-->

رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 21 - 3 - الجمعة 26/4/2024

  

قراءة رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى







رواية نسائم الروح 

الجزء الثاني من رواية ميراث الندم

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أمل نصر

الفصل الواحد والعشرون

3

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024

- اااه، شالله يدك تتكسر ولا تنشل يا ناجي، ويجيبلي حقي منك.

هتفت بالكلمات امام المراَة تتوجع من الألم وهي تتطلع الى اثار اللطمات على وجهها،  وتتحسس البقع الملونة على بشرتها نتيجة الضرب المبرح منذ الأمس .


عقبت رئيسة بغضب منها:

- بلاها من الدعا واحمدي ربنا انه مخلصش عليكي، كنت عايزاه ياخدك بالحضن ولا يطبطب عليكي بعد عملتك السودا؟


التفت اليها صارخة بهياج:

- تاني بتدافعي عنه ومش متحملة كلمة كمان؟ طب اهو الراجل داخل البيت من بابه، عشان تعرفوا اني عمري ما غلطت، بكرة اهج معاه واغور من وشكم وعيشتكم الزفت.


- في داهية شالله ما ترجعي خالص حتى 

تمتمت بها رئيسة ببغض، لتشيح بوجهها عنها بعدم تحمل، وقد تخطت بأفعالها كل الخطوط الحمراء ، والفضل يرجع طبعا لزوجها،  ذاك الذي يصيح قهرا وغضبا منها الاَن، هو السبب الرئيسي بفضل دلاله المفرط لها، وتفرقته في المعاملة لها عن باقي ابناءه، وكأنها الاميرة بينهم، لينمى بداخلها الغرور والنعجهية حتى على زوجها السابق ابن عمها وكبير العائلة، وكانت النتيجة خسارته،  لتأتي اليهم الاَن برجل غريب، الله الأعلم بصفته، ان كان ابن حلال او غير ذلك. 


رفعت رئيسة رأسها على هتاف زوجة ابنها الأجنبية صوفيا، والتي دلفت فجأة اليهم داخل الغرفة:

- فوتنة يا فوتنة، عاملة ايه يا هبيبتي؟


كزت اسنانها بغضب شديد ودت لو تفتك بها:

- وانتي مالك؟ بتسألي ليه يا وش الفقر يا بووومة. 


شهقت صوفيا بإجفال لترتد بجسدها للخلف امام زهول رئيسة ، ليتلقفها ناجي من ظهرها، ويربت عليه بحنو قبل ان يلتف نحو شقيقته يزجرها:


- بتزعجي فيها ليه؟ اتنجنتتي؟ ولا علجة امبارح مأثرتش فيكي؟


انتفضت صارخة بها:

- طب اعملها تاني يا ناجي، عشان اصرخ والم عليكم البلد. 


- تعمليها ما انتي فاجر.

صدرت الكلمات من مدخل الغرفة، حيث والدها الذي وقف يحدجها بنظرة اخرستها ليهدر بوعيد:

- اسمعي يا بت، مرة اخوكي خط احمر، زيها زي جوزها، جملي نفسك معانا اليومين دول واجعدي مأدبة،  كلها كام يوم على ما ياجي الخميس، ينكتب كتابك ع الزفت اللي متجدملك، وبعدها تغوري معاه ان شالله تهجي ولا تهاجري حتى، فاهمة؟


انتفضت بصيجته الأخيرة لتومئ بطاعة:

- فاهمة يا بوي فاهمة. 

سمع منها ثم خرج،  يتبعه ناجي، ثم زوجته التي رمقتها  ببرائة قبل ان تغادر لتغمغم من خلفها:


- داهية تاخدكم، انتي والدلدول جوزك. 

التفت نحو والدتها لتجدها تفور غيظا منها، تجاهلت بعدم اكتراث، لتسألها بفضول:

- هو صلاح مشي من غير ما اشوفه، طب اتفجتوا معاه على ايه. 


زامت رئيسة تزفر بحنق، لتنهض وتغادر لها الغرفة مغمغمة:

- مفيش فايدة، ولا عمر هتيجي الفايدة منك يا بتي



❈-❈-❈


وبداخل السيارة التي كان يغادر بها بمزاج رائق يدندن اثناء القيادة،  ليتلقى الإتصال الذي كان ينتظره :


- حبيبي..... اقسم بالله كنت منتظرك....... لا طبعا يا عم مقدرش اجيلك، انا دلوقتي بقى وضعي حساس....... ايوة يا حساس امال ايه؟ انا راجل بجهز لجوازي،  كلها كام يوم واكتب كتابي على عروستي وننطلق ع القاهرة،  نقضي شهر العسل هناك.........


اطلق ضحكة مدوية ليتابع بزهو ردًا على استفسار الاخر:.

- وليه بتقولها باستغراب كدة؟ هو انت تايه عن مواهب صاحبك؟......... لا يا حبيبي انا فاكر كويس اوي، انت ادتني المعلومات وقولت لك حرية التصرف ، وانا يا باشا مقصرتش، اينعم كنت مخطط بشكل مختلف، بس ربك بقى حب يسهلها عليا، وحطها في ايدي زي البيضة المقشرة ، الحظ والنصيب بقى يا سيدي .


ختم ليقهقه بمرح، لا يصدق نفسه، وكأنه فاز بجائزة اليانصيب، ليردد بصوت عالي:

- والله وهترجع لايام العز من تاني يا ابو صلح.


❈-❈-❈

وفي الناحية الأخرى 

وبعد ان انهى المكالمة معه، غمغم بعدم تصديق:

- يا بن ال...... دايما كدة تفلت بحظك، ندل وجبان وفيك كل العبر، ومع ذلك دايما تمشي معاك حلاوة....


تبسم ضاحكًا ليتابع حديث نفسه:

- ولا الأكيد هو حظها هي.... بت حلال وتستاهلك

توقف ليطلع على الهاتف متذكرًا تجاهل الاخرى ليعقب:

- ولا التانية اللي عاملة فيها من بنها...... ماشي يا ست روح، اما اشوف اخرك ايه،


❈-❈-❈


بحزن تجاهد لإخفاءه، دلفت خلف شقيقها داخل الشقة التي ظلت فيها بما يقارب الشهر، مع رجل غريب عنها، وجدته في يوم وليلة اصبح زوجها،  وهذه هي مملكتها،

حتى ولو تم ذلك على الورق فقط، ولكنها لا تنكر نبل اخلاقه معها، وشقاوته التي كانت تلمسها منه اوقات كثيرة، رغم تحجيم نفسه عنها، حتى لا يثير زعرها منه 


انتبهت من شرودها على تعليق شقيقها، الذي كان يتأمل الأرجاء من حوله:

- حلوة الشجة وحاجة فاخر من الاخر زي ما بيجوله.... عجباكي يا ورد؟


- هاا

عاد بتوجيه السؤال لها:

- بسألك يا بت ابوي ان كان عجباكي الشجة اللي سكنتي فيها ايام واسابيع، عايز اعرف ان كنتي ارتحتي فيها ولا لاه؟


لا تعلم لما يكتنفها الاحساس بأن مقصده بعيد تمامًا عما  يسال به، فضلت ان تغلق باب الحيرة بالتهرب تجيبه:


- كانت مدة مؤقتة يا واد ابوي، ملحقتش اخد بالي، عن اذنك اللحق اللم حاجتي في الاوضة جوا.

قالتها وتحركت ذاهبة نحو حجرتها، ليسقط هو على الكرسي يتنفس بتعب مفضلا عدم الجدال او الضغط عليها ، ليتركها لوقت اخر، ثم هتف من خلفها بما يشبه الرجاء:

- حاولي تخلصي بسرعة، انا جسمي مهدود وعايز اريح على سريري


- حاضر يا خوي مش هتأخر. 

قالتها ثم دفعت باب الغرفة، لتدلف داخلها وما همت ان تشعل قابس الكهرباء حتى تفاجأت بكف كبيرة حطت على فمها تكتمه، واليد الأخرى طوقت خصرها لتدفعها سريعًا نحو الجدار من الخلف، وما همت ان تقاوم فور ان استوعبت؛ حتى اصطدمت عيناها به، يطالعها عن قرب بابتسامة مرحة، وكأنه لم يوقع قلبها زعرًا منذ لحظة، قائلًا بتسلية:


- انا اسف يا قلبي خضيتك، بس اعمل ايه بقى ما هو السبب.


تطلعت اليه بأنفاس لاهثة مزهولة من فعلته، مرعوبة من رد فعل شقيقها ان علم بوجوده الاَن، لتنقل بنظرها نحو الباب، حتى فهم على مقصدها، ليهادنها قائلًا:


- على فكرة انا جوزك ودي شقتي، يعني تهدي كدة، عشان اشيل إيدي عن بقك، عايز اتكلم معاكي من غير اللي برا ما يحس بينا.


اومأت بهز رأسها،  ليرفع كفه على الفور ، وترتخي ذراعه عن خصرها، يتمتم بوله:

- كنتي وحشاني اوي، واخوكي عمايله تطفش بلد، بس انا مقدرتش على بعدك يا وردتي. 

ابتعلت ريقها بتوجس، وهذا القرب منه يزيدها ارتباكًا، لتهمس اليه بتحذير:


- اخويا لو حس بيك دلوك، هيجلب الدنيا فوج راسك، انت بتعمل كدة ليه يا يوسف؟ مش جادر تصبر؟


تمتم ردا لها:

- عشان مجنون بيكي يا وردتي....

زاد من قربه لها:

- ولو ع الصبر ، انا فعلا مش قادر اصبر اكتر من كدة، شهر بحاله كنتي قاعدة فيه بيتي وتحت عيني،  وانا بتكوي بالنار على امل قربك، دلوقتي بقى يجي هو. وبدل ما يرحمني، يزود عليا. 


تعاطفت معه، ولكن الخوف من اقتراب شقيقها، جعلها تتجمد عن الرد استجابة له، او التصدي، لتظل صامتة، تطالعه بعيناها فقط، وبهذا القرب تزيد من لوعة المحب، فقد كانت شهية بشكل موجع، جميلة وصغيرة وبريئة، لتُضعف من مقاومته، فواصل بضغطه:


- طب بذمتك هو يحوشك عني ليه؟ ها، انا عمري حتى طالبتك بحق من حقوقي او حتى تصبيرة؟


- تصبيرة ايه؟

قالتها بعدم فهم، ليستغل موضحًا بالفعل:

- زي دي؟!

شهقة مجفلة صدرت منها، كادت ان تفضحه، قبل ان يكتمها بخبرته....



يتبع..

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة