-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - اقتباس الفصل 44 الجمعة 19/4/2024

 

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



اقتباس 

الفصل الرابع والأربعون

تم النشر يوم الجمعة

19/4/2024

توجهت للداخل بعد ان أغلقت الهاتف بتلك المكالمة التي قصت فيها لزوجها كل ما حدث ببيت عمه ولم تنتبه لتلك التي استمعت لحديثها، ولكنها فور دخولها رأتها أمامها تنظر لها بغضب وغل جعل ياسمين تدرك أنها استمعت بالتأكيد.


اقتربت منها وحدثتها بصوت هامس لازدحام الڤيلا من العائلتين:

-انتي واقفه هنا من أمتى؟


كتمت عبراتها وردت:

-من أول المكالمة يا ياسمين.


ارتبكت الأخيرة وقضمت شفتها بتوتر تلعن غبائها فلم يكن لا المكان ولا الوقت يسمحان لها بالتحدث بتلك الأريحية، ولكنها حقا لم تستطع كتم ما بداخلها مما حدث من والدة مازن دون لفظه ولا حتى التحدث مع زوجها بشأنه.


ظلت نرمين تحدق أمامها بشرود وحزن فهمست ياسمين وهي تحاول إخفاء عبراتها حزنا عليها:

-حقك عليا والله، متزعليش.


ارتعشت شفتيها من إثر كتمها لعبراتها وجاهدت لتخرج صوتها عاديا ولكن رغماً عنها خرج مكتوما ملكوما بحزنها وغضبها:

-ازاي متردوش غيبتي وهي بتخوض في عرضي قدامكم؟ للدرجة دي كل واحده منكم بتفكر في أهل جوزها أكتر ما بتفكروا فيا، حتى أختي توأمي وقفت ساكته!


سحبتها ياسمين بعيدا بعد أن لاحظت ضعفها وبداية انهيارها ودلفت لأحدى الغرف الفارغة وهدأتها:

-حقك عليا والله، أحنا حاولنا نرد عليها بس ملحقناش ومازن هو اللي....


قاطعتها صارخة بغضب:

-مازن هو اللي دافع عني قدام أمه واخواتي وقفوا يتفرجوا على اللي بيحصل! انتو ازاي كده؟


اقتربت منها ياسمين تحتضنها ولكنها رفضت ناهرة إياها:

-ابعدي عني، روحي طبطبي على جوزك وعيلته ونامي في حضنه بالليل وأنتي عارفه انه هيسكت على الكلام ده عشان جت في نرمين اللي كل من هب ودب داس عليها وبمساعدتكم كمان.


أدمعت عيني ياسمين وهي تستمع لها:

-لو كانت چنى اللي مكاني مكانش سمح لحد يجيب في سيرتها بالشكل ده، دي لما عملت الكارثة بتاعة جوازها بشادي راح خبى ع الكل عملتها عشان ميسمحش لحد يقولها كلمه تزعلها.


بكت تكمل:

-دي عاليا اللي كانت عامله بلاوي مكانش بيقبل حد مننا  يجيب سيرتها ولا حتى أنتي، لكن نرمين.


صمتت وانهمرت عبراتها:

-تتفلق نرمين، ويتخاض في سمعتها وعرضها وعادي طنط دينا متقصدش، عادي ماهي نرمين قويه وبستحمل، عادي ما هي تستاهل عشان سابت مازن فلازم تفضل تدفع تمن ده عمرها كله مش كده يا ياسمين؟


ارتمت على المقعد تبكي بحرقة وأكملت:

-ليه تكسروا فرحتي بالشكل ده وأنا فرحي كمان أسبوع؟ أنا للدرجة دي مستحقش منكم انكم تردولي اعتباري وسمعتي اللي اتهانت ولا فكركم خلاص طالما هتخبوا عليا يبقى مفيش اذى حصل.


انهمرت عبراتها أكثر وأكثر وهي تضيف:

-وانا بعد كل ده رايحه أتجوز من العيلة دي، العيلة اللي دايما بتكييل بمكيالين ﻷي حاجه تخصهم تبقى مباح وعادي وأي حاجه برة العيلة مش مهمه وملهاش قيمة.


