رواية جديدة نسائم الروح الجزء الثاني من ميراث الندم لأمل نصر الفصل 22 - 1 - الثلاثاء 30/4/2024
قراءة رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية نسائم الروح
الجزء الثاني من رواية ميراث الندم
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الثاني والعشرون
1
تم النشر يوم الثلاثاء
30/4/2024
لم يخطط ولم يضع في باله ابدا ان يفعل ما تمناه وارق مضجعه أيام ولا ليالي لا حصر لها، ان يتذوق لأول مرة رحيقها، لقد غلبه شوقه وضعف دون ارداته، امام سحر برائتها، ليباغتها واضعا نصب عينيه ان يخطف قبلة صغيرة عابرة، ولكن ما حدث كان غير ذلك على الإطلاق، حينما قاومته كرد فعل طبيعي منها، زاد تشبثًا بها ليكبلها بذراعيه، ويضعف مقاومتها بقوته، ثم يتوه في بحرها
غافلها واستغل خوفها من غضب شقيقها اذا اكتشف الأمر، ليظهر على حقيقته؟ قليل الحياء والأدب
هذا ما طرأ في عقلها في هذا الوقت، بعدما اجفلها بهجومه، باغتها بعاطفته، شيء لم تعرفه قبل ذلك، تختبره لأول مرة، ولم تتوقعه في هذه اللحظة ابدًا، نسبةً لتاريخه القصير معها، لقد كانت في بيته تنام بغرفة مجاورة لغرفته، ابدا لم يحدث ان اقترب منها بهذه الصورة، ابدا لم..... تبًا....
كادت ان تنسى شقيقها في الخارج
استفاقت بعد لحظات قليلة لتشحذ كل قوتها وتدفعه حتى ابعدته عنها ، لتقابل عينيه بشراسة ذكرته، بالوجه الثاني لها، الوجه الذي اوقعه اسير عشقها، حينما رأها لاول مرة في البلدة التي عشقها من أجلها، ومغامراته معها ومع زينهم.
تبسم يلتقط أنفاسه، ليهدئ من ضجيج قلبه الذي يخفق بضراوة في هذا الوقت، لقد طار وحلق في سماء السعادة بقبلته الاولى معها؛ التي لم يكن يتخيل ولو في أقصى أحلامه، أن تكون بهذه الروعة، بهذا الكمال، ثم يرى تأثيرها الاَن على بشرتها التي امتقعت بخليط من غضب وخجل تحاول ان تخفيه خلف ستار شراستها،
- اقسم بالله ما هنسهالك دي يا يوسف.
هدرت بها هامسة بتوعد، تلوح بسبابتها في وجهه بتحذير، تقبله بسعة صدر، ممتنًا لرجاحة عقلها بأن لم تصرخ او ترفع صوتها لتلفت انتباه الوحش المنتظر في الخارج الا وهو شقيقها.
اومأ يرفع كفيه امامها علامة استسلام بغرض تهدئتها، لكن وما ان هم بالتقدم خطوة، حتى زمجرت بهياج توقفه، ارتد على الفور وابتسامة مشاكسة لاحت على محياه رغم حرصه الا يزيد عليها:
- اهدي اهدي، مش هقرب تاني خلاص، انا أصلا مكنتش قاصد وهي جات كدة معايا......
- انت جليل أدب.
هتفت بها مقاطعة له بجدية أجفلته في البداية، ليتجمد بأعين توسعت بذهول، ثم وبصعوبة بالغة جاهد ان يكبت ضحكة كادت تفلت منه وتفضحه، ليشير بسبابته نحو صدره ويردد ببرائة:
- انا برضوا قليل ادب يا ورد؟ انا جوزك يا بنتي.....
برقت عينيها بغضب متعاظم، حتى يصمت ويكف عن عبثه، ثم التفت بحركة كشفت عن نيتها في المغادرة، لينتفض باستدراك ويذكرها:
- استني هنا هتمشي فين وانتي مخدتيش حاجتك؟
انتي عايزة اخوكي ياخد باله ؟
افتر فاهاها برفض قائلة:
- لاه مش عايزة، وماشية وسيبهالك يا يوسف، عشان مجعدتش معاك في مكان واحد.
- حتى وانا لامهم كلهم وعامل حسابي.
قالها يومئ برأسه نحو التخت، لتنتبه على الحقيبة الكبيرة فوق الفراش، وقد خلت الغرفة تقريبا من ملابس واحذية، وتلك الأشياء التي تخصها.
رمقته بنظرة حانقة ثم اقتربت تجرها لتخرج من أمامه دون اي كلمة، فيظل هو على وضعه حتى صفقت باب الغرفة تغلقها عليه ، ليسند بظهره عليه من الداخل، وشعور جامح يدفعه ليخرج اليها ضاربًا بالخرص من غضب شقيقها عرض الحائط، ليضع كفه على صدره مغمغمًا:
- اه يا انا يا قلبي ياما، هو اللي حصل دا كان بجد؟...
الله يهديك يا بسيوني، ويحنن قلبك عليا، انا كدة مينفعش انتظر نهائي.
وعلى ذكر الاخير فقد كان في هذا الوقت شاردًا في عالم آخر لا يعلم له اسم، عالم قصير وجميل، لم يراه اليوم اثناء زيارة المشفى؛ ليشعر وكأن شيئًا ما ينقصه:
- انا خلصت يا خوي.
قالتها تلفت انتباهه، ليرفع رأسه نحوها بتعجب يسألها:
- انتي لحجتي تلمي كل حاجتك؟
سألها باستفسار جعلها تستدرك لقصر الوقت في خروجها إليه، بصورة تحث على ان تثير بداخله الشكوك.
تمالكت لتجد تبريرًا سريعًا:
- لااا مما انا مجهزة شنطتي من ساعة انت ما فوجت، كنت عارفة ان هروح معاك في المكان اللي تسكن فيه اول ما تطلع من المستشفى.
كاد أن يبتسم فرحًا لثقته بصغيرته، ولكن:
- امال حاسك متغيرة ليه؟
نفت بهز رأسها بتوتر كشفها:
- لااا مفيش يا واد ابوي، ياللا خلينا نمشي بجى.
قالتها وتحركت تسبقه نحو الخارج، مما اضطره ان يتبعها ليغادر الشقة هو الأخر.
❈-❈-❈
- سرحانة في ايه يا مشمش.
جاءها السؤال من والدتها، لتخرجها من شرود لازمها منذ عودتها الى المنزل، مغادرة المشفى بتصريح من الأطباء ، كم ودت ان تظل بها لتشبع عينيها برؤيته، والحديث الممتع معه، لقد اشتاقت وبشدة لسماع النبرة المميزة منه، خوفه عليها ومرعاته لرضاءها، ترى هل تذكرها اليوم؟ ام انها لم تأتي على باله من الأساس؟
- ينيلك يا بت، هو انا اسألك من هنا وانتي ترجعي لسرحانك من تاني، ايه اللي واخد عقلك؟
زمت شفتيها بضيق، لترفع رأسها بسأم ترد:
- عايزة ايه ياما، ما تسبيني في حالي، انا واحدة تعبانة اصلا، يعني اسرح ولا انام على سريري براحتي..
تبسمت المرأة بمكر، تلقي الكلمات نحوها بمغزى:
- يا ختي ولا تتعصبي ولا تتنرفزي، اسرحي ولا تختفي من الوجود كله حتى ، ربنا يعينك على نفسك ووجع قلبك، صحيح يا ولاد، الحب بهدلة.
ختمت بضحكة أثارت استفزازها، لترمقها بغيظ وهي تغادر بخطوات منتشية بالمرح، لتغمغم في اثرها بضجر:
- فرحانة فيا ياما؟ ماشي، ربنا يسامحك.
❈-❈-❈
في المنزل الكبير وبعد انتهاء تناولهم لوجبة الغداء ، كانت الجلسة مع الجدة والمناكفات والمشاكشات لها، وهي كالعادة لا تتأخر عن الرد:
- جولي يا فاطنة واعترفي ، الدهشان الكبير مكانش بيتحرك ولا يخطي خطوة واحدة من غيرك، انا كذا مرة اسمع ابويا بيقول كدة.
- ابوك برضوا يا ملعون؟ يامن مأدب ما يجولش كدة يا جليل الرباية، لم الواد ده عني يا غازي، ولا اجولك احبسه في الزريبة احسن مع البهايم خليه يتربى
قهقه عارف بصوت الجهوري، ليرد غازي من بين ضحكاته هو الاخر:
- فات الأوان يا جدة، دا كان عايز جرص من وهو عيل صغير، دلوك شحط كبير، وحظنا وجعنا معاه واتجوز بتنا، بجى زي الأتب اللي لازق في الضهر، مش لاجيله حل يا جدة.
- اهو جالك يا فاطنة، حتى الكبير غلب فيا، فات اوان التربية، انا دلوك راجل مسؤل في بنك محترم، بكرة اولادي اطلعهم زيي.
- جلالاة رباية .
قالتها فاطمة لتصدر الضحكات العالية مرة أخرى، واصوات المرح والمزاح تصل لخارج المنزل، بين الرجال والجدة والاطفال ايضًا ، اما عن النساء فقد نهضت نادية من جوارهم، بعد اختفاء صديقتها لتبحث عنها، فقد اشتاقت للجلسة معها .
❈-❈-❈
حاولت بقدر الامكان الا يبدوا عليها شيء، مثلما فعلت الايام السابقة، تتمنى ان تنهي ما بدأته على نفس الوتيرة، لقد سارت ف طريق خطتها وها هي الاَن قاربت على الوصول، حتى تنهي هذا الأمر ونهائيًا، هي ليست ضعيفة حتى تترك احد ما يمسك عليها ذلة لشيء لم تخطئ فيه، من بدأ الغدر لا يشتكي من نتائج أفعاله.
- روح انتي بتعملي ايه؟
جاءها السؤال المفاجئ لترفع رأسها عن الهاتف وتنتبه الى زوجة اخيها التي اقتحمت عليها الغرفة التي اختلت بها عن الجميع، لتباشر ما تفعله