-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 19 - 2 - الخميس 18/4/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل التاسع عشر

2

تم النشر يوم الخميس

18/4/2024

تبسمت نادية بوسع فمها تجيبها:

- والله ما اجدر احكم بأيها الأحلى، اليوم كله النهاردة كان ولا الخيال، يتحسب من عمري كله ، ولا ايه يا غازي؟ شالله ما يحرمني منك ابدا. 


سمع منها ليبادلها الابتسام والرد بتناغم تام معها:

- ولا منك يا ام العيال..... عارف يا ولد عمي، حاول تفسح مرتك انت كمان، دي اختي وانا عارفها، تموت في الفسح والقراية في الكتب.


قال الأخيرة بغمزة بطرف عيناه، قابلتها هي بعبوس دون مواربة، وكأنها عادت طفلة تغضب على أتفه الأسباب،  فجاء الرد من زوجها:


- ومالوا يا عم الحج، دا انا ازورها مصر كلها، ملحجناش المرة دي، نلحق المرة الجاية ، ولا ايه يا ست روح؟


كورت فمها بضيق لتحتج:


:

- وأيه اللي يمنع المرة دي؟ بكرة ناخد اليوم كله يا عارف، وانا هجولك على اسامي أماكن جديدة واحلى كمان.


توجهت بالاخيرة بمغزى نحو نادية التي لم تفتر ابتسامتها ولو لحظة ، ليأتيها الرد من شقيقها:


- بكرة مينفعش يا غالية، احتمال بسيوني الدكتور يكتبله على خروج، وانا وعدته انه هيفضل في شقتي طول مدة متابعته، لحد ما ربنا يتم شفاه على خير، ويرجع البلد،  يعني لازم نفضولوا الشقة ونسافر..... ودلوك يدوب نروح ونريح جسمنا عشان التعب اللي مستنينا، ياللا بجى، ولا هنفضل واجفين الليل بطوله هنا


قالها وتحرك يسحب زوجته التي القت بنظرة اخيرة نحوها، أثارت ابتسامة متسلية على وجه عارف، الذي أخذ جزاءه بلكزة قوية على خصره منها، ليحتج بدفاعية:


- طب انا عملت ايه دلوك يا بوي؟


غمغمت وانظارها منصبة نحو التي رحلت امامها:

- طلعت لئيمة وخبيثة، مليش دعوة يا عارف، انا كمان عايزة اتفسح اليوم كله ، اشمعنا هما 


لم يقوى على كبح ابتسامته، ليسحبها من ذراعها مهادنًا لها:

- حاضر يا مجنونة، في اول فرصة هاخدك وافسحك لما تشبعي، انا شكلي اتغشيت لما افتكرتك كبيرة وعاجلة.


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي 

وعلى فراشها الذي لم تغادره منذ يومان الا للضرورة القصوى، حتى أثارت القلق بقلب المرأة العجوز، وقد ذهب ظنها أن ما اصابها هو مرض عضوي، بتفكيرها المحدود ، فبماذا كانت ستخبرها هي اذن؟


ف الحقيقة المؤلمة والكتمان هما اكبر الأسباب لما اصابها من وهن، ولكنها اليوم تشعر ببعض التحسن، حتى انها تخلت عن التسطح والنوم، وقد كانت جالسة في هذا الوقت تتأمل من شرفتها المفتوحة على مصراعيها، اعداد الطيور التي تتقافز على اغصان الشجرة التي رمت بفروعها لداخل الشرفة،  واصواتهم تعزف الحانًا ما اروعها، بخيال الأم الملكومة،  يراودها احساس مجنون ، ان بعض هذه الطيور تسكنها الارواح،  وربما كان فقيدها من ضمنهم، لذلك دائمًا ما تراقبهم وتبحث عنه من بينهم، هي تعلم انه حولها حتى ان لم تراه، ومع ذلك تركض خلف هذا الأمل الضئيل.....


- سليمة .

صدح الصوت من مدخل الغرفة بعدما طرقت صاحبته على الباب ، وحينما لم يأتيها الرد اضطرت لدفع الباب والولوج لداخل الغرفة، حاملة صنية الطعام مثل كل صباح. 


- تاني يا برضوا يا مرة عمي؟ تاعبة ومحملة، 

تمتمت بها قبل ان تنهض لتتلقفها منها، لتبزغ ابتسامة صافية على وجه المرأة معبرة عن فرحها:

- يا ماشاء الله، عيني باردة عليكي، مدام جومتي من على سريرك ، يبجى اتحسنتي النهاردة يا بتي. 


وضعت سليمة صنية الطعام على الفراش، ثم اقتربت لتقبل المرأة وتطمئنها بامتنان:

- الحمد لله يا مرة عمي، انا والله ما عارفة اتشكرك ازاي، يومين وانتي تطلعي بصنية الوكل لحد عندي كل وجبة ، تعبتك معايا ومش عارفة اودي وشيي منك فين؟


بادلتها سكينة قبلتها، ثم خطت معها بخطواتها البطئية حتى جلست معها على فراشها ، لتخاطبها بحنو:


- تعبك راحة يا نور عيني، انا فرحتي بس الاقيكي ترجعيلي زي الاول، شديدة وجوية، متعودتش خالص على تعبك ولا ضعفك يا بنيتي.


