رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 9 - 3 - الثلاثاء 23/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل التاسع
3
تم النشر يوم الثلاثاء
23/4/2024
-رددت من خلفها عزة إليه:
-نعم أدخل، انت لست غريب.
وتدخل بقوله أيضًا عمران والذي اتخذ موقعه واقفًا بداخل الغرفة.
-نعم يا عم عصام، أنت لست بغريب.
سمع منهما يرد على ترحابهما ويخاطبها أيضًا.
-حتى لو كنت لست بالغربب، الأصول دائمًا يجب أن تراعى، اليس كذلك يا عزة، ما حالك اليوم؟
تبسمت تجيبه بصوتها الخفيض دائمًا، في المرض أو الصحة مع نظرة لا ترفعها أبدًا إليه:.
-حمد لله، اليوم أفضل بكثير عن الأمس.
خجلها الشديد استفز طبيعته المشاكسة فتابع ليسألها مرة أخرى بدرما:
-ما هذه القطعة التي بيدك، لا تقولي أنك تذوقتي حلوى ابتسام ومن هذا الطبق بالذات
رفعت رأسها اليه بإجفال وتساؤل، لترد من جوراها زوجته.
-ما بها الحلوى يا عصام، وهذا الطبق تحديدًا؟
صمت ينقل عينيه لعمران بادعاء القلق لينتقل إلى الاَخر ويسأله:
-ماذا يا رجل؟ لماذا هذا السؤال والاَن بالذات؟
زم فمه المذكور وهو يحرك رأسه بعدم رضا، ليشير بكفه، يخاطبه:
-تناول منها وأنت تعرف.
تقبل الدعوة عمران بصدر رحب، رغم ادعاءه غير ذلك، واقترب من ابتسام، ليُمسك بواحدة ويضعها كلها في فمه، ليمضغها بتلذذ امام نظرات المرتين القلقتين، ثم رد على عصام:
-الطعم جيد ورائع، إذن ماذا تقصد؟
صاح عصام بصوته:
-هذا ما اقصه ياراجل، الطعم رائع، ومن هذا الطبق بالذات.
زفر عمران ليدفعه بزجاجة مياه فارغة، غير متقبل بمزاحه الثقيل.
مع هتاف زوجته الساخط عليه وعلى ألعابه السخيفة،
ليجلجل هو بالضحك، وقد تركزت عينيه على هذه الصغيرة التي عادت لتطرق برأسها، تضحك بخجلها المعتاد
فهدر به عمران بتهديد:
-افعلها مرة أخرى يا عصام، وأنا سأقتلع رأسك من جسدك.
تبعته ابتسام هي الأخرى بقولها:
-عندك حق، فهو يستحق كل عقاب، بعد هذه الخدعة، لقد جعلني أظنه مسموم او به شئ غير طبيعي،
عليك اللعنة يا عصام، كان قلبي سيتوقف من الرعب.
وأنتِ يا عزة لابد أنك خفتي بعد مقلب هذا السخيف؟
هزهزت برأسها المذكورة لتُجيبها على حرج:
-في البداية فعلًا خفت، لكن بعد ذلك حدثت نفسي بحسرة، أن كان يقصد شيئًا ما بالفعل، فطعم الحلوى رائع، وأعجبني الحلو بشدة.
-حبيبتي يا عزة، أستطيع صنع طبق اَخر لك لو تريدي، فا أنا اليوم متفرغة لك.
رد زوجها من محله:
-نعم واصنعي لنا نحن أيضًا كمية تكفينا.
تدخل عمران أيضًا:
- تستطيعي فعل ما تريدين بالكمية التي تريدنها، فخزانة الطعام في المطبخ ممتلئة عن آخرها، حتى نرسل للعم مدبولي عامل الحديقة، لقد تعب جدًا معنا في الأمس.
أومأت برأسها ابتسام بموافقة ورد عصام:
-أذن فلنتحرك معي يا صديقي، حتى نترك نحن النساء لفعل ما يُردنه،
قطب يسأله بدهشة:
-ألى أين؟
أجابه عصام بجرأة وصوت عالي:
-إلى منزلي يا رجل، لنقضي نومتنا على كنت الصالون، ولكي تتمكن زوجتي من رعاية زوجتك، وضعها برأسك، هذا الأمر سيستمر لأيام قادمة حتى نطمئن على عزة بقول الطبيبة.
ادعي بملامح وجهه التفهم، ولكن اقدامه في الأسفل كان يجرها بصعوبة، حتى خرج معه على مضض.
فور انصرافهما، التفت لها ابتسام تخاطبها بحماس:
-ها يا عزة، ماذا تريدين إذن مع لقمة القاضى؟ حلو أيضًا؟ ام شيئًا آخر؟
ضمتها عزة بذراعها إليها بامتنان:
-أدامكِ الله لي يا احلى ابتسام .
❈-❈-❈
يتململ بنومته ويتقلب وكأنه على جمر، يستجدي النوم لاعين طار منها النوم، وكيف لا يحدث وصورتها بفستان الزفاف أمامه على الحائط بالحجم الكبير، بجوار زوجها الملعون عصام، والذي كان واقفًا بتباهي، بوضعية يقترحها الكثير من المصورين أن يضع العريس يديه بجيبي بنطاله أسفل سترة حلته.
ليقف بزهو وتميل عليه العروس، ممسكة بطرفي السترة،
بشكل اقرب للفكاهي، وهي تفعل بفرحة تغمرها، وكأنها قد نالت جائزة اليانصيب بزواجها من هذه المتعالي كالطاووس، الذي يختال بجماله ووسامته، تبسم باستهجان مع تذكره ليوم زفافه، فقد كان يبتغي إلغاء فقرة التصوير نهائيًا.
لعيبه الذي يجعله يتجنب المرايا كما يتجنب النظر لنفسه في الصور الفوتوغرافيا او الفيديو، ولكن إصرار عزة هو من جعله يوافق جبرًا حتى لا يكسر بخاطرها كما نبه عليه عمها، ليحضر بعدها هذه الجلسة السخيفة مع اوضاع أسخف يقترحها الشاب المصور.
لتكون النتيجة بعد ذلك صورة غبية أظهرت القطعة المشوهة بوجهه بشكل أحرق دمه، حتى كاد أن يقطعها إلى أجزاء لولا رغبة عزة بالإحتفاظ بهم، بل وتعليق الكبرى على الحائط في قلب مدخل الشقة،
انتفض فجأة على صوت شخير قوي جعله ينتبه إلى جاره العزيز وقد غطس برأسه في نوم عميق، رغم نومه على السيجادة ف الأرض، اعتدل ليستند بمرفقه يتأمله بتفكير، ينام قرير العين بمجرد وضع رأسه على الوسادة
، تعشقه النساء وتتهافت عليه دون ذرة مجهود منه، رغم فقر حاله. مثله!
عاد برأسه للخلف لتُعاوده الحوادث القديمة ونبذ الجميع له، حتى لعب الأطفال كان محروم منه، فلا أحد كان يتقبل بوضعه وهذا الحرق إلا اعداد قليلة من جيرانه واقاربه، فبعد وفاة الوالدة يشعر الطفل باليتم الحقيقي، فما باله حينما يضاف اليه شعور النبذ ايضًا.
ظل بأفكاره المتواترة عن القديم والحديث حتى غلبه النعاس ليستيقظ بعد ذلك على صوت رنين هاتف مكتوم، بنصف فتحة من عينيه وهو نائم، راقب عصام الذي نهض بالهاتف بعد نظره لأسم المتصل.
اغمض عينيه جيدا عمران حينما شعر بسهام عيني رفيقه قبل أن يطمئن من نومه، ثم ذهب بالهاتف للمرحاض ليغلق الباب عليه ويستند بخلف ظهره على حوض الغسيل، قبل ان يرد على المتصل.
-نعم يا حبيبة، ماذا تريدين؟
وصله صوتها وهي تجيب بميوعة مقصودة:
-أريدك يا حبيب القلب.
تأفف يغمغم بالكلمات الساخطة مما جعلها تطلق في ضحكات صاخبة، ليهدر بها غاضبًا بهمس بعد ان أثارت جنونه:
-مابالك يا امرأة اتقصدين فضيحتي بضحكاتك هذه؟ مرة هنا ومرة في الكازينو أمس.
أجابت بعد توقفها عن الضحك:
-أنا لا اقصد في الحالتين ولكنك انت من يجرني لذلك كلما حدثتك.
-نعم يا حبيبتي؟ انا من أجرك، بالله عليكي لا تستفزي شياطيني الاَن، جاري نائم معي المنزل واخشي أن يخرج صوتي إليه، لا ينقصني الفضائح انا،
-أممم
زامت بها قبل ان تسأله بفضول:
- اتعني جارك هذا الرجل المشوه، زوج المرأة التي كادت أن تجهض معكما بالأمس؟
زفر يمسح بطرف كفه على جبهة رأسه يجيبها بسأم:
-نعم هو كذلك، وزوجتي معها لرعايتها الاَن، وانا جئت بعمران، كي نترك الساحة للنساء في الشقة الأخرى
-واو
تفوهت بها ثم تابعت
-اعشق انا هذا التعاون البناء حينما يتفق جاري معي ويشاركني لحظات الفرح واليأس، وخصوصًا لو كان جاري هذا بوسامتك يا عصام.
تأفف للمرة المئة ليردف بنبرة حانقة منها:
-كفي يا حبيبة لقد سئمت من العابك يا امرأة، لماذا تاخذين كلامي بعبث دائم.
أجابته على الفور:
-حتى اعيش سني معك يا عصام.
صمت على نبرتها الغريبة، ثم تحدث كي يردف سائلًا لها:
-ماذا تقصدين بكلماتك؟
تنهدت مطولًا قبل أن تجيبه:
-أقصد شبابك يارجل، ف نظرتك إلي أشعر أني امرأة جميلة وفي غمرتك أشعر بعنفوانك وقوتك، وفي قبلتك أشعر أني انثى بحق، مازالت بخضارها ولم تجف أغصانها
تنهدت مرة أخرى لتتابع:
-لقد اشتقت إليك يا رجل.
ضغط بأطراف انامله على عيناه وقد اثرت به كلماتها ثم قال بصوت خفيض:
-اللعنة عليكِ يا حبيبة، في كل مرة أقرر فيها الانفصال، تجعليني أعود إليكِ صاغرًا.
هللت بفرحة تخاطبه بلهفة:
-إذن إلي ف لتأتي إلي الان قبل ميعاد نوبتك، سوف احضر لك مأذبة للطعام تحلف بلذتها طوال عمرك، هذا إلى جانب الشموع الحمراء والجو الشعري...
قطعها ضاحكًا بصوت عالي قبل ان ينتبه سريعًا، ويخفض بقوله.
أقسم بأنك مجنونة يا امرأة، كيف تخطر على بالك هذه الافكار الغريبة؟ نحن لسنا صغارًا عزيزتي على فعل المراهقين هذا.
ردت بصوت معاتب:
- تبًا لك يا عصام، وما عيب المراهقين، فلنكون مثلهم ما يمنع
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..