-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 2 - 2 - السبت 13/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثاني

2

تم النشر يوم السبت

13/4/2024

أعطفي وردي على قلب محب أرهقه التفكير في عشقك، اليس لديك ذرة من رحمة كي تعطفي على رجل مسكين مثلي؟

- تقرأين في الرسائل ولا تُجيبي، لابد أنك تسمتعين بعذابي أليس كذلك؟


استمرت ضحكاتها بانتشاء وهي تتناول في حبات العنب الصغيرة، وعينيها تنظر بصورة الشاب صاحب الحساب الذي يراسلها وهي تشبه إحدى النجوم الأتراك المدمنة على مسلسلاتهم، بل وتعشق الرومانسية في تدليلهم للنساء، وكم تمنت أن تكون مكانهن.


إنتابها الفضول لتخرج عن صمتها وتكتب له اَخيرًا بجملة واحدة:

-قبل أي شئ فلتخبرني اولًا هذه صورتك الحقيقية أم لأ؟

بعث لها يرد برسائل الفرح مهللًا:


-اَخيرًا اَخيرًا وصلني رد منك يا جميلة، اخيرًا رق قلبك إلي بعد طول انتظار.

طرطقت بفمها صوت اعتراض يكتنفه الدلال قبل أن تضغط وترسل إليه:


-انا لم أعطف ولم أحن، أنا فقط أسألك وأنت عليك الإجابة،

انتظرت قليلًا حتى أتتها إجابته:

-هي ليست صورتي ولكني أجمل من هذا الرجل.

فغرت فمها بغير تصديق، تود الرد برسالة ساخرة.


وكأنه قرأ أفكارها، سبق على الفور برسالة أخرى:

-لو وددت التأكد من قولي، باستطاعتي إرسال الصورة الأصلية إذا أردتي.

كتبت ترد:

-إذن فالترسل الصورة الحقيقة ولا داعي للمماطلة.


وصلتها إجابته سريعًا:

-لن أماطل وسوف أرسل أليك صورتي سريعًا لو أرسلتي أنت إلي بصورتك أيضًا.

أطلقت ضحكة مجلجلة لترسل له رمز ضاحك، تُظهر استخفافها بعبارته.


ثم أغلقت الهاتف بعد ذلك مرددة:

-الغبي يظنني حمقاء حتى يطلب صورتي هكذا سريعًا مع أول محادثة بيني وبينه.


❈-❈-❈


أعاد الهاتف لجيب بنطاله، بعد إنتهاء المحادثة، يتأمل هذه المرة أن تأتي بنتيجة فعالة، فجميع المرات السابقة فشلت ولم يصل بها إلى نصف المسافة التي يرجوها، دائمًا ما تلاعبه وتعلقه وكأنها أدمنت الرسائل وأدمنت حب السيطرة بتعليق الرجال.


 هذا الدور الذي تعشقه، ويحتل خيالها الخصب بتفكيرها الذي يذكره بالمراهقات الصغيرات قبل أن يعين على الواقع البائس، ولكنه لا يستبعد فهو كما علم من أحاديثها سابقًا مع زوجته، لم تكمل عامها الدراسي الاَخير في شهادة الثانوي الفني الصناعي.


وقد تزوجت عن عمر صغير، ويبدوا أنها حرمت من هذه الأحاسيس وتريد تعويضها الاَن ومع عصام!

تبسم بداخله على هذا الخاطر الاَخير، فجاره العزيز وصاحبه أيضًا له خبرة طويلة بعلاقاته المتعددة مع النساء جعلته يكتشف طبعها سريعًا بعد زواجهم.


 وذلك ما جعله، بخيل في كلماته لها، حتى لا تتكبر عليه وقد أتى بها من بلدتهم خصيصيًا حتى تكون طوعًا له تحت أمره، فلا يكرر ما حدث معه في زواجه الاول من بنت الحضر إبنة خاله، التي كانت تعايره بتعليمها الجامعي إذا ضربها أو تشاجر معها. 


-تفكر بي أليس كذلك؟

هتف بها عصام يقطع عنه شروده بعد توصيله لهذه المرأة وابنتها للعنوان المذكور، استفاق عمران ليسأله بمرح مصطنع:


-نعم كنت افكر فيك، فقد خفت أن تأكلك هذه المرأة وابنتها وقد قرات النية في عينيها قبل ذهابكم. 

أطلق عصام ضحكته المدوية بصخب قبل أن يتناول الكرسي الاَخر ويقترب بجلسته من عمران:


-لديك حس فكاهي عظيم يا راجل، فلا أحد ينجح بقدرك في إضحاكي، أقسم انك لو أخذت بطولة لفيلم سينمائي، ستقلب الدنيا بفكاهتك. 

ردد ساخرًا خلفه:


-نعم سأقلب الدنيا لكن ليس لفكاهتي، وإنما لشكلي الجميل والوسيم الا ترى يا راجل؟

اختف الهزل من وجه عصام وحل مكانه الإشفاق والتأثر من كلماته صديقه التي كان يردف بها وهو يشير بكفه على وجهه.


تنهد بعمق قبل يقول ملطفًا:

-كفى يا عمران، أنا لم أقصد السخرية يا رجل، لقد عبرت عما أشعر به اتجاهك،  فلا تاخذ كلماتي على محمل اَخر، أم تظنني اتنمر عليك بقولي؟


أومأ عمران بشبه ابتسامة لا تصل لعيناه، يرد بلهجة لينة يدعي السماحة:

-لا تقلق يا عصام، أعلم جيدًا بنيتك البريئة نحوي، وانا لست صغيرًا حتى لا أميز بين المزاح والجد، 


تنهد عصام يردد بارتياح:

-الحمد لله انك تعلم بذلك، أنت رفيقي يا رجل وصديقي وجاري أيضًا، يعز عليا زعلك، فلا تفعل أرجوك وتحزنني.


- لن افعل ولن أحزنك يا صديقي.

قالها عمران بابتسامة افضل قليلًا من سابقتها، ثم اردف يتابع:


-اخبرتي الاَن ماذا فعلت المرأة معك؟ وماذا قالت لك؟ ضحك عصام وهو يتذكر المرأة التي تركها منذ قليل قبل أن يجيبه:


-إنها امرأة مجنونة يا رجل، طوال سيرها معي لا تنفك تذكرني بأنها مطلقة وابنتها الصغيرة سوف تتولى تربيتها والدتها، وعن ميراث أبيها بعدة فدادين زراعية ومعهم حظيرة للماشية، كان ينقصها فقط ان تخبرني برغبتها في الزواج مني صراحة.


استجاب عمران للمزاح الذي يتبادله مع رفيقه، ليرد:

-بدون قولك، لقد رأيت الإعجاب في عينيها، وهي تخاطبك سريعًا وتتجاهلني، انها مراة مجنونة، ولكن لما لا يا تجرب يا عصام؟


 المرأة شكلها مقبول وعقلها خفيف أيضًا، انها صيد سهل يا رجل، ولسوف تنفعك بمالها، وربما اشترت لك بيتًا وكتبته بإسمك، اليس هذا اكبر أحلامك؟ إمتلاك منزل؟


تجعد وجه عصام ليرد بامتعاص وهو يدنو ليجلس حول النار ويدفئ كفيه برفكهما جيدًا:

-تغور بحالها ومالها وجمالها، وحتى البيت الملك إذا جاء من طرفها، بعد خبرتي الكبيرة والعلاقات المتعددة في رفقة العديد منهن.


 اقولها لك الاَن ومن كل قلبي، لقد زهدت بهن وكرهتهن جميعًا، كلهن سواء ولا توجد واحدة منهن تستحق.

 هذا ما توصلت إليه عن خبرة.


غمغم عمران بداخله:

-ليتني امتلكت نصف خبرتك هذه يا عصام حتى أصدق ما تتفوه به، فخبرتي يا صديقي لا تتعدى عزة المتواضعة والتي لحقت بها كجائزة بعد رفضي من معظمهن.


 وحيد منذ نعومة أظافرك، والدتي ذهبت وتركتني سريعًا، فلم يكن لدي حتى شقيقات أشاطر معهن همي، وربما قد وجدت لديهن القبول الفطري بحكم الأخوة بيننا، فلا أشعر بهذه الهوة الكبيرة بيني بين صنف النساء.


❈-❈-❈


في اليوم التالي


وفي الميعاد اليومي من الصباح كان جالسًا خلف باب الغرفة يستمع هذه المرة منها ما تقصه على عزة بشأن محادثة الأمس، تتحدث بزهو عن هذا المعتوه الذي ظل يرسل لها الرسائل بالأيام يتغزل في جمالها كي يطلب صورتها هكذا من مجرد أن ردت ببعض الكلمات عليه.


-لقد طلب صورتي يا عزة حتى يرسل إلي بصورته،  الأحمق؛ أيظن أن الشوق يقتلني حتى أرى صورته الحقيقة، أو يعتقدني بلهاء حتى انفذ وأرسل إليه هكذا على الفور؟


قطعت لتكمل ضاحكة:

-لا يعلم أن صورة الشاب الوسيم التي يضعها على حسابه هي من جذبني للرد عليه

قطعت لتنطلق في الضحك مرة أخرى تردف:

-لقد جعلني أضحك لفترة طويلة، لا أذكر عددها.


ردت عزة ببعض القلق رغم إصابتها بعدوى الضحك على ما تتفوه به جارتها العزيزة:


- ما كان يجب عليكِ أن تردي يا ابتسام وتعطيه اهتمام، كنت اتركيه كغيره، حتى لا يظنها فرصة الاَن لكي يلح بالرسائل وربما يتجرأ بإرسال صور غريبة كما حدث معك في المرة السابقة .


سمعت منها وسهمت قليلًا بتفكير قبل أن تجيبها بشرزد وهي تحتضن الوسادة الصغيرة:

-اقسم أنه هذا كان قراري بالبداية، ولكن غلبني الفضول في السؤال، بعد إلحاحه في الإرسال وطلب الرد، ولكن أطمئني، لو تواقح أو ارسل بشئ غير لائق، سوف أحظره.


شددت عزة بقولها الذي ينبع من دافع الخوف عليها، على أمل أن تتبع ابتسام النصيحة:

-على الفور حبيبتي، حتى لا يقع الهاتف بيد زوجك في أحد المرات ويكتشف أنك تردين على رسائل الرجال، ونحن لا نضمن رد فعله وقتها، وقد يظن السوء.


أصدرت صوت شهقة عالية مستنكرة ابتسام، أجفلت عزة، لتردف بعدها باندفاع:

-عصام يظن بي أنا السوء! بأي عين يفعل حبيبتي؟ وكيف يجرأ؟ وتاريخ علاقاته النسائية قد ذكر معظمه أمامي دون حياء.


انا لم افعل ربع ما فعله هو مع النساء التي رافقهن، إن كن متزوجات أو بنات عازبات، هو واثق جدًا بي وانا أيضًا لم اخذل هذه الثقة، كل ما هنالك هو مجرد متابعة او ردود بسيطة من باب الفضول وقتل الفراغ، أكثر من ذلك لم أفعل. 


تبسمت عزة تربت بكفها الصغير على كتف جارتها لتهدئ لتقول لها بمهادنة:

-أنا أعلم جيدًا حبيبتي بأصلك الطيب، ولابد أن عصام هو الاَخر يعلم، ولكني أوجه كلماتي إليك من باب الحرص، الا يحق لي تنبيهك يا ابتسام؟


أردفت بالاَخيرة لتجد المذكورة تندفع عليها وتحتضنها بمودة صادقة تقول لها:

- يحق لكِ كل شئ يا عزة، فا أنتِ لست جارتي وحسب، بل أنتِ الشقيقة التي عوضني بها الله هنا في المدينة، بعد ابتعادي عن أهلي في البلدة


الصفحة التالية