-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 3 - 3 - السبت 13/4/2024

 

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الثالث

3

تم النشر يوم السبت

13/4/2024

جلس ليستريح قليلًا، فمازال ليل الشتاء الطويل لم ينتهي بعد، نظر بالساعة فوجدها قاربت على الثانية عشر مساءًا، ليخمن بعودة عزة للمنزل، فميعاد نومها يبدأ من العاشرة، إذن هي وحدها الاَن.


وربما لو رسالها قد تجيبه وتندمج في الحديث معه كرد فعل طبيعي بعد شجارها الكبير مع زوجها، هكذا يعرف عن بعض النساء أو كما قرأ، تناول الهاتف ليحاول بالإرسال من حساب الأمس، ولكنه توقف بعد تذكره لكلماتها مع عزة وتعبيرها عن تفاهة المرسل.


عاد لإحباطه يفرك بكفيه على صفحة وجهه، شاعرًا بالعجز وقلة الحيلة، يتحرق شوقًا للتواصل معها، ولا يجد الوسيلة، حتى خداعها بحسابات أخرى لا تأتي بفائدة معها، تذكر حديثها صباحًا مع الدكتور عزيز ولهفتها حينما أوقفته واعترضت طريقه.


اغمض عينيه يتسائل بحسرة،  لماذا كل طريق يقطعه محملُ بالأشواك؟ لما لا يجده ولو لمرة واحدة ممهدًا أمامه كباقي البشر؟ كم ود لو أصبح مكان الدكتور عزيز، ليرى لهفتها في الحديث إليه...  انتفض فجأة يقطع شروده على خاطره الاَخير.


فتناول هاتفه يتلاعب به بحرفية وقد توصل بعقله لفكرة مجنونة، يود تنفيذها والمحاولة من جديد، فربما قد أتت هذه المرة بالنتيجة المرجوة، انتهى من فعل الحساب الجديدة بوضع الصورة الجديدة والتي كانت مخزنة بهاتفه منذ فترة كبيرة.


 مع كتابة الأسم والمعلومات التي يعملها جيدًا، وبدون انتظار أو طلب صداقة، بعث يراسل على الفور بالأسم  الجديد ورسالة مبهمة قصيرة تثير التساؤل بغموضها:

-هل أنتِ ابتسام زوجة عصام الحارس؟


ثم ترك الهاتف بعد ذلك من يده على الطاولة الصغيرة امامه ينتظر النتيجة.


❈-❈-❈


 عادت من حمام سريع أنعشت به نفسها قليلًا، بعد البكاء والإنهيار الذي أصابها وحديث زوجها السام، الذي كاد أن يصيب عقلها بالجنون في التفكير عن مدى جديته والخوف الذي تملكها من المجهول الذي ينتظرها إن صدق بالفعل وطلقها هذا المعتوه .


لكي تعود مرة أخرى لبلدتها محملة بفشل التجربة الثانية في زواج، وترى باعين الحاقدين الشماتة، وتدخل الحسرة بقلوب أحبابها، ولكنها هدأت بعد ذلك، وقد ساهمت كلمات عزة بطمأنتها قليلًا.


فلهتها بمزاحها والحديث عنها وعن علاقتها بزوجها الصامت عن التفكير في مشكلتها، غطست بداخل الفراش تلمتس الدفء فالبرودة في جو الغرفة أصبحت تزداد مع اقتراب فصل الشتاء.


 تلحفت بغطائها جيدًا وهمت بالنوم، فتناولت هاتفها تلقي نظرة سريعة على الصفحات والأخبار كعادة تلازمها طوال اليوم، لتجد هذا الإشعار الجديد.