تتحدث برقة اجبرت سليمة على السؤال الملح:

- هما عيالك طلعوا ليه كدة يا مرة عمي، وانتي وعمي الله يرحمه اطيب خلق الله. 


فهمت المرأة العجوز لمقصدها، فتبسمت بحرج تجيبها:

- ومين جالك ان عيالي كلهم عفشين، انتي عيشتي واتربيتي وسطيهم، نعيمة دي معاهم معاهم عليهم عليهم، طول عمرها تابع لاختها ، واختها دي جلبت من ساعة ما اتجوزت وبعدت عينينا، مع انها ما كنتش عفشة معايا ولا مع ابوها.


قاطعتها سليمة:

- لا يا مرة عمي، دي اول مرة هتكلم معاكي بصراحة، بس هويدا طول عمرها بتكرهني وانا حاسة بكدة من وجت ما كنا عيال صغيرين، رغم انها دايما بتحاول تظهر غير العكس،  بتك كانت مستكترة عليا حبكم ليا .


لم تعارضها سكينة فهي الاعلم بطبيعة ابنتها الحاقدة على ابنة عمها اليتيمة، والتي خصها الله بمجموعة من المميزات، من جمال وأدب واخلاق عالية جعلتها محط تقدير من الجميع، حتى ابنها المتمرد وقع اسير عشقها ليتزوجها من الصغر ولكن العند ورأسهِ اليابس في الاصرار على تطويعها بالقوة، فكانت النتيجة ان خسرها وخسر معها نفسه. 


- سكتي ليه يا مرة عمي؟ ولا نسيتي الأهم.... ولدك .


ردت بنظرة منكسرة، ترافقها تنهيدة متعبة:

- مالوا ولدي؟ ما هو خد جزاته في اعز ماليه، ربنا يلطف بيه، دا بجي واحد تاني خالص دلوك. 


- هو لساتوا بيجيلك؟

سألتها سليمة بفضول، وكان رد المرأة:

- بياجي يا بتي يسأل عليكي وعلى صحتك، ويشوف طلباتي جبل ما يمشي بعدها، رغم انه بيكابر جدامي ويعمل نفسه زين، بس انا حاسة بيه، بجى واحد  تاني خالص، اتكسر. 


- ربنا يلطف بيه.

تمتمت بها سليمة ردًا لها، فهي الاعلم بصحة ما تردف به المرأة،  ولكن ما بيدها حيلة لنجدته، عليه ان ينقذ نفسه بنفسه.


❈-❈-❈


- يعني انت دلوقتي خارج وماشي؟ هتسيبني لوحدي في المستشفى يا بسيوني؟

قالتها بصدمة اجفلته، قطب بغرابة لقولها، ولكنه واصل ملطفًا:


- امال عايزاني اجعد طول عمري في المستشفى يا بنت الناس، مش احمد ربنا ان وصلت للمرحلة دي؟ عجبالك انتي كمان لما تطلعي وتروحي على بيتكم .


عبست تعقب بنبرة عاتبة، متجنبة النظر اليه عن قصد:

- لا اطمن مش هتأخر، كلها يومين تلاتة والدكاترة يصرحولي انا كمان بالخروج،  يعني يا عالم هشوفك تاني ولا لأ؟


تهتم به وتعاتبه، ما بالها هذه الفتاة تشعره بأهميته بالنسبة لها، والغريب في الأمر هو تقديره هو وعدم معارضته، وكأن تاريخ ما يجمعها، انه حقًا وضع غريب له:


- اطمني يا مشمش، لو جيت ولجيتك مشيتي هسأل وازوكم في بيتكم عشان اطمن عليكي 


ردت بلهفة:

- صحيح يا بسيوني، هتزورني في بيتنا بجد؟

- طبعا يا بت الناس، انتي ناسية انك انقذتي حياتك، والله جميلك ده هيفضل معلج في رجبتي لحد يوم الدين. 


فترت ابتسامتها بعدما اخبرها بالسبب خلف اهتمامه بها، وهو الامتنان لفعلتها معه، حينما دافعت وكانت سببا في إنقاذه، والقبض على المجرم الذي حاول قتله، فجاءت الضربة لها، وهي لم تندم ابدا على ذلك، حتى ولو تلقت الاف الضربات في الدفاع عنه.


- مفيش داعي تحمل نفسك جميلة، اللي حصل كان بتقدير ربنا،  يعني كان ممكن اوي واحدة غيري تدخل وتاخد هي الضربة.


- انتي طيبة جوي يا مشمش.

قالها بصدق تجلى في عينيه،  حتى اجبرها تبادله النظر بخاصتيها، فيحدث بينها تواصلًا ما، لا يعرف له اسمًا، ان كان اعجاب او تقدير، او شيء آخر، وكأنه يعرفها منذ الصغر ، او نشأت معه في بلدته، هناك رابط يجمعهما ولا يعرفه، ولكنه مستريح وسعيد به

الصفحة التالية