رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - اقتباسات - السبت 20/4/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
اقتباسات
تم النشر يوم السبت
20/4/2024
اقتباس (1)
في المنزل، رفع شاهين كفه ليسقط فوق خد منذر بقوة شديدة و واصل الأب صراخه العنيف قائلاً
= يا كلب! قلت لك كام مره خلي بالك من اخوك هو انا مخليكم في مدرسه واحده عشان ايه؟؟ هو كل يوم والتاني يضرب وأنت ولا هنا، هتفضل لحد امتى فاشل كده وعديم المسؤوليه.
وضع يده فوق وجنتيه وهو يتألم من قوه الضربه، وتحدث منذر مدافع عن نفسه
= والله يا بابا ما ليش دعوه قلت له خليك جنبي زي كل مره وقت الفسحه وهو برده اللي بيروح يلعب ويسيبني .. انا ما عملتش حاجه ما تضربنيش
قاطعه صائحًا بعصبية وهو يكاد يهجم عليه مجدداً
= ده انا هموتك مش هضربك وبس! يا فاشل يا زباله تلاقيك كنت بتلعب هنا ولا هنا ومكبر دماغك منه ما انا عارفك.. ما فيش مره بطلب منك حاجه بتعملها، قلت لك هو مريض ولازم ناخد بالنا منه كلنا وبرده كل يوم يرجعلنا مضروب وانت بتكون فين نفسي افهم.
كانت مايسه الأم تحضن معاذ الى احضانها ولم تهتم الى ما يحدث إلي أبنها الآخر فكانت من وجهه نظرها أيضاً بأنه السبب فيما حدث لأخيه، ثم تحدثت قائلة بحرارة وهي تمرر إصبعها على بشرته بحنان
= وبعدين يا شاهين هنعمل ايه كده كتير كل مره يحصل كده، و الحمد لله بنلحقه صحيح بس العيال إللي في المدرسه معاه الاساتذه مش قادرين عليهم يحذروهم من حالته وان محدش يقرب لي، والفالح التاني أخوه مش عارف يخلي باله منه .
ختمت مايسه حديثها وهي تنظر الى طفلها الكبير بغضب شديد وهو بدأ يدمع أكثر شاعراً بالظلم من الجميع تجاه وهو لم يفعل شيء من الأساس، وأخيه هو المخطئ لكن من المستحيل أن يعاقبه أحدهم لذلك يفرغوا طاقة غضبهم فيه دائما و كالعاده.
إبتلع منذر مرارة الإهانة مجبرًا، فهو مضطر للقبول بأي شيء حتى لا يتم تعنيفة فإذا حاول حتى الإعتراض لا يهتم إليه أحد و يعاقب أكثر، لوح شاهين بذراعه قائلاً بجدية
= ما فيش غير حل واحد! خلاص مش هنوديهم مدرسه تاني.. مهما نحذر ونعمل مش هيجي بفايده واحنا مش مستعدين نخسر ابننا
حتى الدكتور في مره نبهني من الموضوع ده اللي زيه وعندهم امراض مزمنه مش مهم أوي يتعلموا لان المدارس اكتر مكان بيحصل في مشاكل ووجع رأس وممكن يتاذوا.. والاحسن لينا نقعده من المدرسه ويكون تحت مراقبتنا وكفايه عليهم لحد كده.. ويجوا الشغل معايا يتعلموا صنعه تنفعهم أحسن.. هناخد ايه يعني في الآخر من تعليمهم .
انتفض منذر بخضه وركض إلي والده وهو يردد من بين دموعه بنبرة ذليلة
= لأ، انا ما عملتش حاجه انا مش عاوز اقعد من المدرسه انا عاوز اكمل تعليم.. عشان خاطري يا بابا هخلي بالي منه بعد كده بس ما تقعدنيش من المدرسه.. ابوس ايدك انا آسف خلاص مش هعمل كده تاني .
كز على أسنانه وهو يبعده بعنف عنه حتي كاد أن يسقط بالأرض من شده الدفع، ثم لوح بيده مهددًا
= انت تخرس خالص وما سمعلكش صوت، ما ينفعش واحد يروح والثاني يقعد عشان نفسيه اخوك وما يحسش انك احسن منه وهو شايفك رايح المدرسه وهو لأ! وان احنا ظلمنا واحد فيكم.. الأحسن تقعدوا انتوا الإثنين.. اللي هيمشي على واحد هيمشي على التاني فاهمني ولا لاء .
زاد وجه مايسه تعقيدًا وهدرت متسائلة بانفعال
= انت بتقول ايه يا شاهين حرام عليك؟ احنا خايفين عليه من اللي بيحصل له في المدرسه من زمايله اللي بيضربوه، وانت عاوز تقعده عشان يشتغل هو ده هيستحمل شغل ولا صحته هتستحمل.
تنهد زوجها وهو يقول موضحاً بهدوء
= اسمعي مني يا مايسه انا بعمل الصح، مسيره هيكبر واحنا مش عايشين لي طول العمر.. وممكن محدش يرضى يشغله عشان مش معاه شهاده ومش هيلاقي فلوس يصرف منها ولا شغله عارفها.. خليه حتى يجي ساعتين ولا نص يوم و اخوه يكمل معايا اليوم كله بس ياخد فكره عن الشغل بيتعمل ازاي .
صمتت لبرهه تفكر جيد بالأمر ثم أردفت قائلة باقتناع
= اذا كان كده ماشي، موافقه بس تخلي بالك منه و لو حسيت انه تعب تروحه على طول ومنذر يكمل.. ده مش هيستحمل يا حبيبي!.
كان منذر يقف بعيد يراقبهم بصمت وهو يحدج بالجميع بأعين دامعة لا يعلم لما يفعلون معه ذلك أليس هو ابنهم أيضاً ويحتاج إلى كل ذلك الإهتمام والمراعاه التي يحظى بها اخوه الآخر! لما دائما يطالب منه هو بالأخص أن يقدم تنازلات الى أخيه حتى وإن كانت ضد مصلحته! مصلحته فمن منهم هنا يفكر فيه بالأساس حتى يفكر في مصلحته، فا الآن سيحرم من التعليم بسبب مرض اخيه اللعين فماذا بعد؟ وكأنه بالفعل كان يشعر بما سيحدث
لاحقا .
❈-❈-❈
اقتباس (2)
في الكافتيريا، زفر الآخر بحرارة وهو يضع قدح القهوة علي الطاولة، ثم نظر نحو ضحي وقال بضيق
= مالك يا ضحى عماله تبصي حواليكٍ كده ليه هو انا خاطفك كل ده عشان طلبت منك نقعد على انفراد! ما احنا في المدرسه ما بعدناش اهو حتى
تمتمت بخجل وهي تفرك يدها بتوتر
= معلش يا أستاذ بس بصراحه مش متعوده اقعد كده مع حد غريب، وبعدين احنا في المدرسه اللي بنشتغل فيها و ده يخلي الناس تتكلم اكتر ممكن حضرتك تتكلم بسرعه وتقول لي ايه الموضوع اللي انت عاوزني فيه عشان انا لحد دلوقتي مش فاهمه حاجه، و لما حضرتك مش عاوزني في شغل امال ايه الموضوع اللي هيكون عاوزني فيه على انفراد
تنهد بقوة باستسلام ثم قال بصوت هادئ
= حاضر زي ما انتٍ عاوزه هتكلم علي طول مع اني واحده غيرك المفروض تكون فهمت الموضوع! جايبك هنا في الكافتيريا وبقول لك عاوزك في موضوع خاص على انفراده يخصنا احنا الاثنين يبقى تفتكري هكون عاوزك في ايه ؟.
هزت رأسها بعدم معرفة وببلاهه، ليكمل قائلاً بجدية
= انا جايبك هنا يا ضحى عشان اعرض عليكي الجواز؟
شهقت بصوت خفيض بعدم تصديق! واعتقدت أنها ربما أساءت الفهم او السمع لذلك ظلت مكانها بصمت ولم تتحرك أنش واحد، عقد حاجبيه باستغراب وهو يتسال باهتمام
= ضحى انتٍ سامعاني انا بقول لك بطلب ايدك للجواز انتٍ ساكته ليه ومبلمه كده
تهدجت انفاسها من اعترافه للمره الثانيه فمعنى ذلك ما استمعت اليه صحيح لقد عرض عليها الزواج؟ هناك شخص تقدم إليها وأخيرا بعد تلك السنوات الماضية كانت لا تستوعب الامر حتى الآن؟ فما يحدث امامها تمنيته كثيراً بالفعل لكن لم تتوقع حدوثه.. برقت أعين ضحي بسعادة وقالت بعدم تصديق
= يعني انا سمعت صح حضرتك عاوز تتجوزني انا! استاذ صالح انت بتتكلم بجد اصلي حاجه مش متوقعه بصراحه .. انت بجد عاوز تتجوزني ولا بتهزر .
مط شفته للجانب ساخراً بملل وهو يقول بتكبر
= يعني تفتكري دي حاجه ينفع اهزر فيها يا ضحى، ايوه اللي سمعتي صح انا عاوزه اتجوزك و عاوز نمره ولدك عشان اطلبك منه كمان.. مش فاهمه مش مصدقه ليه يعني ؟ هو انتٍ مش زي اي بنت ومسيرك تتجوزي ولا انتٍ عامله اضراب على الجواز ولا حاجه
ارتعشت يدها من المفاجاه والفرحه وكل خلايا في جسدها كادت أن تنطق من السعادة، فلا أحد يصدق ما تشعر به الآن؟ أخيراً ستتخلص من لقب عانس! ومن تعليقات المجتمع والناس السخيفه وترتبط بشخص! صحيح يكبرها بخمس سنوات ومن الواضح بأنه سبق وتزوج وهي ما زالت عذراء ولم يسبق لها تجربة الزواج، لكن لا هناك مشكله فهل كانت تحلم بان يتقدم اليها احد من الأساس! هزت رأسها نافية وبابتسامة مشرقة قالت بحرج
= لا الموضوع مش كده بس يعني حضرتك عمرك ما لمحت لي عن حاجه زي كده وعلى طول في حالك وما لكش صداقات فمستغربه الموضوع.. انا اصلا فكرت حضرتك متجوز بصراحه رغم اني مش شايفه دبله في ايديك .
زفير حار اخرجه بقوة وهو يتطلع إليها قبل أن يتحدث بجدية
= هو انا فعلا كنت متجوز بس ما حصلش نصيب، مطلق يعني وما عنديش اولاد، اما كوني يعني مش بلمحلك فانا بصراحه مش من الرجاله اللي لما تعجب ببنت يفضل يعبر بالهدايا والكلام الرومانسي والحاجات دي انا بطلب اتجوز على طول وانا شفتك يعني انك محترمه ومناسبه ليا عشان كده قلت لازم افتحك في الموضوع واشوف رايك .
كان أمر بأنه لم ينجب أطفال حتى الآن بالتأكيد سيسير استغربها لكنها لم تعلق رغم ذلك! فهو رجل لقد تجاوز الاربعينات فلما؟ لكنها ركزت في شيء واحد فقط بانها ستتزوج وتتخلص أخيراً من أقوال المجتمع القاسية .. ولقب عانس!.
زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل تحاول السيطرة على سعادتها البالغة، ثم قالت بصوت ملهوف
= حاضر هديك نمره بابا ومنه هتعرف رأيي، بس أنا اتاخرت بقى ولازم امشي على طول عن اذنك.
نهضت ضحي لترحل والسعاده لا تسعها، لكنه غمغم الآخر بسرعه بغموض
= ضحى استنى انا لسه ما خلصتش شروطي اقصد كلامي يعني، في حاجه كمان عاوز اقولها لك اصل انا بحب ابقى على نور من البدايه طالما مش بعمل حاجه غلط ولا حرام .
عادت إلى المقعد لتجلس مجدداً، وهتفت بتوجس نوعاً ما
= اتفضل سمعاك .
صمت لعدة لحظات تبعها متمتم بنبرة ذات مغزى
= بصي يا ضحى من غير يعني لف ودوران انا من ضمن شروطي للجواز هتكون حاجات كتير صعبه ممكن عليكي، بس اهمهم و اللي لازم افتحك فيه دلوقتي ان بعد جوازنا لو حصل نصيب تعملي حسابك ان انا ممكن اتجوز تاني عليكي عادي لان انا مش بكتفي بزوجه واحده .
انحسرت ابتسامتها فجاه بقلة حيلة وانتشرت الصدمة علي ملامحها، فلما لا يوجد خبر جيد يكمل للآخر بحياتها وسط تلك الغمامة الرمادية، تخشب جسدها وعضت شفتيها بقهر
وأضاف هو ببساطة وهو يرتشف القهوة
= واظن دي لا حاجه عيب ولا حرام طالما هعرف أعدل ما بينكم ومش هقصر مع واحده فيكم .. قلتي ايه.
هل وصل بها الأمر إلى ذلك الحد، ستتنازل عن حقوقها البسيطة وتقبل بذلك العرض الغريب لأجل التخلص من ضغط المجتمع واهلها عليها، عبست ملامحها وهي تهمس بضعف
= لا انا مش فاهمه او مش مستوعبه هو مش لسه حضرتك قايل لي انك مطلق يبقى ازاي يتتكلم في موضوع أبقي زوجه تانيه .
هز كتفيه بلا مبالاة وقال بجمود
= لا انتٍ فهمتي غلط انتٍ هتكوني الأولى لان انا فعلا مطلق و مش بكذب عليكي وتقدري تسالي عليا بنفسك، وعلى فكره مراتي السابقة برده كان من ضمن شرطي عليها ان انا اتجوز عليها تاني وهي كانت موافقه بس احنا اختلفنا بعد كده في موضوع تاني وبعد كده انفصلنا عشان كده بعرض نفس اللي عرضته عليها من البدايه ان انا احتمال كبير اتجوز تاني ولازم يكون بموافقتك لان انا مش من النوع اللي بيعمل حاجه في الخفه طالما ربنا محللها ليا..
رفعت ضحي وجهها إليه بصمت! استطاع حقا فعلها أن يكسرها ضغط المجتمع.. أن يدعس بكرامتها في التراب!.
فكرت بأنها تريد صـفعه.. تريد أن تضربه أرادت المغادرة. فأليس يعتبر هذا إهانة لها. صحيح أنها لا تملك الكثير من المعلومات عن دينها للأسف، لكنها تعلم أن شرع الله حقا ولا تعترض على ذلك! ولكنها تعلم أيضًا أن تعدد الزوجات من المفترض أن يكون بشروط معينة وخاصة يصعب على البعض أو الكل التوفيق بينهما، كما تعلم أنه من المفترض أن يتزوجها بالأول ثم يفكر في الأمر حتى يرى ما فيها من عيوب حتى يقترح رغبته بالزواج مرة أخرى، لكن ذلك يطلب موافقتها على زواجه للمرة الثانية. وهو لم يتزوجها أصلا. من هو هذا الرجل حقًا وكيف يفكر كذلك.
عبس ملامحه باستياء وهو يضيف بتحذير قوي
= بس لازم تكوني حاطه في اعتبارك انك لو وافقتي وجيتي بعد الجواز رفضتي فانا اسف مش هدي لاعتراضك اي اهتمام لان انا من البدايه صريح معاكي! يبقى انتٍ كمان لازم تلزمي بوعودك وتكوني صريحه معايا هل موافقه تكون في زوجه ثانيه في حياتك ولا لاء ؟.
تلعثمت وهي ترى نظراته المهتمة في رأيها بعد أن فجر تلك القنبلة في وجهه أنه إذا تم زواجهما فعليها أن توافق على شرط أن تسمح له بالزواج مرة أخرى، ستتقاسم فيه مع امرأة أخرى. بالطبع يجب أن ترفض، فهل ستتمكن من تحمل شيء كذلك أيضًا؟ لكن هذا هو أول شخص يتقدم لخطبتها وأخيراً بعد طول انتظار! بعد أن كانت تدعو في كل وقت أن يرزقها زوجاً! حتى تنهي بعض التعليقات السخيفة التي تثار حولها، كونها لم تتزوج بعد لأن عمرها تجاوز الخامسة والثلاثين ولم تتزوج بعد، وتريد أن تتخلص من الخلافات العائلية المستمرة. علاوة على ذلك، فإن ما أحزنها أكثر و جعلها تفقد الامل.
هو أن لم يتقدم لها أحد من قبل، وهو الآن أمامها أخيرا، لكنه يضع شرطا مقابل هذا الزواج، وصعب وليس من السهل قبوله! فهل سترفض بعد كل ذلك ما كانت تتمناه وتطلبه من الله منذ سنوات طويلة؟ ظلت صامتة لفترة طويلة دون جدوى حتي أخيراً هزت رأسها يائسة قبل أن تهتف بضعف
= اديني فرصه أفكر طيب!.
همست بألم وكل حرف تخرجه تعنف نفسها و تلعن غبائها ولسانها الذي نطق بأشياء لم ترغب قولها.. فلما هي لتلك الدرجة ضعيفة؟!!، كانت علي وشك ان تقول لا لكن لسانها خانها لتلك المرة ولن تنكر انها لن تستطيع قولها ابدًا... برغم هواجسها من القادم.. برغم ضيقها
فربما ستصبح أكثر من مجرد زوجة واحدة في حياة زوجها المستقبلي... برغم حنقها منه وهو يملاها شروطه كأنه يأمرها وهو على يقين تام بانها ستوافق وتستسلم للامر خاضعه بسبب ذلك المجتمع القاسي عليها، برغم رغبتها في فعل أشياء كثيرة إلا أنها يبدو تستسلم فوراً و تنسحب ببطء رافعة الراية البيضاء وتخبر جيوشها أن الحرب ستعلن في المرة القادمة .
❈-❈-❈
اقتباس (3)
طبعت قبلةً عميقة على وجنته لتغيير الموضوع وهي تقول بنبرة خافته
= نرجع بقى لموضوعنا هتديني الفلوس إللي عاوزها وتخليني أروح اطمن على بابا ولا لاء
مسح أثر قبلتها العميقة بنفور وكان يريد أن يزجرها لكن فجاه تجهمت ملامح معاذ وهو يعتدل شبه جالس مكانه بحده عندما لاحظ اقترابها الزائد منه وما ترتديه يكشف جسدها الناعم و المثير أكثر ما يخفي.. تحركت له و رسمت تعابير مبتسمة وهي تقول بدلال
= مالك ما وحشتكش ولا ايه.
ضغط على شفتيه بقوة يحاول محي صورتها المثيرة عن عقله بذلك المنظر من ذهنه حتي لا تجعله يشمئز بعد أن تنهد بصوت مسموع قائلاً بارتباك
= احم لا بس.. آآ بس غيري اللي انتٍ لابساه الأول ده والبسي حاجه محتشمه أكثر من كده
.. وبعد كده تعالي.
تسمرت في مكانها مدهوشة حينما سمعت ما قاله للتو، ثم ابتعدت عنة بعدم استيعاب هاتفة بسخط
= محتشمه!! ما البسلك إسدال صلاه أحسن.
لمع بريق مخيف في وجه معاذ، ثم بصرامة لا تحمل شيء من التهاون رفع سبابته يحذرها
= بسمه وبعدين خلاص أنسي الـ...
سارعت بسمة تتناول قميصها المنزلية الكبيرة ترتديه فوقها، مرددة بحنق
= خلاص.. خلاص هعمل لك اللي انت عاوزه! حاضر اووف
أغمضت عينيها تتمالك نفسها بالصبر وهي تعتدل واقفة من عليّ الفراش لتغير ثوبها و تجنب نفسها من رفض ما تريد أو إلي الاستماع لمحاضرة زوجها غريب الأطوار.
بينما تنفست عدة مرات بعمق لتضبط انفعالاتها ثم ضيقت بسمة حاجبيها باستهجان وقالت بهمس بحيرة
= ده إيه الراجل المحترم بزياده ده! حتى مع مراته.. الصبر يا رب .
❈-❈-❈
اقتباس (4)
علي الجانب الآخر كانت تتابع صعود العرسان بابتسامه لطيفة ورغم أنها لا تعرفهم لكن تمنت لهم السعاده، و آدم جانبها ينفخ في سيجاره بهدوء، بينما كانت تدعك يديها فألمتها كثيراً من شدة البرد نفخت بداخلهما علهما يتدفئان ولكن عبثا ما فعلت.. فلم تتوقع شده البرودة اليوم! بالإضافة الى ذلك عندما تشعر بالبر تحمر خدودها فجاه و تصقع يدها بشده.
التفت ناحيتها ليلاحظ وجنتيها محمره بطريقه لعينه وهي تحاول تدفئه يديها ليفهم الأمر... فسحب السيجارة من ثغرة ورماها أرضا بعد أن أخذ كفيها وقربهن من فمه وبدأ بالنفخ عليهن بخفوت من انفاسه الساخنة التي أرسلت قشعريرة لكامل جسدها فأرتجفت بتصدع !! تفاجأت من حركته تلك.. بينما هو تنهد يقول هامس بعتاب لطيف
= ما دفيتيش نفسك كويس ليه قبل ما تنزلي الجو مش مضمون .
زحفت الحمرة نحو وجنتيها وهي تطرق برأسها للأسفل تبدو كطفلة صغيرة هاتفه بصوت منخفض مرتبك
= ما توقعتش أن الجو هيبرد كده.. آآ دلوقتي ادفى
هز رأسه بيأس منها ثم أخذ يدها البارده التي كانت مثل الثلج و وضعها في جيب الجاكت حتى يشعرها بالدفء أكثر لتنظر إليه بدهشة كبيرة متسائلة بعينها عما يفعله، ليرد قائلاً بخفوت
= ايديكٍ متلجه أوي، كده هتدفي.
كانت قريبة جداً منه، لذلك أرادت الإعتراض لكن لسانها لم يساعدها كأنها خرسا، أخفضت رأسها بحرج شديد وهي تتمنى أن لا يكن يراقبها احد بذلك الوضع حولهما، حيث ظلوا هكذا يدها داخل جيب الجاكت وهو يفرقها برفق ليشعرها بالدفء...
لكن لا يعلم المشاحنات التي تحدث داخلها اثر تلك الحركه و الاهتمام! حاولت بكل الطرق ان لا ترفع عينها للإمام لكن خانتها مع الأسف فأستدارت مواجهة لعينه بطريقة سببت لها عقدة مريبة فألقت عيناهما معاً لاول زرقاوتاها مع سواده المظلمة! لم تستطع الرمش لوهلة ما شعرت بأن الزمن قد توقف بها شلت جميع حواسها بل ذهبت منطقه هبائاً.. وهو مستمر ببراءة غير عائب بها .
لكن تعجب منها فكانت صامته بطريقه غريبة هذا المره ولا تصدر صوت انفاسها حتي، لكن نبض قلبها بقوة يتسارع وكأنه يضرب صدرها وليس ينبض!
تركها أخيراً وابتعد لتتنفس كثيراً بسرعه كأنها كانت تكتم أنفاسها لوهله، نظر آدم الي ساعه يده وقد اشاح عيناه بعيداً عن ملامح ديمة وهو يقول باختصار
= انا بقول كفايه كده ويلا بينا
أومأت برأسها بالموافقه دون حديث، تحرك وسار أمامها وتبعته وقبل أن تركب بالسيارة وينطلق بها، استمع الى صوت احد ينادي خلف منه التفت آدم ليجد معاذ أبتسم له هاتفاً بمجامله
= ازيك يا معاذ عامل ايه؟ انا سألت عليك اخوك ووالدك بس ما عرفتش اسلم عليك من دوشه الناس في القاعه اخبارك ايه
بادله معاذ الإبتسامة وهو يقول
= الله يسلمك أنا الحمدلله كويس، ليك وحشه والله يا استاذ آدم.. انا اول ما شفتك من بعيد ناديت بسمه وقلتلها نروح نسلم عليك وبالمره نباركلك عشان عرفت بالصدفه انك اتجوزت
تطلع في وجه زوجته بصدمة طفيفة ثم تسائل بحذر
= مش هي آآ دي... المدام برده.
هز آدم رأسه بالايجاب باختصار.... وداخله شاعراً بالضيق والحنق متفهمًا سبب نظراته و صدمته جيداً......ثم حمحم معاذ وهو يسلم علي زوجته بصوت منخفض محرج
= أهلا بحضرتك.
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية