-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 6 - 3 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السادس

3

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

لابد أن تكوني على اهبة الإستعداد، حتى إذا قال لك زوجك هيا، تكوني منتهية من كل شئ.

اومأت لها عزة بتفهم وابتسامة مرحة:

-فكرة جيدة يا أستاذة ابتسام، وقد اقتنعت.


-إذن فتنهضي وتنفذي في التو واللحظة، وانا أيضًا.

هتفت بها وهي تستقيم واقفة من جوارها، سألتها باستغراب توقفها:

-إلى أين يا مجنونة؟

التفت إليها تجيبها قبل أن تستدير:


-سأتناول فستاني الجديد والذي اخرجته من الخزانة قبل قليل، ثم اقوم بغسله وكيه أيضًا، وبالمرة أضع على وجهي بعض الأقنعة الطبيعية لكي تصبح بشرتي نقيه وصافية وقت الخروج.

ردت عزة ضاحكة لها:

-مجنونة.


.


 سمعت منها تبادلها الإبتسام وهي تومئ برأسها، ثم ذهبت نحو شقتها لفعل ما قالته، وفي داخل الغرفة نهض هو أيضًا بعد انتهاء الجلسة ليعيد كرسي مراَة الزينة إلى مكانه الطبيعي، ثم ارتمي على تخته وفراشه وعقله يستعيد سؤال عزة، ويبحث عن إجابة عن المكان الذي ذهب إليه عصام في هذا الوقت صباحًا.


لقد انتهت مناوبتهما وذهب كل واحد في طريقه، هو عاد إلى منزله على الفور والاَخر خرج مغادرًا من باب الخروج نحو الشارع فورًا وكأنه على موعد مهم، لقد ظن بعقله ان يكون ذاهبًا لابتياع شئ من سوق الخضروات خلف المركز، أو يشتري شيئًا اَخر من محل البقالة المقابل لهم، 


وقد مرت ليلتهما هذه المرة بجو مشحون يشوبه التوتر، بعد حديثهما عن المرأة اللعوب التي مازال منذ الأمس يذكر نظراتها الجريئة نحوهما، ورغم مزاحه في اول ألليل، إلا أنه قضى معظمه تدخين في السجائر والسير على أقدامه ذهابًا وإياباً في الجزء الذي كان يحرسه بشكل فضح توتره .


انتفض فجأة وعقله عمل بسرعة ليخمن مكان عصام لا بل هو متأكد بنسبة كبيرة، بعد هذه الليلة الطويلة من التوتر وانقلاب حالة من بعد رؤيتها، لابد أنه ذهب إلى المرأة، ولابد انها هي صاحبة الاتصالات المتكررة التي تأتيه بكثرة هذه الأيام .

تنهد يعود لنومته باسترخاء وقد توصل للمعلومة دون جهد،


 فهذا الغبي تسير الخطيئة داخل وريده مهما فعل أو أنكر، تنهد يتناول هاتفه، ليكمل ما قطعه الأمس، فلا داعي للإنتظار الاَن، أرسل يبدأ بالتحية؛

-صباح الخير. 

لم ينتظر طويلًا حتى أتته رد التحية برسالتها:

-صباح النور.


ليتبع بالرسالة الأخرى وكذبه متقنة:

-أرجو أن تتقبلي أسفي لقطع المحادثة امس دون استئذان، فقد اقتحم أولادي الصغار علي خلوتي وقتها ولم اتمكن بعدها من إمساك الهاتف.

وصله رسالتها:


-أنا أيضًا خمنت ذلك، مع أن ظني ذهب نحو زوجتك، لكن لا بأس

ارسل لها:

-شكرًا جدًا لتفهمك 

ردت بواحدة أخرى:


-هذه اول مرة تراسلني صباحًا أليس هذا ميعاد تدريسك في الجامعة؟ أم تكون مناوب في المشفى كما اعرف عنك في هذا الوقت. 

تنهد متبسمًا بمرح يبعث برده:

-نعم هذا وقت المناوبة، ولكني استقطعت نصف ساعة من وقتي كي أحدثك، هل تسمحين؟


ضحك ينتظر إجابتها المتوقعة بالنسبة إليه:

-نعم نعم، انا أيضًا تقريبا متفرغة الاَن.

زام بفمه المطبق يفكر في رسالة أخرى تتخطى هذا الحاجز الرسمي قليلًا، ثم أرسل لها:

-إذن ماذا تفعلين؟


❈-❈-❈


نهض عنها ليعطيها  ظهره ثم تناول ملابسه ليرتديها سريغًا بصمت، رافضًا النظر إليها وقد تمكنت بإغوائها له حتى راودته عن نفسه، ليعيد تكرار ذنب قد ظن واهمًا أنه قد تاب عنه.


 تناول سيجارة من علبتها لينفث دخانها عبر فتحة صغيرة من النافذه تمكنه من استنشاق هواء الطبيعي من خارج هذه الغرفة الملوثة بكل شئ فيها حتى هواءها، وبنفس الوقت لا تلفت نظر الجيران إليه.


 يشعر باختناقه ورغبة قوية في كره نفسه وضعفه، لقد كان مصرًا على رأيه وكان يظن أنه قادر على المقاومة رغم معاناته طوال الليلة الفائته في التفكير المستمر وخلق الأسباب التي تمعنه من الذهاب إليها.


 لقد وضع خططًا وأشياء يود فعلها لتلهيه عن التفكير فيها او مطاوعة نفسه للإنسياق خلف العرض المستمر لها، لكن ماذا حدث؟ لا يذكر. 


يذكر فقط انتهاء مناوبته وبعدها تحركت اقدامه نحو الخروج واللحاق بأول وسيلة مواصلات أتت به إلى هنا.

 ثم يجد نفسها بأحضانها وعلى الفراش الذي اعتاد عليه منذ سنوات، وكأنه عقد مشاركة دائمة مع صاحبه!


انتفض فجأة على لمسة من كفها على ظهره من الخلف ليلتفت إليه بوجهه المتجهم يسألها بحدة:

- ماذا تريدين؟

لم تجيبه ولكنها اكتفت بتناول السيجارة من يده لتنفث منها عدة مرات أمام وجهه مع ابتسامة مغوية تجيدها جيدًا.


 ثم استدارت عنه لتسير بخطوات متمهلة واثقة، مع ارتداء منامتها الكاشفة عن مفاتنها بسخاء،

حتى وصلت إلى تختها لتجلس على طرفه واضعة قدم فوق الأخرى وكأنه تناكفه أو هي بالأصل تريد استفزازه وإخراج شياطينه، نعم فهي تبرع في ذلك جيدًا. 


تخصر بوقفته أمامها يطالعها بغضب، وصدره يصعد ويهبط بتلاحق أنفاسه الهادرة بتحفز لتجد نفسها مطلقة ضحكة مدوية على هيئته تزيد من استفزازه قبل أن تخاطبه:

-مابك يا راجل؟ لما انقلاب حالك المفاجئ هكذا، بعد أن كنا....


قطعت عن قصد  لترى رد فعله وهي تشير بيدها على التخت، ليشيح بوجهها عنها وكأنه لا يحتمل النظر إليه، لتطلق ضحكة مدوية مرة أخرى مرافقة لقولها:

-إلى هذه الدرجة المنظر بشع؟


زفر يضرب بكفيه على إطار النافذة بعنف جعلها تستشعر غضبه هذه المرة بالفعل، لتقف فجأة وتخاطبه هذه  بجدية مصاحبة لانفعالها:

-كف عن أفعالك الصبيانية هذه يا عصام، فلست وحدي الشيطانة.

التف إليها بوجهه المظلم ليجدها تردد بتأكيد:


- نعم حبيبي هذه معلومة معروفة، فلا تحاول التنصل من ذنبك، هذا لو اعتبرته ذنب.

عقد حاجبيه بشدة يطالعها بدهشة وكأنه يريد تفسير،  فوجدها تجيبه على الفور بسهولة أدهشته:

-لا تعتبره ذنب حتى لا تشعر بتأنيب الضمير.


اعتلى وجهه ابتسامة ساخرة وهو يرد على،كلماتها:

- هكذا وبكل بساطة يا حبيبة، لا اعتبره ذنب وكفى، حتى لا أشعر بتأنيب الضمير،  ما بالك يا امرأة؟ هذه المشاعر كان من الواجب أن تسبق إحساسك عني، فا أنتِ امرأة وانا رجل.

 

اعتدلت لترد باستهجان:

-وما الفرق بين الرجل والمرأة، في الخطأ المسؤلية تقع على الطرفين، وليس واحدًا فقط كما تظن، فالمرأة الخائنة لم تخن مع نفسها والرجل بالمثل أيضًا.


توقفت بعد أن ظهر على وجهه التأثر. فتنهدت بصوت عالي قبل ان تنهض من محلها وتقترب منه مستطردة باستنكار:

-لما تدخلنا في هذا النقاش الأحمق؟ لم نعكر صفو جلستنا، بعد أن كنا على مقربة من لمس النجوم  منذ قليل..


ظل مطرقًا رأسه نحو الأرض فكلماتها تزيده اختناقًا وشعورًا بالذنب، ولكنها تابعت وهي ترفع بسبابتها وجهه من أسفل ذقنه لتقابل عينيها خاصتيه:


-عصام انظر إلى يا حبيبي، أنا وأنت ناخذ حقنا من الدنيا، متعتنا الوقتية هذه كانت ومازالت هي المخذر الذي ينسينا ما نقاسيه، انا بزواجي في السر من رجل أحمق يكبرني بثلاثين عامًا يظن أنه امتلكني بماله، وأنت بهروبك إلي من عشق امرأة كانت تتمتع بجرح كرامتك بتكبرها وتفوقها عليك.


صمت يستوعب كلماتها التي تمكنت من امتصاص غضبه، ثم قال ردًا على كلماتها:

-ولكن الحياة تعطينا الفرص، وانا دائمًا ما أحاول التمسك بالفرصة، ونسيان الماضي بكل ما فيه، حتى أنت يا حبيبة، فاأنتِ أيضًا من الماضي 


تبسمت بثقة لتجيبه:

-لن تستطيع ولو حاولت، فا أنا أجري بدمك وبداخل أوردتك، لقد قولت لك قبل ذلك، أنت تريدني وأنا أريدك،  والاَن اضيف لك، أنت أبدًا لن تستطيع الاستغناء عني .

يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة