-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 7 - 3 - الجمعة 19/4/2024

  

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل السابع

3

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

قالها وجلجلت بضحكة أعلى ما سابقتيها حتى انتفض منزعجًا للصوت الذي دوى من الهاتف بقوة قادرة على لفت الأنظار نحوه، فهدر هامسًا بغضب:

-أغلقي فمك اللعين يا امرأة، سوف تتسببين لي بفضيحة، وأنا لا ينقصني.


استمرت بقهقهاتها حتى جعلته يزأر بتحذير لها، لتستجيب اَخيرًا، فقالت بصوت جدي بعض الشئ:

-حسنًا حسنًا لقد توقفت عن الضحك اطمئن، إذن فلتخبرني عن نزهتك مع زوجتك والجيران، هل تستمعا بالوقت؟

زفر بارتياح لعودتها للتعقل قليلًا ورد يجيبها:


-نعم ولله الحمد، لقد استمعت اليوم وضحكت من قلبي، حتى أنني شعرت ببهجة لم تأتيني منذ سنوات.

زامت هي هذه المرة بصوتها لتقول بدلال:

-إذن حبيبي فلا تنسى نصيبي أنا أيضًا من البهجة.

تنهد بتحريك رأسه ليُخاطبها بيأس:


-لا فائدة من الجدال معك يا حبيبة، إذن فانتظريني سوف أعود بالسيارة على العاشرة أو الحادية عشر مساءًا.

ردت بلهجة مرحة:

-حبيبي أنا دائمًا في انتظارك. 


انهي المكالمة ثم ارتد عائدًا إلى جلسته في الكازينو مع  ابتسام وجاره وزوجته التي تفاجأ بمرورها أمامه بالصدفة، عائدة من الطرفة المؤدية إلى حمام السيدات. 

تسير بخطواتها البطيئة لتراعي حملها الصعب عسى أن يتم على خير هذه المرة ويرزقها بالطفل الذي تحلم به، 


فكما علم من رفيقه وزوجته، فإنها تحزن بشدة وتدخل في نوبة اكتئاب في كل مرة أجهضت بها جنينها، وقد حدث هذا ثلاث مرات حسب ما يذكر.... يالهي .

هتف بارتياع راكضًا نحوها فور أن شعر بها تميل بوقفتها وعلى وشك الوقوع، ليلحقها هو بسرعة ويسندها:

-إحذري يا عزة.


تمالكت وهي تغمض عينيها حتى استعادت اتزانها بوقفتها، لتردف له بامتنان وعلى حرج حتى ينزع ذراعيه عنها:

-الحمد لله، مرت على خير، شكرًا لك.

تابع يسألها بقلق ووجهه قريب منها بوضع أصابها بالتوتر:


-متأكدة أنك تستطيعي الإكمال وحدك؟ أم أُهاتف زوجك او ابتسام لمساعدتك؟

نفت بتحريك رأسها بتشنج حتى يرفع كفيه التي مازلت متشبثة بإسنادها:

-لالالا أستطيع الإكمال وحدي، جزاك الله خيرًا.


هتفت بها بقوة جعلته وهي تتململ بين يديه ليستشعر هو خطأه، وينزع كفيه بشرود بها، فهذه اول مرة يتطلع لها عن قرب ويرى ملامح وجهها جيدًا، هذه ليست امرأة دميمة او حتى قليلة الجمال، هذه الصفة لا تنطبق أبدًا على واحدة مثلها تملك عيون عسلية تخطف القلب من نظرة واحدة.


حتى وإن كانت نحيفة؛ لكنها بملامح هادئة أو ع الأصح هى امرأة حفر البؤس على صفحة وجهها لوحة معبرة عما تشعر به بداخلها من حزن.


 لا ينقصها الجمال، بل ينقصها الحب والإهتمام حتى تستعيد رونقها ونضارة بشرتها، هو ليس صغيرًا أو قليل الخبرة حتى لا يعرف من نظرة واحدة إن كانت سعيدة أم تعيسة، هو ليس بالأعمى حتى يغفل عن جمال تخفيه امرأة للرجل الذي يستحقها، فهل يا ترى هذا الأحمق عمران يستحقها؟!

 

أجفل من شروده على صوت عالي وحركة كبيرة من البشر حوله، فتقدم بخطواته قليلًا ليرى ما الأمر وكانت المفاجأة؛ أن صعق برؤية اخر ما كان يتوقعه، عمران رفيقة هو صاحب المشاجرة مقابل رجلين اَخرين، وقد تجمع البشر حول كل جهة ليفصل بينهم.


❈-❈-❈


-إتقي الشر وابتعد عنا أيها الاحمق، حتى لا نعيد تربيتك من جديد.

هتف بها أحد الرجلين بتهديد صريح من اللذين يتشاجر معهما، فهدر غاضبًا وهو يجاهد لفك أسره من جمع البشر التي كانت تحاصره لتمنعه عن الفتك بهما:


-أنا من تعيد على تربيتي يا قليل الحياء والأدب، اقسم أن جعلك وصاحبك عبرة لمن لا يعتبر، حتى لا تعيدها مرة أخرى وتغازل نساء غيرك، اتركوني يا بشر، لماذا تشددون من حصاري وتتركا هذا الفاسدين؟

-لأنك أنت من تتشاجر على ضربهم.


هتف بها إحد الرجال حوله كإجابة عن سؤاله،  ليستمر هو بصياحه الهادر يريد تأديب الرجلين، حتى أتى عصام على صراخه بعد أن اقتحم زحام البشر ليسأله بقلق:

-ما بك عمران؟ لما هذا الشجار والصياح؟ ماذا فعل هؤلاء الرجال معك؟


صاح به يجاوبه وهو يُشير على أحدهما:

-تعالى يا عصام لترى بنفسك وتعرف أن هذا الفاسد حاول التحرش لفظيًا بزوجتك والاَخر كان يساعده ويؤيده.

-زوجتي أنا، تحرشا بها!


صرخ عصام بها قبل أن يتابع بالسباب الوقح وهو يندفع نحو الشابين ليهجم عليهما، لتنفتح معه جبهة أخرى للقتال وتنتشر الفوضى في قلب الكازينو بالعراك المحتدم بين الرجلين المتهمين بمغازلة ابتسام ضد عصام زوجها الذي دفعته الحمية للدفاع عنها مع عمران الذي استطاع ان يفك نفسه اَخيرًا ليأخذ فرصته لضربهم.


 مع محاولات كبيرة من باقي الرواد والعمال للفصل، بين الجبهتين، صاحبة المشكلة والتي انزوت في زاوية وحدها تتطلع برعب لما يحدث حولها، وما قد ينتج بعد هذا الإحتدام الذي لا تجد له معنى كما تذكر.


قبل قليل 

كانت جالسة تتناول بكأس المثلجات وتشاهد باستمتاع برنامجها المفضل ومذيعتها المفضلة بعد استئذان زوجها للرد على إحدى المكالمات، مع ذهاب عزة للمرحاض، لتجد نفسها على طاولة وحدها مع هذا المدعو عمران  زوج جارتها وشريكهم في الملحق بعمله مع زوجها.


في غمرة اندماجها في الحوار الدائر بين المذيعة والضيف كانت تلتفت أحيانًا على نظرات احد الرجال لها، جالسًا على طاولة بالقرب منها في الجهة الأخرى، ابتساماتٍ ونظرات إعجاب تعلمها جيدًا.


 بالطبع هي كانت تدعي التغافل وتجاهله، رغم ابتسامتها مع المشاهدة ونظرات عينيها التي كانت تنتقل إليه دون إرادتها.


فهذه اللمحات هي ما تجعلها تستعيد الثقة في نفسها، بعد خيبة الأمل التي تلقتها من زوجها عقب تأنقها والتغير الذي أحدثته بنفسها، حتى تليق بالخروج معه كي يفخر بها، ولكنه وكالعادة لم يعطيها سوى كلمة مقتضبة وكأن كل جهدها في ما تفعله لإرضاءه لا يساوي شئ.


كانت تشعر بالإطراء المبهج مع تلميحات الرجل المشبعة بالإعجاب، حتى تطورت لغمزات غير لائقة، أشعرتها بعدم الارتياح، لتنهض فجأة مستئذنة من عمران الجالس خلفها حتى تستعجل زوجها، وهي لا تعلم انه كان يتابع كل ما يحدث على بركان يغلي، في انتظار الفرصة للإنفجار.


لتأتي فور ابتعادها، وذهاب الرجل خلفها لتوقيفها بسؤال تافه، عن مكان المراحيض النسائية، وهي من غباءها تجيبه بعدم معرفتها ليتابع بلؤمه وسؤالها من أين هي؟ واين البلدة التي تأتي بالجميلات مثلها؟ حتى بواحدة تشبهها هو الاخر، وقبل أن تصرفه من نفسها وجدت هذا العمران يجر الرجل من خلف عنقه هادرًا له بفحيح:


-أستطيع إجابتك أنا يا خفيف الظل.

أتيع قوله بضربة قوية برأسه على جبهة الرجل جعلته يترنح، قبل أن يأتي صديقه للدفاع عنه ويتطور الأمر بعد ذلك لهذا الشكل .


رفعت رأسها تبحث بعيناها عن عزة التي غابت منذ ذهابها للمرحاض، فوجدتها واقفة مع مجموعة من النساء،  تشاهد برعب المسكينة، لوحت لها من بعيد فانتبهت لها الأخرى باستفهام وقلق مما يحدث، أومأت لها بعيناها كي تطمئن، ثم مدت كفتا لتشير لها لتأتي إليها في الزواية الآمنة بعيدًا عن محيط الشجار.


 وحتى لا تتأذى أيضًا من الزحام، فهمت عزة فتقدمت خطوتين قاصدة المكان الفارغ ليلتقيا به ولكن ولسوء الحظ، اندفع أحد الرجال بضربة قوية من أحدهم ليرتد بظهره كقذيقة واصطدم بها لتقع على الأرض بعنف، لترافقها صرخة مدوية من ابتسام جعلت الجميع لينتبه لها:

-عزززة.



يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة