-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 2 - 5 - السبتط 27/4/2024


قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الثاني

5

تم النشر يوم السبت

27/4/2024



جلس بتعابير متجهمة بشدّة غير راضي على علاقتهما و مقابلتهم التي تختصر دائما علي احتياجها للمال وليس احتياجها الى والدها، و ذلك يزعجه بالتأكيد، أحزنه نفورها واعتصر الألم قلبه فسكن كل ما فيه في صمت بائس..

قبل أن يقرر أن يهمس بصوت باهت وعينيه تتشرب هيئة أبنته باشتياق رغم أفعالها


= مع اني حاسس انها مش طالعه من قلبك بس انا راضي بيها، ما قلتليش بقى محتاجه الفلوس المره دي في ايه؟ اصل انتٍ يعني المره اللي فاتت فاجئتيني وقلتلي انك خلاص مش ناويه تروحي المدرسه تاني وهتوقفي تعليمك لحد هنا وانا حاولت اقنعك أن ما ينفعش وانتٍ ما سمعتيش كلامي.. ما تخليش حد يسيطر عليكي يا حبيبتي التعليم هو أقوي سلاح في ايدك و احسن من الفلوس اللي كل شويه بتصرفيها حواليكٍ .


نفخت بضيق شديد وتمتمت رنا من بين أسنانها المطبقة 


= هو انت ناوي تعمل محاضره هنا زي اللي بتعملها في الجامعه اللي بتشتغل فيها ولا ايه؟ انا ما بقتش صغيره وعارفه كويس فين مصلحتي وبعدين بلاش لف ودوران انت عاوزني أكمل تعليم عشان مظهرك قدام الناس ان انت ما شاء الله معيد في جامعه وبنتك هتكون معاها ثانويه بس.. بس ريح نفسك عاجبني حالي كده ومش ناويه اغيره .


هتف بها باستنكار محمل بكل طاقات الغضب داخله


= لو بفكر بنفس طريقتك او الطريقه اللي ملت بيها دماغك خالتك ان انا يهمني المظاهر وبس كنت اتبريت منك من زمان بسبب طريقه لبسك وكلامك اللي ما بقتش مناسبه معايا خالص.. بس اديني لحد اخر نفس فيا بحاول اصلح اي حاجه، عشان رحتي ولا جيتي هتفضلي بنتي للاسف اللي اتربيت بعيد عني بسبب قوانين ظلمه كانت بتسمح لي بوقت محدد اشوفك فيه ويا ريتني حتى كنت بعرف اشوفك في الوقت اللي بتحكم لي في المحكمه .. يلا الله يسامحها خالتك .


ساد الصمت بينهما في حين ظلت رنا تسدد نظراتها مباشرة لحدقتيه المتأججتين رغم تبلدها بالدموع إلا أنها هتفت بصوتٍ فاتر أجوف


= هو انت كل ما تشوف وشي هتقعد تقول لي نفس الكلمتين، بقول لك ايه شكلك مش جايب الفلوس وبتضحك عليا انا قايمه احسن 


هز رأسه بيأس وحسرة ثم أخرج النقود لها هاتفاً بخيبة أمل وخيمة 


= اتفضلي اهي الفلوس بس نفسي قبل ما تاخديها تجاوبيني على سؤال؟ لو كنت على قد حالي ومش معايا الفلوس اللي بديها لك كل اسبوعين تصرفي منها براحتك او تديها لخالتك اللي بتحردك كل مره عليا! هل كنتي هتوريني وشك وتغصبي نفسك تتكلمي معايا .


ارتبكت رنا قليلاً و تطلعت حولها بتشتت فهي بالفعل لا تشعر نحوه بأي حنين او اشتياق بسبب فرقهم عن بعضهم البعض وافعال واحاديث خالتها السيئه عنه، اخذت النقود وتحركت خطوة لترحل متوترة قبل أن تقول بصوتٍ خفيض مضطرب


= أنا اتاخرت ولازم امشي سلام .


❈-❈-❈


عاد منذر إلي الحي مرة أخرى وكان يكثر الإزدحام حوله حيث يتراص بائعين الفاكهة و الخضار علي جانب الشارع و صوت البائعين و أفران عمل الخبز، تجاهل كل ذلك ليصل إلى المحل ليجد الحاج رحيم احد زبائنه المهمين لديه يخرج من المحل بوجه متهجم، أقترب منه متسائلاً باستغراب


= خير يا حاج رحيم مالك .


تنهد براحه ولهفه عندما وجده أمامه، وقال باندفاع


= منذر انت جيت يا ابني تعالى شوف ابوك اللي معلي عليا السعر رغم ان انا اكتر واحد باخد منكم بضاعه وقلت له نزل لي 10% اللي بتنزلهم لي كل مره ويقدر ان انا لسه بجيب عمال يشيلوا وينزله بالعربيات.. الاقيه بيرد عليا باسلوب مش كويس ويقول لي اللي معهوش ما يلزموش دي اخرتها يا منذر 


هز رأسه منذر بيأس من أبيه فإذا خسر ود ذلك الرجل سيخسر الكثير من البضاعه فهو الزبون الاكثر شراء له بالفعل، رفع وجهه و نظر له قائلا بأسف 


= معلش يا حاج رحيم امسحها فيا، وبعدين ما انا نزلتلك المره اللي فاتت 7% اشمعنا المره دي عاوز تزودهم .


أجاب الرجل قال له بإقتضاب و عتاب 


= عندي بضاعه في السوق لسه ما جبتش ثمنها كله وكمان هاخد منكم زياده وزبون ومعروف عنكم وعشمان فيكم يا سيدي دي اخرتها.. تمشوني وانا زعلان من عندكم ده انتم من اول ما فتحتوا وانا باجي اخد منكم وبالذات شغلك انت يا منذر ده انت اكتر واحد هزعل لو ما بقيناش نتعامل مع بعض .


هز رأسه برفض وتحرك سريعاً نحوه، هاتفاً باعتراض


= طب ما تقولش كده وان شاء الله هنوصل لحل يريحنا احنا الإثنين، بص هو الغلا زي ما ماشي عليك ماشي علينا عشان كده بابا رفض ينزل المره دي في السعر .. 


صمت لحظة يفكر بالأمر بعقلانيه وحكمه أكثر واضاف قائلاً بجدية


= بس انت فعلا عشان مش اي زبون عندنا انا هديك بنفس السعر القديم بس مش هقدر ازود لك ال 10% بس ما تزعلش هستنى عليك لحد ما تلم الفلوس بتاعتك من السوق و نتحاسب بعدين واحنا ضامنينك وكفايه كلمتك.. مرضي كده .


أبتسم الحاج رحيم بإعجاب قائلاً بود


= والله يا ابني انا استنيتك كتير واستحملت غلاسه ابوك وقله ذوقه عشان مستنيك تدخل علينا وعارف ان انت اللي هتحلها وماشي عشان الكلمتين الحلوين دول هاخدهم بالسعر القديم .. مع اني مش عارف ازاي الراجل اللي جوه ده ابوك ده انتوا غير بعض خالص وكفايه طولت بالك.. انت ما فيش زيك يا منذر في كرم أخلاقك وطيبه قلبك . 


أبتسم منذر بصعوبة وسط حزنه فالجميع يرى نجاحه وتحملة للمسؤوليه الا أسرته وبالأخص والده، ثم حمحم قائلاً بخفوت


= معلش تلاقي كان متعصب من حاجه تعالى معايا وانا اصالحكم على بعض.


❈-❈-❈


جلست ديمة بمنزل أسرتها بمفردها كالعاده، 

كانت بائسة ومحطمة و مكسورة، تريد الصراخ والتحرر من تلك القيود حيث جرت بأذيال الخيبة و اليأس وهي ترى نفسها دائما وحيده بات تشعر بالزهق والملل والضيق! فلا أحد يشعر بها أبدأ إلا هيثم حبيبها والتي علي يقين تام بأنه عندما يتقدم لخطبتها سيرفضون بالطبع كما أخبرها.


شعرت بالانزعاج منهم فدائما يتركوها هنا بمفردها ولا يسألون عنها ولا يهتمون لامرهم وبعد كل ذلك سيتحكمون في حياتها، يكفي اليوم عندما اتصلت بها شقيقتها.. اعتقدت انها ستاتي لزيارتها لكن تفاجات بها تخبرها بانها لم تاتي هذه المره أيضاً بسبب تعب أبنها المفاجئ واما شقيقتها الثانيه لم تعتذر حتي! لم تعد متفاجئه فهذه اصبحت حياتها .. رغم انهم وعدوها قبل ذلك بانهم لم يتركوها بمفردها ودائما سيرعوها لكن ذلك حدث بعد اسبوع وأحد فقط ومن بعدها بدأت الاعتذارات منهم وعدم الاهتمام.


مجرد مكالمات باردة بينهما ليرضوا ضمرهم لا اكثر، رغم أنها تحاول أخبارهم بألف طريقة وطريقة انها اشتاقت لهم.. وتحتاج اليهم.. تتمنى ان يفهموها.. تكاد تجزم انها تشتاق الى لمسات احضانهما ودفء صوتهم بالمنزل.. أن تكون بين ذراعيهم.. فقد تعبت من الوحده والمواجهه لكل شيء بمفردها هم ناسوها بالفعل.. نسوا وصيه أبيهم وامهم لهم عليها .


وبالنهايه مازالوا يظنون انها ما زالت طفله صغيره لا تفقي ولا تفهم شيء بالحياه.. حسنا إذا كانت كذلك! أليس من المفترض الأطفال يحتاجون الى الرعاية إذا .


تبدلت ملامحها من الضيق والحنق إلي الحزن والدموع التي بدأت تنهمر واصوات بكائها يعلو بالمكان لكن من سيسمعها وهي وحيده به! تود فقط ان تعاتبهم على ما فعلوا فيها.. لكنها تعلم 

لا فائده من الحديث، فدائما يكون المبرر مشغولون وقريباً سياتوا .


تقسم انها تشعر بنشيج صوتها وانين بكائها في كل مكالمة بينهما ويصل صوتها إلي الجيران إلا لهم! لا يشعرون بقيمه ما يفعلوا بها حقا و الى ماذا سيصل بها من صعوبات . هزت رأسها يائسة وأغمضت جفنيها بتثاقل و انهيار كلي في روحها، يعاملها أهلها كـ الغريبة وهي صابرة ومتحملة ولكن إلي متي؟. 


نظرت الى الهاتف من بعيد فا هيثم لم يتصل بها منذ الصباح أبدا يعلم جيد كيف يلعب على أعصابها ليشعرها بالخوف والقلق من هروبه هو الآخر من حياتها والابتعاد مثل اشقائها، انتفضت مذعورة من تلك الفكره فهي متعلقة به بشدة ربما لأنه الوحيد الذي مزال جانبها ولا تريد ان تظل وحيده مطلقاً دون أحد ما جانبها .


زفرت بعدم راحة و استدارت على عقبيها وامسكت الهاتف بتردد وقلق واتصلت به وانتظرت دقائق حتي أجاب، التمعت عيناها 

لتهمس بضعف


= الو يا هيثم انا موافقه اننا نتجوز عرفي في السر!. بس بشرط لازم تجيب اثنين شهود عشان الجواز يكون شرعية وعشان اطمن شويه كمان .


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة