رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 10 - 3 - الجمعة 26/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل العاشر
3
تم النشر يوم الجمعة
26/4/2024
رغم ان الوضع كان غير مشجع على الإطلاق فالفتيات هناك، كانت اقصى أمانيهم الإيقاع بالعريس الوسيم أو الغني.. وانا كنت دائمًا ما اعارض أفعالهم في مرافقة الصبيان وارتداء الملابس المحكمة على أجسادنا، كما كنت أنصحهم بالإلتفات للدراسة وترك هذه الأشياء العبثية.
-وماذا حدث
سألتها عزة لتعلم بالباقي، فتبسمت لها ضاحكة:
-تزوجت أنا وتركتهن يكملن الدراسة.
قالتها وظلت تضحك حتى اضحكت عزة معها لتستطرد بعدها:
-كان دائمًا ما يتقدم شباب البلدة لخطبتي من والدي وأنا اتحجج بالدراسة رغم سخط والدتي، لكن وفي السنة الأخيرة تقدم جابر، وكان هذا من عائلة شهيرة في البلدة بامتلاك الأراضي الكثيرة.
حاولت الرفض ولكني أمي كانت على وشك الإقدام على قتلي، وأخواتي البنات اعتبرن رفضه ضربًا من الجنون، ومع الإلحاح المستمر على رأسي، وافقت عليه، ليكون نصيبي واول حظي في الزواج، كان صغيرًا لا يتعدي العشرون وانا وفي السابعة عشر.
ضحكت عزة تردد خلفها:
-لم يكمل العشرين وانتِ في السابعة عشر، لقد كنتم أطفال يا امرأة.
اومأت برأسها تردف لها:
-نعم كذلك كنا أطفال، ولكني كامرأة معي أمي توجهني وهو كرجل كانت والدته توجهه.
عشت في هذه الزيحة أسوء ايام مرت علي في عمري كله، عمل شاق في خدمة المنزل وتنظيف الحظيرة ورعاية الماشية، ورجل لا يعي شئ بأمور النساء سوى العلاقة بين الرجل والمرأة وفقط، مؤامرات من النساء زوجات أشقائه في المنزل.
وشجار دائم وقرارت مجحفة من الوالدة السيدة الكبرى وانا أبكي وأطالبه أن يأتي بحقي ولا يفعل شئ، حتى فاض بي وطلبت الطلاق رغم رفض والدتي، لكي أواجه بعدها بمرارة الطلاق لسنوات قبل أن اتزوج عصام وانتي على علم بعلاقتي بهذا.
أنهت قصتها بوجه حزين وشارد، فتبسمت لها عزة تقول بسخرية لتخرجها من حالة الإكتئاب التي تلبستها:
-لا يعي شئ بأمور النساء، لماذا يذكرني بعمران هذا الرجل؟
رفعت رأسها الأخرى منتبهة لتضحك مرددة:
-يبدو لي كذلك يا امرأة، إنه بالفعل يشبهه، يا إلهي يا عزة، تبتلين أنتِ بعمران وأبتلى أنا بجابر.
ظلت تضحك ومعها الأخرى حتى توقفت عزة لتردف لها بجدية:
-ولكن جابر كان صغير ويتعامل عن جهل، ولكن عمران كبير ويتعامل معي هكذا عن عمد.
توقفت أيضًا الأخرى عن الضحك لتسألها فجأة:
-ما مستوى تعليم زوجك يا عزة؟
-ليسانس أداب .
-هاا
شهقت بها مندهشة بصوت فكاهي جعلت عزة تعود للضحك مرة أخرى، قبل أن تسألها بعدم تصديق:
-لايبدو عليه يا امرأة، عمراان زوجك انتِ، هذا الجلف، حاصل على شهادة إعدادية!
ضحكت لها الأخرى لتجيبها:
-نعم جامعية ولكنها كانت في المنزل عن طريق الانتساب لظروف عمله، فقد أخذها بعدما بلغ عامه الخامس والعشرون.
مطت بشفتيها الأخرى وهي تهزهز برأسها تستوعب الخبر، لتُجفلها فجأة عزة بسؤالها:
-لكن ما الذي حدث ليجعل هذه الأفكار والذكريات البائسة تعود لرأسك الان.
-ههمم
قالتها بعدم تركيز وردت الأخرى تجيبها:
-أسألك يا ابتسام عن السبب الذي ذكرك بهذه المواجع.
تلبكت تجيبها:
-اا لا شئ، فجأة طرأت على رأسي هذه الأفكار
-فجأة!
رددتها عزة خلفها بعدم تصديق، ولتُصر الأخرى هي على رأيها:
-نعم فجأة.
❈-❈-❈
عاد من الخارج يصفر بفمه واضعا يديه في جيبي بنطاله، ولج من الباب الحديدي لسور المنزل، ثم أغلقه جيدًا، ثم صار يكمل طريقه في اتجاه عمران الذي كان يتابعه بتمعن، يتمختر في سيره رائق المزاج بعد أن قضى وقتًا ممتعًا مع عشيقته.
وفي المنزل تنتظره حمقاء غبية يذلها ويُهينها، ثم يضحك عليها بكلمتين بعد ذلك، وتُصبخ كالخاتم بأصبعه، يتعامل معه هو بأخوية مفرطة وفي ظهره ينعته بالجلف حتى يشوه صورته امام المرأة الوحيدة التي مال قلبه إليها.
ألا يكفي تشوه وجهه، ليزيد عليه بتشويه شخصيته بالصفات السيئة، وهو الحقير الذي تعشقه النساء، بكل عيوبه، مهما كانت صفاتهن.
-مساء الخير يا أبا عمران.
قالها كتحية فور اقترابه، ليرمقه الأخر بنظرة قائمة قبل أن يجيب التحية بنبرة تبدوا عادية وتُخفي ما بصدره:
-مساء الخير يا صديقي.
شدد على الأخيرة ولكن الأخر لم ينتبه وهو يتناول كرسي ليجلس عليه.
فتابع يسأله:
-عدت متأخرًا عن ميعادك بساعتين وقد أخبرتني أنك لن تغيب أكثر من ساعة واحدة.
اضطرب عصام وهو ينظر بساعة يده ويتبين صدق قول الأخر، فرد يجيبه بكذب مفضوح:
-لقد تأخرت في المواصلات، ساعة كاملة انتظر الأتوبيس يا رجل، لقد مللت وفاض بي، حتى صرت على وشك الشجار مع أحدهم.
سأله عمران:
-ولمَ لم تأتي بسيارة أجرة؟
-همم
-أسألك لماذا لم تأتي بسيارة أجرة؟
سمع ليجيب بدراما:
-لم يكن معي المال الكافي، وأنت تعلم سائقي الأجرة هذه الأيام، لا يملأ عينهم سوى المبالغ العالية، لعن الله الفقر، لعن الله الفقر.
اومأ له عمران برأسهِ، قبل أن يشيح بوجهه عنه ليُظهر عدم اقتناعه، وزاد الاخر لترضيته:.
-مابك يا عمران؟ يبدوا أنك لا تصدقني؟ أو تظنني أكذب عليك يا رجل؟
❈-❈-❈
يردف بالحجج الكاذبة حتى يسترضيه، مرة يذكر عن تأخر رؤية صديفه المريض في المشفى بسبب إجراءات روتينية تتبعها الإدارة هناك لزائري المرضى، ثم لقاءه بالرجل الذي كان يتمسك به ليجالسه ولا يرحل ويتركه، ثم الأخيرة انتظاره الأتوبيس العام الذي استغرق وقتًا كبيرًا حتى وصل.
ثم وقتًا اخر في زحمة السير، كلها كانت أعذار واهية في نظر الاَخر، مع علمه الحقيقي بالسبب الحقيقي خلف تأخره لذلك لم يريحه ولو بنظرة واحدة تخبره بالإقتناع، لذلك جاء رده اَخيرًا بحسم، كي يحفظ هيبته وليرد لنفسه ولو شئ بسيط مما فعله به الليلة، وحتى لا يترك له المجال منفتحًا للاَخر، ليعبث ويلهو كما يحلو له:
-اسمع يا عصام، قد يلجمني صون الجميل الذي تفعله انت وزوجتك مع امراتي ومعي أيضَا....
هتف عصام يقاطعه:
-ماهذا الذي تتفوه به يا رجل؟ هل أصبح ما بيننا يسمى بالجميل والمعروف؟ لما تجي...
قاطعه عمران هو الاخر بصرامة:
-إسمع كلامي للآخر يا عصام ولا تقاطعني، انا اقص....
-ولكن يا صديقي......
قاطعه للمرة الثانية فهدر عليه بنفاذ صبر:
-كف عن المقاطعة يا عصام ولا تكررها للثالثة، حتى لا أصب جام غضبي عليك ولن يمنعني شئ، هذا جدي ولا يقبل النقاش.
صمت يومئ برأسه المذكور مضطرًا فقد فاجأته النبرة الشرسة من عمران، وقد علم بفطنته، أن احتقان الرجل من تأخره قد بلغ الحلقوم الاَن، وعليه هو التريث لامتصاص غضبه، ليغمغم بداخله السباب نحو حبيبة التي أجبرته بألاَعيبها، حتى نسي معها الوقت وما اتفق عليه مع رفيقه.
فتابع الاَخر:
-لن أنبهك مرة أخرى عن حجم المسؤولية الملقاة على عاتفتا، لأني وبكل وضوح لن أتسامح أو أتساهل مرة أخرى بها، حتى لا يُصاب محل عملنا بالضرر ونتأذى أنا وأنت وزوجاتنا من بعده.
صمت برهة لمتابعة ملامح وجه الاَخر المترقبة، ثم استطرد بحسم:
-من الاَن لن يترك أحدنا محل عمله من وقت استلام النوبة، وحتى انتهاءها سوى في حدود الطوارئ القصوى، وهذه معروفة، لذا فقد أظن أن زيارة صديقك أو حتى والدتك ليست من ضمن حدود الطوارئ ا
لدينا ساعات جيدة بالنهار، تكفينا للنوم ولتقضية المصالح الخاصة والزيارات الشخصية وغير شخصية، أظنني بقراري هذا لا أتجنى عليك يا صديقي.
شدد مرة أخرى على الأخيرة بقصد، ثم اردف:
-فهذا هو الشئ الطبيعي لمسار حياتنا هنا كحارسي الليل لهذا المبنى الضخم، الغرض هو أن نأخذ العمل بجدية، وبعيدًا عن أي مصالح شخصية، ها ما رأيك فيما قلت؟
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..