-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 20 - 3 - الأحد 21/4/2024

 

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل العشرون

3

تم النشر يوم الأحد

21/4/2024

- اولا انت ملكش حق تراجبني ولا تاخدلي صور، ثانيا بجى الباشا اللي انت بتتريج عليه دلوك يبجى خطيبي وهنتجوز جريب.


تطلعت في الأخيرة نحو والدها تبتغي الدعم، فما كان منه سوى ان يجاريها من اجل حفظ ماء وجهه، وبعدها عليه تربيتها:


- اييوة ااا هو فعلا خطيبها وطلبها مني..... انت عايز تجيب العيب ع البت وبس.


- يااا عمي.

قالها بنظرة متشككة اربكت الرجل، ولكنه كان يجاهد الثبات، ليتوجه عارف بالسؤال نحو شقيقها بلهجة ساخرة ومقصودة:

- الكلام دا صح يا ناجي؟ الباشا يبجى خطيب اختك، وانت راجل مودرن بتطلعها بتتفسح معاه في البندر وعايشة حياتها


احتدت عيني الاَخير نحوه، يود الفتك به ولكنه في موقف لا يحسد عليه، وكما حدث في الاولي عادت فتنة الكرة تنهر ابن عمها بهجوم:


- انت كمان يا سي عارف هتعمل راجل عليا؟ دا انت متجوز المحروسة بعد فضيحة.......


- اخرسي يا بت ومتخربطيش.

هدر بها مدوية قاطعة، ينهرها بعنف:

- تصدقي بالله، انت تستاهلي كل اللي يجرالك، حتى الرحمة خسارة فيكي....


اضاف على قوله غازي المتماسك بقوة عن الفتك بها وازهاق روحها:

- تمام خالص، انا عايز كلمة اخيرة اتأكد بيها ان كان الواد ده خطيبها ولا حاجة تأني عشان ننهى....


خرج اخيرا صوت صلاح يستغل الفرصة التي أتت له على طبق من فضة ممتنًا لغباء فتنة وحماقة والدها المغتر:

- انا فعلا عايز اتجوزها على سنة الله ورسوله، فتنة انسانة محترمة وانا اتشرف بنسب عيلتها يا اخ انت.


ابتسمت بتشفي ظنا منها انها نالت منه، ليصدح صوتها بعلو وقوة:

- اهو جالك وانا جبليها جولتلك، وابويا كمان أكدلك عليها ، عايز ايه تاني؟ نغنيها ع الربابة؟


بزغت ابتسامة غير مفهومة على زاوية فمه أثارت استفزازها، ليضرب والدها بالعصا على الأرض بحزم، حتى ينتهي من هذا الوضع السخيف:


- خلاص اهي بانت وعرفت اللي فيها يا واد اخوي، يعني فوضها بجى ولو ليك اعتراضات تأنية نكملوها في بيتنا،  فوضوها خلينا نمشي.


هتف به يوقفه:

- لاه يا عمي مفيش مشيان..... ولازم انا احط النجط ع الحروف من اولها، مدام مشيت ورا بتك في جنانها،  يبجى تسمع الناهية، الواد ده انا سالت عليه زين وعرفت انه راجع من الخليج ، يعني لا باشا ولا دياوله، العيلين اللي برا مكنوش موظفين ، ده مأجرهم النهاردة عشان حضور المحروسة،  وانا مش عايز اعرف كان غرضه ايه مدام انت حللته وجولت ان خطيبها، جوزهالوا وانت حر معاهم، بس انا بناتي هيبجو في حضني، واللي هيتنفس منكم ويجول اخدهم، ساعتها بجى هضطر الم العيلة واطلع كل الصور،  زي ما عملتها انت جبل كدة يا عمي، فاكر.


قال الاَخيرة بقصد نحو ما حدث قبل ذلك مع شقيقته،  ليتابع أمام زهولهم:

-  وحاجة اخيرة، ارجو تسأل زين على عريس بتك اللي مأجر شجة، عامل نصها مكتب شركة، والنص التاني، مسكن يعيش فيه..... دا اللي انتوا بتجولوا عليه بأشا!



قالها وسحب نفسه يخرج سريعًا من امامهم، تبعه عارف ايضًا، بعد أن القى بنظرة اخيرة عليهم، ليترك الثلاثة امام صلاح الذي تحرك لسانه جيدا هذه المرة بعد ان التقط أنفاسه:


- انا مبسوط جدا بزيارتكم يا جماعة، اقعدوا بقى عشان ارحب بيكم ، بعد الهمجي دا ما مشي، تعالي يا عمي نتفاهم واعرفكم انا مين؟


- عما الدبب 

زجره سعيد ينفض كفه التي امسكه بها، ليتابع بغضب مكتوم، وتحذير ووعيد:

- من بكرة تيجي ع البلد تطلبها رسمي واشوف ايه حكايتك، يا اما وعهد الله لادفنك مطرحك لو منفذتش، وانتي..... حسابك معايا في البيت 


همت لتبرر او تدافع، ولكن شقيقها كان الأسبق ليخرصها بالقبض على شعرها، يهمس بفحيح:

- نفسك منسمعوش، تنجري دلوك من غير صوت، وزي ما جال ابوي حسابك في البيت


❈-❈-❈


عاد الى المنزل اخيرا، يجر اقدامه جرًا من التعب ، اجهاد السفر مع ما تم خلال الساعات الماضية،  والتي يحمد الله انها مرت على خير، دون ان يرتكب جريمة مع من لا يستحق.


وجدها في انتظاره ولم يغلبها سلطان النوم كما كان يتوقع، جالسة على الفراش تقلب بالمتحكم على شاشة التلفاز، التفت اليه فور ان شعرت بوجوده،  لتهديه ابتسامة ما اروعها:


- اخيرا جيت يا غازي، حمد ع السلامة 


بماذا يرد،  وهذا الاستقبال ينسيه التعب، وينسيه العالم، حبيبة قلبه؛ النظرة اليها تسر القلب وتنعش الروح .


تقدم حتى وصل اليها ليسقط بجسده على الفراش، ليقترب منها ثم يريح رأسه بحجرها يتمتم ردا لها:

- جيت يا جلب غازي، جيت لعشي ومنبع الراحة في حضنك.


لم تغفل عن هذه النبرة المجهدة في صوته، ولم تتأخر عن الشعور به، لترفع كفها الى رأسه، تخلل اصابعها بين خصلات الشعر الفحمية، مخاطبة له بحنو:


- سلامتك من التعب، مالك يا غازي؟ لدرجادي مشوارك كان صعب.

رد من بين زفرات يطردها:

- جوي يا نادية، صعب فوج ما تتخيلي، بس الحمد لله انتهى على خير

- الحمد لله.

تمتمت بها ثم دنت تطبع قبلة على جبهته جعلته يتأوه  ليزيد بضم نفسه اليها:

- اه يا نادية، والله انتي ما تعرفي بحركاتك البسيطة دي بتعملي فيا ايه؟ ولا الضمة دي، والجرب من حبايبي، انا كنت محتاجكم جوي .


قال الأخيرة بالإشارة الى زوج التوأم بأحشائها، مما جعلها تضحك مشاكسه له رغم تأثرها بقوله:


- يارب بس تتحملهم لما ياجوا ع الدنيا. 

رفع رأسه يقابل عينيها بخاصتيه قائلًا:

- اتحملهم واتحمل عشرين زيهم،  طول ما هم منك  


- عشرين مرة واحدة، احنا بس نربي دول وربنا يعينا عليهم،  مع اني بصراحة اتمنى، ما انا جولتلك بحب العيال.


صمت برهة وقد شجعته كلماتها ليبلغها بقراره:

- طب وبناتي يا نادية، لو جولتلك اني نويت اجيبهم يعيشوا معايا عشان امهم هتتجوز ترضي؟


- فتنة هتتجوز؟

تمتمت بها ثم سرعان ما استوعبت، لتجيبه بعدم تردد:

- في عيوني الاتنين يا غازي، بناتك هما بناتي، 


تناول كفها، ثم السبابة التي أشارت على عينيها، ليقبلها بامتنان:

- يسلملي عينيك ويسلملي جلبك، وتسلميلي كلك على بعضك يا جلب غازي. 

عاد مرة أخرى لحجرها الحنون، يتأوه بلوعة:

- اااه يا نادية، كنت فين بس؟ وغايبة عني من زمان. 


❈-❈-❈


في صباح اليوم التالي 

استيقظ الشقيقان على الصوت المزعج لجرس المنزل،  لينهض بسيوني بحنقه حتى يرى من الطارق السمج الذي يأتي في هذا الوقت المبكر، وكانت المفاجأة ان وجده هو بابتسامة مستفزة:


- صباح الخير يا بوس، اخبارك ايه النهاردة بقى؟

- بوس.

تمتم بها بضيق قابله الاخر ببرود:

- دلع بسيوني، في ايه يا باشا؟ ما توسع كدة خليني ادخل، احنا هنفضل واقفين كدة ع المدخل. 


قالها ليدفع الباب، يخلق له مساحة من جوار الجسد الضخم، ليدلف منها الى داخل المنزل، ينادي بتباسط:


- ورد فين امال؟ هي لسة مصحيتش معقول؟ دي نايمة امبارح احداشر، ووورد.


صاح مناديًا بالاخيرة، ليتدخل بسيوني يوقفه عن التقدم

- حييييلك، انت هتدخلها اوضة النوم ولا ايه؟ 


- وما ادخلها يا جدع مش مراتي.

جادل بها غير اَبهًا ليزيد على الاخر، فصاح بها رافضًا:


- لا مش مراتك يا يوسف، انت بنفسك جولت انه كتب كتاب.

هم ان يعارضه يخلق قصة كاذبة يصدمه بها وليحدث ما يحدث، ولكن اوقفه الصوت الناعم:


- صباح الخير يا يوسف انا صحيت اها.

التف الى الوجه الصبوح، لتتوسع بوجهه ابتسامة مشرقة، يتأمل الملامح الدقيقة والبشرة النضرة طبيعيا دون جهد، وتورد الوجنتان بعد ذهاب الحزن عنها، ثم هذه الخصلات المتمردة لشعرها الذي خرجت به دون خجل في وجود شقيقها، ليأخذه الحماس ويرد متغزلا بها:


- يا صباح الورد الجوري والجمال كله، ايه الحلاوة دي؟


زمجر بسيوني يفيقه من نشوته:

- لم نفسك يا يوسف واعجل، هو انت جاي تصحيني عشان تحرج دمي؟ راعي اني عيان يا اخي.


رد ببرائة مهادنًا:

- يا عم الف سلامة، ما انا جاي اطمن عليك يا جدع، عامل ايه بقى؟


- زييبين جوي، يعني عايز تفهمني انك جاي تجلج منامي الساعة ستة الصبح عشان تجولي عامل ايه؟ طب راعي الوجت وتعالى على جريب الضهر حتى.


- وميعاد كلية ورد مين يوصلها؟

قالها ثم اقترب من السفرة ليجلس على احد مقاعدها،  موجهًا حديثه نحوها 


- بسرعة ياللا حضري الفطار خليني اوصلك في طريقي لكليتك. 

تسمرت محلها بقلق، تنقل نظرها نحو شقيقها الذي جلس مقابلا له يخاطبه بدهشة اختلطت بغيظه:

- يعني كمان جاي تفطر عندينا يا يوسف؟ دي كمان ليها حجة عندك؟


ردد ببساطة يذهله:

- ودي محتاجة حجة يا جدع، دا انتوا اهل كرم، وانا نسيب وصاحب بيت برضوا....... ما تيللا يا وردتي، عايز افطر عشان اللحق الشغل واوصلك، ما تتحركي بقى.


في الأخيرة تحركت بالفعل نحو المطبخ ، ليبتسم بزهو جعل بسيوني يغمغم دون مواربة:


- شكلها ايام ما يعلم بيها غير ربنا...... اللهم اطولك يا روح.



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة