت عزة إليها باهتمام كي تستمع منصتة بإصغاء لهذه الوصلة المسلية من حديث جارتها؛ والتي تُتحفها بها كلما خرجت لتقضي حاجتها من السوق او حتي لتبتاع ولو شيئًا بسيطًا من محل البقالة القريب من مسكنهم، لتُنعش خيالها البرئ 


في شئ حرمت منه ولا تجده كمعظم النساء، 

وهو الجمال الافت للأنظار، الأنثي التي يتهافت على رؤيتها الرجال ويتسابقون لنيل رضاها، كما تقص وتحكي لها ابتسام الاَن؛ والتي اندمجت في الوصف ببهجة ظاهرة:


- ظل الرجل يلاحقني يا عزة ويسير خلفي من بداية دخولي لسوق الخضار وحتى خرجت واستقليت السيارة الأجرة ولسانه لم يكف ولو لحظة واحدة عن الوصف والمدح في جمالي وعن أمنيته لنيل امرأة مثلي، حتى مللت وكدت أن أطلب له رجل الأمن.


ولكني تراجعت حتى لا أتسبب في أذيته فهو لم يتحرش او يتجرأ على لمسي، ولم يفعل سوى المعاكسة، بالتغزل في جمالي وجمال قدي الذي يوقع اعتى الرجال وهو رجل مسكين كما ذكر.


توقفت لتضحك بانتشاء وهي تتذكر قول الرجل والذي تعدى غزله الوقاحة بوصفه الدقيق لها وما ترتديه من عباءة مُحكمة الضيق على جسدها، مستغلًا سكوتها وعدم ردعه، بالإضافة إلى تباطُئ خطواتها وكأنها سعيدة بما تسمغه.


قطعت شرودها عزة بقولها المتردد مع هذا الشعور القلق والذي ينتابها دائمًا في كل مرة مع جارتها رغم سعادتها بالحديث الممتع وهي تحكي عن لهفة الرجال عليها بتفاخر:


-لكن عزيزتي، ألا تخافي من أن يكون هذا الرجل خطير مثلا فيصُدر منه فعل شيئًا ما لا تتوقعينه ؟

ردت بعدم اكتراث ساخرة؛


-حبيبتي يا عزة وما في بيده أن يفعل؟ نحن في السوق وهذه الأشياء تحدث لي كثيرًا، وأنا بصراحة اعتدت على هذه المضايقات والمناكشات، لكن حينما تزداد معي عن الحد المسموح به أستطيع إيقافه وإيقاف عشر من أمثاله.


-حفظك الله حبيبتي، أنت جميلة ويحق لك الدلال، والتفاخر أيضًا، ما دمتِ قادرة على الحفاظ على نفسك، ضد غدر البشر وأطماعهم.


قالتها عزة بطيبتها المعهودة رغم نبرتها الحذرة في توجيه النصيحة بشكل غير مباشر لجارتها التي تخاف عليها وتهتم بها .


غمر السرور قلب الأخرى دون أن تنتبه جيدًا لمغزى النصيحة التي وجهتها لها عزة، لتقف فجأة وقد دب الحماس بداخلها لتتناول ألأكياس الملقاء على الأرض وفوق الكنبة بجوارها، تنتوي فعل ما تفعله يوميا منذ بداية حمل عزة؛ والتي لحقتها متمتمة بحرج لتمنعها:



-بالله عليك لا تفعل.....

-لا تحلفي حتى تلتزمي برد الكفارة أو الصيام .

قالتها ابتسام مقاطعة لها لتكمل بإصرار:

-سأجلي الأطباق الموجودة في حوض الغسيل سريعًا، ثم نتناول وجبة الإفطار معًا.


كي تأخذي أنتِ بعد ذلك علاجك، ويزداد أنا وزنًا بتكرار الوجبات التي اتناولها مع زوجي ومعك أيضًا. 

ضحكت عزة مرردة خلفها:

-ازدادي حبيبتي كما تشائين، فكلما ازدتي في الوزن زاد جمالك.


التفت إليها تسألها بتشكك:

-أرجو أن تكوني صادقة في قولك ولا تجامليني يا عزة.

-أقسم بالله بأني لا أُجاملك، هذا بصدق ما أراه بعيني. 

قالتها عزة بابتسامة ودودة زادت الحماس بقلب الأخرى لتردف:-سوف أساعدك بترتيب المنزل أيضًا. 


