-->

رواية روضتني 2 (الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد) طمس الهوية -لأسماء المصري - الفصل 45 - 4 الجمعة 26/4/2024

  

قراءة رواية روضتني 2 (طمس الهوية) كاملة
  تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

 

 


رواية روضتني 2

(الجزء الرابع من رواية ترويض الفهد)

طمس الهوية

للكاتبة أسماء المصري



الفصل الخامس والأربعون

4

تم النشر يوم الجمعة

26/4/2024


عادت أدراجها فالتفت فارس له مجددا يتحدث بأسلوب قوي ومتعجرف كعادته:

-من وابوك عايش وأنا كبير العيلة، بوجود عمك مراد أكبر أعمامك وانا كبير العيلة وبوجود الحاج السيد اللي مقامه على روسنا كلنا وانا كبير عليه وعليهم وعلى عيلته كلها، فأنت بقى مستكبر تعترف بده ولا شايفني صغير ومستحقاش؟


مسح يزن على وجهه ولحيته محاولا تهدأة نفسه وعصبيته المؤججة بداخله:

-في حاجات متنفش الكبير هو اللي يتصرف فيها، شرفي وعرضي أنا بس المسؤل عنه ولما الدكتوره تخوض فيه بالشكل ده يبقى...


قاطعه صارا على أسنانه:

-لو الدكتوره دينا قالت ما بالخمر، بوجودي أنت متتكلمش نص كلمه وطالما أنا قولت حقك وحقها هيرجع تالت ومتلت يبقى تتكم وتستنى وتشوف ولما يبقى رد اعتباركم ميعجبكش ابقى اتصرف من دماغك يا بيه.


زفر بعصبيه زاما شفتيه وأضاف:

-بس البني آدم لازم يكون عنده عقل، الدكتوره دينا عمرها ما كانت لئيمة ولا وحشه فلما تتصرف تصرف مش من طبيعتها يبقى لازم قبل ما ندبح نشوف السبب وأكيد مش محتاجه ذكاء من حد انها أعصابها تعبانه وبتتصرف من غير ما تفكر ومع ذلك هي غلطانه وغلطها كبير بس نتصرف بالعقل عشان العيلة متولعش كلها.


اقترب منه وهدر به متسائلا:

-هو أنت متخيل لو روحت أخدت حقك منها جوزها ولا ولادها هيسكتوا؟ أكيد ﻷ وساعتها هتمسكوا في بعض فأنت عايزه ده قبل فرحك بكام يوم؟


اكمل بعد أن ابتلع ريقه:

-محدش هيقبل كلمه من التاني، لا أنت هتقبل كلامهم ولا هم هيقبلوا كلامك ومحدش هيقدر يتكلم ويعاتب ويؤمر يطاع في الموضوع ده غيري شئت أم ابيت الكل في العيلتين ميقدرش يكسر كلامي بس عشان أنت جاي من قريب لسه مش مصدق أو مش متعود بس هتشوف بنفسك.


تحرك صوب الباب وهتف آمرا:

-خلاصة الكلام أنت هتسكت ومش هتتصرف لا بكلمة ولا فعل وحقك وحقها هيرجع وبعدها نتكلم أنا وأنت ونشوف إذا راضي باللي حصل ولا عايز تاخد حقك نفسك برده.



تركهما وغادر فعاد يزن جالسا على الأريكة وجلست هي بجواره فوجدته يتنفس بحدة وغضب فحاولت تهدأته:

-حقك عليا، متزعلش.


رمقها بنظرة حادة تراها منه ﻷول مرة فتجهم وجهها:

-لما حقك وحقي يجبهولنا فارس في أي حوار ممكن اقبله عادي واقبل غطرسته وغروره بس لما يبقى الموضوع في شرفي عيزاني اقبل ازاي يا نرمين؟


مسحت على ظهره برقة:

-أنا السبب في كل ده، حقك عليا.


بلل شفتيه وسحب شهيقا عميقا وطرده بتمهل والتفت ينظر لها بحب بعد أن هدأته لمساتها الحنون فهمس بالقرب من أذنها متغزلا:

-أدوب انا، الرقة دي تخليني ارمي اي هم ورا ظهري بس حاسس اني مضايق يا حبيبتي، عايز آخد حقك بنفسي.


تحدثت هامسة بالقرب من أذنه دافعة الهواء بها قاصدة تشتيته:

-جرب تسمع لفارس ولو معجبكش انا معاك في اي حاجه انت عايزها.


التفت واحتضنها ونظر بتفحص من مكرها الذي كشفه فضحك عاليا:

-أنتي مجرمه وأنا مش هسلك معاكي.


تكلمت مدعية البراءة:

-انا عملت حاجه؟


رفع حاجبا وأحكم ساعديه على خصرها:

-أنتي فاهمه كويس عملتي ايه، بلاش كده بدل الدخله ما تبقى في المكتب وساعتها الفضيحة هتبقى بجلاجل، لاحظي اني عديت ال33 فأنا على آخري أصلا.


تدللت وتمايعت بنعومة:

-هااانت كلها 5 ايام.


قبها برقة وتكلم وهو مطبقا على شفتيها:

-زعلان أوي عشان شهر العسل اسبوع بس.


تعلقت بعنقه بغنج:

-معلش عشان ظروف الشغل وفارس لوحده بس أول ما مازن يرجع واحنا نرجع للعالميه هخليك تاخد اجازة شهر بحاله ونسافر الصين سوا.


أومأ موافقا وسألها:

-انتي هتعملي ليلة الحنه فين صحيح؟


أجابته فورا:

-ياسمين كانت متفقه مع شو زي اللي جه في حنة شوشو وقالت هنعمله عندها في القصر.


غمز موافقا وقبلها فورا قبلة عميقه دافعا لسانه الدافئ بعمق حلقها وﻷول مرة يستخدم معها تلك القبلة وما فاجئه هو تجاوبها معه فتراقص لسانه بخاصتها حتى احتاجا للتنفس فابتعد مرغما وتركها مبتعدا وصاح بحدة مصطنعة:

-ﻷ أنتي تروحي مكتبك أحسن بدل ما هعمل حاجات مش كويسه خالص .


❈-❈-❈

بعد مرور خمسة أيام

صدحت الموسيقى والفتيات يرقصن على أنغامها ويتبادلن الأدوار والأزياء التنكرية والجميع فرحين بتلك الليلة التي تسبق الزفاف وعلى الجانب الآخر اجتمع الرجال من العائلتين بالڤيلا التي يقيم بها يزن ﻵخر ليلة له بالعزوبية، ولكن كانت جلسة الرجال مغايرة لسهرة الفتيات.


نعم لم تخل الجلستين من الموسيقى والرقص ولكن ما بين تدليل العروس وتزينها بالرسومات اللطيفة كان على النقيض ما يتم فعله به من أقرانه من ربطه بالحبال وإجباره على خلع قميصه وتعذيبه بنتف إبطه بشكل مؤلم وعن قصد وهم يمزحون معه:

-لازم تبقى فله يا عريس.


ظل يزن يصرخ ويسبهم بأبشع الألفاظ:

-يا *** يا *** فكوني أحسن هقوم ***.


ضحكوا جميعا واقترب منه فارس غامزا له:

-اسمع بقى يا عريس، بما انك وِلد ولود ومسبقش لك العط فاحنا لازم نطمن عليك أحسن تفضحنا زي عملة أخينا ده.


اشار لساجد الذي لمعت عينه معقبا:

-يخربيت الفضايح اللي على الملئ، يا جدعان في ناس من بره عيلة الفهد معانا مش كده.


ضحك الجميع وتابع فارس متحفزا:

-أنا سمعتي اتهزت بعد فضيحة الأخ ده ومش هسمح لحد يهزها تاني قدام أهل مراتي.


انفطر قلب آسر من الضحك وهو يجد أخيه يحاول المناص منهم دون جدوى وفارس يقترب منه محاولا فك حزام سرواله والآخر يصرخ به:

-يا سافل يا حيوان أقسم بالله لو عملت اللي في دماغك منا سايبك يا فارس.


ضحك فارس دون اهتمام ونظر لمازن الجالس مبتسم ولكنه لا ينخرط معهم بتلك الافعال وهتف:

-تعالى يا مازن ساعديني ولا خايف عليه.


ضحك الأخير واستند على عصاه ووقف أمامه يقول:

-انا بس خايف يزقني يوقعني وانا مش مستحمل زقه.


نظر فارس ليزن ونبهه:

-سمعت؟ يعني أي حركة غلط منك هحملك المسؤليه، مازن تعبان ومش حمل فرك فاقعد كده بالعقل وبلاش تنطيط بدل هنزلهالك على النت تحت عنوان (شاهد قبل الحذف).


اتكئ يزن على المقعد المقيد به ورمق مازن بنظرة توسيلة:

-خليه يسبني يا مازن الله يخليك.


ابتسم وربت على كتفه:

-نحن السابقون وأنتم اللاحقون يا عريس، اجمد كده ومتخافش.


❈-❈-❈

وقفت خديجة مرتدية بدلة رقص غاية بالروعة وشاطرتها تلميذتها بالرقص على نغمات الطلبة الشرقية فصدحت الزغاريد من الجميع وتوالى التصفيق والصياح وكل منهما تؤدي وصلة رقص شرقي لا مثيل لها.


انتهت الأمسية فوقفت چنى ترمق الجميع بنظرات فرحة وهتفت:

-انا عملالكم مفاجأة بس عارفه إن الرجالة ممكن متوافقش عليها بس انهاردة ليلة توديع العزوبية وكل حاجه مسموح بيها ولا ايه؟


ضحكن جميعا ولكن تخوفت ياسمين قليلا من أفكاها المجنونه فسألتها بترقب:

-مفاجأة ايه يا چوچو؟ بلاش بدل فارس ما ينكد علينا ومش هيهمه لا فرح ولا عرسان.


حركت كتفيها رافضة ووقفت تخبر الجميع:

-يلا بسرعه على العربيات.


لمعت أعينهن جميعا وسألتها سحر بتخوف:

-طيب نعرف الاول رايحين فين؟


رفضت اخبارهم ولكن مع إصرارا الجميع هتفت:

-أنا أشتريت بأرباحي السنه دي يخت، بصراحه كان نفسي فيه أوي ولما قولت لمازن معترضتش وهو حاليا في المرسى في النيل فعايزه اخدكم بيه جوله نتفسح ونرقص ونتبسط واتفقت مع شيفات بنات هيجهزولنا أكل فعشان خاطري يلا.


انقسم الجميع لفريقين منهم الموافق وبشدة ومنهم الرافض ومع إصرارها هم الجميع بالموافقة فتحركت كل من چنى وياسمين وخديجة وشيرين ونرمين ولاميتا وساندي وبيري ودعاء واختي عمر وبنات عمة ياسمين وتحركت ورائهن كل من هدى وسحر وعمة ياسمين.


تجهزت السيارات بفرق الحراسة ولكن أصرت چنى على القيادة حتى تجتمع بالفتيات واختارت سيارة سوداء رباعية الدفع تتسع لأربعة عشر راكبا بالإضافة إلى مقعد السائق الذي جلست هي به.


اعترض أمجد محدثا ياسمين بتخوف:

-فارس باشا لو عرف إني سبت چنى هانم تسوق هيأذيني جامد.


ابتسمت تخبره:

-متقلقش، أكيد هتبقوا ورانا واليوم هيعدي ان شاء الله.


قادت السيارة والفتيات بالخلف وتجلس نرمين بجوارها ترتدي على رأسها خمار من التل الأبيض أو ما يعرف بطرحة الزفاف وفوقها تاج فضي وظلت الفتيات تصفق وتصيح مع الموسيقى وچنى تقود بسعادة وفرحة حتى خرجت للطريق السريع وخلفهن سيارة المرافقة فحدث ما لم يكن بالحسبان.


يتبع..


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أسماء المصري من رواية روضتني 2، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة