رواية جديدة سراج الثريا لسعاد محمد سلامة - الفصل 21 - 1 - السبت 27/4/2024
قراءة رواية سراج الثريا كاملة
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية سراج الثريا
"ملحمة غرام بين السرج والثرى"
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سعاد محمد سلامة
الفصل الواحد والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
27/4/2024
«قُبلة بمذاق الحياة»
ذهول عقلي
ما سمعه مستحيل أن يتخيله عقله والأصعب كيف ثريا مرت بكل هذا ، تذكر تبلُدها معه منذ بداية زواجهم، كان يظن أن هذا دلال، بل كان جفاف مشاعر بداخلها كآنها إنسحقت... عاود ينظر الى سعديه وسؤال برأسه قبل أن يسأله أجابته سعديه:
مكنش ينفع نبلغ الشرطة الدكتورة نفسها خافت من سطوة عيلة العوامري
تفهم ذلك لكن سؤال آخر سأله:
وليه ثريا وافقت ترجع تاني مع غيث وتعيش معاه...
توقف للخظات قبل أن يستطرد سؤاله بترقب بقلب يشعر بالغِيره:
ثريا كانت بتحب غيث؟.
ضحكة مؤلمة فى وجه سعديه تغص فى قلبها:
ثريا بعد ما فاقت كانت عاوزه ترجع لدار أمها وأنا وممدوح كنا مرخبين بكده، بس نجيه خافت عليها من حديت الناي الفارغ، ومحاولتش تضغط عليها، بس فجأة لقينها هي اللى غيرت قرارها وقبلت ترجع تاني معاه لداره، وقعدت حوالي تلات أسابيع مكنش حد بيزورها، حتي كان حديتها مع نجيه قليل، وانا كنت زعلانه منها ومكنتش بكلمها، لحد يوم ما عرفنا إن غيث إتجتل... روحت أنا ونجيه نجدم واجب العزا، بس طردونا ومحدش رضي يدخلنا وتانى يوم طردوا ثريا كمان من الدار، وفضلت راقدة فى السرير حوالي شهر ونص كانت طول الوقت شبه نايمه او يمكن كانت بتدعي النوم.
إستغرب سراج يغص قلبه وهو يسأل بترقُب :
كانت بتحبه للدرجه دي؟.
تهكمت سعديه بسخريه وإستهزاء قائله:
ثريا جلبها معرفش الحُب، ثريا كانت زي اللى بتداري مش عاوزه تقابل حد ولا حد يشوفها، زي اللى كانت بتتواري من وصمة عار،كنت بحس أنها بتعاقب نفسها على غلط وخايفه حد يعرفه،لحد ما وصل لينا المحامي بتاع أبو غيث إن لازم ثريا تعمل إعلام وراثه عشان يقدروا طبعًا يتصرفوا فى الاملاك اللى كانت بإسم غيث وثريا كانت من ضمن الورثه ولازم غصب عنهم يعترفوا بده،وقتها ثريا إتبدلت تاني وحسيت إنها عاوزه تستقوي،وفعلًا إستقوت،وغصب عن عينهم خدت حتة الارض اللي متساويش واحد على ميه من ميراثها فى غيث،وإتنازلت عن بقية ميراثها،معرفش سبب ليه إتنازلت،وإسمعنا حتة الأرض دي بالذات،وهما وافقوا غصب،لان لو ثريا إتمسكت ووجفت جصادهم كانت هتنول أكتر منيها، بس هما وافجوا فكروا أنها مسألة وجت والأرض هترجع لهم تاني، بس ثريا رفضت، حتى إنت كمان رفضت تبيع لك الأرض.
كل ما يسمعه يُثير بعقله تساؤلات أكثر وترقُب لإجابه واحدة يود معرفتها
"هل ثريا كانت مُغرمة بـ غيث"
والإجابه بالتأكيد ستكون غير مُقنعة ولا مؤكدة.
تنهدت سعديه بآسف ربما هذا جزء من جواب على سؤال عقل سراج:
ثريا طول عمرها بدور عالسند اللى تتسند عليه وتحس بأمان، ولغاية دلوقتي السند ده مش حاسه موجود حتى معاك يا سراج، ثريا زمان قبل موت أبوها كانت بتخاف تعدي من قدام شارع التُرب(المقابر)،بس لما مات أبوها الخوف ده راح وبقت تروح كتير،ولما تتوه كنا ندور عليها ونلاقيها قاعدة جنب قبر أبوها،ولما كنا نمنعها كانت تقول إنها بتحس بالامان لما بتسند ضهرها على جدار القبر أن إيد أبوها بطبطب عليها،ولما كبرت بجت تقول أنها بتحس أن ده المكان الوحيد اللى مفيش فيه لا لمكانه ولا لفلوس
هنا الأماكن كلها شبه بعض بعيد عن الصخب الصمت له حالة خاصة...
إنفزع قلب سراج لوهله، ثريا تعتقد أن الموت هو الراحة، لكن لن يسمح بذلك تلك المحتالة مازال هنالك من ينتظر عودتها ليس لهدف سوا أن وجودها ذات أهمية كبيرة وخاصة
بدأ فى سؤال خلف آخر يسأله لـ سعديه وهي تِجييب حسب معرفتها، لكن ذُهل حين شعر بحياء وهو يسأل سعديه عن ذاك الآثر الذى بفخذ ثريا:
وإيه السبب فى علامة الحرق اللى فى فخد ثريا؟.
ضيقت سعديه عينيها بعدم فهم قائله:
حرق إيه ده؟.
إستغرب سراج عدم معرفتها، وفسر ذلك:
ثريا عندها علامة كبيرة بفخدها الشمال ومتهيألي إنها آثر لحرق واضح كده.
إستغربت ذلك وبتلقائية قالت:
بعد موت غيث كانت بتعرج ولما سألتها قالت إن وقعت على رجلها ويمكن مجزوعه، يمكن ده السبب، بس لا إيه اللى هيحرقـ...
نظرت سعديه وسراج لبعضهما فمن يفعل وينتهك عِرض سهل عليه الحرق...
خفق قلب سراج، هنالك أسرار مازالت إجابتها لدى ثريا.
❈-❈-❈
إنتهى ظلام الليل وأعلنت الجوناء عن يوم جديد
بمنزل قابيل
لم يهتم بمرض زوجته هكذا، مثلما يشعر الآن بإنشقاق فى قلبه منذ أن علم بإصابة ثريا، وهو مثل الممسوس عقله... يقف بحقد بشقته يهزي:
أكيد سراج هناك لازم أشوف طريقه أعرف بها حالة ثريا إيه بالظبط، لو وصلت أخطفها من المستشفي،مستحيل؟.
لم يستوعب عقله فقط يهزي كآن له الحق بذلك،فكر وفكر،يزداد غلول قلبه وشيطان عقله... يهزي بإسمها
"ثريا، ثريا"
يتنفس كآنه يدخل الى صدرة دخانًا يزفره لهبًا
كيف أصيبت لابد أن يبيد تلك العائله... تتلاعب به الظنون وهو يحاول ان يصل الى أحد ويسأله عن حالتها دون الشك فىسبب سؤاله، لا يود أن يعلم أحد بمكانة ثريا فى قلبه، لكن لا لن يهتم، توجه نحو باب شقته لكن توقف يلوم نفسه:
بلاش تتسرع وتكشف نفسك يا قابيل، سراج مش زي غيث، غيث كنت بتعرف تسيطر عليه بحتة بِت من بنات الليل تركع تحت رجليه،تنفذ رغباته ويتوه معاها، سراج مالوش فى كده.
جلس بإنهاك فكري وقلبي على مقعد بالردهه
بلوم نفسه:
فضلت مستني فرصه عشان تقرب من ثريا وفى لحظه خطفها سراج، زي ما عمل غيث قبله، دلوقتي لازم أفكر فى طريقة أتخلص بيها من سراج مش لازم أنتظر كتير
تلاعب شيطانه به وهو يُفكر حتى رسم له بداية الخِطة التى بنهايتها سينهي سراج.
❈-❈-❈
بـدار عمران العوامري
رغم أنه للتو قد عاد الى الدار، صعد مباشرةً الى شقته، دلف الى غرفة النوم يشعر ليس بإرهاق بدنى بل أيضًا آلم فى ساقه يشتد، تفاجئ حين وجد
حنان مُستيقظة ونهضت من فوق الفراش حين جلس على ذاك المقعد إقتربت منه بقلق سائله:
آدم ثريا أخبارها إيه؟.
أجابها وهو يخلع نعليه:
لسه فى مرحلة الخطر، ربنا يُلطف، أنا جاي أغير هدومي وأخد هدوم تانيه عشان سراج،إسماعيل هناك معاه فى المستشفى مش هينفع نسيبه لوحدك فى الحاله اللى هو فيها،أول مره أشوفه بالشكل المهزوز ده.
وضعت حنان يديها على كتفي آدم تمسد عليهم برتابه وتبسمت قائله:
عشان بيحبها،رغم إنى الكام يوم اللى عشتهم هنا كنت بحس ثريا بتحاول تبعد عن الدار أكتر وقت،ولاحظت معاملة عمتك ولاء ليها فيها نوع من التكبر عليها،يمكن ثريا اللى مش من النوع الإجتماعي واللى بتاخد عالناس بسرعه،بس حاسه قلبها نضيف.
رفع آدم يديه وجذب حنان لتجلس على ساقيه وضمها مُبتسمًا وهو يُقبل وجنتها قائلًا:
فعلًا بحس إن ثريا عندها شوية إنطواء من اللى حواليها،حتى من سراج نفسه رغم أنهم متجوزين،بحس أنها من النوعيه اللى بتخاف تظهر مشاعرها فتتصدم،او تتخذل،كمان بتحاول تبان قويه وهي هشه جدًا.
لمعت عين حنان ببسمه وهي ترفع يدها تضعها فوق وجنة آدم تتحدث بإعجاب:
حبيبي واضح إن هواية الكتابه مآثره عليه،عنده فضول زايد يعرف دواخل الشخصيات ويحلل نفسياتها.
إبتسم وهو يُقبل يدها يضمها أكثر له قائلًا:
مش فضول زايد،أنا أتعودت متسرعش فى الحكم على أفعال الناس،يمكن تكون دي مَلكه ربنا عطاها لى من صغري،أو يمكن تكون موهبة مُكتسبه بعد اللى مريت بيه،كان لازم يكون عندي طولة بال قبل الإرادة.
غص قلب حنان وضمت آدم وهمست جوار أذنه بنعومه:
أنا بحبك يا آدم،وبحب قلبك الطيب.
إبتسم وضمها مُستمتعًا قبل عُنقها،وكاد ينهض وهو يحملها،لكن شعر بآلم فى ساقه،ظل جالسًا،شعرت حنان بآه خافته خرجت من فم آدم،نظر لوجهه قائله:
آدم أنا حاسه إنك بتتآلم من رجلك،المفروض تعمل عليها إشاعه،كمان بتاخد مُسكنات كتير فى الفترة اللى فاتت.
إبتسم وهو يضم وجهها بين يديه قائلًا:
أنا بخير صدقيني،هما شوية وجع بسيط فترة وهيروح.
تدللت ببسمه:
وماله برضوا عشان خاطري إعمل.آشعه وفحوصات حتى لو روتيني.
إبتسم وهو يضمها قائلًا:
تمام،بس نطمن على ثريا وهعمل الفحوصات عشان قلب سيادتك يطمن.
تبسمت وهي تضمه بحب...لكن فجأة شعرت بغصه وهي تعلم أن بعودة حفظي للوعي سيكون هنالك عواقب،تنهدت بتمني أن لا يحصل شئ يفسد عشقها لـ ذاك الآدمي الذي يغمرها بعشق ومحبه ودلال لم تشعر به سابقًا.
❈-❈-❈
بالمشفي
غصبً واقف كل من سعديه ونجيه المكوث بغرفه قام سراج بحجزها لهن،وتركهن كي لا يشعرن بالحرج منه،ذهب الى مكان غرفة ثريا،لكن
لاحظ حركة غريبه أمام الغرفة.. خروج الممرضه وعودتها ببعض الادويه كذالك دخول أكثر من طبيب ومكثوا لوقت سبب هاجس له وحسم امره سيدخل الى الغرفه لن يهتم بمنع الأطباء، لكن فتح باب الغرفه كان هنالك باب آخر زُجاجي مُعتم، قبل أن يفتحه تفاجئ بفتح أحد الأطباء للباب، نظر له قائلًا:
أنا مقدر حالة قلقك عالمريضة، بس ممنوع الدخول، والمريضة نقدر نقول عدت مرحلة الخطر، وان شاء الله ولو محصلش لها إنتكاسة
ممكن بكره تتنقل غرفة مجهزة بس عشان الأوكسجين،لآن إصابة الرئه هيبقى لها تأثير عالتنفس الطبيعي هياخد وقت على ما ينتظم بشكل طبيعي، فمن فضلك بلاش عدم إنصياع، وبس الحالة تستقر بشكل أفضل اوعدك اسمحلك تدخل لها وده هيبقى لوقت صغير.
أومأ سراج له متفهمًا رغم قلقه وشعوره بالإشتياق.