رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 40 - 4 الخميس 11/4/2024
قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية روضتني 2
(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)
طمس الهوية
للكاتبة أسماء المصري
الفصل الأربعون
4
تم النشر يوم الخميس
11/4/2024
❈-❈-❈
وصل أمام باب القصر ونظر بجواره فوجدها مرتبكة فسألها مهتما لما يبدو عليه حالها:
-مالك قلقانه من ايه؟
أخرجت تنهيدة عميقه وأجابت بصدق:
-اولا فارس ميعرفش اني كنت معاك وسمعت الكلام وممكن يتضايق اني عرفت، وثانيا خايفه مازن يطلع جوه ومش عايزه أي صدام بينك وبينه وخصوصا وهو داخل على عملية صعبه وكبيره زي دي ولا عيزاك تزعل ولا تغير ﻷن...
قاطعها مسكا بيدها بقوة:
-متخافيش، أنا واثق في حبك ليا ولما بغير فده عشان مش واثق فيه هو بس مظنش حاجه تحصل في التوقيت ده أصلا لان مش وقته.
رمقته بنظرات متشككة وهتفت:
-يزن، انت لازم تتعود على الوضع وقدام لما نتجوز هيبقى صعب اوي تمنع اننا نتقابل ولو صدفه لان القرابه بينا كبيره أوي فلازم تتعود وتتأكد اني مش بحب ولا عايزه غيرك وعمري ما كنت هوافق على السرعة اللي اتكتب بيها كتابنا إلا عشان أنا متأكده منك ومن مشاعري ناحيتك.
ابتسم لحديثها وهي تتابع:
-لا في خطوبتي معاه ولا جوازي اللي فات كنت متأكده من قراري ولا مرتاحه زي دلوقتي فأنا الحمد لله ﻷول مره أكون متاكده من قراري وفرحانه بيه فعشان خاطري بلاش تتصرف تصرفات تعكر علينا حياتنا.
اومأ مبتسما وهي تؤكد عليه:
-اتعامل عادي من غير لا حساسية ولا غيره والدنيا هتمشي عادي.
هز رأسه موافقا وقبل راحتها ونزلا متجهان للداخل
فقادتهما الخادمة لغرفة استقبال الضيوف وصعدت لجناح فارس لتخبره بوجودهما فطرقت طرقات خفيفة على الباب فرد فارس ناهجا بأنفاسه وهو لا زال يعلتي زوجته:
-في ايه؟
أجابته سنية بارتباك:
-يزن بيه ونرمين هانم تحت.
رد بحدة خرجت رغما عنه:
-شويه ونازل.
عضت ياسمين على طرف شفتها السفلى بحرج:
-فارس، خلص بسرعه.
انحنى يقبل بل يلتهم عنقها وارتفع رافضا طلبها:
-ﻷ، عايز اشبع منك وأنا مش عارف هغيب عنك اد ايه.
مسحت براحتها على وجهه ولحيته التي تعشقها وهمست برقة:
-عيب ميصحش، يلا وليك عليا أجيلك زيارة ولو ترانزيت اقعد معاك يوم ولا اتنين وأرجع تاني.
هز رأسه موافقا على حديثها واعتدل بجسده ووقف متجها للمرحاض:
-حضريلي هدومي وبعدها جهزيلي شنطة السفر.
انهى اغتساله سريعاً وكانت هي كادت أن تنتهي من تجهيز حقيبته فتركها ونزل ليستقبل ابن عمه وسحبه معه ناحية غرفة المكتب بعد أن أخبر نرمين:
-اطلعي لياسمين فوق في الجناح بتاعنا بتجهزلي شنطتي.
تحركت هي صوب الدرج فأوقفها صوته:
-نرمين.
التفتت منتظره سماع ما يود قوله فحذرها بنبرته الصارمة التي اعتادت عليها:
-محدش يعرف باللي عرفتيه ولا حتى شيرين.
هزن رأسها مؤكدة:
-متخافش.
دلف مكتبه وتبعه يزن جالسا أمامه فأخرج فارس الأوراق ووضعها أمامه ليوقع عليها وناولها ليزن ليفعل المثل وهو يؤكد عليه:
-أي حاجه هتحتاجها ياسمين هتساعدك فيها ولو زنقت أوي معاك كلمني أنا هشغل خاصية التجوال وهكون متاح 24/7 يعني أي وقت متشغلش بالك بفرق التوقيت.
أومأ له وهو متجهم الوجه فسأله فارس:
-في حاجه مضيقاك؟
نفى فوراً، ولكنه رفع وجهه ناحيته متسائلا:
-مازن عارف حالته ولا مخبيين عليه؟
أخبره والعبرات قد تجمعت بحدقتيه:
-عارف طبعا، مينفعش نخبي عليه حاجه زي دي.
صمته جعل فارس يسأله:
-مالك طيب؟
قوس فمه وهو يجيب:
-علاقتي بيه يمكن تكون مش أحسن حاجه بس فكرة انه ممكن يسافر المرة دي ومشوف....
قاطعه فارس بعد أن نهض بعصبية هادرة بنفس توقيت دخول كل من ياسمين ونرمين:
-يا اخي خليك متفائل ولو مش عارف تبقى كده يبقى تكتم وبلاش تقدر البلى قبل وقوعه.
زفر يزن باختناق فصر فارس على أسنانه ونظر لنرمين يخبرها وكأنه أمراً عسكرياً:
-من بكره تروحي الفهد مع يزن عشان تساعديه لأن ياسمين مش هينفع تبقى متواجده معاه طول الوقت عشان الولاد.
ابتلعت ريقها وسحبت نفساً عميقاً تحاول إيجاد رد مناسب لما أمرها به ونطقت:
-مش هينفع يا فارس أنا عندي شغلي و...
قاطعها هادرا بغضب:
-يتحرق شغلك، هو المفروض لما أحتاج مساعدة عيلتي في الظروف اللي أنا فيها دي تبقى الأولوية لمين؟ لشغلك ولا لعيلتك يا نرمين؟
امسكت ياسمين راحتها تضغط عليها وهي تحاول أن تخبرها بأن تمرر غضبه الجحيمي ذلك لما يعانيه الآن من ألم بصدره تعلمه جيداً ففهمت نرمين الرسالة وأومأت بهدوء:
-حاضر يا فارس، المفروض اني في بريك غدا دلوقتي وكده كده وقت البريك خلص وأنا لسه مردجعتش، فخلص هنا وارجع اقدم استقاله.
ترك الملف بحوزة يزن ومسح على وجهه وقد خانته دمعة نزلت على وجهه رآها ثلاثتهم فأدركوا جميعا أنه يتظاهر بالقوة فقط ولكن بداخله طفل خائف ومرتعد من خوض تلك التجربة مرة أخرى بعد أن خاضها مع والده الراحل، ولكن هل تلك المرة يمكن أن تكون التجربة أصعب بل ومؤلمة أكثر.
لم يمر كثير من الوقت ما بين توديع صغيريه ومحاولة إقناع دينا بعدم المجيئ حتى ترعى حفيدها وهو يعلم تماماً أن خبر مرض مازن لن يتأخر بالظهور للجميع وخاصة أخته الصغرى التي قد ترتاب بالأمر إن علمت بسفر دينا برفقتهما، وحتى بعد أن أجبرها بالبقاء جل ما يتمناه أن يتأخر معرفتها للأمر حتى يبدأ مازن بالتعافي فغيابه بالرد عليها بعد إجرائه لتلك الجراحة الدقيقة هو أمر حتمي وما يتبعه من قلق بالغ وربما حالة حزن قد تتملك تلك الصغيرة هو ما يخافه ويخاف معه أن تفقد اهتمامها بصغيرها الذي يحتاج اهتمام ومعاملة خاصة