نظرت لياسمين الصامتة، ولكنها لم تتوقف عن ذرف العبرات:

-عارفه إن عيلة الفهد برغم كل المساوئ اللي فيهم دي إلا أنها عجباني جدا، عارفه ليه؟


لم تجد تعقيبا منها فتابعت:

-عشان ايد واحدة مهما حصل لهم هم عيلة واحده وقلبهم على بعض، عمرهم ما يسمحوا لحد يدوس على حد فيهم، بس احنا.


صمتت وضحكت بأسى:

-أخواتي اللي من دمي سمعوا كل الكلام ده عليا ومفيش واحدة منهم حركت شعره من راسها عشاني..


سحبت أنفاسها ومعها ماء أنفها لداخلها والتفتت لتخرج تاركة ياسمين واقفة لا تتحدث وفقط تبكي منهارة وفور خروجها سقطت الأخرى أرضا مغشي عليها فانتبهت نرمين لوقع صوت السقطة فعادت أدراجها لتجد ياسمين على تلك الحالة فصرخت تستدعي النجدة:

-ياسمييين، الحقونيي.

❈-❈-❈


ظل يتنقل من هنا لهناك بسيارته حتى شعر بالضجر فقرر العودة لها وربما التحدث بصرامة تلك المرة ولكن جاءه هاتف أخيه يمزح معه:

-فينك يا عريس؟.


ابتسم مجيبا:

-بشتري شوية حاجات وراجع ع الڤيلا عندي، أنت فينك؟


أجابه واجما:

-هكون فين، في الشركة طبعا ما حضرتك سيبت الدنيا على دماغي وروحت الفهد.


زفر باختناق ونظر للطريق ضاغطا على مقود السيارة بغضب فشعر آسر بصوت أنفاسه الغاضبة وسأله:

-مالك يا يزن؟ ده انا قولت زمانك بترقص من الفرحه بس صوتك بيقول عكس كده..


صف سيارته أمام باب ڤيلته وتكلم بغصة:

-حصل موقف بايخ بيني انا ونرمين وماما وحاليا متخانق مع الاتنين.


ضحك آسر ساخرا:

-من أولها كده؟ يا بني أنا كل يوم بتخانق يا مع ماما يا مع لاميتا بسببهم هم الاتنين وعادي، بكره تتعود وتاخد مناعة.


لم يجد وقتا للضحك بعد أن استمع لصرخات نرمين فترجل من سيارته بسرعة دون غلق الخط أو حتى غلق باب سيارته ودلف مهرولا لمصدر الصوت فوجد الجميع قد سبقوه ووالدته جاثية على ركبتيها تحاول إفاقة ياسمين المغشي عليها.


لف وجهه سريعا تجاه نرمين وسحبها من ذراعها يحاول تهدأتها وهي تبكي بغزراة فاندمج أثر بكائها السابق بسبب ما سمعته مع بكائها الحالي فظهر وجهها بلون أحمر قاتم جعله يحدق بها ويربت عليها باحتواء:

-حبيبتي اهدي.


حركت رأسها تنفي حديثه فتركها وأبعد والدته عن ياسمين وحملها ليضعها على الأريكة والتفت ينظر لنرمين بطمأنة وبحث عن هاتفه، ولكنه تذكر أنه تركه بالسيارة فأشار لهن:

-حد يتصل بالدكتورة دينا بسرعة..


صرخت نرمين رافضة لدرجة انتبه لها كل من چنى وشيرين ليتأكدا من ظنهما أن أمرا كبيرا حدث بينهما جعل ياسمين تفقد وعيها.


لم يكن الوقت يسمح له ليسألها عن سبب رفضها فحمل ياسمين ورمقها بنظرة جادة:

-تعالي معايا.


تبعته لسيارته فأشار لها لفتح الباب الخلفي ووضع ياسمين مستلقية على المقعد ودلف سيارته فدلفت هي الأخرى ترافقه وتحرك سريعا للمشفى.


أمسك هاتفه المعلق أمامه ليهاتف زوجها الذي أجابه بعد عدة رنات:

-خلاص لقيت الملف يا بيه.


ضم شفتيه وتكلم فورا:

-احنا راحين بياسمين المستشفى.


تجهم وجهه وترك مقعدا فورا متسائلا:

-ايه اللي حصل؟


أجابه فورا:

-معرفش أنا دخلت عندي لقيتهم بيحاولوا يفوقوها..


أومأ وأخبره بلهفة:

-طيب روح بسرعة وأنا هتحرك حالا وجايلك.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة