رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 16 - 3 - الثلاثاء 9/4/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل السادس عشر
3
تم النشر يوم الثلاثاء
9/4/2024
عودة الى القاهرة وبداخل المشفى
حيث غرفة مشمش والتي تفاجأت بزيارة الثلاثة لها:
- يا أهلا يا ست ورد انتي والقمرات اللي جم معاكي، تعبتوا نفسكم ليه بس؟
تفوهت بالكلمات مرحبة بهن وامتنانها لزيارتها بباقة الزهور التي أتين بها اليها، رغم قلقها لحال ورد وهذا الحزن الذي يكسو قسماتها، والتي ردت بابتسامة اغتصبتها بصعوبة:
- مفيش تعب يا مشمش، انت بنت حلال ودي حاجة بسيطة متستهلش.
اضافت على قولها روح:
- دا انتي تستاهلي الدنيا وما فيها يا مشمش بعد العمل البطولي اللي جومتي بيه، مش بس شوية زهور ريحتهم حلوة.
تدخلت نادية هي الأخرى تدلي بدلوها:
- لسة يا مشمش مكافأتك الحجيجة هتاخديها من جوزي، غازي بيه، كبير عيلته والبلد كلها، دي علاوة بسيوني عندي ولا غلاوة عياله حتى.
تمتمت بارتياب:
- ربنا يديم الود ما بينكم يارب، بس هي ليه الست ورد شكلها زعلان؟ ولا يكونش بسيوني تعبان؟ انا خدت بالي من ساعة زارني هنا الصبح، وشه قلب فجأة وخرج من غير ما يكلمني.
شاركت نادية مع روح التطلع اليها بازبهلال ودهشة، لتجيبها ورد وقد اعتادت على طريقتها:
- لا اطمني يا ورد، اخويا زين والحمد لله، انا اللي دماغي مصدعة بس شوية كدة
- الف سلامة عليكي يا قلبي
عقبت نادية على قولها:
- شكلك حنينية جوي يا مشمش، مش بس جدعة، احنا حبناكي جوي والله
- والله وانا دا كمان حبيت بلدكم من غير ما اشوفها
ضحكت روح تعقب بمرح على كلماتها:
- ان شاء الله تشوفيها يا مشمش وتيجي تنوريني، ومين عارف يمكن تبجى منينا
حاولت كبح ابتسامتها وقد فهمت المغزى من خلف كلماتها، لتقول بتضرع :
- ربنا يسمع منك يارب، فعلا مفيش حاجة بعيد عن ربنا.
❈-❈-❈
وفي الخارج، كان الحديث متواصلا بين الاثنان:
- شوف يا عمنا بقى، انا مش هقدر اصبر اكتر من كدة، ياريت تتصرفوا وتلاقولي حل، ابن عمك حاطط ايده في المية الباردة وانا قلبي مولع نار.
- لا إله إلا الله
تمتم بها عارف ليستأنف بحنق:
- انت مجنون يا يوسف؟ عايز نضغط على بسيوني والراجل لسة مستوعبش اساسًا جوازك من اخته.
أكمل متشدقًا، يخرج مكنون ما يجيش بصدره:
- ما هي دي بقى اللي مخلياني مُصر على رأيي، قلبته عليا ساعة ما شرحتله الوضع عملالي قلق، انا خايف ليحجزها عني ولا يرفض جوازي منها، اقسم بالله ما هقدر، انا بيتي مكنتش بدخله غير ع النوم او الأكل، دلوقتي ما بصدق اخلص شغل عشان اجري عليه عشان ابقى قربها، حتى وهي بتقفل عليها الباب جوا اوضتها وتنشغل عني بمذاكرتها، بتحايل انا بأي حاجة عشان ادخل واطل عليها، طعم الاكل لما تشاركني فيه بينزل معدتي اطعم من الشهد، طلت الصبح لوشها، بتخليني ابدأ اليوم بقلب منشرح للحياة، نفسها في البيت بس معايا اجمل من أي شيء في الدنيا.
تبسم عارف ليعقب بمشاكسة رغم تأثره:
- دا انت طلعت واجع فيها يا جزين، بجى كل ده تعمله فيك اخت بسيوني؟ طب دي تاجي ايه في اللي تعرفهم؟
رد بجرأة يزيد من اندهاش الاخر:
- دي أجمل من كل اللي اعرفهم، وتقدر تقولها بكل تأكيد، انا فعلا واقع فيها.......
توقف برهة ثم ما لبث ان يعود لجنونه:
- يبقى تلموني بقى وتخلصوا موضوع جوازي منها ، يا اعملكم مصيبة انا على اخري.
انفجر عارف ضاحكًا ليضرب كفًا بالآخر مرددًا بياس:
- مفيش فايدة فيك يا يوسف
كان على وشك ان يرد عليه حتى انتبه لعودتهن، انتفض على الفور ليتحرك من جواره مستئذنًا:
- عن اذنك هروح اشوف عملوا ايه؟
قالها وذهب سريعًا ليتلقفها ممسكًا بيدها، ويسحبها ليبتعد بها عنهما، امام دهشة الاثنتان، وذهول عارف الذي غمغم ضاحكًا وهو يتحرك ذاهبًا اليهما:
- الله يخرب عجلك يا يوسف، دي كانها البت لحست عجلك صح.
تسائلت زوجته فور ان اقترب منهما:
- هو سحبها يروح بيها على فين؟
رد وهو يتناول كفها ليجلسها:
- يا ستي احنا مالنا، مش مرته، يمكن لما يتمشى بيها تفك شوية.
بعدما اتخذت نادية مقعدها بجوار زوجته، سالته بلهفة:
- غازي فين؟ لسة مجاش برضوا؟
- لا غازي لساتوا جوا في الأوضة مع بسيوني بيحضر التحقيق، ما انت عارفة كل حاجة كانت على يده
- عارفة طبعًا، ربنا يجيب العواقب سليمة.
رددت بها وشيء ما يقبض على صدرها بقلق
❈-❈-❈
ساحبني ورايح بيا على فين يا يوسف؟ مينفعش كدة
تمتمت بحنق وهي تجده يدخل بها مرحاض السيدات، رغم تحذيرها له، ليواصل غير مكترثًا:
- محدش له دعوة، انا داخل مع مراتي
وقبل ان تواصل اعتراضها، تفاجأت به يقربها من المغسلة، ليفتح الصنبور، ملتقطًا حفنة صغير من المياه، نفضها سريعًا قبل ان تحط كفه المبللة على بشرة وجهها، معلقًا امام دهشتها:
- انا قولت اغسلك وشك، لعله تبطلي عياط وترحميني
ظلت على ازبهلالها مستسلمة حتى تناول مجموعة من المحارم الورقية، يجفف البلل بخفة، ثم توقف يتمعن النظر بها قائلًا:
- عيونك دبلت يا حبيبتي، حرام عليكي.
اربكها، شتتها، بعثرها، تبًا انها لا تجد وصفًا لما تشعر به الاَن معه، كيف له ان يخرجها من حالة الحزن الشديد الى امر اخر لا تعلم مسمًا له، تحمحمت باستدراك، لتسبل اهدابها عنه باضطراب قائلة بتهرب من هذا الشيء الذي يعصف بكيانها:
- ممماشي، ع العموم انا بطلت بكا اصلا، ياللا بجى خلينا نطلع.
همت أن تتحرك ولكنه اوقفها ممسكا مرفقها، مخاطبًا لها :
- ورد انا مش عايزك تخافي ولا تقلقي، انا جنبك ولا يمكن هتخلى عنك، حتى لو اخوكي زود في عناده ومتقبلش فكرة جوازنا من اصله.
لامست الصدق جليًا في نبرته، حتى خرج ردها دون تفكير او حساب:
- افهم من كدة انك ناوي تكمل جوزانا صح زي ما جولت، هو انت ناوي على كدة فعلا.
انتصب في وقفته، يأسر انتباهها الكامل له:
- وتفتكري لما قولتهالك كنت بهزر؟ لا يا ورد، انا جوازي منك ملهوش اي دعوة بأي ظرف، دا جواز على سنة الله ورسوله، وبكرة اتمم كل حاجة واديكي حقك من شبكة تليق بيكي وفرح يسمع في الدنيا كلها، انا صابر ومستني عليكي، لحد ما تاخدي فرحتك كاملة كعروس .
تجمدت تنظر اليه صامتة، وقد داعب بكلماته خيالها البريء، يذكرها بفرح لطالما تمنته وتخلت عن الحلم به من وقت غيبوبة شقيقها، اما الاَن وقد استفاق، هل يا ترى سيتحقق هذا الحلم ، ام سيؤد في مهده؟
- ساكتة ليه يا ورد، شكلك كدة سرحتي مني.
كان يتحدث بصوت متحشرج لفرط ما يشعر به، يلامس بأصابعه على بشرتها بحنو جعلها ترخي دفاعتها، غير قادرة على صده.
- جوازي منك حاجة كبيرة اوي عندي يا ورد، يمكن انتي تكوني شايفاه عمل انساني، عشان القدر رتبها كدة، لكن انا بقى كنت ناوي على كدة من البداية، فاهماني يا ورد .
يريد إجابة واضحة منها وكيف تفعل وقربه الشديد منها يزيدها اضطربًا وتوتر:
- ايه بيحصل هنا؟
شهقت تستفيق من حالتها، لتلتف نحو المرأة الغريبة التي كانت واقفة تطالعهم بنظرات يملأها الشك، وقبل ان تنبت شفاهاها بتبرير مقنع، فجأها كالعادة بأن ضمه اليه من كتفيها يرد بعدم اكتراث:
- يعني انت شايفانا بنعمل ايه؟ مراتي وكنت بغسل لها وشها، فيها حاجة دي؟
وجمت المرأة لرده الغريب، اما هي فقد برقت عينيها اليه، حينما باغتها بقبلة على وجنتها بتملك مردفًا ببساطة:
- ولا ايه يا قلبي؟
❈-❈-❈
خرج اليهم اخيرًا، برفقة رجل التحقيق الذي انهى معاه الحديث مغادرًا ليعود هو اليهما، فكانت هي اول من نهض اليه يتلقفه:
- اخيرًا خلصتوا يا غازي، تلت ساعات في التحقيق مع الراجل، دا زمانه فرهد معاكم.
ضمها اليه بلطف قبل ان ينضم في جلسته معهم قائلًا:
- دلوك يرتاح على كيفه، مدام خلصت مهمته اخيرًا.
كان يتحدث بإرهاق شديد يتخلل نبرته، ليعلق عارف بفراسة:
- واضح ان انت كمان تعبان وعايز ترتاح، هو لدرجادي التحقيق كان صعب؟
اوما بجفنيه، يزفر دفعة كثيفة من الهواء المحبوس في صدره، قائلًا بثقل الكلمات على لسانه:
- صعب ولا تجيل، حمد لله انه في الاخر خلصنا، عشان اللي غلط ياخد حسابه، واللي فارق، ربما يتولاه برحمته.
- جصدك مين باللي ربنا يتولاه؟
سألته بتوجس شعر به، ليطالعها صامتًا لبعض الوقت ثم ما لبث ان يرد بشرود:
- الواد معتز مجاش معانا ليه صح؟
جاءه الرد من شقيقته:
- اسم الله يا خوي، انت ناسي ان عزب رفض انه ياجي معانا المستشفى وفضل انه يروح يزور بيه الجماعة جرايبه.
- ايوة صح.
تمتم بها بتذكر يحرك رأسه، لتعلق زوجته بارتياب:
- غازي هو انت سمعت ايه بالظبط جوا؟ حاساك متبرجل ومش بطبيعتك.
رمقها صامتًا بنظرة زادت من حيرتها وعقله يسبح فيما سمعه منذ قليل، من حقائق تكشفت اخيرا بالصدفة على يد رفيقه، في المواجهة التي شهدها بنفسه قبل ان ينال نصيبه من الأذى هو الاخر.
قبل قليل .
في غرفة بسيوني والذي جالسًا بجذعه، يجيب على الأسئلة الروتينية من المحقق الذي كان يسأله بدقة ليكشف حقيقة ما حدث:
- ها يا بسيوني، هتقدر تحكي باللي شوفته ولا نأجل ليوم تاني .
رد الاخير بحسم ينقل بابصاره نحو رئيسه غازي الدهشان والذي فضل الا يسمع منه المرة السابقة حينما الح عليه ، ولكنه رفض حتى لا يرهقه، وليعرف منه الحقيقة الاَن بعدما حان اخيرًا وقتها:
- انا رايج والحمد لله، واجدر احكي دلوك بكل اللي شوفته بعيني، وسمعته بوداني.
- تمام يا بطل، احكي بقى.
قالها محقق الشرطة، لينطلق بسيوني، يسرد ما حدث، بكل صدق وامانة........
يتبع..
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..