رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 8 - 3 - الثلاثاء 23/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثامن
3
تم النشر يوم الثلاثاء
23/4/2024
فهذا المنزل منظم بإتقان ولا شئ يبتعد عن محله، حتى
يبدوا للفرد جيدًا المحافظة الشديدة في كل قطعة، نظر أمامه للصورة المؤطرة والمعلقة على الجدار لعمران وعزة بملابس الزفاف.
هو بجسده العريض، وهذا التشوه بوجهه المعروف به ، تركزت عينيه عليها، تضحك كعصفورة بين يدي وحش، يبدوا انها كانت فرحة ومستبشرة خير بزواجها، عكسه هو، هذا الدبش لا يعرف الضحك حتى في يوم زفاف.
زفر وهو يحرك رأسه بعدم رضا عن أسلوبه، قبل أن يعود إليها، يتأملها بالفستان الأبيض وزينة وجهها.
لقد كانت جميلة بحق ولم تكن نحيفة إلى هذه الدرجة، ترى أن يكون الضعف الذي أصابها من كثرة الإجهاض، هو من جعلها بهذا الوهن؟ وهو أيضًا ما زرع نظرة الحزن بعينيها؟ أم ماذا حدث لها لتُصبح بهذه الهيئة المنطفئة؟
نفض رأسه ليبعد أنظاره عن الصورة ويكف عن التفكير، ليتابع التنقل في ارجاء البيت؛ الذي دخله كثيرًا، ولم يحدث في مرة أن وقف بحرية به هكذا ليتطلع بداخله هكذا، وقعت عينيه على هذا الشئ.... يا إلهي ماهذا؟
غمغم بها بداخله نحو زاوية بعيدة بعض الشئ عن مدخل المنزل، ارتصت بها عدة عرائس لعبة، قديمة وحديثة بأحجام مختلفة.
تبسم وهو يتناول إحداهم، يتخيل بمكر أن يكون عمران الجلف قد أتى بهم في فترة الخطوبة لزوجته:
-لماذا تضحك؟
تفوه بها عمران من خلفه ليلتف إليه عصام ضاحكًا بقوله:
-لم أكن أعلم أنك رومانسي يا أبا عمران، يبدوا أنني سوف أعيد النظر بك يا رجل.
تطلع عمران إلى ما يمسكه بيده ليردف بسأم:
-ومن قال أنني انا الذي أتيت بهم؟ هذه هواية عند عزة منذ أن عرفتها حتى قبل الزواج، تعشق العرائس وتأتي بواحدة كل عام، حينما تذهب للمولد الشعبي، وأنا لا أمنعها.
-تمنعها؟
تفوه بها عصام مستغربًا الجملة، ليرد الأخر ويجيبه:
-نعم لا أمنعها رغم أني اكره هذه الأشياء.
طالعه عصام قليلًا بغيظ قبل ان يترك العروسة مردفًا:
-لقد قولت من الأول أنك جلف وصدق تخميني؟.
هتفت عمران بغضب:
-ماهذا يا عصام انتقِ اللفاظك انا لا أسمح، ثم أيضًا يعني... انا لا أفهم مقصدك.
أجابه المذكور كازًا على أسنانه:
-مقصدي أن هذه الأشياء البسيطة تُعجب النساء وهي ما تجعلهم يتعلقون بعشق الرجل، لا أدري كيف يفوتك هذا؟ في ان تشارك زوجتك هذا الشئ الذي تظنه تافه، يكون كبيرًا جدًا ف نظرها، تبسم عمران يقول بسخرية يقصدها:
-منك نستفيد يا سيد عصام، نورت المحكمة بقولك.
طالعه عصام بعدم رضا صامتًا عن الرد، والاَخر يتابعه بحنق من دخله، لا يعجبه هذه النبرة الناصحة منه، بصفته الخبير في أمور النساء، ليجعله يشعر بقرار نفسه أنه الغشيم الذي لا يهتم بزوجته كالذي نوهت عليه الأخرى أيضًا في بداية السهرة بتهكم واضح، قبل أن يحدث ما حدث بسببها.
انتبه فجأة والتفت رأسه للخلف على ندائها بأسم زوجها:
- عصام.
تطلع إليها المذكور باستفهام فاقتربت منه بهيئة متعبة:
-اريد مفاتيح الشقة كي أذهب لأبدل ملابسي.
سمع منها عصام وتناول علاقة المفاتيح من جيب بنطاله، ليُعطيها لها، فتحمحم عمران ليقول بحرج:
-إذن سأطلب منك الإذن يا عصام أن تتولى أنت وحدك الحراسة الليلة، تعلم أني لا استطيع....
-ولما لا تستطيع؟ سأبيت أنا معها الليلة .
هتفت بها ابتسام بمقاطعة أجفلته، ليُكمل على قولها عصام:
-إذن فليس لديك حجة لتتولى العمل معي الأن؟ وفي الصباح يدبرها الله.
اومأ له عمران بعقل مشتت، بعد أن أخبرته أنها سوف تبيت الليلة بغرفة نومه، ومن المؤكد على نفس تخته بجوار عزة... على خاطره الاَخير تذكر زوجته والذي حدث معها لينفض رأسه من حماقة الأفكار بها
وانتبه على قول عصام وهو يخاطبه بعد انصراف زوجته:
-سأبدل ملابسي أنا أيضًا واستحم كي أذهب وأعيد السيارة لرفيقي وبعدها اللحق بك في الحراسة.
❈-❈-❈
-للواحدة يا سيد عصام؟ ولماذا لم تنتظر بسهرتك للصباح افضل؟
تفوهت بها ساخرة بعد أن فتحت له باب منزلها ووقفت له متخصرة، زم شفتيه يرمقها بسأم قبل أن يتركها ويتحرك لداخل منزلها دون رد، ليتركها على تخبطها تتمتم بالكلمات الحانقة خلفه.
ولكنه استمر بخطواته حتى وصل إلى صالة الاستقبال في منزلها ليجلس على اقرب المقاعد، ليزفر بقوة، ويضع مفتاح سيارتها على الطاولة أمامه، فتبعته تجلس أمامه قائلة:
-ما بك يا سيد عصام؟ حتى كلماتي لا تجيب بالرد عليها؟
زفر مرة أخرى بقنوط يجيبها:
-ماذا تريدين يا حبيبة؟ سيارتك وقد جاءت سليمة من كل شئ، وانا مُتعب ولابد لي من الإنصراف.
قال الاَخيرة وهو ينهض عن مقعده ولكنها أوقفته تجذبه من ذراعه:
-توفف يا رجل، وهل شعرت الارض بك حتى تنصرف؟
طالعها قليلًا ليردف لها بإرهاق:
-لا أستطيع الوقوف على قدمي، ومع ذلك لابد لي من الرجوع إلى المركز كي أستلم نوبة عملي مع عمران الذي تركته وحده منذ ساعة.
وقفت تخاطبه بعتب:
-بعد انتظاري لك كل هذه الساعات، وبعد هذا التأخير، تتركني وتذهب يا رجل .
قضم باسنانه على شفته السفلي وهو يشيح بأبصاره عنها قبل أن يعود إليها يرد بغيظ:
-يا امرأة انظري لوجهي جيدًا لتعلمي أنني على وشك الأنفجار، لقد مررت بليلة عصيبة شجار ومشفى وطفل على وشك الإجهاض، لست حتى بمزاج يسمح لي بالكلام من الأصل.
ظهر على وجهها التفهم لتسأله بقلق:
-إذن أخبرني كي اكون على علم، ولا تركني هكذا؟ اَخر مرة حدثتك في الهاتف، كنت على خير ما يرام، وأخبرتني عن بهجتك ومرحك.
رد عصام بلهجة خفت حدتها:
-نعم يا حبيبة، الوضع كان على أجمل ما يكون، قبل أن بنقلب الوضع بشجار كبير خضناه انا وجاري عمران مع شابين تواقحا بالكلمات على زوجتي، فكانت النتيحة أصابة غير مقصودة لامرأة عمران الحامل بجنينها، فكادت ان تجهضه لولا ستر الله وحفظه.
نحمد انها مرت على خير، ولكن الوضع مازال في خطر.
قالت بتأثر بعد الذي قصه عليها:
-مسكينة، ولكن عوض الله ليس ببعيد لو لا قدر الله حدث شئ ما للطفل..
ربت بكفه لينزع يدها الممسكة بقميصه، ثم أردف:
-انتِ لا تعلمين شئ وانا ليس لدي وقت للشرح، فاتركيني الان اذهب كي أذهب إلى عملي وما ينتظرني، اركِ بخير ان شاء، سلام .
أردف بالاَخيرة وهو يلوح بكفه في الهواء، ثم انصرف يتركها، لتعود لجلستها على الكرسي خلفها، لتقع عينيها على صاحب الصورة ذات الحجم الكبير في الخارج، تطالعه بقرف، متمتة:
-وأنت ايها الأحمق، ما رأيك؟
تنهدت تُشيح بوجهها عنه مغمغمة :
-وما الفائدة لأخذ رأيك من الأساس؟ إذا كنت حتى في منزلك لا تملك الحق للإدلاء برأيك، وزوجتك هي صاحبة الكلمة العليا؟ غبي.
❈-❈-❈
-في غرفتك يا عمران وعلى سريرك!
يردد بالكلمات وكأنه معتوه يحدث نفسه في فراغ الظلمة حوله، الدخول في الشطر الاَخير من الليل، واختفاء حركة البشر إلا من بعض المحلات القليلة التي لا تغلق سوى بسماع اذان الفجر.
يقطع السير في الأنحاء بادعاء الحراسة ولكن في الواقع هو توتر أو شئ اَخر لا يعلمه يجعله على غير استقرار، جلس يفرك بكفيه على صفحة وجهه، باضطراب من تواتر الأفكار المتتابعة برأسهِ دون هوادة، يمسك بهاتفه كل دقيقة، تدفعه رغبة شديدة في مراسلتها، فصفة الطبيب تمنع عنه أي حرج .
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..