ضغطت لترى هوية المرسل لتفاجأ وتتوسع عينيها بعدم تصديق، فركت على عينيها لترى الصورة التي تعرفها جيدًا، ودخلت للحساب لتجد نفس المعلومات، فتسارعت دقات قلبها، مع رجفة جديدة لا تعلم سببها، إن كان البرد أم هي رؤية هذا الشئ أمامها


ينتابها الشك ويقتُلها الفضول مع هذه الرسالة الغريبة والمبهمة، ظلت تحادث نفسها بالأسئلة عن صدق ما تراه أو الكذب، لتغلبها الحيرة الشديدة، فقامت بالرد لتفطع شكها باليقين مرسلة:

-من انت؟


وفي الناحية الأخرى تلقى الرسالة كهلال العيد بعد انتظار دام لساعات عاد بها رفيقه وتحدثا معًا حتى ارهقمها السهر، ليتخذ كل واحدًا منهما وضعه للحراسة في جهة بعيدة عن الأخر، وقد أثر هدوء الأجواء حولهم فجعل الصمت هو سيد الموقف في جميع الأنحاء. 


حاول السيطرة على خفقان قلبه السريع ليلتقط أنفاس طويلة يهيئ نفسه قبل الرد بروية وهدوء، متلبسًا شخصية الطبيب فبعث لها:

-أنا الدكتور عزيز الذي استوقفتيه في الصباح يا ابتسام.


قرأتها لتكتم شهقة قوية كادت ان تصدر منها بصوت عالي وتفضحها في قلب المنطقة كلها، لتضغط بأنامل مرتجفة تريد معرفة المزيد والتأكد:

-وما الذي يثبت صحة كلماتك؟ فحسابك فارغ من الأصدقاء، ولا حتى نشطًا بالمنشورات العادية. 


أرسل لها بالرسالة التي حضرها بعقله من البداية توقعًا لما سيدور برأسها:

-هذا حساب جديد يا ابتسام، فعلته أنا منذ قليل حتى أراسلك منه دون مراقبة من زوجتي .


رفرفرت بأهدابها لعدة لحظات تستوعب، وهي تعيد على قرائة الرسالة مرارًا وتكرارًا لفهمها والقصد من وراءها، ليُتبعها بواحدة أخرى طويلة يشرح لها باستفاضة:

- أرجو ألا تفهمي مغزى عبارتي بالخطأ، أو أن يذهبك ظنك للسوء، أنا كل ما أريده عزيزتي هو التحدث معك. 


نعم أريد شخصًا نقيًا ببراءتك يستمع إلي وقد أسعدني حديثك العفوي معي في الصباح، بعيدًا عن الروتين والمسؤليات الكثيرة والملقاة على عاتقي، أنا مرهق ومستنزف واريد الراحة يا ابتسام.


-كلماته الخبيثة المقصودة ضغطت على عاطفتها التي تسوقها دائمًا فلغت عن عقلها التفكير السليم، لترد متأثرة بمشاجرتها مع زوجها:

-كلنا نبتغي الراحة ولا نجدها، لست وحدك. 


كتم ابتسامة الإنتصار  بكفه، يود الرقص او التنطيط على الأرض بأقدامه من الفرح، فمعنى اندماجها في الرد، أن الخدعة انطلت عليها وصدقت، قبض على قبضة كفه بقوة حتى يسطير على الرجفة التي تسير بداخله.


 مجموعة من الإنفعالات المختلطة تفعل بعقله الأفاعيل،  تماسك يذكر نفسه ليتلبس شخصية الطبيب من جديد برسالته:

-ولكني تعبت من الجري طوال اليوم في هذا السباق الذي لا ينتهي للحاق دائمًا بالقمة ومواكبة كل جديد.


لا أملك الرفاهية كي اتوقف، انا أريد الراحة ولا أجدها، هل لي أن أسألك ؟ إنت كنتٍ سعيدة مع عصام أم لا؟ 

أوقفها سؤاله الغريب، لتتطلع للشاشة لعدة لحظات بعجز لا تود الإجابة فقالت مغيرة دفة الحديث:

-ابعث لي صورة أخرى كي أتأكد من شخصيتك. 


أجفلته بطلبها المفاجئ، اضطرب يبحث عن حجة مقنعة، فذاكرة هاتفه الجديد لا تحمل سوى هذه الصورة، أما بهاتفه القديم فهو يحمل الكثير من الصور المنفردة للطبيب والعائلية أيضًا، بحكم عمله معهم منذ سنوات طويلة، فرد يرسل إليها:


-يسعدني طلبك بالتأكيد، ولكني مضطر لأنهاء المكالمة الاَن، كنت اود استئذانك للعودة بمراستلك؟

صمتت قليلًا حتى تمكنت اَخيرًا من الرد:

-لا أمانع، كي يزداد تأكيدي. 


هم لإنهاء المحادثة ولكنه استدرك سريعًا يبعث برسالة يذكرها:

- اود منكِ التكتم على محادثاتي معك ولا تخبري عنها أحد اَخر على الإطلاق، حتى لو كان أمام شقيقتك، تعلمي بوضعي الحساس جيدًا اليس كذلك؟


لم تعرف بما تجيبه فعقلها إلى الآن لا يستوعب أن يكون هو بالفعل الدكتور عزيز، وقد ذكر لها عن لقاءها به في الصباح، وهو يناديها بابتسام، وبأسم زوجها عصام.



بالإضافة لحديثه الرزين، والخالي من تفاهات الرجال في إرسال الورود وادعاء الرومانسية بالتدليل وكأنها على معرفة قديمة بهم، ولكنه كيف عرف بحسابها الذي أسسه لها عصام في بداية زواجه بها، أيام الدلال الاولى، قبل أن ينقلب ويظهر طبعه السئ معها.


وهذه الصفحة الفارغة الذي ادعى أنها صفحة جديدة أسسها خصيصًا لمراسالتها، أيعقل أن يكون هذا حقيقًا بالفعل، أن يكون الطبيب أعجب بها كما هي أعجبت به، لدرجة جعلته يبحث عن حسابها ويصنع حسابًا جديدًا لها خصيصًا؟


أما هو فقد أنهى المحادثة ليغمره شعور الإرتياح والبهجة وكأنه فاز باليانصب، بعد تمكنه اَخيرًا من وضع قدمه على بداية الطريق، يعلم جيدًا بصعوبة ما يود تحقيقه ويرسمه في خياله.


ولكن يكفيه المحاولة الاَن بالتحدث إليها، وقد يسعده الحظ في الوصول، لا شئ مستبعد مدامت الحيلة موجودة، لقد وضع اقدامه على بداية الطريق للتعارف معها، حتى لو كان بشخصية غير شخصيته فلا يمانع، فالأهم هو التواصل معها.


انتفض فجأة على نداء رفيقه من خلفه:

-عمران يا عمران.

نهض سريعًا بارتياح حاول السيطرة عليه، والرد بلهجة تبدو عادية وهو يخطوا ليقترب منه :

-لماذا النداء يا عصام؟ وماذا تريد؟


نهض إليه هو الاَخر يرد بعدم انتباه لانشغاله بالهاتف الذي لا يكف عن الإتصال به:

-كنت اهم بإعداد كوبٍ ساخن من الشاي، إن أحببت أفعل لك أيضًا.


ألقى عمران نظرة بتساؤل على الهاتف الذي بيد رفيقه، قبل أن يجيبه:

-انا فعلًا اريد الشعور بشئ ساخن على كفي البار، كما يأن رأسي ليعتدل بفعول الشاي، أستطيع الفعل بنفسي لي ولك أن كنت مشغولًا.


اعترض برأسه عصام ليترك الهاتف على حاله متجهًا نحو النار المشتعلة في الأسفل ليُعد الشاي بتصميم، تطلع أليه عمران بنظرات متشككة ورأسه يخمن أن رفيقه يتهرب من امرأة أخرى تلاحقه، ليسب بداخله هذا المحظوظ بجمال خلقته التي تجذب إليه النساء بدون مجهود.




يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة