-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الخاتمة- 4 الأثنين 29/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الخاتمة

4

تم النشر يوم الأثنين

29/4/2024

❈-❈-❈

بعد مرور اثنين وعشرون عاما 

استيقظت على صوت حركته بالجناح ففتحت عينيها بخمول ونظرت له تسأله:

-صاحي بدري ليه كده؟


أجابها ضاحكا:

-انهارده فرح بنتك، أومي بلاش كسل.


جلست فجلس بجوارها مقبلا إياها من وجنتها:

-صباح الجمال يا سلطانه.


ربتت على لحيته البيضاء:

-صباح العسل يا سلطاني.


ضحك ووقف تاركا إياها وزافرا بقوة:

-هو مينفعش أكنسل الخطوبه دي؟


ضحكت بهستيرية:

-يا غيور، ده انت طلعت عين الولد لحد ما قبلت بيه حرام عليك وبنتك بتحبه.


عاد جالسا ومشيرا لها لتعقد له ربطة عنقه فشرد بصفاء عينيها وهمس لها:

-العيال كبرونا، ابنك الكبير عايز يتجوز ع الصيف وحتى الزبله الصغير قال مصاحب وبيحب.


خللت أناملها بشعر لحيته الكثيفة وهمست:

-طالعين لمين يعني، ابوهم كان دنچوان.


جعد جبينه مبتسما:

-كان؟ أنا لسه بخيري يا روحي انتي بس اللي مبقتيش تستحمليني.


زادت ضحكاتها حتى استمعا لطرقات على الباب فأغلق عينيه متذمرا:

-طبعا ده الزفت اللي مشاركني فيكي.


حاولت كتم ضحكتها وهو يصيح به بصوت عال:

-اتفضل ادخل يا زفت.


هرع الشاب للداخل وجلس بجوارهما مبعدا راحة والده عنها:

-طيب ابعد كده بس يا بوب بلاش اللازقه دي كفايه بسيبك تنام جنبها طول الليل.


اتسعت حدقتيه صارخا بنجله:

-جود الزفت أنت أطلع بره احسنلك.


رفض بحركة من كتفيه فتكلمت ياسمين أخيرا بصوت متوسل:

-عشان خاطري يا جود بلاش تعصب ابوك انهارده بالذات كفايه عليه خطوبة أختك.


ضحك جود عاليا:

-أيوه فرح الأميرة بنت السلطانه طبعا هتموت وتولع من الغيره كده بس هنعمل ايه يا بوب، نصيبك كده يا كبير.


ضربه خلف رأسه ورفعه لأعلى وتحرك به للخارج وهو يصرخ به:

-روح صحي اخواتك، 5 دقايق وتكونوا تحت ع السفرة وإلا قسما بالله ما هتلاقوا غير الجزمه على دماغتكم يا كلاب.


ألقاه وأغلق الباب وعاد لها منحنيا ومقبلا إياها واخرج من جيب سترته خطاب ووضعه بجانب وسادتها وهمس لها بحب:

-اقريه لما أنزل.


أخرجت تنهيدة فرحة وهي تومئ بسعادة ففتح الصغير الباب فجأة يصيح معترضا:

-جو قديم اوي الجوابات ده يا بوب، أنت مواليد كام يا فارس باشا؟


صر فارس على أسنانه وخلع حذائه وقبل أن يقذفه كان جود قد هرع وأغلق الباب وياسمين منفطرة من كثرة الضحك قفبلها وغادر وأخر كلماته المتذمرة:

-أنا ايه اللي جنني في عقلي ووافقت تخلفي تاني ما كان كفايه علينا الاتنين الكبار العاقلين، عاجبك انتي الأراجوزات اللي جبتيهم دول؟


خرج مغلقا الباب ورائه ففتحت الخطاب لتجد كلماته العذبة التي لم تمل منها بل لم تكتف منها طوال خمسة وعشرون عاما هي عمر زواجهما وقصة حبهما.


خمس وعشرون عاماً مرت وأنتِ بحياتي، تهبيني كل مظاهر الحياة، لم أكن أشعر قبل أن التقيك بنبض ذلك القابع بصدري حتى رأيتك؛ وسار تيار كهربي بجسدي أشعله وأشعل معه نبضاته المحترقة، ولم يكن إﻻ الشعور بالحب اﻷول.


العشق... بل العشق وليس الحب فالحب كلمة لا تصف أبداً مقدار ما شعرت وأشعر به نحوك، فأنتِ الحياة ذاتها، ومن دونها يتوقف هذا الكوكب عن الدوران، بالرغم مما مررنا به طوال سنواتنا سوياً لم يفتر عشقي لك، لم يقل ولو بمقدار ذرة؛ بل زاد، و ما زاده أكثر هو المواقف الصعبة التي مرت علينا ولم تزيدنا إﻻ إصراراً على الصمود سويا من أجل عشقنا.


ها أنا ذا أعلنها صريحة وأعترف، إنه بيوم من الأيام كان يعيش فهداً ضاريا يأكل ضحاياه، و يطارد فرائسه بشراسة؛ حتى التقاكِ أنتِ، مجرد غزالة جميلة ورقيقة، ولكنها قوية وشرسة؛ فأقسم على التهامها وطاردها بكل قوته حتى فعل.


والغريب باﻷمر أنه عندما نجح لم يزيده نصره قوة وشموخا، بل كسره وآلمه أكثر من ألم تلك الغزالة المسكينة التي وقعت ببراثنه، فعلم وقتها أنه هالك لا محالة بدوامة عشقها.


فهد وقع بعشق غزالة، صياد وقع بغرام فريسته، ومفترس أحب طريدته، وأصبح لزاماً عليها ترويضه؛ حتى تستطيع العيش معه دون أن يؤذيها رغما عنه بطبيعته الشرسة، ففعلت.


والآن آتيتك ياسمينتي وغزالتي الرقيقة مروضاً، وديعا كالحمل الصغير الذي يعشق كل تفصيلة بكِ، بداية بمرحك وخوفك وسعادتك، وحتى مجونك و توترك والاكثر غضبك.


فرفقا بعاشقً أرهبه قلبه من كثرة الحب.


اكتب لكِ كلماتي هذه بيوم احتفالنا بمولد صغيرتنا چاسمين وحفل خطبتها الذي تزامن مع يوم ميلادها، ابنتنا التي هي نسخة منكِ، وكم أنا سعيد أنها تشبهك؛ فأصبح عندي قلبان بدلاً من قلباً واحداً.


زوجك المحب والمخلص: 

فارس الفهد.


تمت بحمد الله




يتبع..


إلى حين نشر رواية جديدة للكاتبة أسماء المصري، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة