رواية جديدة ما بين العشق والهوس لأمل نصر الفصل 5 - 3 - الثلاثاء 16/4/2024
قراءة رواية ما بين العشق والهوس كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ما بين العشق والهوس
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أمل نصر
الفصل الخامس
3
تم النشر يوم الثلاثاء
16/4/2024
لا تقلق.
اردف بها عصام ليذهب بكوبه الفارغ ويغسله من صنبور الحديقة وهو يتابع:
-سوف نتفق على مكان ما ولن نذهب لغيره، مطعم أو كافتيريا مثلًا، أو صالة السينما كما ذكرت لك سابقًا، هي فقط تترجل من السيارة أمام المكان المقصود، وإن احتجنا شئ نذهب أنا وأنت ونترك النساء.
أومأ له بتفهم يهز رأسه ثم التفت على صوت طرق على باب السور الحديدي الكبير، ووجه امرأة رائعة الجمال، بكامل زينتها تتبسم وهي تتطلع إليهما:
-من هذه المرأة؟
تفوه بها عمران باستفسار قبل أن تتنقل أبصاره نحو رفيقه الذي تغير لون وجهه واتسعت عينيه بارتياع.
ليتابع عمران بسؤاله:
-أتعرفها يا عصام؟
نفي الاَخر برأسه على الفور بارتباك قبل أن تجفله المرأة بالنداء بأسمه:
-عصام، يا عصام.
حدق به عمران بتشكك لينهض عن مقعده يخاطبه:
-أنا ذاهب إليها لأرى ما تريد.
-لا بل أنا من سيذهب ، ودعك أنت منها
هتف بها عصام بعجالة ثم تحرك على الفور نحو المرأة بفعل يناقض نفيه، ليُشرق وجه المرأة بابتسامة عريضة برؤيته قادمًا إليها، وتتلقفه بقولها:
-اَخيرًا رأيتك يا عصام؟
وصل المذكور ليلكزها على ذراعها ليدفعها للخلف يقول بتحذير:
-تحركي من أمامي، إمشي إمشي
طاوعته المرأة دون اعتراض وهي مستسلمه لدفعه لها بخشونة كي تسير أمامه، لتردف بميوعة غير مبالية بعنفه أو غضبه:
-جيد حتى ننفرد معًا بالحديث داخل سيارتي بعيدها عن أعين الناس المتربصين.
❈-❈-❈
وبداخل السيارة وبعد أن انضم بجوارها في الأمام صفق الباب بقوة وهو يغلقه، كي يهدر عليها بغضب:
-أجننتي يا حبيبة؟ في مكان سكني وعملي تأتيني؟
كورت شفتيها المطلية بالأحمر القاني لتُجيبه بدلال يشوبه العتب:
-أشتقت إليك يا عصام وأنت لا تُجيب عن اتصالاتي، ولو برسالة .
هتف بوجهها يكز على أسنانه:
-ولماذا أرد يا حمقاء، ألم تستوعبي ما قولته لكِ في اَخر لقاء جمعنا؟ ألم أُنبه وأُشدد على طلبي لكِ لعدم إزعاجي بالإتصال مرة أخرى؟
-نعم قولت... ولكنك لا تقصد.
هتفت بها تعقيبًا على أسئلته لتكمل بابتسامة متسعة:
-أعلم هذا جيدُا يا عصام، في كل مرة تطلب مني الإبتعاد، وبداخلك لا تريد، والدليل أنك لم تحظرني حتى الآن رغم كل تحذريراتك لابتعادي عنك.
تسمع رنين اتصالاتي وتتركها متعمدُا دون رد، كي اَخذ أنا زمام المبادرة كالعادة لأقترب منك بنفسي، اليس كذلك يا عصام؟
سمع منها وازداد احمرار وجهه مع احتقان صدره لما تتفوه به متعمدة كشف ما يدور بعقله، رغم إنكاره الدائم، أجمع قوته ليجيبها بالنفي:
-لا يا حبيبة لست كما قولتي، فا أنت امرأة متزوجة وانا كذلك، لا يحق لي ولا لكِ الخيانة حتى لو بالكلام...
قاطعته بضحكتها الرنانة في قلب السيارة لتقول من بين ضحكاتها:
-رائع أنت جدًا بتفكيرك في هذه الأشياء الجميلة والرائعة، ولكنك لاتفعل بها وأنا أيضًا، هذا طبعي وطبعك، أنت تريدني وأنا أريدك.
قالت الأخيرة بنعومة لتزداد بإغواء وهي تقترب بوجهها منه لتردف:
-لا يمنعك زواج من امرأة للقرب مني، وأنا لا يمنعني رجل عنك، حتى لو كان زوجي.
بالاَخيرة كانت وصلت بقربها منه حتى أصبح وجهها لا يفصله عن وجهه سوى بضع سنتيمترات قليلة، إزدرد ريقه لهذا القرب المهلك منها، فهم بالتشبث باعتراضه الواهي، ولكنها لم تعطيه فرصة لتكمل:
-لقد سافر زوجي يا عصام لزوجته الأخرى في البلدة، يعني قد أصبحت متاحة الاَن لك وفي أي وقت حتى يعود.
يود رفض الدعوة الكريمة منها وتوبيخها بالكلمات القاسية، رفضًا للخيانة التي تبررها له وبكل سهولة ولكن شيئًا ما يمنعه.
يربط لسانه، يشل حركته عن المقاومة، تقوده الشهوة لخيانة غرزت اقدامه بوحلها ولا يعرف كيفية للخروج منها، زادت من قربها، لتهمس بأذنه وصوتها يصل إليه كأنه صدى ما يتحدث به لنفسه:
-تعالى لنستعيد أيامًا جميلة مضت، تعالى لتنسى نفسك وهويتك معي بل والعالم أجمع...
❈-❈-❈
في الجهة الأخرى
وخلف باب السور الحديدي من الداخل، صدره كان يغلي كمرجل نار من فرط ما يشعر به من سوء حظ مقابل ما يمتلكه الاَخر، بنفس ظروفه تقريبًا في كل شئ، إلا هذه الصورة الجميلة التي يتميز بها فتجذب النساء إليه كالذباب حول قدر العسل، وهو المسكين يكفيه التجاهل حتى لا يرى النفور منهن.
يضرب بكفه على اختلال ميزان العدل معه دائمًا، فهذا يمتلك المرأة الجميلة التي يتكبر عليها حتى ولو بكلمة غزل، وهو المسكين يحلم بنظرة واحدة منها إليه، يدعي الصلاح وكره النساء ومع هذا لا يستطيع تخطى ما تعود عليه دائمًا.
فالخطيئة أصبحت تجري بدمه، بداخله الرفض ولكن ضعف نفسه يجعله يخفق في كل محاولة منه للإستقامة، يدعي القوة معها حينما يتفوق بإذلالها، على أتفه الأسباب حينما يقرر فرد عضلاته أمامها، حتى لا تتجرأ وتنقلب عليه، ولكنه في الحقيقية ضعيف ضعيف ضعيف.
نفض يده بضربة قوية على الباب الحديدي حتى اهتز بشدة، قبل أن يعود لجلسته على الكرسي ويتناول الهاتف ليراسلها على حساب الأمس.
-السلام عليكم.
انتظر ردها ولم تُجيب رغم رؤيته للعلامة التي تظهر أن حسابها يعمل والاَن، فتابع لها برسالة أخرى كنداء باسمها:
-إبتسام
أيضًا لم تُجيب على هذه الرسالة لتزيد من غضبه، فيخرح من فمه اللعنات والسُباب عليها قليلة الكرامة، التي يُهينها زوجها وهي ترمي نفسها عليه تترجى وتتوسل رضاه عنها حتى وهو المخطئ:
-غبية حقاء.
لفظ الأخيرة ليُلقي هاتفه على الطاولة البلاستيك بإهمال، ثم تناول من علبة سجائره واحدة يشعلها ليخرج بها غيظه، ينفث دخان الهواء مع انفاسه المتهدجة، طال انتظاره لردها وطال الاَخر بجلسته في السيارة مع المرأة اللعوب.
ولكن من الوارد أن يأتي في أي لحظة، قبل أن تجيبه هذه الغبية وتضيع فرصته في محادثتها الليلة وربما إلى الأبد إذا استمرت بدور الزوجة التي لا تريد إغضاب زوجها وشغلت عقلها، ومض ذهنه فجأة بتذكر الصور القديمة التي نقلها اليوم إلى هاتفه
تناوله على الفور ليُعيد المحاولة معها بإرسال واحدة منهن وهي كانت للدكتور عزيز وهو شاب صغير في السنة الثانية للتعليم الثانوي، بطلة شبابية مبهرة، وهو يرتدي البنطال الجينز في الأسفل وفي الأعلى تيشرت ملتصق بصدره العريض.
شعره الكستنائي الطويل كان منطلق بحرية قبل أن يدخل كلية الطب وتدهسه مسؤوليات التعلم الجدي والممارسة العملية مع أبيه، واقفًا في وسط حديقة المنزل يتشاجر ويضحك مع أخيه، تبسم بداخله حينما تذكر كواليس أخذ هذه الصورة وقد التقطها هو بنفسه لهما.
أرسلها ثم كتب معلقًا في الأسفل:
-هذه صورتي وأنا في الصف الثاني الثانوي، لو تريدي اسألي وانا أذكر لك اليوم الذي أتُخذت فيه؟
وكما توقع لم يصبر دقيقتين إلا ووجدها فتحت وجأته علامة رؤيتها للرسالة، تبسم يسترخي بجسده لخلف المقعد ليتنظر ردها بثقة هذه المرة.
❈-❈-❈
في الجهة الأخرى كانت جالسة على الأرض كعادتها في هذا الوقت تشاهد مسلسلها على شاشة التلفاز، طبق المسليات، في حجرها تتناول منه أثناء اندماجها مع الأحداث، وبنفس الوقت تتابع إشعارات الرسائل التي تصلها دون أن تفتح كما علمها عصام حينما يريد الأفلات من محادثة لأحد الأشخاص.
بداخلها كانت عاقد العزم والنية لعدم الرد أبدًا حتى لو هو نفس الدكتور عزيز، بعد ما حدث بينها وبين زوجها،
وانتهاء الجفاء بينهما، لقد وصلها اليوم منه كلمات غزل لم ينطقها، مشاعر عشق فضحتها عينيه رغم نكرانه الدائم.
لهفة ورغبة حقيقية كافية لرفعها محلقة طائرة في سماء عشقه، رغم خوفها الدائم من انقلاب الأجواء فجأة بالغيوم والضباب المُعتم، فعشرتها معه منذ زواجها به، علمتها أنه غير مضمون، وهي متأكدة من هذا ولكنها تحاول دائمًا لإنجاح الأمر.
يتبع...
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة أمل نصر من رواية ميراث الندم, لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..