تمتمت خلفها عزة بالكلمات الممتنة وهي تتبعها نحو الذهاب للمطبخ، فجارتها العزيزة منذ أن علمت بحملها وتوصيات الطبيبة لها بالراحة التامة وهي لم تتأخر عنها ولو بيوم واحد لمساعدتها في أعمال البيت وشراء الأغراض من السوق والبقالة.


وخلف باب الغرفة وبعد أن استمع لحديثها اليومي مع امرأته حتى حفظها وعلم بأبعاد كثيرة عن شخصيتها، تابع بمراقبته لهن عبر الثقب الصغير، حتى انتقالهم للمطبخ المقابل لغرفته مباشرة، ليعتدل بانتباه، فالمتابعة الاَن أصبحت أكثر تشويقًا والرؤية أوضح عن الصالة .


تتركز أنظاره عليها وهي واقفة بجوار حوض غسيل الأطباق التي تجليها، وينتظر بشوق انحسار العباءة عليها مع تحركاتها الدائمة داخل المساحة الضيقة.


تباسطها في الحديث مع عزة التي تساعد بخفة معها حتى لا تضر نفسها ويتأثر حملها، وضحكاتها التي تدوي بصخب وتصل إليها لتُلهب خياله المريض، فلا يهدأ ولا يسكن سوى برحيلها بعد فترة طويلة من الوقت.


 ثم يأتي بعد ذلك عذاب التفكير في كل كلمة وكل همسة صدرت منها، مع صورتها التي احتلت خياله منذ قدومها مع زوجها من بلدتهم، لتصبح جارة وصديقة لزوجته، مع مشاركتهما هي وزوجها للسكن معهما بنفس الملحق وبهذا القرب بين العأئلتين الصغيرتبن، 


 تبقى في عقله بطلة لأحلامه، ترافقه في صحوه وتُحرم عليه النوم؛ بالتفكير المتواصل بها والبحث عن طريقة تمكنه من الوصول إليها، ولكن كيف يحدث ذلك؟


 بين امرأة تعشق المراَة ليغمرها السرور في كل مرة تنظر لنفسها وترى جمالها بها، وبين رجل يخشى النظر إليها، حتى لا ينظر لنفسه ويرى ما يجعل النساء تنفر  منه، وجهه الدميم



❈-❈-❈


في الخامسة عصرًا وبعد محالاوتها المستميتة بإلحاح

استيقظ اَخيرًا عصام من نومه، بوجه متجعد بعبوسه وتجهمه، وذلك بعد أن ألقى نظرة على التوقيت بهاتفه، ليهتف حانقًا عليها:


-في الخامسة يا امرأة توقظيني على قرب انتهاء اليوم!

تأففت زوجته لترد وهي تصفف بالفرشاة على خصلات شعرها أمام المراَة:


-هكذا أنت دومًا يا عصام، تشدد بقولك على الإستيقاظ في الثالثة، كي ترهقني أنا في المحاولات البائسة ولا تستقيظ إلا بصعوبة، ثم تعود لُتحملني الذنب.


ضغط على شفته السفلي يكظم غيظه كي لا يخوض في نزال من جدال لا فائدة منه معها، ونهض عن التخت يهمس كازًا على أسنانه بعد أن وصل أليها وأصبح بقربها:


-أغلقي فمك ولو قليلًا يا ابتسام، فمزاجي العكر الاَن لا يحتمل ثرثرتك .

التوى ثغرها تنفيذًا لأمره، فهي أيضًا لا تريد سماع  توبيخه الدائم لها، لتجفل على صيحته بعد ذلك:


-واتركي شعر رأسك وتصفيفه الاَن، أريد الطعام جاهزًا فور أن انتهائي من حمامي وقبل ارتداء ملابسي.

اومأت برأسها له دون رد لتسمع غمغمته من خلفها:


-لا تفلح في شئ سوى الإهتمام بنفسها، اللعنة عليها وعلى شعر رأسها وجمالها الذي تفتخر به.

زفرت تنظر في ظهره حتى دلف لحمام الغرفة واغلف بابه عليه فتمتمت هي الأخرى:


-اللعنة عليك أنت وعلى برودك يا عديم الشعور والإحساس .

تنهدت بالاخيرة لتذهب لمراَتها المحبوبة تحدث نفسها وهي تتلاعب بخصلات شعرها الذهبي الطويل:


-لا يكف عن التذمر ليتهمني دائمًا بالتقصير، رغم كل ما أفعله معه في محاولاتي البائسة لإرضائه، ومع ذلك لاشئ يعجبه مني، ولا ألقى منه الدعم او التقدير بكلمة حتى .

 أعمى البصر إنه حتى لم يهتم بلون شعري الجديد؟



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة