-->

رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 11 - 3 - الجمعة 26/4/2024

   

قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






رواية ما بين العشق والهوس

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الحادي عشر

3

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024 

لقد طلبوني الاَن من أجل شئ ضروري في المشفى، ولكني وقبل الإنهاء أريد ميعاد مخصوص لنا في اليوم لنتحادث فيه، حتى لا يضطر أحدنا لانتظار الاَخر .

بعثت إليه بالموافقة على نفس ميعاد اليوم، وفور إغلاق الهاتف ورؤية التاريخ المدون عليه، استدرك وتوسعت عينيه بإجفال، ليعود مرسلًا مرة أخرى:


-إبتسام، ارجو منكِ أن تنتبهي جيدًا لهذه الرسالة، لقد قارب ميعاد مجيئي مع زوجتي للكشف الشهري لأهل المنطقة كما تعلمين، ولم يتبقى من الزمن سوى خمس أيام، لذلك وصيتي إليكِ، ألا تتكلمي معي وقتها على الأطلاق حتى لو رأيتني بالقرب منك، لأنك لو حاولتي سوف اتجاهل او أرد بنبرة عادية بعدم معرفة.


هذا لمصلحتي ومصلحتك، لا أنتِ تريدي إفساد زواجك ولا أنا، ما بيننا إحساس جميل ارجو ان يدوم دائمًا.

علم بقرائتها الرسالة، فلم ينتظر كثيرًا حتى أتاه ردها  بقلب احمر كبير.


❈-❈-❈


مرت الأيام الخمس المتبقية بالاَحاديث اليومية بينهم، على نفس الميعاد الذي اتفقا عليه، ف كانت تتطور تدريجيًا منه بذكاء، من تعارف عن قرب؛ بأن تقص له عن نشأتها وظروف زواجها من عصام الذي كان جيدًا في البداية ولكنه انقلب بعد ذلك، وأشياء أخرى كثيرة، 


أما هو فاختلاق القصص عن نشأته أو أي شئ اَخر كان اسهل ما يكون عنده في إقناعها، لعلمه الأكيد بثقتها به وبكل ما يرسله إليها من دلائل بصور قديمة يحملها بهاتفه، او صور أخرى قد حصل عليها بأسلوبه، حينما يريد دخول المنزل الداخلي للمركز الكبير.


 فهو الوحيد من العمال الذي يملك حق الدخول بمفتاح الباب الخلفي للمطبخ، نظرًا لعشرته الطويلة في العمل مع أهل المنزل منذ سنوات.


❈-❈-❈


وعلى فجر اليوم السادس، ازدحم المركز وحتى خارج السور بمئات البشر الذين أتوا بعد حجز دام على طول الشهر، حتى إذا وصل الطبيب عزيز وزوجته، يعمل الإثنان بكل طاقاتهم في فحص الحالات بلا توقف سوى ف الراحة بعض الوقت، او الانتهاء على قرب الفجر، وبعدها يكون ميعاد النوم، ليعاودا نشاطهم على الساعة ١٢ عشر ظهر اليوم التالي.


عمران والذي كان يحمل هم هذه الأيام حمل ثقيل على صدره، نظرًا لمخاوفه من جنونها الذي من الممكن أن يؤدي لكشفه، لو تواصلت مع الطبيب عزيز بالفعل، فقد مر عليه اليوم الأول عاديًا بسلام، ولكن اليوم حمل اليوم الثاني كان أكبر بكثير، فهذا ميعاد متابعة زوجته مع الدكتورة فاطمة.


 فلا بيده يستطيع منعها من مرافقة زوجته، ولا يستطيع منع زوجته عن المتابعة،ولذلك لم يملك سوى مرافقتهن في صالة الانتظار بحجة المساعدة في حماية زوجته من الازدحام، وهو في الأصل يريد المراقبة الجيدة من أجل أمانه.


-كفى يا عمران واذهب لكي تستربح، لا داعي بانتظارك.

هتفت بها عزة أشفاقًا عليه رغم استغراب فعله، إدعى هو الشهامة ف رده:

-كفى ياعزة جدالاً ولا تحاولي معي، لن أتزحزح من محلي سوى بعد أن أطمئن عليكِ وعلى الجنين.

-ولكنك يكفيك تعب الليل والسهر.


تابعتها برجاء ولكنه أصدر صوت زمجرة معترضة جعل ابتسام تخاطبها بنزق:

-اتركيه يا عزة كما يحب ولا تتعبي نفسك.

التفت رأس عمران نحو المذكورة، فوجدها كما توقع، عينيها لا تفارق مدخل العيادة الأخرى، ومرتكزة على باب الطبيب، في انتظار نظرة إليه، او يبادلها هو النظرة كما تعتقد .


ظل عمران يرافبها ويفرك بكفيه بعصبية أثارت استياء عزة التي تمنت انه لم يأتي معهن، فقد سبب بوجوده توترًا لها، وهي لا ينقصها. 

أتى صوت الممرضة بالنداء بإسم عزة كجرعة ماء رطبت حلقه، ليقوم على الفور ويسندها مع الأخرى حتى أدخلوها لحجرة الطبيبة  


❈-❈-❈


بعد قليل 

وبعد ان تفحصتها الطبيبة جيدًا مع رؤية الجنين على الشاشة التليفزيونية، تبسمت وهي تبشرها:

-مبارك يا عزة، انزاح الخطر حبيبتي وحالة الطفل جيدة ماشاء الله.

-بالحق يا دكتورة، انتِ تخبريني الحقيقة ولا تكذبي علي؟

ضحكت الطبيبة تجيبها وهي تنهض من كرسيها:

-سامحكِ الله ياعزة، ومنذ متى انا اكذب يا امرأة؟

تساقطت دمعات الفرح من المذكورة فتدخلت بينهم ابتسام بقولها:

-لا تؤاخذيها طبيبتنا، هذا فقط من فرط فرحتها .

أومأت لها الطبيبة بتأثر:

-نعم اعلم هذا، ساعديها في ارتداء ملابسها، حتى أدون لكم مجموع الملاحظات التي سوف تسير عليها الأيام القادمة.


❈-❈-❈


في الخارج جلس هو محله، بعد ان ادخل زوجته إلى  الطبيبة، لتظل أبصاره متنقلة من هنا لهناك، يحصى الدقائق والثواني لانتهاء هذه الساعة، فخشيته منها أكبر من خشيته من رد فعل الطبيب نفسه لو اكتشف أمره، مسح بكفيه على شعر رأسه يهزهز بقدميه بعصبية مفرطة، أثارت ايضًا استهجان من حوله ولكنهم تجنبوا الشجار معه خشية منه.


 انفتح باب الحجرة فانتفض راكضًا نحو المرأتين يسألهن بلهفة مصدرها توتره:

-ها بماذا أخبرتكم الطبيبة؟

عزة والتي مازالت حتى الآن غير مستوعبة حالته، نظرًا لهدوئه الدائم معها بجميع مراتها السابقة بالحمل، تطلعت اليه صامتة، فتكلفت ابتسام بالإجابة:


-اخبرتنا الطبيبة بالبشرى، حالة الجنين والوالدة بخير.

- الحمد لله الحمد لله.

تمتم بلهفة زادت من دهشة زوجته، ليردف مخاطبًا الأخرى حتى تصرف نظرها ولو قليلًا عن الناحية المعروفة:


-إذا فما الداعي للإنتظار؟ هيا يا ابتسام، ساعديها معي، لنحميها من الزحام .

 -حسنًا صدقت.

أجابته بها قبل أن تتوسع عينيها على خروج الطبيب  عزيز إلى أحد مساعديه يسأله عن أمر ما، إنتبه هو الاَخر فوقع قلبه من الخوف، ليهتف فجأة يجفل الأثنتان:


-ما الذي يوقفكم؟ هيا ياعزة هيا يا ابتسام. 

خرج اسمها بصيحة أزعجتها، لتطالعه بغضب ازداد فور اختفاء الطبيب من أمامها، لتغمغم بالسباب بداخلها منه ومن سماجته التي ضيعت عليها لفت نظر عزيز نحوها، وهي تستلم بوجه مكفهر مستجية لسحبها مع عزة والتي انتبهت هي الأخرى لفعلته هذه المرة.


 فهذا الإضطراب وهذه النبرة المهزوزة، ليست من صفات زوجها الجامد كالجيلد ابدًا، ومع حيرة تملكتها من شئ لا تفهمه اضطرت للصمت والإستسلام في سحبه لها.


 أما هو فلم يتنفس الصعداء سوى بدخول الإثنتين لداخل شقته، حتى يعود هو الأخر وينضم إلى عصام في الشقة الأخرى وينام اخيرًا، بعد أن خرج بهن من منطقة الخطر.


ليمر هذا اليوم على خير أيضًا ولا يتبقى سوى اليوم الثالث والذي كاد ان يمر كسابقيه ولكن ولسوء الحظ. حصل عطل كبير في محول كهرباء المنطقة الشعبية 

اضطر الطبيب وزوجته لإيقاف الفحص والكشوفات 

وخرج الرجل بسيارته مع بعض العمال ليأتي ببعض المولدات الجيدة.


 وذلك لضعف المولدات الموجودة في المخزن عن تشغيل الإنارة الكبيرة والأجهزة الطبية الكثيرة في العيادتين.


مع توقف العمل، تجمع المرضى وذويهم ف ساحة المركز وفي الحديقة وخلف السور في الخارج، لانتظار عمل الطبيب وزوجته التي اخذتها فرصة لتستريح ولو قليلًا مع الطبيبات الاتي يساعدنها في العمل.


أما عمران وبعد أن استلم نوبته المسائية في حراسة المبنى المكدس هذا اليوم بأعداد البشر التي كلما مر الوقت تتزايد ولا تنقص، فقد اتخذ ركنا بالقرب من الملحق، ليستمتع بدفء النار التي أشعلها عصام في هذه النقطة، والتي جعلته يسأله عن السبب:


-لمَ ابتعدت عن منطقتنا المعتادة؟

اجاب عصام والذي كان جالسًا يفرك بكفيه ليتلمس سخونة النار. 

-من أجل النساء.


حرك عمران رأسه ياستفهام متمتمًا، وقد ظن أنه استمع بالخطأ:

-ماذا؟

زفر عصام حانقًا من تأخر فهم الاَخر، ليعيد إجابته بسأم:

-أشعلت لكي نكون بالقرب من النساء، إمرأتي وامرأتك يا أذكى أخوتك 


احتقن وجه عمران من تهكم الاخر، ورد مستنكرًا بضيق:

-احترم نفسك يا عصام ولا تثير أعصابي بكلماتك، كنت اذكر لي من البداية انك أشعلت النيران من أجل حراسة الملحق أيضًا وكفى.



يتبع...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة